من منغوليا مع الحب... رحلة مثيرة مع سيارات إنفينيتي
وسط طبيعة خلابة لا تخلو من القساوة قمنا بإختبار أحدث مركبات إنفينيتي للدفع الرباعي
-
1 / 44
لأسباب لوجستية، مناخية أو ربما مجرد وقوع المدينة الإسبانية الشهيرة في الوسط ما بين الشرق الأوسط وشمالي أوروبا، فإنّ برشلونة تُعتبر المكان المفضل لشركات السيارات التي ترغب بتنظيم تجربة قيادة أولى لسيارة جديدة ضمن إنتاجها. ولكن إنفينيتي قررت أن تسبح عكس التيار، لذا إختارت واحدة من أكثر بقاع الأرض رحابةً (1,564,116 كيلومتر مربع مقابل 2.9 مليون نسمة فقط)، أي منغوليا، كي تكون الأرض التي يتم فوقها إختبار أسطول سياراتها التي تندرج ضمن فئة مركبات الإستخدام المتعدد.
في البداية، لا بد من الوقوف عند خصائص هذه البلاد المميزة التي تتمتع بمناخ معقّد متنوّع نظراً لموقعها وتضاريسها. ففي الربيع، ترتفع درجة الحرارة فجأة وتكثر أيام الرياح الشديدة. أما في الصيف الذي يُعتبر قصيراً نوعاً ما، فتتساقط فيه الأمطار كما حدث معنا خلال تجربة القيادة. وفي مقابل ذلك، تنخفض درجة الحرارة سريعاً في الخريف، ويحل الصقيع على العموم مبكراً ويستمر طوال الشتاء الذي يُعتبر طويلاً وقارساً.
ورغم أهمية المكان الذي إتخذناه مسرحاً لتجربة قيادتنا، إلا أنّ الأخير ليس أكثر أهمية من السيارة التي نحن هنا بهدف تجربتها، أي إنفينيي QX50، التي تُعتبر السيارة الأبرز اليوم ضمن مجموعة سيارات الصانع الياباني الفاخر، فمنذ أن أبصرت QX70 (FX سابقاً) النور كأول مركبة كروس أوفر لدى إنفينيتي تحمل تصميماً خاصاً بها غير مستعار من تصميم الشركة الأم نيسان وهي تتمتع بمكانة مميزة ضمن إنتاج إنفينيتي، مكانة لم تستطع أي سيارة أخرى من انتاج الشركة أن تزحزحها عنه، ولكن هذا كان حتى الأمس القريب، أما اليوم فإنّ المرشحة الأبرز لزحزحة QX70 عن عرش أبرز وأشهر سيارة من إنفينيتي ليست سوى QX50، وذلك لأن جديدة إنفينيتي تتمتع بما هو أهم من تصميم جذاب، تقنيات متطورة وجودة تصنيع عالية، فهي السيارة الأولى التي تتمتع بمحرك يعمل بتقنية الأسطوانات العاملة بشوطين، فما هي هذه التقنية وكيف تعمل؟... هذا ما سنتحدث عنه لاحقاً، أما الآن فرحبوا معنا بأحدث مركبة كروس أوفر من إنفينيتي.
ومع السيارة الجديدة، إستغنت إنفينيتي عن قاعدة العجلات القديمة التي كان الجيل السابق من QX50 يقوم عليها لصالح قاعدة عجلات جديدة أكثر تطوراً توفر تحسّن كبير في مستوى الإنقيادية التي أصبحت راقية أكثر مما كانت عليه في الجيل السابق، علماً أنّ QX50 الجديدة كلياً هي أول سيارة من إنفينيتي مزوّدة بنظام قيادة شبه ذاتي يعمل من خلال تفعيل زر مثبّت على المقود ليقوم النظام بتوجيه السيارة وسط الخطوط المرسومة على الطريق مع المحافظة على المسافة التي تفصل السيارة عن المركبات التي تسير أمامها، ولكن هذا النظام يحتاج إلى مواصلة وضع يدي السائق على المقود، أي أنه يتطلب من السائق أن يستمر بالإشراف على عملية القيادة.
وبالعودة للحديث عن محرك إنفينيتي QX50 2019، فهو يعمل بتقنية تُطلق عليها الشركة تسمية VC توربو وهي تقنية جديدة كلياً، فمعها تعمل الأسطوانات الأربع سعة 2.0 ليتر مع توربو على إعتماد شوط قصير يسمح بتوليد أكبر قدر من القوة عند الحاجة لذلك مقابل العمل على شوط طويل عندما يتطلب الأمر الحصول على أعلى كفاءة في إستهلاك الوقود، علماً أنّ المحرك يولد قوة 272 حصاناً و380 نيوتن متر من عزم الدوران، وهو يتصل بعلبة تروس من نوع CVT.
