نانسي عجرم... دلع النساء وأنوثتهن
تعود الفنانة نانسي عجرم من خلال كليب جديد لأغنيتها المصرية "ما تيجي هنا" بعد طول انتظار وتشويق وتسريب بعض الصور والمقتطفات التي اثارت الفضول عند المحبين والمتابعين لها متسائلين عن قصة العمل التي تظهر فيه نانسي كبائعة للبطيخ.
لقد تمكن المخرج الذكي جو بو عيد من ان يظهر نانسي عجرم بإطلالة مختلفة بعيداً من تلك الصورة البريئة التي ظهرت فيها من خلال الاعمال السابقة التي قدمتها. ها هي اليوم تعود إلى مهد انطلاقتها إلى "آه ونص" وإنما بصورة مختلفة وبرؤية مختلفة تفوح أنوثة وجمالاً وألقاً في عمل أقل ما يقال في حقه أنه إضافة مميزة في رصيد نانسي عجرم المهني.
في البداية لا يمكننا التطرق إلى هذا الكليب من دون ان نأتي على ذكر اللون الأحمر الساحر الذي انسكب على شفتي نانسي وانسدل على جسدها وتطاير في البطيخ لتزهو الصورة وتبدو اكثر اشعاعاً وبريقاً وزهواً عاكسة أجواء تضج بالحياة والسحر والاثارة.
تعود نانسي من خلال هذا العمل لتجسد دوراً يظهر جانباً من انوثتها ودلعها الراقي، فهي ترقص كأي فتاة شعبية مراهقة تتمايل مفاخرة ومتكابرة بجسدها وقوامها الرشيق لتبيع البطيخ بكثير من العفوية. وهنا لا بد من التنويه بذكاء المخرج بو عيد من اقناع نانسي بتجسيد هذه المهنة التي اعتدناها حكراً على الرجال، لكنه اصر على اظهارها بفستان أحمر راق وماكياج قوي صارخ وتسريحة رائعة ليلعب على مبدأ التناقض في اشارة واضحة على أنه بإمكان اي امرأة ان تمتهن اي وظيفة في الحياة حتى ولو كانت بائعة بطيخ فبإمكانها أن تحافظ على هندامها ومكامن انوثتها.
فملكة البطيخ تلك تفوقت على كل بائعي الخضار والفاكهة الرجال، في دلالة واضحة على نصرة المرأة بتفوقها حتى في المهن الأكثر شعبية... تفوقت الملكة بفعل جمالها وذكائها وأنوثتها ومشاغبتها حتى إنها تمكنت من قيادة "بيك اب" وهي نوعاً ما فكرة مستغربة بالنسبة إلى النساء فلم تفلت منها مكامن الانوثة كما تمكنت من الإفلات في نهاية العمل من براثن شاويش البلدية الذي جسد دوره ملك جمال لبنان لتتحول في نهاية المطاف إلى بائعة صبير حيث بدت في غاية الجمال وهي تضع وشاحاً ابيض غطت فيه شعرها ونصف وجهها باستثناء عينيها الساحرتين.
أما الرسالة الابرز في هذا العمل فحين يتقدم منها أحد المارة ليسألها إن كانت نانسي فتجيبه بكبر وتمرد "لا مش نانسي" وكأنها تقول ان ما شاهدناه في هذا العمل ليس إلا دوراً تمثيلياً يستحق كل الثناء والتقدير لأنها كما عودتنا محترفة تمثيل كما الغناء إلى درجة لا يستهان بها.
أما من الناحية الإخراجية فلا بد ان نرفع القبعة تقديراً للمخرج جو بو عيد الذي قدم هذا العمل المحترف والمتقن من حيث تقطيع المشاهد والكادرات الأكثر من رائعة وخصوصاً الجمالية منها فضلاً عن الالوان التي ضجت بالحياة والايجابية والزحمة والشعبية.