محمد التاجي يتصدر الترند بعد هجومه على يوسف شاهين: ما القصة؟
في خطوة جريئة ومفاجئة، شن الفنان محمد التاجي هجوماً حاداً على المخرج الراحل يوسف شاهين، أحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما العربية، وذلك عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك".
تعود جذور هذا الهجوم إلى الفيلم الشهير "الأرض"، الذي أخرجه شاهين، وكتبه عبد الرحمن الشرقاوي، والذي يُعتبر من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية. لكن التاجي لم يتردد في وصف الفيلم بـ"أسوأ ما قُدم في تاريخ السينما المصرية"، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والنقدية.
الهجوم على فيلم "الأرض"
اختار محمد التاجي نقطة جدلية في الفيلم لتوجيه نقده، وفي منشوره، اتهم التاجي فيلم "الأرض" بتشويه صورة مصر من خلال مشهد معين، حيث وصف مشهدا يظهر فيه الشخصية التي تجسدها نجوى إبراهيم، وصيفة، في موقف تحرش بطفل لم يتجاوز السبع سنوات. ووفقاً للتاجي، فإن هذا المشهد الذي يتعرض فيه الطفل للتحرش بطريقة فجّة، يمثل "إساءة بالغة" للفيلم ولسمعة مصر بشكل عام.
وأشار التاجي إلى أن مشهد التحرش كان بمثابة "إهانة صريحة" للقيم التي حاول الفيلم تقديمها، والتي كان من المفترض أن تركز على النضال الوطني للفلاحين ضد الإقطاع.
وقد تساءل التاجي أيضاً عن كيفية السماح بظهور هذا المشهد في وقت كانت فيه الرقابة على الأعمال السينمائية مشددة، خاصةً وأن نجوى إبراهيم كانت تخضع لرقابة صارمة من قبل التلفزيون المصري بشأن مشاهدها في السينما، بسبب عملها الأصلي كمذيعة.
تقييم التاجي لأعمال يوسف شاهين
على الرغم من انتقاده القاسي، لم يفت التاجي أن يثني على بعض أعمال يوسف شاهين الأخرى. فقد اعتبر أن أبرز أعمال شاهين هي "أنت حبيبي" الذي جمع بين شادية وفريد الأطرش وهند رستم، و"بين إيديك" الذي ضم ماجدة وشكري سرحان وعلوية جميل. هذا التقييم الإيجابي لأعمال شاهين الأخرى لم يكن كافياً لتخفيف حدة الهجوم على "الأرض"، والذي اعتبره التاجي "فشلاً ذريعاً" في مسيرة شاهين.
رأي النقاد في فيلم "الأرض"
على الرغم من الانتقادات الشديدة التي تعرض لها فيلم "الأرض" من قبل التاجي، إلا أن الفيلم قد نال تقديراً كبيراً من قبل النقاد في أوقات مختلفة. فقد تم تصنيفه كواحد من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وشارك في مهرجان كان السينمائي. الفيلم يُعرف بأنه يعكس الصراع الطبقي والاجتماعي في الريف المصري خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ويتميز بقدرته على تقديم رؤية فنية وفكرية واضحة حول النضال ضد الإقطاع.
ورغم كل الانتقادات التي وجهت له، لا يمكن إنكار الأثر الكبير الذي أحدثه "الأرض" في السينما المصرية والعالمية. فقد أثنى النقاد الغربيون على الفيلم، مشيرين إلى أنه يعكس التزاماً فنياً وشعرياً، وأنه كان بمثابة إنجاز جديد للسينما المصرية على الساحة العالمية.
ردود الفعل والجدل الدائر
الهجوم الذي شنه محمد التاجي على يوسف شاهين وفيلم "الأرض" لم يمر مرور الكرام. فقد أثار هذا الهجوم ردود فعل قوية من مختلف الأوساط الفنية والنقدية. العديد من الفنانين والنقاد عبروا عن استغرابهم من هذا النقد اللاذع، معتبرين أن التاجي قد تجاوز الحدود في هجومه على عمل يُعتبر حجر زاوية في تاريخ السينما المصرية.
بينما يرى البعض أن التاجي قد يكون محقاً في بعض انتقاداته، فإن هناك من يعتقد أن الهجوم على "الأرض" قد يكون مبنياً على اختلافات فنية وشخصية سابقة، وليس فقط على تقييم موضوعي للفيلم. هذه القضية تُبرز مدى التباين في الآراء حول أعمال شاهين، والتي تظل محل نقاش وجدال حتى اليوم.