فيلم خطاب الملك The King's Speech : ملك ربع سكان الأرض الذي عانى من التأتأة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 | آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
مقالات ذات صلة
العانة
فيلم Shazam! Fury of The Kings يتصدر مواقع البحث
إنجي خطاب

عساف الروسان - جخه موفي

خطاب الملك يروي قصة الرجل الذي سيصبح الملك جورج السادس ملك المملكة المتحدة و بريطانيا العظمى وشمال ايرلندا، ووالد الملكة اليزابيث الثانية. الأمير ألبرت (كولين فيرث)  يعاني منذ الصغر من مصاعب في النطق والتأتأة الشديدة، ومع انه تلقى العديد من العلاجات إلا انها جميعها كانت دون فائدة، سيجد الأمير نفسه في موقف صعب عندما يتخلى أخيه الأكبر إدوارد عن العرش من اجل الزواج من المرأة التي يحبها، ليصبح هو الملك.

في افتتاحية الفيلم نرى الأمير ألبرت أو بيرتي، يحاول أن يلقي كلمة في افتتاح معرض عام 1925، أمام جمهور غفير من الناس، ألأمير يعاني وحرفياً يتعذب في سبيل خروج الكلمات بشكل صحيح. أثناء الخطاب،  نرى زوجة بيرتي، اليزابيث (هيلينا بونهام كارتر)، ووجهها مليئ بالتعاطف والقلق. فهي تدرك أن شغف إدوارد بواليس سيمبسون (إيف بيست) قد يكلفه العرش، مما يجعل زوجها عرضه أكبر للإذلال. تبحث إليزابيث عمن يستطيع مساعدة زوجها لينتهي بها المطاف إلى أخصائي نطق وممثل يدعى ليونيل لوغ ( جيفري روش).

ليونيل لوغ  لديه عيادة متواضعة وأساليب غير تقليدية في العلاج، يتسبب بإغضاب بيرتي ويشعره بالحرج خاصة عندما يطلب أن يناديا بعضهم البعض بالأسماء الأولى دون ألقاب، فلوغ مقتنع كي يعالج الملك عليهما أن يكونا أصدقاء أولاً. الأمير ألبرت يرفض ليس لسبب أنه متعال بل لأنه من حيث أتى ونشأ، ذلك غير مقبول. ومن جهة أخرى قد يكون ليونيل لوغ هو الشخص الوحيد القادر على مساعدته.

يجد الملك نفسه أمام امتحان أصعب فمع اختراع الراديو ومرور البلاد بأوقات حرجة وهي على أعتاب الحرب العالمية الثانية، أصبح ينتظر سماعه الآن أكثر من أي وقت مضى، فعلى الملك الذي قد ينظراليه كملك غير مؤهل بسبب تعثره في الكلام أن يبث روح الثقة و الإرادة والعزيمة والقوة والحزم في مواجهة هتلر والنازية. تحديه الأكبر أن يواجه ميكروفون الراديو وهو يعرف أن الإمبراطورية البريطانية تستمع إليه، وفي ذاك الوقت كان ربع سكان الأرض في الإمبراطورية، وبالطبع العديد من سكان أمريكا الشمالية وأفريقيا وآسيا وأوروبا ينتظرون سماع ما سيقول، دون أن نغفل الجانب  الألماني بالطبع.

اختيار المخرج (توم هوبر) لطريقة التصوير مثيرة للاهتمام، فنحن معتادون على المساحات الواسعة والمفتوحة مع القصص الملكية، لكن هنا معظم الفيلم في أماكن مغلقة، ومساحات وممرات ضيقة، وكأن الفيلم يعكس لنا شعور الملك من خلال حنجرته، تماماً كما في المشهد الذي يتوجه فيه الملك بخطى متوترة نحو الراديو نعتقد أن يمشي نحو المقصلة.  فيلم خطاب الملك عن واحد من اهم الشخصيات الملكية في التاريخ المعاصر نقلت من خلال نظرة إنسانية، فبإمكاننا الشعور والتعاطف مع الملك جورج السادس الذي نراه أمامنا شخص عادي اسمه بيرتي من دون اي مناصب أو هاله ملكية، مجرد انسان يحتاج الى مساعدة، وهنا يكمن قلب وروح الفيلم الذي جعله أحد أبرز أفلام العام 2010.