مسلسل لعبة الحبار يحقق قيمة خيالية ومشاهدوه يتخطون الـ132 مليون
ذكرت وكالة "بلومبرغ" استنادا لأرقام داخلية لدى شركة "نتفليكس" أن قيمة مسلسل "لعبة الحبار" الذي تبثه الشبكة، وهو أكبر مسلسل من إنتاجها الأصلي، تقدر بما يقارب 900 مليون دولار.
وفي المسلسل المثير المؤلف من تسع حلقات يلعب متنافسون يمرون بضائقة مالية ألعاب أطفال لكن لها تبعات مميتة سعيا للحصول على جائزة قدرها 45.6 مليار وون (38.58 مليون دولار).
ويثير المسلسل ضجة في العالم منذ بداية بثه في سبتمبر وأصبح محل اهتمام على الصعيد العالمي.
وذكرت بلومبرغ أن إنتاج المسلسل تكلف فقط نحو 21.4 مليون دولار.
ووفقا للتقرير الذي استندت إليه "بلومبرج" في تقديراتها، فقد شاهد 132 مليونا دقيقتين على الأقل من المسلسل في أول 23 يوما من إصداره.
أرقام خيالية يحققها مسلسل لعبة الحبار:
تجدر الإشارة إلى أن ما يجعل "لعبة الحبار" أكثر قيمة هو مدى شعبيته بالنسبة لتكلفته المنخفضة. حيث إن تكلفة المسلسل هي أقل من عرض خاص حديث للكوميدي ديف تشابيل، أو مجرد حلقتين من مسلسل "التاج" (The Crown). كما تقيس "نتفليكس" ذلك باستخدام مقياس يسمى الكفاءة، والذي يقيس نسبة المشاهدة (أو نسبة المشاهدة المعدلة) بالنسبة للتكلفة. حيث سجل المسلسل علامة 41.7X في الكفاءة، وفقاً للوثيقة، في حين تعتبر كفاءة 1x على أنها صلبة. هذا وبلغت علامة عرض "العصي والحجارة" (Sticks & Stones) لشابيل 0.8X، كما ذكرت بلومبرغ هذا الأسبوع.
ويتميز مسلسل "لعبة الحبار" بشعبيته وتكلفته المنخفضة نسبياً. حيث ولّد المسلسل الكوري الجنوبي الذي تدور قصته حول أشخاص مثقلين بالديون يشاركون في مسابقة مميتة للحصول على جائزة نقدية، ما مجموعه 891.1 مليون دولار من قيمة التأثير، وهو مقياس تستخدمه الشركة لتقييم أداء العروض الفردية. قد كلّف المسلسل 21.4 مليون دولار فقط لإنتاجه - حوالي 2.4 مليون دولار للحلقة. وهذه الأرقام مخصصة للموسم الأول فقط، وهي مستمدة من مستند يعرض تفاصيل مقاييس "نتفليكس" لأداء المسلسل.
تؤكد الوثيقة على مدى نجاح هذا المسلسل على "نتفليكس"، وتُقدّم أوضح صورة حتى الآن لكيفية تقييم الشبكة التلفزيونية الأكثر شهرة في العالم لنجاح برامجها. حيث أصدرت "نتفليكس" مقاييس المشاهدة المختارة ذاتياً لعدد قليل من البرامج التلفزيونية والأفلام، إلا أنها لا تشارك مقاييسها الأكثر تفصيلاً مع الصحافة أو المستثمرين أو حتى منشئي البرامج. أصبح تخمين شعبية عرض معين ضرباً من ألعاب الاستقبال في هوليوود، حتى عندما بدأت "نتفليكس" في إصدار بيانات ضئيلة ومتفرقة.
قال محامٍ يمثل "نتفليكس" في رسالة إلى بلومبرغ إنه سيكون من غير الملائم لبلومبرغ أن تكشف عن البيانات السرية الواردة في الوثائق التي استعرضتها بلومبرغ. وقال المحامي: "لا تناقش "نتفليكس" هذه المقاييس خارج الشركة، وهي تتخذ خطوات مهمة لحمايتها من الكشف".
