فيلم الجزيرة المغلقة Shutter Island : دراما نفسية مليئة بالمؤامرات والغموض

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 | آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
مقالات ذات صلة
فيديو برومو مسلسل زي الشمس لدينا الشربيني...لقطات مليئة بالغموض
نجمات استلهمن إطلالتهن من فيلم The Matrix: غموض وجرأة
فيلم أليكس كروس... مغامرة مليئة بالإثارة والتحديات

عساف الروسان - جخه موفي

بعد أن نال مارتن سكورسيزي – بعد طول انتظار- أوسكار أفضل مخرج عن فيلمه (ديبارتد 2006)، يقطع فترة الراحة ليعود إلينا في التعاون الرابع مع ليوناردو ديكابريو، بفيلم دراما نفسية مليئة بالمؤامرات والغموض.

تدور أحداث الفيلم في عام 1954، عن المارشال الأمريكي تيدي دانيلز (ليوناردو دي كابريو) بمساعدة من شريكه تشاك (مارك رافالو) في طريقهما نحو جزيرة نائية وصخرية خارج بوسطن، والتي تم تكييفها بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح مصحة للمجرمين المجانين والمختلين عقلياً.

المهمة : التحقيق في اختفاء مريضة قتلت أطفالها. تيدي المسكون بصور من الماضي من معسكرات الاعتقال النازية ورؤى زوجته الميتة (ميشيل وليامز)، يبدو أن لديه أسباب شخصية دفعته لزيارة الجزيرة، ولديه شكوك للاعتقاد أن هناك أشياء أكثر شراً تجري في الخفاء كنوع من التجارب البشعة بإشراف من الطبيب كاولي (بن كينغسلي). ولكن حتى لو استطاع تيدي العثور على دليل يؤكد شكوكه، هل بإمكانه الخروج من الجزيرة؟

الفيلم مقتبس عن رواية لدينيس ليهان (ميستيك ريفر، ذهبت الطفلة ذهبت)، وفيما يبدو لنا أن خيوط القصة بسيطة ومباشرة عن إمرأة اختفت وهناك من يحقق في القضية. إلا أن  بداية الفيلم  ومن خلال الموسيقى، والجو المعتم والضباب، وبينما يتحرك القارب الذي يقل المحققان نحو الجزيرة ومع كل لحظة نستشعر فيها الأفق يضيق وكأن السماء ستنطبق عليهما، يضعنا مارتن سكورسيزي في جو مقلق يهيأنا أن ما يحدث الآن لن تحمد عقباه،  وتيدي وشريكه تشاك ليس لديهما أدنى فكرة عن الورطة التي وضعا أنفسهما فيها.

قرأت العديد من النقد لهذا الفيلم وفي مجمله  أن سكورسيزي جيد جدا في تكوين صور قوية واستكشاف الشخصيات وما بداخلها، إلا أنه ليس بتلك القوة عندما يتعلق الفيلم برمي أدله هنا وهناك، والتقلبات في خيوط المؤامرة، والتسلل من خلف الشخصيات والظهور المفاجئ . لذلك من المرجح أن رواد السينما من ذوي الخبرة إذا حاولوا سيتمكنون من القفز الى النهاية قبل انتهاء مدة الفيلم.

لكن حتى لو أخذنا بصحة ذلك،  فهذا لم يسلب الفيلم إثارته ولحظات الترقب ويعود الفضل بذلك الى الأداء المميز من الممثلين الذي يخطف الأنفاس، وأسلوب مارتن سكورسيزي. فالفيلم يتمتع بصورة جميلة ومثيرة للقلق تشترك مع أفلام النوار (Film noir) ببعض الخصائص، كنذير باكتشاف أسرار مروعة، أسئلة لاتحمل إجابات، شخصيات تبدو أنها تخفي شيئاً، وأخرى ودودة جداً بشكل مريب، ذكريات من الماضي وكوابيس تطارد البطل.

كل ذلك بإضافة صور وأصوات من الطبيعة، تسلل الضوء من الضباب، ارتطام أمواج البحر بالصخور. كل هذا مكن الفيلم من مخاطبة الحواس من خلال رؤية إخراجية لا تشوبها شائبة من سكورسيزي، فيتمكن من استحضار الخوف والترقب لدينا و تضليل عقولنا. وفي النهاية اذا ما زال لديك شكوك حول الفيلم ونهاية القصة، فكر كيف يجب أن تكون النهاية؟ فهذا أيضأً ما كان يبحث عنه تيدي.