فيلم كتاب إيلاي The Book of Eli : فيلم كارثي يمشي بالبصيرة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 | آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
مقالات ذات صلة
قصة أبو جندلٍ وأبو بصير رضي الله عنهما
معنى اسم إيلا
معنى اسم إيلا

عساف الروسان - جخه موفي

إيلاي (دينزل واشنطن) مقاتل سريع باستخدام  السكاكين والمسدسات والكاراتيه عندما يتحرك وبمجرد أن تسمع حركته مع السيف تدرك أنه جيش من رجل واحد.

إيلاي معه كتاب قد ينقذ البشرية،  لذلك هو هائم في الأرض منذ ثلاثين عاماً بعد أن قضت كارثة نووية على معظم سكان الأرض وخلفت الخراب، أما من نجا من البشر فهم ضحايا عصابات متجولة من الخاطفين واللصوص على الدراجات النارية. مهمته أن يسلم الكتاب الذي معه في الساحل الغربي.

الاخوة هيوز (مخرجا الفيلم) قاما بعمل جيد جداً من ناحية تأسيس الشخصية والعالم الذي يحيط بها ووضوح هدفها، ليبدو أن الإتجاه الذي سيأخذنا فيه الفيلم متوقع، لكن إيلاي يصل لبلدة محلية يحكمها كارنيجي (غاري أولدمان).

سكان البلدة يعيشون في حالة من اليأس والتجويع، خراب وسيارات مدمرة صدئه في شوارعها، ثم نتعرف على زوجة كارنيجي كلوديا (جنيفر بيلز) التي يضربها باستمرار ويعنفها لليسطره على بنتها سولارا (ميلا كونيس)، من خلال سولارا يعلم كارنيجي بأمر الكتاب الذي مع إيلاي والذي يعتقد أن بواسطته يستطيع التوسع وحكم العديد من المدن.

منطقياً وتقنياً الفيلم كارثي، ولا أقول ذلك لأنه عن كارثة أو ما بعد الكارثة، بل لأننا اذا نظرنا اليه عن قرب سنجد أنه مجموعة من المشاهد المجمعة، بعض مشاهد القتال كرتونية وكأنها خارجة من كتاب كوميكس، مشاهد مطاردة وسيارات في جو صحراوي أصفر وبني مغبر وباهت يذكرنا بماد ماكس، إيلاي يمشي على الأقدام منذ ثلاثين عاماَ للوصول للساحل الغربي من أمريكا وهي مدة بافتراضي – لم أجرب- تمكنك من قطع الكرة الأرضية.

المهم هو يتجه نحو الغرب لكن تقنياً يتحرك من يسار الشاشة الى اليمين، أي أنه فعلياً يتجه نحو الشرق، ولا أدعي أني أعرف أكثر منه فهو الذي قال أنه يمشي بالبصيرة.  بالإضافة إلى أننا في فترة ما بعد نهاية العالم و(ميلا كونيس) تظهر بميك-أب كامل وشعر مصفف كأنها خارجة لتوها من الصالون لتصوير دعاية لفيكتوريا سيكريت.

إذن الفيلم لم يعجبني؟ المفاجأة أعجبني جداَ، وأنصح بمشاهدته أيضاً. على الرغم من كل ما ذكرته سابقاً إلا أن الفيلم ليس فقط قابل للمشاهدة بل وممتع ونهايته غير متوقعة بشكل ممتاز.

ما أنقذ هذا الفيلم هو الغموض الذي يكتنف الشخصية والأداء المميز لدينزل واشنطن، ثانياً البعد الفلسفي من خلال أفكار مثيرة للاهتمام على لسان الشخصيات، مثل الكلمة هل فعلاً سلاح أقوى من السيف؟ هل للمعرفة قوة تحررية وكتمها سلطة للاستعباد؟.

لا يجب أن نكون عباقرة أو متبصرين لنعرف ماهية الكتاب، لكن الطريقة التي يتم تسليم هذه الأفكار غير تقليدية وبشكل غير متوقع ومرضي، وهنا يكمن إبداع الإخوة هيوز.

تنويه: كل ما يلزم هو كلمة واحدة فقط لتتسبب بانهيار الفيلم وافساد مشاهدته، لذلك يجب توخي الحذر عند الحديث عنه .