نصائح طبية للمرأة خلال فترة الحمل
تعتبر تجربة الحمل واحدة من أهم التجارب التي تختبرها المرأة خلال فترة نشاطها التناسلي، وتبدأ فيه مرحلة جديدة تستعد خلالها لاستقبال المولود الجديد، مستفيدة من خبرات وتجارب أفراد العائلة والصديقات، وتتوافر حالياً وسائل متنوعة من كتيبات وفيديوهات وبرامج إذاعية تتكفل بتوعية الحامل وتثقيفها حول ضرورة اتباع العادات الصحية خلال فترة الحمل الطويلة، وتجنب العادات السيئة التي تضر بها وبصحة جنينها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
التغذية المتوازنة خلال فترة الحمل
تفرط المرأة عادةً في عدد الوجبات الغذائية والكميات التي تستهلكها خلال فترة الحمل، ظناً منها بأن هذا الإفراط له فائدة كبيرة تساعد على نمو جنينها داخل رحمها، إلا أن الاستفادة الحقيقية تتركز في اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يؤمن للمرأة الحامل العناصر الغذائية الضرورية لها ولجنينها.
وعلى الحامل ألا تستغل زيادة شهيتها الطبيعية أثناء الحمل، كي تسرف في تناول الطعام، إذ يعتمد اختيار الكميات الأنسب من الطعام على عدة عوامل كمقياس كتلة الجسم (BMI) قبل حدوث الحمل، وعمر الحامل وشهيتها وسرعتها في كسب الوزن، ويسمح للمرأة بزيادة تتراوح ما بين 8-13 كغم من وزنها خلال فترة الحمل الكلية. [1]
السعرات الحرارية اللازمة خلال فترة الحمل
فيما يأتي نوضح لكِ ما تحتاجه المرأة الحامل من سعرات حرارية خلال فترة الحمل: [1]
- الثلث الأول من الحمل (من الشهر الأول حتى الثالث): لا يتطلب زيادة حقيقية في السعرات الحرارية اليومية المكتسبة.
- الثلث الثاني من الحمل (من الشهر الثالث حتى السادس): يوصى بإضافة 340 سعرة حرارية إلى المعدل الكلي اليومي المكتسب.
- الثلث الثالث من الحمل (من السادس حتى التاسع): يوصى بإضافة 450 سعرة حرارية إلى المعدل الكلي اليومي المكتسب.
وتجدر الإشارة إلى أن الزيادة الموصى بها خلال الثلثين الثاني والثالث تعتمد بشكل أساسي على زيادة المقدار المتناول من الأطعمة الصحية للحامل، كالخضراوات والفاكهة والأطعمة الغنية بالألياف والمعادن والبروتينات.
إذ إن زيادة الوزن الكبيرة خلال فترة الحمل ستساهم في ارتفاع ضغط الدم لدى الحامل مع ارتفاع معدل حدوث المشاكل المرضية المختلفة لديها، وقد تؤدي إلى صعوبات كبيرة أثناء عملية الولادة، تجعل القيصرية (C-Section) إجراءً ضرورياً للتوليد.
وتتعدى آثار زيادة الوزن خلال الحمل لتشمل المولود الجديد أيضاً، فتجعله عرضة للإصابة بالبدانة وفرط الوزن خلال فترة نموه، وينبغي دوماً أن تناقشي طبيبك المختص ما تحتاجينه من الغذاء كماً ونوعاً طوال فترة الحمل. [1]
الأطعمة المسموحة خلال فترة الحمل
فيما يأتي نستعرض أهم العناصر الغذائية الضرورية للحامل خلال فترة الحمل ومصادرها: [2]
- الخضراوات والفاكهة التي تؤمن الألياف والفيتامينات المتنوعة، إذ يجب أن تشكل الخضروات والفاكهة نصف كمية الطعام المتناول يومياً.
- الأرز الأسمر والحبوب بجميع أشكالها، التي توفر للحامل الألياف والفيتامينات اللازمة لها.
- الحليب (خال الدسم أو قليل الدسم) واللبن الزبادي اللذين يشكلان مصدراً مهماً للكالسيوم وفيتامين (د)، إذ يجب أن تحصل الحامل على ما يعادل 1000-1300 ميلليغرام من الكالسيوم خلال فترة الحمل.
- البروتينات من مصادر طبيعية صحية، مثل: الفاصوليا، والفول، والبازلاء، والبيض، والبذور، والمكسرات غير المملحة.
