مقابلة مع آمنة الحداد: أول فتاة خليجية تشارك في بطولة ريبوك كروس فيت آسيا الإقليمية
طموحها وإصرارها لا حدود لهما، تتحدث بحماس، لتبعث بمن حولها التشجيع والاهتمام بممارسة الرياضة. هي أول فتاة إماراتية وخليجية تشارك في بطولة ريبوك كروس فيت آسيا الإقليمية، والتي تعتبر بمثابة نقطة تحول في حياتها الرياضية.
إنها آمنة الحداد الشابة ذات الاثنتي وعشرين عاماً، التي استطاعت من خلال مشاركتها في هذه البطولة أن تحقق حلمها الرياضي الذي بدأته منذ أن كانت في السابعة عشر من عمرها، عندما بدأت في ممارسة رياضة رفع الأثقال، ووصلت الآن إلى رفع 95 كغ. تحاول آمنة أن تعكس نظرة المجتمع تجاه الفتاة التي تمارس هذه الرياضة.
من خلال حوارها معنا تشرح آمنة عن بطولة "كروس فيت" التي تخلق تحدياً ذاتياً لدى المتدرب، والصعوبات التي واجهتها في البدايات، وتتحدث عن طموحاتها المستقبلية.
بداية، دعينا نعرّف القراء على بطولة "ريبوك كروس فيت الإقليمية"؟
هي مسابقة تكييف الجسم، وتتضمن رياضات رفع الأثقال، الجمباز، رمي الكرة، والجري، بالإضافة إلى التمارين التي تساعد في الحفاظ على صحة القلب، وبإمكان أي شخص يتدرب الانتساب للفريق، وفقط 6 أشخاص ممن يحققون أعلى النتائج يحق لهم المشاركة في البطولة.
ومن خلال هذه البطولة يتم البحث عن الأشخاص الأكثر لياقة في كافة القارات من (فئات 16 سيدات ـ 16 رجال ـ 13 شباب).
تتألف هذه المسابقة من ثلاث مراحل، الأولى هي مرحلة افتتاح البطولة حيث تعتبر مرحلة تأهل للمراحل الأخرى، وتتراوح مدتها حوالي خمسة أسابيع، وفي هذه المرحلة يتم البحث عن الأشخاص الأكثر لياقة من كافة القارات. وخلال مشاركتي في هذه البطولة، حققت بهذه المرحلة المرتبة 70 من أصل 170 امرأة مشاركة من آسيا. وشاركت مع فريقي "ريبوك كروس فيت لايف سبارك دبي" في المرحلة الثانية من بطولة آسيا الإقليمية، حيث بذلنا جهوداً تراكمية خلال الفترة السابقة، مما ساهم في حصول الفريق على المركز الثالث في هذه المرحلة التي عقدت في الفترة من 22 فبراير إلى 25 مارس من هذا العام.
أما المرحلة الثالثة، فتقام في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، ويتم فيها تتويج الفائز في البطولة. وعلى الرغم من عدم تأهل فريقنا لخوض المرحلة الثالثة، إلا أنني أتمنى أن تكون مشاركتي في هذه الألعاب هي بداية لمشاركة العديد من الإماراتيين، وبشكل خاص السيدات في المنطقة العربية.
بماذا تتميز هذه البطولة عن الأولمبياد؟
بطولة "كروست فيت" تختلف بأنها تأخذ أهم مافي كل رياضة وتقدمها في برنامج واحد، كما بإمكان أي شخص من عمر 6 سنوات ولغاية 70 سنة المشاركة في هذه البطولة، حيث يقدم برنامجاً خاصاً لكل شخص حسب الحالة العامة له، ويلحظ المتدرب تطوراً كبيراً في الأداء. وتدريبات "كروست فيت" تخلق تحدياً ذاتياً لدى المتدرب، قبل خوض التحدي والمنافسة مع الفرق الأخرى.
ما سبب توجهك لرفع الأثقال؟ ومتى كانت البدابة؟
في السابعة عشر من عمري وكأي فتاة كنت أبحث عن كل ما يتعلق باللياقة والبرامج الغذائية الصحية، وبعد بحث مستمر توصلت إلى أهمية رفع الأثقال بالنسبة للنساء، فهي تساعد في تقليل الدهون في الجسم، تقوي العظام، وتشد الجسم وتمنح المرأة ثقة أكبر بنفسها، وبعد ممارستي لرياضة رفع الأثقال شعرت بأنني أكثر أنوثة.
وقد بدأت بتدريبات منتظمة في رفع الأثقال، وفي السنة الماضية التقيت بالمدربة كانديس وهي صاحبة "ريبوك كروس فيت لايف سبارك" في دبي وتحمل أيضاً لقب "المرأة الأكثر لياقة بدنية في آسيا"، وبدأت التدريب معها على تدريبات بطولة كروس فيت، وأحببت كثيراً هذه الرياضة، ورغبت في المشاركة بالمسابقة، والخمسة أشهر التي سبقت الموعد كانت عبارة عن تدريبات مكثفة وطعام صحي.
ألم تخشي من ظهور وبروز العضلات في جسمك؟
هذه فكرة خاطئة لدى الناس حول رفع الأثقال، فهذا الأمر لا يحدث على اعتبار أن الهرمونات لدى المرأة تختلف عما هي عند الرجل، وهناك سيدات بإمكانهن رفع أكثر من 100 كيلوغرام على الرغم من أن أوزانهن لا تتعدى الخمسين كيلوغرام.
