مصر تودع أنيسة حسونة: تعرفوا على أيقونة محاربة السرطان

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 مارس 2022
مقالات ذات صلة
الأمير ويليام يرد على سؤال محارب سرطان حول صحة كيت ميدلتون
نجمات يكسرن الصمت: قصص مؤثرة عن محاربة السرطان
تعرف على فوائد نخاع العظم وأهمها الكولاجين و محاربة السرطان

غيّب الموت، الأحد، الدكتورة والبرلمانية المصرية، أنيسة حسونة، بعد رحلة طويلة من محاربة السرطان، جعلتها واحدة من أشهر مقاومات "المرض الخبيث" في مصر.

وتوفيت حسونة عن عمر ناهز 69 عاما، وعرفت في مصر بصمودها ومقاومتها الطويلة لمرض السرطان، قبل أن يصل صداها إلى العالم، بعدما تم اختيارها من بين أقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم، في تصنيف مجلتي "آربيان بيزنس" و"coe"، عام 2014.

وخضعت حسونة، المولودة في الثاني والعشرين من يناير عام 1953، خلال السنوات الأخيرة لأكثر من عملية جراحية كبيرة، لكن السرطان هاجمها مرة آخرى، دون استجابة للعلاج الكيميائي.

واستعانت حسونة بكرسي متحرك خلال الفترة الأخيرة، قائلة: «العلاج الكيماوي الذي أخضع للعلاج به يمنع وصول الدم بصورة طبيعية للرأس وهذا صعب، وهناك أدوية لها بعض الأعراض منها تقلص قدرة الجسم على الحركة»، متابعة: «لجأت في الفترة الأخيرة لاستخدام كرسي متحرك للمساعدة على الحركة لحين الشفاء».

وفاة أنيسة حسونة في شهر المرأة:

وقبيل أيام قليلة، وفي احتفالية خاصة لتكريم المرأة المصرية في يومها العالمي، تم اختيارها للتكريم من حرم الرئيس عبد الفتاح السيسي، انتصار السيسي، وسط تصفيق من جميع الحاضرين، بعد صعودها إلى المسرح على كرسي متحرك، فيما كانت علامات التعب بادية عليها.

وكان للراحلة دور كبير في مؤسسة مجدي يعقوب، التي كانت مسؤولة عن إدارتها لسنوات عديدة، منوهة في أكثر من لقاء تلفزيوني أنها تعلمت الكثير من مجدي يعقوب، في مجال خدمة المرضى وتوظيف التقدم العلمي في هذا المجال، قائلة: "عندما أذهب إلى أسوان أقوم بشحن بطاريتي الإنسانية".

وتعتبر حسونة أول سيدة مصرية يتم انتخابها أمينا عاما للمجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضو للمجلس التنفيذي لمنظمة الباجواش للعلوم والشؤون الدولية، المنظمة الحاصلة على جائزة نوبل لعام 1995.

وتم اختيار الراحلة للانضمام لمجلس النواب ضمن الأعضاء المعينين، لتقدّم عددا من مشاريع القوانين كـ"قانون خاص بالمفوضية العليا للمساواة ومنع التمييز"، ليس فقط بين الرجل والمرأة أو المسلم والمسيحي، ولكن بين الأفراد في المحافظات وفق معيار "الكفاءة" فقط، وقانون كاميرات المراقبة الأمنية ضد الأعمال الإجرامية المختلفة، والتي يتم تركيبها فى الأماكن العامة، وجميع مؤسسات الدولة.

كما انضمت أنيسة لعدد من الهيئات الاستشارية والفكرية على المستوى العربي والعالم أجمع، من بينها مؤسسة "نساء من أجل السلام عبر العالم" في سويسرا، وعضو بالغرفة التجارية الأميركية بالقاهرة وبجمعية الأعمال المصرية البريطانية.

وفي آخر لقاء تلفزيوني لها، أكدت حسونة أنها "أصبحت تأخذ علاجا يحد من القدرة على الحركة ويمتص الطاقة"، مضيفة: "اكتشفت أنني أصبحت لا أستطيع الحركة بدون الكرسي، وهذه أول مرة في حياتي استعمله.. ولكن الرضا لمن يرضى".