- الأغذية الغنية بعنصر الحديد، كحبوب الإفطار (بالإنجليزية: Cereals)، والفاصوليا، وأوراق السبانخ.
- الأغذية الغنية باليود الضرورية لنمو الجهاز العصبي للجنين، كالأجبان والحليب، والبطاطا المشوية، مع كميات محدودة جداً من المأكولات البحرية كالقريدس والسلمون.
- مصادر غذائية غنية بفيتامين (ج) كعصير البرتقال، والليمون، والبروكلي، والطماطم (البندورة)، والفلفل الأخضر.
- مصادر غذائية غنية بفيتامين (أ) كحبات الجزر، واليقطين، والسبانخ، والبطاطا الحلوة، والمشمش.
- المصادر الغذائية النباتية الغنية بالزيت، بديلاً عن الأطعمة الغنية بالدهون الحيوانية الصلبة.
الأطعمة الممنوعة خلال فترة الحمل
أما عن الأطعمة التي ينبغي على الحامل تجنبها خلال فترة الحمل، فهي كالآتي: [2]
- السكارين (المستخدم للتحلية) الذي يعبر المشيمة ويترسب في أنسجة الجنين.
- المشروبات والعصائر المحلاة.
- الأسماك المحتوية على مقدار عال من معدن الزئبق.
- الأطعمة الجاهزة الغنية بملح الطعام، كالبيتزا والهامبرغر والهوت دوغ وغيرها.
- رقائق البطاطا المعبأة بأكياس جاهزة.
- الأطعمة الدسمة، إذ ينبغي تخفيف المقدار المتناول منها خلال فترة الحمل كي يصل إلى 30% أو أقل من مجمل السعرات الحرارية المكتسبة يومياً من الغذاء.
- الأطعمة الغنية بالكوليسترول، وينصح بمقدار يومي منه يعادل 300 ميلليغرام أو أقل خلال فترة الحمل.
- الأجبان الطرية غير المبسترة كالجبنة المكسيكية والفيتا، واللبن الزبادي والحليب غير المبسترين، خوفاً من الإصابة ببكتيريا اللستيريا (بالإنجليزية: Listeria).
النظام الغذائي النباتي خلال الحمل
يمكن اتباع النظام الغذائي النباتي (بالإنجليزية: Vegetarian Diet) أثناء الحمل، شريطة أن تحرص الحامل على تأمين ما تحتاجه من حمض الفوليك ومجموعة فيتامين (ب) والحديد والكالسيوم وجميع العناصر الغذائية الضرورية لها ولجنينها، وعليها استشارة الطبيب المختص الذي يحدد البرنامج الغذائي الأنسب لها ولنمو الجنين داخل الرحم. [2]
الوقاية من التسمم الغذائي خلال الحمل
يمكن للحامل الوقاية من التسمم الغذائي من خلال غسل اليدين بالماء والصابون جيداً قبل تحضير الطعام وبعده، مع غسل الخضراوات بالماء قبل طهيها لإزالة الرواسب العالقة بها، وكذلك الحرص على نظافة سطوح المطبخ وتنظيفها باستمرار.
إلى جانب أنه يجب على الحامل الابتعاد عن الأطعمة غير المطهية جيداً، مثل: البيض، ولحم البقر، والوجبات التي تعتمد على اللحم النيئ بشكل أساسي كالسوشي مثلاً. [2]
ممارسة الرياضة أثناء الحمل
لن يؤثر النشاط الرياضي المعتدل على سلامة الحمل داخل الرحم، شريطة أن تختار الحامل نشاطاً تمارسه باعتدال 2-3 مرات في الأسبوع الواحد، ويعد المشي من أفضل الرياضات التي يمكن للحامل أن تمارسها طوال فترة الحمل، ويليها ركوب الدراجة والسباحة والهرولة الخفيفة.
إلى جانب تنشيط الدورة الدموية لدى الحامل، ويساهم النشاط الرياضي المعتدل في التخفيف من حدوث آلام الظهر والتعب العام، وقد يساهم كذلك في وقايتها من حدوث السكري الحملي (بالإنجليزية: Gestational Diabetes).
فإن كنت تمارسين التمارين الرياضية قبل حملك، وبشكل خاص تمارين الآيروبيك (بالإنجليزية: Aerobic Exercises) التي تزيد معدل التنفس وضربات القلب، يمكنك متابعتها باعتدال على أن تتجنبي الأشكال الشاقة منها، واحرصي على النهوض تدريجياً بعد أداء التمارين، كي تقي نفسك من الدوار.
