من الطفولة للنجومية: مراحل نشأة دنيا وإيمي سمير غانم تحت الأضواء
-
1 / 28
لا تتاح الفرصة للجميع، لنشأة ومعايشة حياة النجوم منذ الصغر، والاستثناء هو ما حدث مع أسرة النجم الراحل الفنان سمير غانم، وهي الأسرة التي أصبح كل أفرادها نجومًا.
نشأت دنيا وإيمي سمير غانم، منذ الصغر تحت الأضواء، تحملا مسئولية أن والديهما نجمان كبيران، في سن الطفولة، وكبرا في مختلف مراحلهما العمرية شاعرتان باهتمام الجمهور بهما أولا كابنتا نجمين، ثم بعد ذلك لانتقال النجومية إليهما.
الطفلة دنيا سمير غانم
"دنيا نجمة من صغرها.. فنانة كده.. بتحب الغنا والاستعراضات وبتتكلم بالراحة"، هكذا وصفت إيمي شقيقتها دنيا، ببساطة وعفوية، ومازال هذا الوصف ساريًا على دنيا الشابة الممثلة.
أحبت دنيا سمير غانم التمثيل منذ الصغر، وتعرفت على موهبتها في الغناء منذ سن صغيرة، في مرحلة الحضانة، اكتشفتها معلمتها وتدعى "سوزي"، وقالت لها "جربي تغني حاجة كده يا دنيا"، ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف دنيا عن الشدو بصوتها العذب.
حفل غناء دنيا سمير غانم في الحضانة
في الحضانة وقفت دنيا سمير غانم، على المسرح في ثقة، لتغني أولى أغنياتها في مواجهة الجمهور بعد تدريب امتد أسابيع.
وأثناء غنائها، تفاجأت دنيا الصغيرة بوالدها ووالدتها مقبلين لحضور الحفل والاستماع إلى ابنتهما الكبرى ذات الموهبة الصغيرة.
وغنت دنيا بعدما شعرت بالدعم والحنان الذي قدمه لها أبويها، ووقتها علم الجميع أنهم أمام موهبة قادمة بلا شك.
مرت الأيام، وأصبحت دنيا أمًا لابنتها كايلا، وفي حضانة كايلا يبدو أنهم اكتشفوا موهبتها التي تشابه مواهب أسرتها لأمها، ولكن كايلا لم تمتلك شجاعة دنيا في صغرها، وأثناء غنائها وعندما لمحت والدتها وسط صفوف الجالسين أمام المسرح، بكت واندفعت مسرعة نحوها تختبئ في حضنها.
وبسبب هذا الانسحاب، لاقت دنيا سمير غانم توبيخًا من والدتها، التي أخبرتها أن سبب انسحاب ابنتها هو جلوس دنيا في الخلف، وقالت لها: "أقعدي لها قدام، إحنا كنا بنيجي وبنقعد لك أول صف، ما ترجعيش تقعدي ورا".
الطفلة إيمي سمير غانم
"إيمي كلها سمير غانم.. واخدة خفة دمه وحركاته وعفويته"، هكذا وصفت الأم دلال عبد العزيز ابنتها إيمي، الفتاة الخجولة الهادئة في طفولتها والتي تحولت إلى ممثلة شابة كوميدية.
أما شقيقتها دنيا فصرحت في لقاء تليفزيوني أنهما في الماضي -أي مرحلة الطفولة- كانا على النقيض تمامًا من الوقت الحالي.
فدنيا سمير غانم الممثلة الهادئة كانت أكثر ميلا للشقاوة والحركة في الطفولة، بينما كانت إيمي طفلة هادئة لا تتحرك من مكانها سوى بمعجزة.
وصرحت إيمي أنها تمنت في طفولتها أن تعمل ضابطة شرطة عندما تكبر، وذلك بسبب دور مثلته دلال عبد العزيز في أحد الأفلام، جعلها تتمنى العمل في هذه المهنة.
الشقيقتان دنيا وإيمي سمير غانم
بحكم ساعات التصوير الطويلة، وأماكن السفر المتعددة التي كانت تجعل دلال عبد العزيز تغيب عن منزلها لأوقات كثيرة في طفولة الفتاتين، كانت كل منهما تقضي طفولتها بصورة مغايرة عن الأخرى.
فدنيا الطفلة التي تحلم بالشهرة والنجومية وترغب في تقليد والدتها، كانت تقلد حركات الممثلين على الشاشة، وتعبث بمكياج دلال عبد العزيز وتسبق السنين عدوًا حتى تكبر ملامحها، مما لفت الأنظار إليها مبكرا وهو ما جعلها تشارك في أحد الأفلام قبل سن العاشرة.
دنيا أيضًا كانت محبة للمقالب والضحك وكانت تتزعم صديقاتها، وفي أحد المرات ادعت أنها وأصدقائها سياح ولا يستطيعون التحدث باللغة العربية وبالفعل استطاعوا خداع بعض الأشخاص.
إيمي الطفلة كانت على النقيض، هادئة، قليلة الكلام، لا يمكن أن تعبث بأشياء تخص والدتها في غيابها، تجلس وحيدة أغلب الأوقات تستمع لأغنياتها في الكاسيت أو تحاول حل واجباتها، مؤكدة أنها لم تكن قوية في دراستها ولكن المعلمين أحبوها لأدبها وهدوئها.
ولكن على الرغم من هذا الهدوء الذي اشتهرت به إيمي في الطفولة، كانت تتمتع بمواهب فنية مثل دنيا، منعها الخجل فقط من استغلالها في سن صغيرة، فكانت تحفظ كلمات الأغاني وترددها، ولكنها لم تظهر رغبة في دخول الوسط الفني مبكرًا مثل دنيا.
دنيا وإيمي في الوسط الفني
اعتقد البعض في بداية دخول دنيا سمير غانم للمجال الفني، أنها تمثل اتكاءً على سمعة والديها، نجمين مثل سمير غانم ودلال عبد العزيز لابد أن يساعدا ابنتهما الموهوبة.
ولكن الأيام أثبتت أن دنيا صاحبة موهبة فطرية، تستطيع تقمص أي شخصية والحديث بأي لكنة وتنجح في أي لون تقدمه، والفنان يحيى الفخراني صاحب نظرة ثاقبة، عندما وقفت أمامه لأول مرة لتمثل معه في أحد المسلسلات، لمس هذه الموهبة وطلب من دلال عبد العزيز أن تتركها له وهو سيعلمها كل شيء.
من جانبها، صرحت إيمي سمير غانم في حوار سابق قبل دخولها المجال الفني، أنها لا تفكر في خوض هذه التجربة، لأنها هادئة بطبعها وخجولة ولا تستطيع الوقوف أمام الكاميرا.
ولكن الأيام أيضًا أثبتت خطأ هذه النظرية، فإيمي دخلت مجال الفن، وفرضت اسمها بين نجمات جيلها، وتميزت بطلتها الخفيفة على الشاشة، وإيفيهاتها العفوية التي ترسمها على وجهها كتعبيرات مضحكة، وحملت ختم مدرسة سمير غانم في الضحك من أجل الضحك.
الشقيقتان دنيا وإيمي سمير غانم، من أبرز نجمات الوسط الفني حاليًا، وهما بعيدتان عن افتعال أي مشاكل داخل الوسط مع أي زميل، يسيران على نهج والديهما، المسالمة والتفاني في العمل، وكسب قلوب الناس ومودتهم ومحبتهم.