مفاوضة عروة بن مسعود الثقفي في الحديبية

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الأربعاء، 18 يناير 2023
مقالات ذات صلة
العروة
بنود صلح الحديبية
ما كان بعد عقد صلح الحديبية

تعتبر مفاوضة عروة بن مسعود الثقفي في الحديبية هي المفاوضة الثالثة بين المسلمين وقريش، ويقال بأنها بمثابة حرب نفسية على المسلمين بقلب الحقائق واتهامهم بالقتل والعصيان. وجاء صلح الحديبية رغبة النبي عليه الصلاة والسلام في زيارة الكعبة وأداء العمرة مع أصحابه.

مجريات سير مفاوضة عروة بن مسعود الثقفي في الحديبية

وصل المسلمون الحديبية وأقاموا فيها قبل أن يصلوا مكة، فخرجت قريشٌ بجيشٍ لصدِّ المسلمين عن البيت الحرام وقتالهم، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لبُدَيْل الخزاعي مع جماعة من قومه: إذا أرادت قريشٌ هادنتهم لمدَّةٍ لا قتال فيها بيننا، ويتركوني ودعوتي التي أدعو بها الناس، فإن أرادوا دخلوا في هذا الدين الذي يدخل فيه الناس، وإن لم يفعلوا، فإنهم سيكونون قد استراحوا من الحرب لفترةٍ ترجع لهم عافيتهم من هذه الحروب، فهم قد أتعبتهم الحرب، فإن أبوا إلا أن يقاتلوننا، فوالذي نفسي بيده، لأُقاتلنَّ على أمري هذا حتى أموت، ولَيُنْفِذَنَ الله أمره.

فذهب بُديل الخُزاعِيُّ لمكة يُخبرهم بما عرض النبي عليه الصلاة والسلام عليهم، فرفضوا أن يدخل النبيُّ عليهم مكة عَنْوَةً، فعرض عروة بن مسعودٍ الثَّقفي بأن يذهب للنبي ليُكَلِّمه، فلما جاء لعند النبي عليه الصلاة والسلام، قال: يا محمد، لقد جمعت أخلاط الناس، ثم جئت بهم لقومك لتقضي عليهم، فلقد خرجت قريشٌ إليك لتمنعك وهم يلبسون جلود النمور ويُعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عَنوةً، فقال النبي عليه الصلاة والسلام له كما قال لبُدِيل الخزاعي، فقال عُروة: يا محمد هل سمعتَ أنَّ أحداً قد اجتاح قومه مثلك؟ وإن هم من غلبوك، فإني والله لأرى وجوهاً سيتركونك ويهربون ويخذلوك، فغضب أبو بكرٍ وقال له يشْتِمُه: امصص ببظر اللات، أنحن نَفِرُّ عنه وندعه؟ ثم كان عروة الثقفي يراقب كيف كان الصحابة يحبون ويعظمون النبي عليه الصلاة والسلام، وكيف كانوا يأخذون ما بقي من وضوئه، وكيف يطيعون أوامره، حتى أنهم لم يكونوا يتركون نخامة منه تصل إلى الأرض، إلا وقد أمسك بها أحدهم يدلك بها وجهه، وهذا يدل على أنه عليه الصلاة والسلام ما من أحدٍ يعافه، وما من أحدٍ يُديم النظر في وجهه تعظيماً له، فلما رجع عروة لقريش، أخبرهم كيف أن أصحاب النبي يعظمونه ويطيعونه، وقال: ما رأيت ذلك لا عند كسرى ولا قيصر ولا النجاشي، وإني أراهم يُقدِّمون أرواحهم دفاعاً عنه، وإنه قد عرض عليكم خطة رُشدٍ فاقبلوها منه.