مراحل النوم وفوائده
النوم فترة مهمة في نظام حياتنا اليومي، إذ إن الجسم يأخذ قسطاً من الراحة خلاله يسمح بارتخاء العضلات وإعادة سريان الدم فيها، بعد أداء المهمات الجسدية المتعبة طوال اليوم، فما هي مراحل النوم، وما أهم فوائده، هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فوائد النوم
يُعرف النوم بأنه الفترة التي تتم فيها إعادة الهيكلة الداخلية والاستقرار الجسدي للإنسان، وهو يحدث على هيئة دورات متعاقبة، إذ تتكون دورة النوم الطبيعية من 5 مراحل مختلفة، وعادةً ما تستمر دورة النوم الطبيعية بجميع مراحلها نحو ساعة ونصف إلى ساعتين. [1]
وعادةً ما يقوم الجسم خلال النوم بالعديد من العمليات الحيوية اللازمة، من أهمها ما يأتي: [1]
-
تنشيط جهاز المناعة.
-
نمو الأنسجة والعضلات.
-
معالجة الذكريات والمعلومات.
-
تنظيم إفراز الهرمونات، مما يؤدي إلى تفادي زيادة الوزن.
-
إصلاح الضرر الذي يلحق بالألياف العضلية كل يوم.
-
تجهيز مخزون الطاقة الذي سوف يستهلكه بعد الاستيقاظ.
هذا بالإضافة إلى أن النوم لدى الأطفال له بعض الفوائد الأخرى، من ضمنها ما يأتي: [1]
-
نمو العظام بشكل سليم.
-
زيادة طول الطفل.
مراحل النوم عند الإنسان
تم تقسيم مراحل النوم إلى 5 مراحل مميزة، بعد أن درس العلماء أشكال التخطيط الكهربائي لدماغ الإنسان خلال فترات النوم واليقظة، وقد سُميت المراحل الأربعة الأولى من النوم باسم مرحلة حركة العين غير السريعة (بالإنجليزية: Rapid Eye Movement:REM) أو اختصاراً (NREM Sleep)، أما المرحلة الخامسة والأخيرة، فيُطلق عليها مرحلة حركة العين السريعة (بالإنجليزية: Rapid Eye Movement Sleep) أو اختصاراً (REM Sleep). [2]
ولكي يتم التفريق بين هذه المراحل وقياس طول كل مرحلة منها، استخدم العلماء وسائل مختلفة أهمها تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) الذي يظهر أنماطاً مختلفة ومميزة لكل مرحلة من مراحل النوم، إضافة إلى الأجهزة المستخدمة في مراقبة العلامات الحيوية، مثل: تخطيط كرة العين الكهربائي (EOG) من أجل حركات العينين، وتخطيط العضلات الكهربائي (EMG). [2]
المرحلة الأولى
تعد مرحلة حركة العين غير السريعة هي المرحلة الأولى من النوم (بالإنجليزية: Stage 1 Sleep) أكثر مراحل النوم سطحية، تبدأ بعد أن نغفو بعدة دقائق أو حتى ثوانٍ، ويبدأ خلالها الدماغ بإظهار موجات يُطلق عليها موجات ألفا (بالإنجليزية: Alpha Waves) وموجات ثيتا (بالإنجليزية: Theta Waves). [2]
كما تبدأ حركات العينين بالتباطؤ، وتدوم هذه المرحلة التمهيدية للنوم نحو 7 دقائق يكون الشخص فيها متنبهاً نسبياً أو سهل الإيقاظ في حال سماع ضجة من حوله. [2]
وتسمى هذه المرحلة أيضاً بمرحلة النوم الخفيف، لأنها المرحلة الوحيدة التي نمر بها عندما نأخذ غفوة قصيرة، سواء خلال حضور حصة دراسية مملة أو مشاهدة التلفاز مثلاً. [2]
المرحلة الثانية
تعتبر هذه المرحلة خفيفة إلى حد ما، يظهر على تخطيط الدماغ الكهربائي تباطؤ في موجات الدماغ يتخلله فترات مفاجئة من التسارع تشبه شكل المغزل على جهاز التخطيط، لذلك تُعرف باسم مغزل النوم (بالإنجليزية: Sleeping Spindle). [3]
