ما هو مرض لايم وما أسبابه وطرق علاجه
مرض لايم (Lyme disease) أحد الأمراض المعدية التي تسببها بكتيريا حلزونية تعرف باسم بوريليا بورجدورفيري (Borreliaburgdorferi)، حيث تحدث الإصابة نتيجة تعرض الإنسان إلى قرصة حشرة القرادة ذي الأرجل السوداء (The black-legged tick) مصابة، وينتشر هذا المرض بشكل كبير في الولايات المتحدة وأوروبا ومناطق آسيا، وغالباً ما تزداد فرص الانتشار والعدوى في أواخر الربيع وبداية الصيف.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مرض لايم
ظهر مرض لايم لأول مرة عام 1975م، في مدينة كونتيكيت، حيث ينتشر بشكل أكبر في المناطق المشجرة أو التي تكثر فيها الأعشاب والنباتات، كما أنه ينتشر لدى الأشخاص الذين يقومون بتربية الحيوانات الأليفة، وهو ناجم عن لدغة حشرة القرادة المصابة بالبكتيريا المُسببة للمرض، وغالباً ما تستغرق الأعراض مدة تتراوح ما بين 3-30 يوماً حتى تظهر على الشخص المصاب بعد اللدغة، كما تختلف شدة هذه الأعراض من شخص لآخر. [1] [2]
والجدير بالذكر أن هناك حالة تحدث بعد العلاج من مرض لايم تعرف باسم متلازمة ما بعد داء لايم (post Lyme disease syndrome)، وهي حالة يعاني فيها المصاب من استمرار الأعراض بعد الانتهاء من العلاج بالمضادات الحيوية، حيث يعاني ما يعادل 10-20% من المصابين بمرض لايم من هذه المتلازمة، والسبب وراء استمرار الأعراض بعد العلاج غير معروف حتى الآن، وغالباً ما تؤثر الأعراض على الحركة والمهارات المعرفية، حيث يستمر العلاج الذي يركز على تخفيف الألم والتقليل من الشعور بعدم الراحة إلى عدة شهور، أو قد يستغرق سنوات عند البعض. [1]
أسباب مرض لايم
يعود السبب في الإصابة بمرض لايم إلى لدغة حشرة القراد ذي الأرجل السوداء المصاب بالبكتيريا المُسببة لمرض لايم، وتُصاب هذه الحشرة بالمرض عندما تتغذى على الطيور والغزلان أو الفئران المصابة بالبكتيريا، ويعتبر العيش في مناطق مشجرة أو بها أعشاب ونباتات كثيرة من الأسباب الرئيسية لزيادة فرصة الإصابة بالمرض. [2]
تعتمد فرصة الإصابة بالمرض على عدة عوامل مختلفة، فهي تختلف حسب نوع القراد الذي سبب اللدغة، وكذلك المنطقة التي حصلت فيها الإصابة، إلى جانب المدة التي قضاها القراد ملتصقاً بجسمكِ، إذ يحتاج انتقال المرض إليكِ أن يلتصق القراد بجسمكِ مدة 36-48 ساعة، لذا فإن قمتِ بالتخلص من القرادة خلال 48 ساعة، فمن المحتمل أن لا تصابي بمرض لايم. [2]
الحشرة المسببة لمرض لايم
تنتج الإصابة بمرض لايم بسبب لدغة حشرة تعرف باسم القرادة ذو الأرجل السوداء (The black-legged tick) أو (Ixodes scapularis)، بحيث تكون مصابة بالبكتيريا المُسببة للمرض، إذ تؤدي أربع فصائل أساسية من البكتيريا للإصابة بداء لايم، هناك نوعان منها تنتشر في امريكا هي بورلية برغدورفيرية وبورلية مايوني (
Borrelia burgdorferi and Borrelia mayonii)، أما في مناطق أوروبا وآسيا فتسبب البكتيريا من نوعي بورلية أفزيلي وبورلية غاريني (while Borrelia afzelii and Borrelia garinii) مرض لايم.
تعيش حشرة القرادة الناقلة لداء لايم في المناطق الحرجية والكثيفة بالأشجار، أو المناطق المليئة بالأعشاب والحشائش، وعليه يكون سكان مثل هذه المناطق هم الأكثر عرضة للمرض. [3]
تشخيص مرض لايم
يعتمد تشخيص مرض لايم في البداية على تاريخكِ الصحي، والذي يتم من خلاله البحث عن التقارير التي تشير إلى لدغات حشرة القرادة، أو إذا كنتِ تعيشين في مناطق موبوءة.