132 مليون مشاهد لمسلسل لعبة الحبار:
الجدير بالذكر أن بعض الأرقام تشرح نفسها بنفسها، وهي تعكس البيانات التي أبلغت عنها "نتفليكس" وخدمات أخرى بالفعل. حيث شاهد حوالي 132 مليون شخص دقيقتين على الأقل من مسلسل "لعبة الحبار" خلال أول 23 يوماً من عرض المسلسل، محطمين رقم "نتفليكس" القياسي الذي سجله مسلسل "بريدجيرتون" (Bridgerton). والرقم الخاص بالدقيقتين هو الرقم الذي تصرح به "نتفليكس" للجمهور لبعض العروض. وقد قالت الشركة إن 111 مليون شخص بدأوا مشاهدة المسلسل في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن ذلك كان بناءً على بيانات أقدم قليلاً.
علاوةً على ذلك، كشفت "نتفليكس" عن عدد الأشخاص الذين بدأوا مشاهدة المسلسل، إلا أنها لم تكشف بعد عن عدد الأشخاص الذين استمروا في مشاهدة المزيد من المسلسل (الثبات) أو عدد الأشخاص الذين أنهوا المسلسل (معدل الإكمال). هذا وتُبلّغ شبكات التلفزيون الخطية عن متوسط عدد الأشخاص الذين يشاهدون برنامجاً طوال مدته، مما يجعل أرقام "نتفليكس" التي تبلغ دقيقتين تبدو مبالغاً فيها بالمقارنة.
في حالة "لعبة الحبار"، تُقدّر "نتفليكس" أن 89% من الأشخاص الذين بدأوا المسلسل شاهدوا 75 دقيقة على الأقل (أكثر من حلقة واحدة)، و66% من المشاهدين، أو 87 مليون شخص، قد أنهوا المسلسل في أول 23 يوماً. أخيراً، قضى الناس أكثر من 1.4 مليار ساعة في مشاهدة المسلسل، الذي أنتجته شركة "سايرن بيكتشرز" (Siren Pictures) مغلقة رأسمال.
ومن المرجح أن تثير تفاصيل المشاهدة ابتهاج المستثمرين، الذين استعادوا الحماس إزاء "نتفليكس" بعد عدة أشهر صعبة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن مسلسل "لعبة الحبار" أصبح شعبياً للغاية، وكانت الشركة قد أبلغت عن أبطأ وتيرة لإضافات المشتركين منذ 2013 في النصف الأول من العام، وألقت باللوم على ندرة العروض الجديدة الناجحة في التسبب ببعض معاناتها. كما ألقت باللوم على فيروس كورونافي إبطاء إنتاج التلفزيون والأفلام، كذلك انخفض سهمها في معظم أوقات العام، وتراجع عن السوق.
إلا أن أسهم الشركة قفزت بنسبة 7% تقريباً منذ إصدار "لعبة الحبار" في 17 سبتمبر، مقدرةً الشركة بمبلغ 278.1 مليار دولار. وحتى المستثمرين المنتقدين للشركة يتوقعون أنها سترفع من أدائها في الربع الثالث أو توقعاتها للربع الرابع - إن لم يكن كلاهما.
من جانبه كتب مايكل باشتر، المحلل في "ويدبوش سيكيوريتيز" (Wedbush Securities)، في مذكرة بتاريخ 14 أكتوبر: "نعتقد أن "نتفليكس" قد وجدت استراتيجية سليمة ومربحة من خلال جهود تدويل المحتوى، حيث كان مسلسل "لعبة الحبار" "مثالاً ممتازاً على ذلك". والحقيقة أن باشتر كان أكثر المتشككين في "نتفليكس" بين محللي وول ستريت، وقد أضاف: "يجب أن يوفر هذا المسلسل، إلى جانب إطلاق مسلسل "سينفيلد" (Seinfeld) في الربع الرابع، وسادة صلبة".