فيلم The Shawshank Redemption : الفيلم الأعلى تقييماً على IMDb
عساف الروسان - جخه موفي
قليلة جداً هي الأفلام التي بإمكانها شد انتباهك من أول لحظة وحتى النهاية، خاصة اذا كان الفيلم بعيداً عن الحركة والأكشن، فيلم الخلاص من شاوشانك (شاوشانك ريدمبشن) أحد من هذه الأفلام التي حققت المهمة الصعبة أن لم تكن مستحيلة، وخاصة ان الفيلم صدر تقريبا منذ أكثر من عشرين عاماً، ومع ذلك لا أشعر بملل في كل مرة أشاهده.
يحكي الفيلم قصة آندي دوفرين (تيم روبنز) الذي يتهم بقتل زوجته وعشيقها، ومع ادعاءه بالبراءه الا ان الأدلة تكون ضده، فيدخل السجن بعد الحكم عليه بالمؤبد، سنرى هذا الشخص المتعلم كيف سيعيش ويتكيف بحياة السجن مع المجرمين ويكون صداقة مع إليس أو المعروف بـ”ريد” (مورجان فريمان)
الفيلم بالدرجة الأولى عن الأمل، ويا ترى ما هو أفضل مكان تجسد فيه صورة الأمل واستمرار الحياة غير جدران السجن؟ من بين جميع العناصر الممتازة في الفيلم ما بين التمثيل والتصوير والاخراج والسيناريو لا يمكن أن تنسى دور (مورغان فريمان) و صوته بالفيلم كراوي للقصة مما أضفى على الأحداث جرعة انسانية مضاعفة، خاصة مع أول مشهد له مع بطل الفيلم (المسجون الجديد) وهويحاول أن ينصحه ويفهمه نظام الحياة في السجن وكيف تجري الأمور.
آندي دوفرين الذي يدخل السجن بتهمة القتل، في البداية لن تشعر بأن هذه الشخصية فيها اي شيء مميز، على العكس سنرى انه شخص مشوش ومسالم، قليل الكلام، لكن شيئاً فشيئاً نرى انه شخص فريد من نوعه وبأكثر من طريقة. علاقتنا مع آندي تتطور أكثر من خلال الشخصيات المحيطة به وكيف ينظرون إليه، ذلك يزيد الغموض حوله ويثير فضولنا، وإعجابنا أيضاً.
الفيلم مقتبس عن قصة كتبها ستيفن كينغ، ولا بد من إعطاء المخرج (فرانك دارابونت) حقه والفضل الأكبر بتحفه لا تنسى صامدة أمام اختبار مرور الوقت، لان فيلم مثل هذا مدته أكثر من ساعتين ويعتبر في أيامنا هذه من الكلاسيكيات ما زال يجذب المشاهدين، وتستطيع مشاهدته أكثر من مرة، وقادر على أن سيلب منا لحظة الإدراك بأننا نشاهد فيلم فذلك بالتأكيد انجاز كبير
ان لم تكن قد شاهدت الفيلم من قبل وقررت مشاهدته مستقبلاً، سيسهل عليك توقع النهاية كما أنك ستشعر بأن الفيلم مألوف، وذلك لأن كثير من الأفلام التي انتجت من بعده نسخوا من الأفكار أو المشاهد الموجودة في الفيلم كمشهد الوقفة تحت المطر مثلاً، موجود قي فيلم في فور فينديتا (V for Vendetta- 2006) لكن في الأصل مأخوذ من هذا الفيلم الذي صدر في عام 1994. وبالحديث عن هذا المشهد، ترى ما الذي كان يفكر به آندي، نراه عبر السنوات رأسه في الأرض يحاول الابتعاد عن المشاكل، ثم في لحظة لا يمانع التحدي من أجل لحظة يسمع فيها موسيقى موتسارت؟ هذه اللحظات والمواقف التي لا يفسرها لنا آندي وتجعلنا نتسائل بماذا يفكر، تجعله أقرب الينا.
الطريف أن فترة التسعينات كانت تشهد توجه نحو التصوير الرقمي –ديجيتال لكن هذا الفيلم كان عكس التيار بل أن البطئ في سير الأحداث والطراز القديم في سرد دراما السجن جعلته فيلم كان من الممكن انتاجه قبل 40 سنة وبنفس المستوى، ربما لذلك لم يحقق الفيلم إيرادات عالية في شباك التذاكر حتى أنه لم يغطي تكاليفه، لكن بفضل الفيديو والديفيدي أصبح حالياً رقم واحد على قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما حسب اختيار الجمهور على موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت – IMDb، ستجد الكثير الآن من يشيد بالفيلم ومدى شعبيته عند الناس، ولكن لن تجد من يفسر لماذا يقدر الناس “شاوشانك” هل لأنه دراما في السجن، هل لأنه مسلي، هل لأنه حول استمرارية الحياة، هل لأنه حول الصداقة والأمل؟.
روجر إيبرت كتب “عندما شاهدت الفيلم للمرة الثانية، زاد أعجابي به أكثر، فأحياناً حبنا لفيلم ينمو ويزداد من خلال الألفة، كما هي الحال مع الموسيقى. والبعض يقولون أن الحياة عبارة عن سجن، فأن كان كذلك فنحن (ريد)، و(آندي) هو مخلصنا“.