بعد ذلك سيبدأ المختص بعمل فحص جسدي لكِ، لمعاينة أي طفح جلدي لديكِ أو تمييز أي أعراض أخرى لمرض لايم، ويعتبر إجراء اختبار الدم أمراً غير مناسب في بداية المرض، لأن النتائج تكون أكثر ثقة بعد مرور عدة أسابيع، بحيث يتم إجراء الفحوصات الطبية التالية للكشف وتشخيص الإصابة بمرض لايم:
- Enzyme-linked immunosorbent assay (ELISA): يتم من خلال هذا الاختبار الكشف عن وجود أجسام مضادة لبكتيريا B. burgdorferi.
- Western blot: يُجرى هذا الاختبار بهدف التأكد من نتيجة فحص ELISA الإيجابي، بحيث يتم فحص وجود أجسام مضادة لبروتينات معينة من بكتيريا B. burgdorferi.
- Polymerase chain reaction (PCR): هذا الاختبار مخصص من أجل فحص الأشخاص الذين يعانون من أعراض التهاب مفاصل مرض لايم المستمر، أو أعراض الجهاز العصبي، ويتم إجراء الفحص من خلال سائل المفصل أو سائل النخاع الدماغي، ولكن لا يُنصح باستخدام هذا الاختبار لفحص الإصابة بمرض لايم عموماً. [1]
أعراض مرض لايم
يتفاعل المصابون بمرض لايم بطرق مختلفة من شخص لآخر، لذا قد تختلف شدة الأعراض بينهم، كما أن المصاب يمر بثلاث مراحل رئيسية للمرض تتمثل في: موضعية مبكرة، انتشار مبكر، انتشار متأخر، لذا قد تتداخل الأعراض عند البعض، كما قد تظهر الأعراض في مرحلة متقدمة دون أن تظهر في المراحل الأولى من الإصابة.
الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض لايم:
- ظهور طفح جلدي أحمر اللون وبيضاوي الشكل في أي منطقة من الجسم.
- إعياء.
- ألم وتورم في المفاصل.
- آلام في العضلات.
- صداع الرأس.
- حمى.
- تورم في الغدد اللمفاوية.
- اضطرابات النوم.
- صعوبة في التركيز.
أعراض مرض لايم عند الأطفال:
- إعياء.
- حمى.
- آلام المفاصل.
- أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا.
- طفح جلدي مشابه لما يحدث عند البالغين.
- معظم الأطفال يعانون من نفس الأعراض التي يعاني منها البالغين.
أعراض متلازمة ما بعد مرض لايم:
- آلام المفاصل والعضلات.
- إعياء.
- صعوبة في النوم.
- ألم أو تورم في المفاصل الكبيرة مثل الركبة أو الكتف أو المرفق.
- صعوبة في التركيز.
- مشاكل في الكلام.
- مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى. [1]
مراحل مرض لايم
يحدث مرض لايم على 3 مراحل، ولكل مرحلة منها أعراض مختلفة عن الأخرى، إلا أن ذلك غير مرتبط بظهور الأعراض في كل مرحلة، فقد يُصاب شخص وتظهر الأعراض له في المرحلة الثانية أو الثالثة دون ظهور الأعراض في المرحلة التي تسبقها.
المرحلة الأولى
وتعرف بمرحلة المرض الموضعي المبكر. تبدأ أعراض هذه المرحلة بالظهور في غضون أسبوع إلى أسبوعين من لدغة حشرة القراد، حيث تتمثل الأعراض في هذه المرحلة بما يلي:
- ظهور الطفح الجلدي الأحمر على شكل بيضاوي، والتي غالباً ما تحدث في موقع اللدغة، ولكن ذلك لا يحدث دائماً في مكان اللدغة، قد لا يرافق الطفح الجلدي أعراض مشابهة للإنفلونزا في بعض الحالات، وهنا نتحدث عن المرحلة الأولى.
- ملمس دافئ ولكنه غير مؤلم، كما أنه لا يسبب حكة.
- بعض أصحاب البشرة الداكنة يظهر لهم الطفح الجلدي على شكل كدمة.
- قشعريرة وحمى.
- تضخم في الغدد الليمفاوية.
