فيلم 127 ساعة - يستمد قوته من خوفنا من الوقوع في مكان لا نستطيع الهروب منه
- تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 | آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
عساف الروسان - جخه موفي
الفيلم يروي قصة حقيقية عن متسلق جبال يدعى (أرون رالستون)، مغامر جريء مغرور يثق بمهاراته ويحب المغامرة. تهوي صخرة على يده ويعلق في شق صخري لمدة 127 ساعة، فيلم ساعة ونصف مدة كافية بالنسبة لفيلم يروي أحداث خمسة أيام، لكن عندما نرى تفاصبل الموقف الذي وقع فيه بطل قصة الفيلم سنشعر خلال 90 دقيقة بكل ثانية من الـ127 ساعة.
خلال الساعات الأولى يصبح واقع أرون رالستون (جيمس فرانكو) واضح المعالم، ذهب للمشي بعيداً، ولمسافات طويلة في الصحراء دون أن يخبر أحدا أين هو ذاهب، هو في أسفل شق صخري ضيق وعميق، ذراعه محاصرين بين صخرة وجدار الوادي. لم يحضر معه سوى كاميرا فيديو، وبعض الماء، وقليل من الطعام. يصرخ طلبا للمساعدة، لكن من يستطيع سماعه؟ نعم، هناك فتاتان كان قد التقي بهما صدفة في طريقه، فهل من الممكن أن تكونان مفتاح النجاة أم آخر من سيراهم؟ لكنهما ذهبتا منذ فترة طويلة، ولا يعرفان أنه مفقود؟ هو مدرك الآن أنه وحده، ولا يمكن لأحد أن يعثر عليه، لذا أمامه خياران إما الموت أو القيام بشيء ما.
كيف سيتمكن من أيجاد طريقة ليخلص نفسه من الصخرة أولاً، ثم تسلق حائط صخري بطول 65 قدم والمشي لمسافة أكثر من 8 أميال قبل ان يتم إنقاذه؟ الموت أسهل. نرى أرون، مستسلم وبيده كاميرا يصور نفسه ويسجل فيديو كرسالة أخيرة لأهله وأصدقائه، هذا التصرف سيتيح لـ أرون الفرصة بالتفكير ومراجعة علاقاته الأسرية العاطفية والأصدقاء وكيف كان يعامل من حوله، يدرك كم كان سيئاً مع الجميع، فيقرر الصمود لعله يحظى بفرصه ثانية مع من أحبوه.
لينقل لنا القصة، المخرج (داني بويل) هو أيضاً محاصر في مكان واحد ومع ممثل واحد، لذلك وجد فرصة للهروب من خلال لقطات متناقضة تعكس صعوبة الموقف بين الصحراء الشاسعة والشق الضيق، أو الهروب من خلال أفكار أرون وهلوساته. بطريقة ما من خلال هذه المشاهد كان الفيلم يستمد قوته من خوفنا من الوقوع في مكان ما لا نستطيع الهروب منه .
طوال الفيلم كمشاهدين حرفياً ومجازياً نحن مع بطل القصة، نفكر معه، ماذا عليه أن يفعل؟ أو لو كنت مكانه ماذا ستفعل؟ لكن أعتقد إذا حاولت أن تقرأ بين السطور الجواب واضح، ومن البداية نصل الى نتيجة واحدة كان قد وصل اليها أرون نفسه، ومعرفة ذلك الآن، أو إذا كنت قد سمعت بالقصة من قبل لن تفسد مشاهدة الفيلم. فالفيلم ليس ماذا سيفعل أرون؟ بل متى سيفعل ذلك وكيف.