ولا تنسي أن تناقشي ما يناسبك من التمارين الرياضية مع طبيبك المختص، وعلى الحامل أيضاً أن تحرص على شرب كميات كافية من المياه قبل التمارين وخلالها وبعد الانتهاء منها، وأن تختار ثياباً مريحة تزاول بها نشاطها الرياضي. [3]
نصائح لممارسة الرياضة خلال الحمل
فيما يأتي نوضح لكِ بعض الأمور التي يجب على الحامل تجنبها لضمان نشاط رياضي فعّال ومفيد أثناء فترة الحمل: [3]
- الامتناع عن ممارسة النشاط الرياضي خلال الطقس الحار بشدة.
- الابتعاد عن المغاطس الساخنة وغرف الساونا الدافئة خلال فترة الحمل.
- بعد مرور الأسبوع الثاني عشر على بدء الحمل، ينبغي تجنب جميع أشكال التمارين الرياضية التي تتطلب استلقاءً على الظهر.
محاذير ممارسة الرياضة خلال الحمل
كما لا يُنصح بإجراء التمارين الرياضية أثناء فترة الحمل في الحالات الآتية: [3]
- وجود أمراض جهازية لدى الحامل، كالربو وأمراض القلب والسكري.
- التهديد بالإسقاط أو عند حدوث حادثة إسقاط سابقة لدى المرأة.
- حدوث نزيف.
- وجود ولادات مبكرة سابقة أو إمكانية حدوث ولادة مبكرة حديثة.
- عنق الرحم الضعيف لدى المرأة.
- هبوط المشيمة.
نصائح للزوجين خلال فترة الحمل
تجدر الإشارة إلى أهمية نوم الحامل على الجانب الأيسر في الثلث الأخير من الحمل، لتؤمن جرياناً دموياً جيداً لرحمها ولجنينها، وينصح الحامل أيضاً أن تتجنب الاستلقاء على ظهرها لفترات زمنية طويلة.
يمكن استخدام وسادة خاصة بالحامل، كي تساعد على الاسترخاء وتهيئة نوم مريح، وينبغي الابتعاد عن تناول الأطعمة الحارة والدسمة قبل النوم، لتفادي حدوث القلس المعدي المريئي (GERD) (الحموضة المعدية).
وتشكل الغفوة أثناء فترات النهار حاجة فيسيولوجية مهمة، لا يجدر بالحامل أن تحرم نفسها منها، كي تتمكن من مزاولة باقي نشاطاتها وأعمالها اليومية، فلا تترددي أبداً في إعلام طبيبك المختص عند حدوث أي تبدلات ملحوظة ومزعجة لك خلال النوم، كالقلق والأرق والمشاكل الجهازية المرضية الأخرى. [4]
الجماع أثناء الحمل
تؤمن عضلات جدار البطن الأمامي مع عضلات الرحم حماية جيدة للجنين أثناء الحمل، ولا يشكل الجماع تهديداً خطيراً ينذر بإسقاط الجنين أو أذيته، إلا أن بعض الأطباء قد ينصحون بالامتناع عن الجماع في الأسابيع القليلة التي تسبق موعد الولادة، وينبغي دوماً اتباع النصائح التي يشير إليها أخصائي النسائية والتوليد بدقة.
وبالنسبة لضرورة الامتناع عن الجماع أثناء الحمل، فهناك بعض الحالات التي يشكل فيها الجماع خطراً قد يودي بحياة الجنين، نذكر منها ما يأتي: [4]
- تهديد الحمل بالإسقاط أو وجود حادثة إسقاط سابقة.
- تهديد الحامل بحدوث الولادة المبكرة (التي تحدث قبل مرور الأسبوع 37 على الحمل).
- وجود نزف أو ضائعات مهبلية غزيرة أو عند حدوث المغص غير المفسر.
- تسرب السائل من الكيس الأمينوسي الذي يحيط بالجنين داخل الرحم.
- تمزق الأغشية الباكر.
- انخفاض المشيمة الشديد.
- الحمل التوأمي (الحمل بتوأمين).
- اتساع عنق الرحم الباكر.
