نوف الجهمضي تحدثنا عن مكياج المؤثرات الخاصة
-
1 / 5
في عالمها الافتراضي لا تشعر بالغربة والوحدة التي قد نشعر بها في عالمنا الواقعي، تمضي ساعات طويلة بلا كلل أو ملل، تنسى فيها الوقت والأيام وتبدأ باحتساب تقويم جديد مع كل ولادة جديدة لشخصية من إبداعها بملامح قد نألفها أحياناً وأحياناً أخرى يكون لـ «الفانتازيا» نصيب في تشكيلها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
نوف الجهمضي موهبة إماراتية شابة ومميزة، اختارت من شغفها وعشقها بمكياج المؤثرات الخاصة مهنة ومنهج حياة. ليالينا التقت نوف الجهمضي حقيقة بعيداً عن الخيال وأجرت معها الحوار التالي:
ما سر تعلقك بالمكياج ؟
يرجع الأمر لسببين الأول أنني دائما كنت أشعر بمحبتي وعشقي للفن، وأثناء المرحلة الإبتدائية كنت أبحث عن شكل من أشكال الفنون أجد فيه نفسي وبالتالي أبدع فيه ولكنني فشلت، فاتجهت إلى الكتابة. وفي المرحلة الثانوية بدأ تعلقي بالمكياج واكتشفت مدى براعتي في وضعه وسرعة تعلم وتطبيق كل مايتعلق بالمكياج بسرعة فائقة وقدرة عالية، فأيقنت بأنه الفن الذي كنت أبحث عنه لأبدع فيه. أما السبب الثاني يتعلق بإيماني بقدرة المكياج على تغيير أي شخص بدنياً وعقلياً، بمعنى أنني عادة ما أتظاهر بأنني شخصية ما وعلى إثرها أضع المكياج الذي يتناسب مع هذه الشخصية، فأبدو صورة طبق الأصل للشخصية التي تخيلتها.
كيف استطعت تنمية موهبتك ومخيلتك في مجال مكياج المؤثرات الخاصة وما مصدر إلهامك؟
بالممارسة والتدريب، حيث تلقيت العديد من الدروس والدورات التدريبية المتخصصة بمكياج المؤثرات الخاصة، وقد استفدت كثيرا من مشاركتي في مؤتمر عقد لهذا النوع من الفنون تحت عنوان «مختبر المؤثرات» كما حظيت بدعم كبير من أبناء المجتمع الإماراتي. أما مصدر إلهامي فهو العالم بأسره بكل ما فيه من تناقضات، كما أن عملية التحول ومتابعتها خطوة بخطوة تستهويني من بداية التفكير والتخطيط إلى الوصول للصورة النهائية. والشخص الذي يلهمني في هذا المجال هو «ديك سميث» أحد أهم الرواد في مكياج المؤثرات الخاصة والذي أسس لطريقة «التجعيد والتنقيط» في العمل، وقد عمل في الكثير من الأفلام السينمائية مثل "Exorcist" و"Godfather".
ما المقصود بمكياج المؤثرات الخاصة؟
مكياج المؤثرات الخاصة يستخدم لمعالجة شكل الجسد البشري بطريقة تعطي صورة وهمية أو خلق شكل من الخيال ليظهر بصورة واقعية على شكل جروح أو ندوب مثلاً، وإعادة بناء للوجه بحيث نصل لتغيير الملامح بشكل كلي، وهناك أيضاً المكياج «الترقيعي» وهو عملية نحت وصب لعمل أقنعة أو أجزاء من الجسم أو أي شيء نرغب في تشكيله وتكوينه.
ألا تجدين بأن هذا المجال محدود وغير منتشر وكان من الأفضل لو أصبحت خبيرة تجميل بعيداً عن المؤثرات الخاصة؟
على العكس تماماً، هذا الفن مطلوب ويمكن توظيفه في عدة مجالات، وهو غير منتشر لأن هناك نظرة فيها نوع من التعالي والدونية للاختصاص فيه، فنفوت على أنفسنا فرصة الإبداع واكتشاف أسراره، كما أن حجم الإنتاج من الأعمال المسرحية والأفلام في دولة الإمارات محدود والتي يلعب فيها مكياج المؤثرات الخاصة دوراً أساسياً لا غنى عنه، ونجد القائمين على هذه الأعمال يبحثون عن أشخاص من الخارج للقيام بهذه المهمة وبأسعار باهظة. في الواقع أنا محبة للفنون والمجالات التي يكون حجم الإبداع فيها لا حدود له، في حين أن المكياج التجميلي الذي يرتبط بالموضة والأزياء مجال الإبداع فيه لا يتعدى تجميل العيون والخدود والشفاه. ودائماً ما أسعى لعرض أعمالي لعامة الناس ليتعرفوا على هذا النوع من المكياج فيدركوا أهميته وإمكانية توظيفه بالمشاريع المختلفة وخلق الفرص والأفكار التي إن لم تأتني أبحث عنها وأخلقها بنفسي.