وتضمن هذه التركيبة الميكانيكية للسيارة أن تتسارع من 0 إلى سرعة 100 كلم/س في 6.4 ثانية قبل أن تتابع تسارعها حتى الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 230 كلم/س، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ إنفينيتي QX50 تتوفر إما بنظام دفع أمامي أو دفع رباعي للعجلات، ولكن في أسواق الشرق الأوسط ستتوفر فقط بنظام دفع رباعي للعجلات .
من الداخل، تتمتع QX50 بمقصورة قيادة فاخرة مصنوعة من مواد عالية الجودة تحتل فيها الجلود ومادة الالكنتارا الحيّز الأكبر، فالأخيرة لا تكتفي بالمقاعد وحشيات الأبواب الداخلية، بل تصل أيضاً إلى لوحة القيادة مع حياكة بخيطان متناغمة. أما المقاعد التي توفّر وضعية قيادة مشرفة على الطريق بفضل خلوص السيارة المرتفع نسبياً فهي مريحة بنسبة كبيرة مع احتضان محترم لأجسام الجالسين عليها، علماً أنّ النسخة التي قمنا بتجربتها من السيارة أتت مجهزة بمقاعد ذات تصميم فاخر مع حياكة على شكل الألماس تصل إلى الحافة أسفل القسم الأمامي من المقاعد.
وستصل إنفينيتي QX50 2019 إلى أسواقنا العربية خلال شهر سبتمبر القادم، وحتى هذه اللحظة لم يتم تحديد السعر ولكن المعلومات الأولية المتوفرة أشارت إلى أنّ أعلى نسخة منها سيقل سعرها عن 200 ألف درهم إماراتي، أي ما يعادل 54,458 دولار أمريكي.
ومع وصول موعد إنتقالنا للجلوس خلف مقود سيارة أخرى من سيارت إنفينيتي، لا يسعنا سوى أن نرحب بـ QX50 لاعباً قوياً على ساحة مركبات الكروس أوفر الفاخرة المتوسطة الحجم الذي يشهد حالة من التنافس الشديد.
وعندما حان موعد إستلامنا لنسخة من طراز QX80، كان لا بد لنا أن نعيد التأكيد على أنّ الحديث عن هذه السيارة لا يكون عن مجرد طراز يتمتع بجسم صندوقي، هيكل يقف على أربع عجلات ومقصورة قيادة رحبة كاملة التجهيز، بل عن سيارة تتمتع بهالة أسطورية جعلتها تُعتبر بالنسبة للسواد الأعظم من مالكيها فرداً من أفراد العائلة، أو بأقل تقدير الحاجة العائلية التي لا يمكن الاستغناء عنها، خاصةً في منطقتنا العربية.
في البداية، لعل أهم ما يمكن ملاحظته في كبيرة إنفينيتي هي المقدمة التي باتت تتمتع بشبك تهوئة كبير ذو تصميم عصري فاخر يتناغم ويتداخل مع مصابيح إنارة أمامية جديدة معزّزة بتقنية LED. الأمر الذي أعطى السيارة حضوراً قوياً على الطريق أكثر من أي وقتٍ مضى.
ودائماً على صعيد الخطوط الخارجية، يمكننا القول بأنّ التحديثات واضحة وبدرجة كبير، فقد جرى إعادة رسم المصابيح الخلفية مع بعض اللمسات الجديدة على المؤخرة، فيما بقيت الخطوط الجانبية على حالها تقريباً دون خضوعها سوى لكم قليل من التعديلات.
ميكانيكياً، تأتي QX80 بمحرك يتألف من ثماني أسطوانات سعة 5.6 ليتر يولد قوة 400 حصان على سرعة دوران محرك تبلغ 5,800 دورة في الدقيقة مقابل عزم دوران أقصى يبلغ 560 نيوتن متر يتوفر على سرعة دوران تبلغ 400 دورة في الدقيقة، وتنتقل هذه القوة وذلك العزم إلى العجلات الأربع عبر علبة تروس أوتوماتيكية من سبع نسب أمامية.
أما من الداخل، وبما أنّ عملانية الاستخدام تُعتبر العنصر الأساسي الذي بنت QX80 سمعتها الطيبة عليه، فإنّ إنفينيتي لم تترك أي مجال لانتقاد السيارة التي تُعتبر بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً بالنسبة لها، لذا كان لا بد من إضافة العديد من المواد الفاخرة وتعزيز مستويات التوضيب النهائي بهدف توفير بيئة أكثر راحة لمستخدمي المقصورة الداخلية الرحبة التي تتمتع بصف مقاعد ثاني يتسع لثلاثة ركاب، وصف مقاعد ثالث يتسع لثلاثة ركاب أيضاً ولكن ضمن مستويات رحابة أقل، وبذلك تكون مقصورة القيادة قادرة عند الحاجة على استيعاب سائق وسبعة ركاب.