وإذا استيقظت خلال هذه المرحلة من النوم ستكون في حالة يقظة، لذلك يُنصح بأخذ قيلولة قصيرة لمدة 15-20 دقيقة خلال فترة ما بعد الظهيرة، وهي -كما يعلم الجميع- جرعة ممتازة من النشاط قد تكون كل ما نحتاجه لتجاوز يوم عصيب ومتعب. [3]
المرحلة الثالثة والرابعة
في التصنيف الأحدث لمراحل النوم تم دمج المرحلة الثالثة والرابعة في مرحلة واحدة، يُطلق عليها مرحلة النوم العميق، إذ يبدأ الإنسان فيها بالاستغراق في النوم العميق، حيث يولد الدماغ موجات بطيئة تسمى موجات دلتا (بالإنجليزية: Delta Waves). [2]
وفي هذه المرحلة لا تكون هناك أي حركة في عيني النائم، كما تتوقف الحركات العضلية العشوائية، أي أن العضلات تأخذ أكثر وضع استرخاء ممكن، ويصبح إيقاظ النائم في هذه المرحلة صعباً، لأن الجسم يصبح أقل استجابة للمؤثرات الخارجية، مثل: الأصوات، والأضواء، واللمس، ويقوم الجسم في هذه المرحلة بالتحضير لليوم التالي عبر العديد من العمليات الحيوية. [3]
المرحلة الخامسة
تستمر مرحلة حركة العين السريعة 10 دقائق، وكما يخبرنا اسمها تتميز بحدوث فترات متقطعة من الحركات العشوائية السريعة لبؤبؤ العينين، كما أن الأحلام والكوابيس تحدث في هذه المرحلة أيضاً، ولا تتحرك العينان بشكل مستمر ومنتظم، إنما ترتدان لتنظرا إلى الأعلى والأسفل ومختلف الاتجاهات.
يعتقد بعض الباحثين أن هذه الحركات استجابات بصرية للعينين تجاه الصور والتخيلات الذهنية في الأحلام، لكن هذا الأمر غير مُثبت حتى الآن، لذلك يبقى سر حركات العينين السريعة أمراً غامضاً حتى اليوم.
وفي مقابل الحركات العشوائية السريعة للعينين، تمر العضلات التي تحرك الجسم بمرحلة من الشلل التام، ما عدا العضلات التي تبقينا على قيد الحياة، مثل: عضلة القلب، والحجاب الحاجز، الذي يؤدي هبوطه وصعوده إلى حدوث عملية التنفس بشكل طبيعي. [3]
ماذا يحدث للإنسان أثناء النوم
الآن بعد أن ذكرنا مراحل النوم ومدة كل مرحلة منها، هل يمكننا افتراض أن النوم في ليلة طبيعية يسير وفق دورات متتالية ومتشابهة؟ الأمر ليس بسيطاً إلى هذه الدرجة في الحقيقة.
فمع امتداد ساعات الليل، تبدأ المدة التي نقضيها ضمن كل مرحلة بالاختلاف تدريجياً، ويظهر أن نوم حركة العين غير السريعة، خصوصاً في مرحلة النوم العميق (الثالثة والرابعة) يسيطر على أول دورتين أو ثلاثة.
على عكس الدورتين الأخيرتين اللتين نقضيهما بشكل أساسي ضمن مرحلة حركة العين السريعة (REM)، والمرحلتين السطحيتين (الأولى والثانية) من حركة العين غير السريعة. [1]
الوقت المناسب للنوم
يبدو أن تعقيد مراحل النوم لا يتوقف على مدة النوم فحسب، بل يتعلق أيضاً بتوقيت النوم خلال اليوم، إضافة إلى مكان النوم، بغض النظر عن الوقت الذي تبدأ في النوم عنده. [3]
على الأرجح سوف تمر بنوم حركة العين غير السريعة خلال ساعات الليل الأولى من 11 مساء حتى 3 صباحاً مثلاً، ومن ثم يسيطر نوم حركة العين السريعة بعد ذلك حتى وقت الاستيقاظ في الصباح. [1]
أهمية النوم المبكر
هناك الكثير الذي لا نعلمه حول كيفية حدوث النوم وماهية العمليات التي تجري في كل مرحلة، لكن ما يمكننا معرفته هو أن الأشخاص الذين ينامون في وقت مبكر من اليوم، يمرون بفترات من النوم العميق، وحركة العين غير السريعة، التي يحدث خلالها معالجة الذكريات والمعلومات والعديد من الوظائف الترميمية الجسدية.
