مخرجة أفلام أمريكية تدين الحرب على غزة في مهرجان فينيسيا

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024
مقالات ذات صلة
4 أفلام عربية في مهرجان فينيسيا السينمائي 2024: هذه قصصها
حضور عربي قوي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي: 4 أفلام ضمن المنافسة
مخرج مصري يصطحب بطل فيلمه: كلب يشارك في مهرجان فينيسيا 2024

في لحظة خاصة بختام مهرجان فينيسيا السينمائي لعام 2024، استخدمت المخرجة الأمريكية اليهودية سارة فريدلاند خطاب قبولها لجائزة لويجي دي لورينتيس عن فيلمها الأول "فاميليار تاتش" كمنبر لإدانة إسرائيل وانتقاد حربها على غزة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وصفت فريدلاند، الحائزة أيضا على جائزة أفضل مخرج ضمن مسابقة "آفاق"، الحرب الجارية بأنها "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين، مما أشعل موجة من التصفيق والدعم من العديد من الحاضرين، فيما شن العديد من داعمي المجازر في غزة حملة هجوم واسعة عليها.

الفوز بالجائزة واستخدام المنصة لدعم فلسطين

في خطابها، الذي أثار ضجة كبيرة على الصعيدين الفني والسياسي، ركزت فريدلاند على الصراع الفلسطيني مع دولة الاحتلال، مؤكدة أنها لا يمكن أن تقبل الجائزة دون الحديث عن الوضع القائم.

وقالت: "كفنانة يهودية أمريكية تعمل في وسائط الزمن، أقبل هذه الجائزة في اليوم 336 من إبادة إسرائيل في غزة والعام 76 من الاحتلال." وأضافت بلهجة قوية وواضحة: "أعتقد أنه من مسؤوليتنا كصناع أفلام استخدام المنصات المؤسسية التي نعمل من خلالها لتصحيح التجاوزات الإسرائيلية على المسرح العالمي".

شاهدوا الفيديو:

This browser does not support the video element.

هذا التصريح لم يكن مجرد تعليق عابر؛ فقد أكدت فريدلاند على أهمية أن يستغل صناع الأفلام شهرتهم ومنابرهم الإعلامية لتسليط الضوء على الظلم والمعاناة الإنسانية، مؤكدة على وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه في نضاله من أجل التحرر والعدالة.

ردود الفعل في مهرجان فينيسيا

تصريحات فريدلاند لاقت دعمًا واضحًا من بعض زملائها، حيث عبر مخرجون آخرون في المهرجان عن دعمهم للقضية الفلسطينية. من بين هؤلاء المخرج الفلسطيني سكنادر كوپتي، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه "عيد سعيد ". في خطابه، أشار كوپتي إلى أن الحرب على غزة تعد "إبادة جماعية مستمرة"، وأكد أن الصراع الحالي هو اختبار حقيقي لإنسانية الجميع. وقال: "الواقع الأليم الذي نعيشه يذكرنا بالعواقب المدمرة للقمع، وهو موضوع جوهري في فيلمنا الذي يبرز كيف يمكن للسرديات الأخلاقية أن تجمعنا كجماعات، لكنها في الوقت ذاته قد تعمينا عن معاناة الآخرين."

الخطابات المتتالية التي أدان المخرجون الإسرائيليون فيها إبادة الفلسطينيين كانت بمثابة لحظة تضامن قوية، حيث استُقبلت كلماتهم بتصفيق حار من الحضور، مما أبرز تأثيرها الكبير في إثارة النقاش حول القضية الفلسطينية على الساحة الدولية.

على الرغم من التصفيق والدعم الذي لاقته فريدلاند في مهرجان فينيسيا، إلا أن ردود الفعل في المجتمع اليهودي لم تكن بنفس الدرجة من الإيجابية. العديد من الشخصيات اليهودية اعتبرت أن تصريحاتها تجاهلت السياق التاريخي  للقضية الفلسطينية، وكالعادة تحدثوا عن معاناة اليهود على مر العصور، وما يعتبرونه ضرورة وجود دولة إسرائيل كملاذ آمن لليهود بعد تعرضهم للاضطهاد لعقود، وهو العذر الذي يستبيحون به إبادة جماعية لشعب بأكمله.

بينما أثارت تصريحات فريدلاند ضجة في الأوساط اليهودية، كانت هناك أيضا ردود فعل متباينة على المستوى الدولي. بعض المراقبين السياسيين اعتبروا أن تصريحاتها كانت شجاعة، وتعكس التزامها بالدفاع عن حقوق الإنسان، فيما رأى آخرون أنها ستظل محاطة بالجدل لفترة طويلة.

ورغم الانتقادات اللاذعة التي واجهتها، لم تتراجع فريدلاند عن موقفها الداعم للفلسطينيين. وقالت في تصريحات لاحقة إنها تعتقد أن على المخرجين والفنانين واجباً أخلاقياً للتحدث عن القضايا الإنسانية والمظالم التي ترتكب بحق الشعوب. ولكن في الوقت ذاته، يشير العديد من المحللين إلى أن هذا الموقف قد يؤثر على صورتها داخل المجتمع اليهودي، ويجعلها موضع جدل دائم.