نصائح جمالية خلال فترة الحمل
يطرأ على جلد الحامل وملحقاته (شعر وأظافر) تبدلات خاصة بفعل تأثير الهرمونات الحملية، فقد تلاحظ الحامل نمو أشعار في أماكن مغايرة لنموها الطبيعي عادةً، كالوجه والبطن والصدر، علماً بأنها تختفي بعد مرور 6 أشهر على عملية الولادة.
وقد تختبر الحامل أيضاً نمواً سريعاً أو هشاشة ملحوظة في أظافرها خلال فترة الحمل، وتعتبر علامات تمدد الجلد (بالإنجليزية: Stretch Marks) من العلامات المميزة للثلث الأخير من الحمل، إذ تظهر على شكل خطوط حمراء بفعل تمدد جلد البطن الناجم عن تأثير الهرمونات الحملية ونمو الجنين داخل الرحم، ويمكن أيضاً أن تظهر في الفخذين والإليتين والثديين.
ويُنصح عادةً بوضع كريمات مرطبة طوال فترة الحمل على أماكن وجود علامات التمدد في جسمك، كما يجب أن تنظفي فروة رأسك يومياً إن كانت بشرتك من النمط الدهني، ولا يشكل ظهور حب الشباب حالة نادرة أبداً خلال فترة الحمل، ويجب عليكِ اتباع النصائح الآتية للسيطرة على هذه الحالة خلال الحمل: [5]
- اغسلي وجهك يومياً بصابونة منظفة وماء فاتر.
- امتنعي عن عصر الحبوب والبثرات الظاهرة على بشرتك، كي لا تخلف ندوباً وتصبغات مزعجة.
- ضعي على بشرتك مساحيق خالية من الزيوت.
أما عن استخدام الأدوية مثل المضادات الحيوية والكريمات الخاصة بعلاج حب الشباب، فيجب أن يحدد الطبيب المختص ضرورة وصفها من عدمه خلال فترة الحمل، وتجدر الإشارة إلى أن التتراسكلين (بالإنجليزية: Tetracycline) ينبغي عدم استخدامه خلال فترة الحمل، نظراً لتأثيره الضار على نمو أسنان الوليد وعظامه. [5]
التدخين والكحول أثناء الحمل
تعتبر جميع أشكال الكحول سيئة ومضرة بالجنين وقد تهدد بإسقاطه وتشوهه، ولا يوجد مطلقاً ما يدعى بالكمية الآمنة من الكحول التي يمكن للحامل أن تستهلكها دون قلق أو خوف، وتسبب الكحول أذيات عصبية وجسدية بالغة الضرر لدى الجنين، وذلك عند استهلاكها في أي وقت خلال الحمل.
وتعرف مجموعة الأذيات الجنينية الناجمة عن الكحول بمتلازمة الطفل الكحولي (بالإنجليزية: Fetal Alcohol Syndrome) والتي تتمثل فيما يأتي: [6]
- تشوهات وجهية كتشقق الشفة أو شراع الحنك.
- صغر حجم الرأس.
- طول قامة أقل من الطبيعي.
- فرط نشاط حركي.
- صعوبة في التركيز والانتباه.
- ذاكرة ضعيفة.
- مشاكل وصعوبات في التعلم.
- تأخر النطق لدى الطفل.
- ضعف المحاكمة العقلية.
- انخفاض معدل ذكاء الطفل (IQ).
- مشاكل سمعية أو بصرية.
- أذيات عظمية أو كلوية أو قلبية.
أما عن عادة التدخين، فإن الحامل المدخنة ستعرض جنينها لمواد كيماوية ضارة كالنيكوتين والقطران وأحادي أكسيد الكربون، فهي تسبب انقباضاً وعائياً شديداً يعيق وصول كميات كافية من الأكسجين والمغذيات اللازمة لنمو الجنين.
كما يمكن لتدخين الحامل المباشر أو السلبي (استنشاق نواتج احتراق التبغ الذي يدخنه الآخرون)؛ أن يرفع معدلات حدوث انفصال المشيمة الباكر عن الرحم، وتتسع أذيته لتشمل صغر حجم المولود الجديد عن أقرانه الطبيعيين.
إلى جانب أنه يتسبب أيضاً في الإصابة بالسمنة والربو القصبي في مرحلة الطفولة، وقد يشكل التدخين (إن كان مباشراً أو سلبياً) سبباً يشار إليه في إحداث متلازمة موت الرضيع المفاجئ (بالإنجليزية: Sudden Infant Death Syndrome).