وذلك على عكس أولئك الأشخاص الذين يفضلون السهر وقلة النوم الذين يختبرون أحلاماً أكثر، نظراً لقضائهم وقتاً أطول في مرحلة حركة العين السريعة، وهذا ما يظهر في الكثير من الآثار المتنوعة على الصعيدين الجسدي والنفسي. [2]
ما المدة المثالية لنوم القيلولة
يوجد أكثر من خيار لنوم القيلولة بحسب الغرض الذي تؤخذ هذه القيلولة من أجله، مثلاً من أجل تثبيت معلومات جديدة تعلمتها خلال النهار يفضل الحصول على دورة نوم كاملة (ساعة ونصف إلى ساعتين)، من أجل المرور بجميع مراحل الدورة، ومن ضمنها النوم العميق الذي يرسخ المعلومات، أما القيلولة القصيرة التي تستغرق 15-20 دقيقة، فهي تعيد النشاط للجسم في حال الشعور بالخمول، وتساهم في زيادة التركيز. [1] على النقيض من ذلك لا ينصح بالاستيقاظ في منتصف دورة النوم الطبيعية، لأن مراحل النوم العميقة تجعل الاستيقاظ صعباً ومزعجاً، غير أن الشخص قد لا يشعر بازدياد في نشاطه حتى إنه قد يكون أسوأ حالاً. [2]
وجميعنا نعرف ذلك الإحساس المزعج الذي نشعر به بعد الاستيقاظ من قيلولة غير كافية ونضطر لمتابعة يومنا بكسل وشعور بعدم الراحة، حتى إن هذا الشعور يملك اسماً طبياً خاصاً به إذ إنه يُعرف بعطالة النوم (بالإنجليزية: Sleep Inertia). [2]
بعد أن صار نوم القيلولة خلال النهار أمراً معروفاً ومثبتاً علمياً، بدأت العديد من الشركات العالمية الكبرى تعطي الموظفين استراحة نوم قصيرة خلال النهار في فترة الظهيرة أو ما بعد الظهر، إذ تبيَّن أن ردة الفعل كانت إيجابية من قبل الموظفين الذين يتابعون يومهم أكثر نشاطاً وتركيزاً. [2]
أفضل طريقة للنوم
بعد أن تعرفنا على مراحل النوم والمتغيرات التي تحدث خلالها لا بد أن يتبادر إلينا السؤال: كيف أستفيد من وقت النوم على أفضل نحو ممكن؟ والإجابة عن هذا السؤال أصعب مما قد نعتقد، لأن مشاغل الحياة اليومية والظروف المتغيرة التي تحدث خلال كل يوم قد تتحكم في وقتنا وتجعل تنظيمه أمراً معقداً. [3]
أما بالنسبة لمن هو في سنوات الشباب ويستطيع التحكم في وقته إلى حد ما، فينصح بالنوم لمدة لا تقل عن 6 ساعات خلال الليل، إضافة إلى قيلولة لمدة ساعة ونصف خلال النهار، وخاصة بالنسبة لطلبة المدارس والجامعات من أجل استذكار المعلومات وسهولة ترسيخها في الذهن، أو حتى ربع ساعة بالنسبة لمن لا يحب الخمول خلال النهار. [3]
بعد أن تعرفنا على مراحل النوم وفوائده التي تنعكس على صحتنا الجسدية والنفسية، علينا ألا نهمله حتى في الأوقات الصعبة مثل الامتحانات أو قبل مقابلة عمل مهمة، لأن إهمال النوم -ولو ليوم واحد- يمكن أن يترك آثاراً دائمة على الجهاز العصبي.