ودائماً في سياق الحديث عن الرحابة والعملانية، نذكر بأنّ المقصورة باتت تتمتع أيضاً وفي قسمها الوسطي بمساحة تخزين جديدة مع قابس كهربائي بقدرة 12 فولت، فيما تنال الفئات الفاخرة من السيارة نظام يسمح بشحن الهواتف الذكية لاسلكياً، غير أنّ النصيب الأكبر طال المقصورة التي وإن حافظت على جوهرها الأساسي عبر توفيرها لجو فاخر ومريح لأبعد درجة، إلا أنه جرى فيها إعادة رسم لوحة القيادة وهندستها من جديد لتصبح أكثر عملانية وتساهم في تعزيز الجو الفاخر أكثر مع عدد ليس بقليل من التجهيزات الجديدة، مثل شاشة وسطية كبيرة مع نظام ترفيه ومعلومات يعمل باللمس.
على الطريق ومع QX80 تشعر خلال السير فوق المسارات المعبّدة أنك على متن كتلة صخرية كبيرة تتحرك بسلاسة فوق غيمة، ولكن رغم أنّ هذا الوصف قد يبدو رومنسياً لك وبعيد عن الكلام الواقعي الموزون، إلا أنه في الحقيقة الوصف الوحيد الذي أستطيع من خلاله وصف انقيادية السيارة التي من شأنها أن ترفع مستويات ثقتك بالسيارة إلى أعلى المستويات.
وبعد أن أمضينا متسع من الوقت ونحن نستكشف طبيعة الأرض في منغوليا ونتعرف على أساليب الحياة التي يعتمدها سكان هذه المنطقة التي تتمتع بتراث انساني عريق، حان الوقت للعودة على متن طراز QX60، الذي يُعتبر الكروس أوفر المتوسطة الحجم من إنفينيتي والتي تتمتع بثلاثة صفوف من المقاعد وتتسع لسبعة ركاب، علماً أنّ السيارة كانت في البداية تحمل تسمية JX قبل أن يغير الصانع الياباني اسمها عام 2014 ليُصبح QX60، وفي عام 2016 حصلت السيارة على عملية تحديث منحتها شكلاً أجمل مع المزيد من مواصفات الرفاهية والأمان، فيما احتفظت بنفس المحرك من الطراز السابق.
وتتمتع إنفينيتي QX60 بشكلٍ قوي وشرس مع خطوط انسيابية أنيقة، فيما حملت السيارة العلامات التصميمية المميزة لسيارات انفينيتي مثل الشبك الأمامي المزدوج والانحناءات على غطاء المحرك والشكل الهلالي المميز للإطار الكرومي الذي يحيط بالزجاج الجانبي. كما نالت السيارة أيضاً مصابيح متطورة تعمل بتقنية بي كزينون في الأمام ومصابيح LED نهارية ومصابيح ضباب مدمجة مع تزيينات من الكروم.
وكونها تنتمي إلى علامة إنفينيتي الفاخرة، فهي تأتي متمتعة بالجلد الفاخر داخل مقصورتها، الأمر الذي يُضفي طابعاً من الفخامة، وخاصةً مع ذلك التصميم المتقن لأزرار التحكم وتزيينات المقصورة، وحصلت الأخيرة على لوحة عدّادات مُحسّنة عالية الوضوح توفر رؤية أدق للسائق، كما توفر المقصورة مساحة واسعة لتناسب جميع الركاب مع المزيد من المساحة الرأسية والجانبية بين الركاب السبعة .
تتوفر انفينيتي QX60 2017 بفئتين في منطقتنا العربية، الفئة بريميوم والفئة كومفورت. ففيما تأتي الفئة بريميوم بعجلات ألومنيوم قياس 20 بوصة، فتحة سقف زجاجية مظللة كهربائية،مقاعد جلدية، نظام Bose مع 13 سماعة وراديو ومشغل أقراص، نظام ملاحة مع قرص صلب وبوصلة للقبلة، شاشة تعمل باللمس قياس 8 بوصة، نظام تكييف ثنائي المناطق مع ميزة منقي الهواء، تقنية تثبيت السرعة، ميزة بلوتوث ووصلات USBوأزرار تحكم على المقود، تُضيف الفئة كومفورت كل من مساحات زجاج أمامي مع مستشعرات للمطر، فتحة سقف بانورامية مع ستائر خلفية كهربائية، منافذ كهربائية بقوة 120 فولط، نظام صوتي بوز مع 15 سماعة، نظام ترفيه خلفي مع شاشات ملوّنة قياس 7 بوصة وميزة تشغيل المحرك عن بعد.
تم نشر هذا المقال مسبقاً على تيربو العرب. لمشاهدة المقال الأصلي، انقري هنا