كم يبلغ الوزن الذي تستطيعين حمله؟
وصلت الآن إلى 95 كغ.
هل من مضار نتيجة ممارسة هذه الرياضة؟
في أي رياضة تُمارس يجب اتباع تعليمات المدرب، وإلا فسيكون لها انعكاسات سلبية، لذلك يجب خلال ممارسة الرياضة الانتباه إلى تفاصيل كل حركة يقوم بها، حتى لا يتأذى الشخص.
ما هي التدريبات اليومية التي تخضعين لها؟
أُركز الآن على التدريبات التي تحافظ على اللياقة، بالإضافة إلى رفع الأثقال، ولكن بإذن الله بعد شهر رمضان المبارك سأبدأ بالتدريبات الخاصة للمشاركة مجدداً العام القادم ببطولة "كروست فيت"، حيث سأركز على التدريبات التي تطور المهارات في الجمباز، بالإضافة إلى تمارين رفع الأثقال والتمارين التي تساعد في الحفاظ على صحة القلب، وبالتأكيد سأتابع أسلوب حياة أكثر صحة وأكثر نشاطاً.
ماذا عن التحديات التي واجهتك في البداية؟.. وكيف استطعت التغلب عليها؟
هناك أمران، الأول التعليقات السلبية التي وجهت لي من الشباب العرب، فللأسف هم لا يدركون ما الذي أقوم به! من وجهة نظرهم أنا فتاة أرفع أثقال وهذا الأمر غير أنثوي.
أتمنى أن تتغير هذه الفكرة لأنها خاطئة، فأنا أمارس هذه الرياضة مع المحافظة على تقاليدنا وعاداتنا واحترام ديننا، وألقى احتراماً كبيراً من الأشخاص الذين يشاركونني هذه الرياضة.
أما المشكلة الثانية فتتمثل بعدم قدرتي على تأمين الدعم من المجتمع، وعدم توافر رعاة كي أتمكن من السفر والمشاركة في البطولة، ولكن الحمد لله قبل السفر بأسبوعين، حدثني السيد سلطان الدرمكي وهو كاتب ورجل أعمال وقدم لي الدعم المطلوب بمساندة شريكه في العمل، وبالإضافة إلى الدعم المعنوي، فقد كان متابعاً لكل تحضيراتي للمسابقة، وعبّر لي أنه فخور بما أقوم به.
كيف تقبل أهلك فكرة دخولك هذا المجال؟
في البداية كان هناك صعوبة في تقبلهم الأمر، وخصوصاً والدتي، إذ كان لديها خوف من أن يتأذى جسمي من هذه الرياضة، ولكن فيما بعد عندما رأت تسجيلات خلال تدريبي وكيفية حملي للأثقال، تشجعت أكثر وبدأت تشجعني على ذلك.
إلى أي مدى تحتاج هذه الرياضة إلى دعم الحكومة؟
على اعتبار أن هذه الرياضة ما زالت جديدة، فهناك الكثير من الأشخاص لا يملكون أية فكرة عنها، لذلك أحاول من خلال الإعلام أن أوضح ماهية هذه الرياضة التي ساعدت الكثيرين في خفض أوزانهم، وجعلت ممارسة الرياضة أمراً محبباً لدى الناس، فبالنسبة لي حاولت أن أعمل من أجل أن أدفع للتدريب، وقد وصلت إلى هذه المرحلة بمجهود شخصي من دون أي دعم، لذلك أتمنى أن تلقى هذه الرياضة دعماً أكبر، وخصوصاً الأشخاص الذين ما زالوا في بداية مشوارهم.
كيف ترين موقع المرأة الإماراتية اليوم؟
بفضل دعم شيوخنا ـ حفظهم الله ـ استطاعت المرأة الإماراتية التواجد والعطاء في كافة المجالات على اختلافها، فهناك تشجيع من القيادة، ولكن ما ينقصنا هو الوعي من المجتمع تجاه دور المرأة وخصوصاً في مجال الرياضة، فما زال البعض لا يقدر دورها في هذا المجال، لذلك أنا أتمنى من المجتمع أن يكون داعماً بشكل أفضل في المستقبل.
ما الرسالة التي توجهينها للمرأة؟
إذا أحبت القيام بشيء فلا تجعل أية صعوبة تقف أمام تحقيق هدفها، أو تحط من معنوياتها ونشاطها، وإنما يجب أن تؤمن بالشيء الذي تقوم به ويكون لديها إرادة قوية لتصل إلى مبتغاها.
ماذا تتمنى آمنة على الصعيد الشخصي؟
أن امتلك نادٍ خاصاً يشجع النساء على الرياضة والتدريب بطرق مختلفة عن الطريقة التقليدية التي تسبب الملل أحياناً، ومن خلال هذا النادي سأبين أهمية رياضة رفع الأثقال.
ما هو التحدي القادم؟
هدفي وطموحي الأساسي أن أشارك في الأولمبياد في مجال رفع الأثقال، الآن "كروس فيت" فتح أمامي المجال كي أتعرف على هذه الرياضة وأمارسها بطريقة تنافسية، وكي أطور مهاراتي لأصل إلى هدفي الأساسي.
بعيداً عن رياضة رفع الأثقال، ما الذي يجذب آمنة؟
أحب القراءة كثيراً والبحث عبر الإنترنت عن المشاكل الصحية، بالإضافة إلى الكتابة فلدي مدونة على الانترنت أشجع من خلالها على الرياضة، وما أدونه هو نتيجة تجربتي وخبرتي، ولهذا أنا أحاول تقديم النصح لهم.