ما أبرز التحديات التي تواجهك في مجال مكياج المؤثرات الخاصة؟
عدم توفر المعدات والأدوات والمواد التي تلزم هذا النوع من المكياج في الدولة، وإن وجدت تكون مكلفة وغالية الثمن، مما يدفعني لطلبها عبر الإنترنت أو التعامل مع الموردين والموزعين الدوليين مما يخلق حاجزاً أمام عمل فني مبدع ولامع، ومازلت في بداية الطريق وعندي وعي بإمكانية التغلب على هذه المشكلة مع مرور الوقت.
ما الأمور المدعّمة والمكملة والتي تلعب دوراً مهماً في هذا المجال لنحصلي على النتيجة المثالية؟
الأزياء والاكسسوارات، بحيث نخلق شخصية متكاملة، فلا يمكننا الحصول على الوجه والملامح المطلوبة للشخصية دون الملابس والاكسسوارات وباقي الجسم، وعادة ما يعمل الشخص المسؤول عن مكياج المؤثرات الخاصة في أي فيلم مع فريق عمل متكامل يتولى مهمة اختيار الأزياء والاكسسوارات الملائمة وتصميمها.
أيهما أصعب وضع مكياج لشخص ما ليبدو أصغر سناً أم أكبر ولماذا؟
وضع المكياج لشخص ليبدو أكبر سناً من أصعب أنواع مكياج المؤثرات الخاصة، لأننا نعمل على خلق تجاعيد غير موجودة وتفصيلها بحيث تتناسب مع ملامح الوجه، كما أن هذه التجاعيد ووضعها يختلف باختلاف الشخص فلا يمكننا وضعها بطريقة عشوائية غير مدروسة مما سيجعلها تبدو مصطنعة وغير طبيعية وهذا الأمر يتطلب من الشخص المتخصص في فن مكياج المؤثرات الخاصة أن يطلع على علم التشريح بحيث يرسم في مخيلته كيف سيبدو الشخص حينما يشيخ، وأن ينحت نماذج مشابهة للون وطبيعة الجلد الطبيعي.
ما الفيلم المفضل لديك والذي استخدم فيه مكياج المؤثرات الخاصة بطريقة ملفتة ومبهرة وعن أي شخصية نتحدث؟
فيلم « Alien» وبالتحديد المخلوقات الموجودة في الفيلم، الشيء المبهر والجميل في الفيلم أنه تم صناعة مخلوقات مزودة بتقنيات تحريك شبيهة بالرجل الآلي ولكن بانعكاسات بشرية في حركتها وتصرفاتها تشبه الأفعال البشرية، ومن ثم صناعة الجلد، وبعض هذه المخلوقات كان الشخص الذي بداخلها هو من يقوم بتحريكها. وأنا أحلم وأطمح إلى صناعة رجل آلي يحمل هيئة وردود فعل البشر.
هل مكياج المؤثرات الخاصة يتطلب نوعية معينة وخاصة من المكياج وما أهم الماركات والألوان التي تفضلينها؟
إذا كنا نرغب بالقيام ببعض الأعمال ذات الجودة المهنية العالية فنحن بحاجة إلى نوعية خاصة من المكياج بشرط ألا تؤثر سلباً على البشرة. وهناك مواد تساعدنا لنحصل على النتيجة المطلوبة كالسيليكون، والمطاط السائل، والأكريليك. الألوان المفضلة عندي هي البنفسجي والبرتقالي والأخضر، أما فيما يتعلق بالماركات فأفضل "Make Up For Ever" و"Revlon".
في عالم الجمال والتجميل ما فلسفتك الشخصية وما أهم خطوة في وضع المكياج؟
إما أن تستخدمي المكياج لإبراز جمالك باتباع قواعد الآخرين، أو تظهري شخصيتك وتتبعي قواعدك الخاصة، وأنا اخترت الطريقة الثانية. تحسين مظهر ورسم الحواجب باعتقادي أهم خطوة في إبراز جمالك وإن لم تضعي المكياج.
ماذا عن مشاريعك وأعمالك وأوجه التعاون مع الجهات المختلفة؟
لدي استديو خاص بي أقضي فيه معظم وقتي كما أقوم فيه بتنفيذ الأعمال المختلفة كعمل جلسات تصوير للكثير من العملاء والزبائن منها جلسة تصوير «هلوين» لبوتيك "Bambah" في دبي، وحالياً أعمل على فيلم روائي طويل مع المخرج فاضل المهيري، وهناك الكثير من المشاريع التي أقوم بدراستها لأن عملي يستغرق الكثير من الوقت لتنفيذها من جلسات تصوير وأفلام قصيرة، ومن ضمن المشاريع المستقبلية هناك نية للاشتراك في إنتاج عمل مسرحي.