لذا ينصح دوماً بالامتناع عن التدخين والكحول خلال فترة الحمل، حفاظاً على سلامة الجنين وحمايته من الأذيات المحتملة والناجمة عن استهلاك هذين المنتجين الضارين. [6]
الأدوية خلال فترة الحمل
يزداد خلال فترة الحمل حجم الدم ووظيفة القلب والكليتين، مما يسرع وصول الدواء المستهلك من قبل الحامل إلى الدورة الدموية وانتشاره في أنحاء الجسم كافة، ومن هذا المنطلق، فقد تم تصنيف الأدوية وفقاً لخطورتها أثناء فترة الحمل إلى 5 تصنيفات تتمثل فيما يأتي: [7]
- (Category A): تضم مجموعة من الأدوية التي أظهرت الدراسات الدقيقة سلامتها وعدم خطورتها خلال فترة الحمل، كالباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) بجرعاته المعتدلة، وحمض الفوليك (بالإنجليزية: Folic Acid).
- (Category B): لم تُظهر الدراسات والأبحاث على الحيوانات أي خطر أو ضرر خاص بهذا التصنيف، بينما لا توجد دراسة دقيقة تختص بتأثيراتها على النساء الحوامل، نذكر منها: ميتفورمين (بالإنجليزية: Metformin)، وهايدروكلوثيازيد (بالإنجليزية: Hydrochlorothiazide)، والأموكسيسلين (بالإنجليزية: Amoxicillin).
- (Category C): بينت الدراسات والأبحاث الدقيقة الضرر الواضح الذي تحدثه مجموعة الأدوية هذه على الأجنة الحيوانية، إنما قد يسمح الطبيب المختص باستخدامها عند الضرورة بصرف النظر عن آثارها السيئة، منها: ترامادول (بالإنجليزية: Tramadol)، وغابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin)، والأملوديبين (بالإنجليزية: Amlodipine).
- (Category D): أظهرت الدراسات كيف يمكن لهذه الأدوية أن تحدث أذيات جنينية لدى استهلاكها خلال فترة الحمل، إنما قد يسمح الأخصائي باستخدامها تحت إشرافه الدقيق في بعض الحالات التي تطلبها، مثل: الكلونازيبام (بالإنجليزية: Clonazepam)، ولورازيبام (بالإنجليزية: Lorazepam)، ولوزارتان (بالإنجليزية: Losartan).
- (Category X): بينت الدراسات الشذوذات الجنينية التي تحدثها أدوية هذا التصنيف، مما يجعلها مضاد استطباب خلال فترة الحمل، منها: وارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، وميثوتريكسات (بالإنجليزية: Methotrexate)، وأتورفاستاتين (بالإنجليزية: Atorvastatin)، وسيمفاستاتين (بالإنجليزية: Simvastatin).
وتجدر الإشارة دوماً إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص الذي يشرف على حالتك خلال فترة حملك قبل تناول أي دواء.
اللقاح أثناء الحمل
يشكل اللقاح وسيلة مهمة لحماية الحامل ووقاية جنينها من مختلف العوامل الممرضة أثناء فترة الحمل، وينبغي التوضيح إلى إمكانية أخذ بعض اللقاحات خلال فترة الحمل، والامتناع عن بعضها الآخر، إذ ينبغي للحامل أن تأخذ اللقاح المضاد لكل من الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (MMR) قبل شهر أو أكثر من حدوث الحمل.
كما يمكنها أن تحصل على اللقاح المضاد للإنفلونزا ولقاح Tdap (اللقاح المضاد للكزاز والدفتيريا والسعال الديكي)؛ خلال فترة الحمل دون خوف أو قلق، أما بالنسبة لالتهاب الكبد الوبائي (بالإنجليزية: Hepatitis B)، فيمكن انتقاله إلى المولود الجديد خلال الولادة، إلا أنه لا يشكل خطراً حقيقياً على صحته، طالما يتوافر له لقاح مضاد يعطى له بعد الولادة.
يجب دوماً استشارة المركز الصحي أو الطبيب المختص قبل الإقدام الفردي على أخذ اللقاح، لا سيما في فترة الحمل التي تعتبر مرحلة حرجة جداً ينبغي الحرص خلالها على سلامة الجنين ووقايته. [7]
تسوس الأسنان خلال فترة الحمل
قد تحتاج الحامل إلى زيارة عيادة الأسنان خلال فترة الحمل لإجراء الفحص الدوري لأسنانها وتنظيفها الفعّال، وتأتي أهمية هذه الزيارة أيضاً مع ظهور الأذيات اللثوية كالتورم والنزف الذي يحتم على الحامل ضرورة مراجعة طبيب الأسنان لمنع تطور الالتهابات الفموية التالية لأذيات اللثة.