شخصيات هامة ومؤسسات تنعي أنيسة حسونة:

هذا ونعت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، السفيرة نبيلة مكرم، عبر حسابها على فيسبوك، أنيسة حسونة، بالقول: "ارتاحي يا أنيسة. أيقونتنا رحلت ورجعت لخالقها، ومعها خير كثير قامت به في دنيتها. قلوب الناس تدعي لها، والحمد لله أنه تم تكريمها من حرم السيد رئيس الجمهورية قبل أن تتركنا".

تقدمت مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، بخالص التعازي في وفاة أنيسة حسونة، الرئيس التنفيذي لمستشفى الناس، وعضو مجلس النواب السابقة، والتي توفيت اليوم الأحد بعد معاناة طويلة مع المرض.

كما نعت مستشفى الناس لعلاج الأطفال، أنيسة حسونة، الرئيس التنفيذي للمستشفى.

وقالت المستشفى عبر حسابها على فيسبوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون .. انتقلت إلى رحمة الله الأستاذة الفاضلة أنيسة حسونة - الرئيس التنفيذي لمستشفى الناس بعد معاناة طويلة مع المرض .. ندعو الله أن يتغمدها برحمته الواسعة ونحتسب كل ما قدمته للعمل الخيري في ميزان حسناتها إن شاء الله.. ندعو الله أن يتغمدها برحمته الواسعة ونحتسب كل ما قدمته للعمل الخيري في ميزان حسناتها إن شاء الله".

كما كتب محمد الجارحي، رئيس مجلس أمناء مستشفى 25 يناير، على صفحته الشخصية في فيسبوك: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. الصديقة العزيزة د. أنيسة حسونة في ذمة الله.. ربنا يرحمها يا رب ويجعل مثواها الجنة ويجعل كل أعمالها في مستشفى مجدي يعقوب ومستشفى الناس وغيرها في ميزان حسناتها يا رب.. أرجوكم الدعاء لها".

أنيسة حسونة محاربة السرطان:

في 2014 اختارتها مجلة «أرابيان بيزني» الدولية ضمن أقوى 100 امرأة عربية، في مجال المجتمع والثقافة، لتاريخها المهني والإنساني، قبل أن يدفعها القدر لاختبار صعب، ظلت تقاوم لاجتيازه منذ العام 2016، حتى اليوم 13 مارس 2022، تاريخ آخر أنفاس أنيسة حسونة.

البرلمانية السابقة، والمدير التنفيذي لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب، ظلت على مدار السنوات الماضية واحدة من أشهر محاربات مرض السرطان، باعتبارها قدوة لكافة المتمسكين بالأمل رغم الألم الذي لم يغادر أجسادهم، وهو ما جعلها تحظى باهتمام إعلامي كبير، حتى ما نبأ وفاتها.

استطاعت «حسونة» تجاوز الأزمة بعد عام، وعادت مرة أخرى لمزاولة أعمالها، حيث كانت نائبة بالبرلمان، لكن ما لبثت أن عاد المرض مرة أخرى، بسبب تطوره بشكل سريع، وهو ما أثَّر على المخ، واضطرات لتناول أدوية تحد من الحركة، وأصبحت تتحرك على كرسي متحرك، وفق ما جاء في برنامج «الستات»، تقديم الإعلاميتين سهير جودة، ومفيدة شيحة، مؤكدة أنها «لكن الرضا لمن يرضى.. أنا بقول الحمدلله وبكرة يبقى أحسن».

حصلت أنيسة حسونة على بكاليوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، بدأت عملها بالسلك السياسي، حين شغلت منصب الملحق الدبلوماسي بوزارة الخارجية المصرية، ثم عملت في مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول، وتقلدت منصب مدير عام منتدي مصر الاقتصادي الدولي، وهي محاضرة في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية والمعهد المصرفي، ثم كانت أول امرأة تنتخب كأمين عام للمجلس المصري للشئون الخارجية، وكرمتها.