فيلم تذكار Memento: الفيلم المعروف بين أواسط محبي الأفلام بالفيلم المعكوس
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 | آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
عساف الروسان - جخه موفي
في كثير من الأحيان ما نسمع أن طريقة سرد القصة أهم من القصة نفسها، وهو ما يثبته هذا الفيلم المعروف بين أواسط محبي الأفلام بالفيلم المعكوس. وهو ثاني أفلام المخرج كريستوفر نولان.
ليونارد شيلبي (غاي بيرس) يسعى للانتقام من الرجل الذي قتل زوجته. المشكلة التي يواجهها بطل الفيلم في مسعاه أن الجريمة لم تفقده زوجته فحسب بل سلبت منه أيضاً قدرته على تكوين ذكريات جديدة. فهو الآن غير قادر على تذكر الأماكن، الوجوه الاسماء، أو أي أشخاص جدد. ولأن هدفه مستحيل نظراً لحالته، فهو يبحث عمن يستطيع مساعدته، لكن أي شخص حول ليونارد شيلبي مشكوك في ولائه، هل هو محل ثقة أم لا هل هم أصدقاء أم قتله؟
يبتكر ليونارد طريقه لتساعده في التذكر من خلال كتابة ملاحظات على ورق، والتقاط صور فورية بولارويد، ووشم ما يعتقد انها حقائق على جسده. تأتي لحظة في الفيلم عندما يواجه ليونارد بسؤال “لماذا تريد الإنتقام وأنت لن تتذكر ذلك فيما بعد؟” ليأتي جوابه ” زوجتي تستحق الانتقام سواء تذكرت أم لم أتذكر “. هذا الجواب هو مركز الفيلم والقصة التي تضعنا في الحالة الذهنية للبطل وما يشعر به كواجب أخلاقي، فبدلاً من التحقيق في قضية مقتل الزوجة يصبح الإنتقام هو المحور.
الفيلم يبدأ من نهاية القصة ويعود بنا للخلف في قطاعات من 10 دقائق، ثم يمضي للأمام ومن ثم للخلف وهكذا. طريقة السرد هذه لا تضيف للقصة نفسها أو تثريها، لكن يبدو أن كريستوفر نولان اختار هذه البنية المثيرة للاهتمام في ترتيب مشاهد الفيلم لمساعدتنا في الاقتراب أكثر من شخصية ليونارد شيلبي والإحساس بمدى صعوبة مهمته وما يعانيه.
وما بين التقدم للأمام والعودة للخلف في مجريات الفيلم نجد أنفسنا أمام مشاهد لا تسرد لنا ماذا حدث فقط، بل تضعنا أمام ألغاز لماذا حدث ذلك؟ هذه التركيبة بلاشك مزعجة لكن مع نولان يحرص على شد انتباهنا ومنحنا وقت ممتع وتجربة فريدة، فأي مجموعة من المشاهد تقدم لنا القليل لنترقب المجموعة الأخرى على أمل أن نستطيع تكوين الصورة كاملة وحل اللغز.
غاي بيرس، قدم لنا أداءا رائعاً واستطاع أن يجمع جوانب الشخصية بشكل متقن، فتارة يجعلنا نستشعر معه بالرومانسية المأساة ونتفهم ونتعاطف معه في سعية للانتقام، وأيضاً نبتسم معه بسبب الفكاهة الساخرة التي يلجأ اليها في التعامل مع حالته.
والفيلم بطريقة ما يجعلنا نتأمل ونستجوب أنفسنا حول طبيعة إدراكنا للأشياء من حولنا ومعنى الحياة من خلال طريقة سرد مثيرة للاهتمام مع الكثير من الذكاء والأجمل أنها منطقية وقابلة للاستيعاب .
تلميح: مشاهد الفيلم المصورة بالأبيض والأسود هي من الماضي والمشاهد التي بالألوان في الوقت الحالي.