وبالنسبة لعمليات حشو الأسنان ووضع التيجان، يعتبر الثلث الثاني من الحمل الفترة المثلى لإجراء هذه التداخلات السنية، نظراً لصعوبات الحامل في تحمل الاستلقاء الظهري الطويل في الثلث الأخير منه.
ويُفضل تأجيل العمليات التجميلية وتبييض الأسنان بالليزر لما بعد الولادة، أما عن الحالات التي تتطلب تدخلاً طبياً ضرورياً كقلع الأسنان مثلاً، فيسمح بإجرائها على أن تستخدم جرعات قليلة من الليدوكائين (المخدر الأكثر استخداماً لإجراء العمليات السنية)، الذي يكفل استرخاء الحامل وراحتها أثناء إجراء العملية.
ويبقى الحكم النهائي للطبيب الذي يقدر الحاجة لزيادة جرعة المخدر من عدمها، وقد يصف أيضاً بعض المضادات الحيوية كالبنسلين أو الأموكسيسلين التابعين للتصنيف ب (بالإنجليزية: Category B) للوقاية من الإنتانات الفموية التالية للعمليات السنية.
وتكثر الاستفسارات عادة حول إمكانية تصوير الأسنان بالأشعة السينية (X-Ray) خلال فترة الحمل، وعليه نشير إلى سلامة هذا الإجراء الاستقصائي شريطة تأمين الحماية اللازمة للحامل أثناء التصوير. [8]
الموجات فوق الصوتية والأشعة السينية خلال الحمل
يعتمد الأطباء عادةً على استخدام الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) أو كما يعرف بالإيكو (بالإنجليزية: Echo) لمراقبة نمو الجنين وتطوره خلال فترة الحمل، مع تحديد عمره وموضعه والكشف عن بعض التشوهات أو الآفات التي قد تعتريه داخل الرحم، ويتحرى كذلك عن المشاكل الخاصة بالمشيمة والمبيضين والرحم وعنقه، وتجدر الإشارة إلى سلامة استخدام هذه الوسيلة الاستقصائية طوال فترة الحمل.
وفيما يخص تعرض الحامل للأشعة السينية (X-ray)، فإن استخدامها لتصوير البطن والحوض والكليتين يشكل خطراً كبيراً على سلامة الجنين داخل الرحم، وينبغي حماية البطن والحوض بشكل جيد من قبل أخصائي الأشعة في الحالات الطبية التي تتطلب هذا الإجراء. [8]
استخدام الطلاء أثناء الحمل
تسارع الحامل إلى انتقاء اللون المناسب لغرفة مولودها الجديد، فهل مبادرتها الذاتية لدهان الحوائط بالطلاء تشكل خطراً على سلامة الجنين داخل رحمها؟
يُنصح عادةً بتجنب تعرض الحامل للطلاء الزيتي أو ما يدخل الزئبق في تركيبه، مع ضرورة امتناعها عن إزالة الطلاء القديم بنفسها، نظراً لما يحتويه على معدن الرصاص المضر بصحتها وسلامة جنينها.
ولو وجدت الحامل في نفسها رغبة مُلحة بطلاء غرفة مولودها بنفسها، يجب اتباع النصائح الآتية لتأمين الوقاية اللازمة لها ولجنينها: [9]
- حماية الجلد عبر ارتداء القفازات الواقية من الطلاء والسترات والسراويل الطويلة.
- تهوية الغرفة المطلية حديثاً بشكل جيد.
- تحديد فترات التعرض للطلاء داخل الغرفة، عبر أخذ فترات استراحة متباعدة واستنشاق الهواء النقي.
- إبعاد الطعام والشراب عن مكان الطلاء لوقايته من الكيماويات التي يحتوي عليها.
وبعد أن تعرفتِ معنا على أهم النصائح الطبية للمرأة الحامل خلال فترة الحمل، عليكِ اتباعها بدقة دون خلل لتفادي حدوث أي مشكلات صحية لكِ أو لجنينكِ، ونود أن نؤكد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تناول أي نوع من أنواع الأدوية، لمنع التعرض لأي مخاطر صحية تنتج عنه.