- آلام العضلات.
- إعياء.
- عدم وضوح الرؤية.
- التهاب في الحلق.
- الصداع.
المرحلة الثانية
تعرف باسم الانتشار المبكر. يدخل المصاب في المرحلة الثانية من مرض لايم، بعد مرور عدة أسابيع أو شهور من لدغة حشرة القرادة، ستظهر في هذه المرحلة أعراض دالة على انتشار المرض إلى أجزاء وأجهزة أخرى من الجسم، تتمثل أعراض هذه المرحلة بما يلي:
- ظهور طفح جلدي في عدة مناطق غير منطقة اللدغة.
- شعور بعدم الراحة.
- اضطرابات في دقات ونظم القلب، قد تنتج من التهاب يسببه مرض لايم في القلب.
- حالات مرتبطة بالجهاز العصبي، مثل الوخز والتنميل وشلل العصب الوجهي القحفي، والتهاب السحايا.
- يمكن أن يحدث تداخل بين أعراض المرحلة الأولى والثانية خلال المرحلة الثانية.
المرحلة الثالثة
تحدث هذه المرحلة التي تعرف بالانتشار المتأخر من مرض لايم عندما لا يتم علاج المصاب في المراحل الأولى والثانية، وغالباً ما يدخل المريض فيها بعد عدة شهور أو سنوات من لدغة القرادة له، حيث يعاني المصاب فيها من الأعراض التالية:
- التهاب المفاصل في واحد أو أكثر من المفاصل الكبيرة في الجسم.
- اضطرابات الدماغ، مثل الإصابة باعتلال الدماغ الذي يؤدي إلى فقدان الذاكرة قصيرة المدى، وصعوبة التركيز، والتشوش الذهني، بالإضافة إلى مشاكل في الكلام، واضطرابات النوم.
- خدر في الذراعين أو الساقين أو اليدين أو القدمين. [1]
علاج مرض لايم
يُفضل أن يتم علاج مرض لايم في المرحلة المبكرة منه، إذا أن العلاج في هذه الفترة يحتاج فقط إلى دورة من المضادات الحيوية عبر الفم، وهي دورة بسيطة تستغرق ما بين 10-14 يوماً للقضاء على العدوى. أما فيما يتعلق بالأدوية المستخدمة في علاج المرض، فهي تشمل ما يلي:
- أدوية دوكسيسيكلين، أموكسيسيلين، أو سيفوروكسيم: وهي بمثابة الخط الأول في العلاج للبالغين والأطفال.
- أدوية سيفوروكسيم وأموكسيسيلين: وهي الأدوية المستخدمة لعلاج النساء المرضعات.
- علاج المضادات الحيوية عبر الوريد: تستخدم هذه الأدوية الوريدية لبعض الحالات في مرض لايم، بما في ذلك الحالات التي تعاني من إصابة القلب والجهاز العصبي المركزي.
- العلاج ما بعد انتهاء العلاج الأول: بعد انتهاء مسار العلاج الذي ذكرناه في النقاط السابقة، يتم إعطاء المريض دورة علاجات فموية لمدة 14-28 يوماً.
- العلاج بالمضادات الحيوية لأعراض التهاب المفاصل: يتم تقديم علاج خاص لمن يعانون من التهاب المفاصل كأحد أعراض مرض لايم في المراحل المتقدمة منه، باستخدام مضادات حيوية عبر الفم. [1]
مضاعفات مرض لايم
يُنصح بأن تستشيري طبيبكِ حتى وإن اختفت الأعراض والعلامات الدالة على مرض لايم، لأن اختفاء الأعراض لا يعني بالضرورة الشفاء من المرض، لأن مرض لايم من الأمراض التي قد تسبب مشاكل أخرى في الجسم في حال لم تخضع لعلاج، حيث يمكن أن يسبب عدم علاجه المضاعفات التالية:
- التهاب المفاصل.
- مشاكل في الجهاز العصبي.
- قد تسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة عند الأطفال مما يؤدي إلى الوذمة حليمة العصب البصري. [3] [4]
- في حال تحول المرض إلى متلازمة ما بعد مرض لايم، يمكن أن تشمل المضاعفات حدوث مشاكل في الحركة، والمهارات المعرفية، قد تسبب تغيرات كبيرة في نمط الحياة. [5]
أسأله هامة عن مرض لايم
هل مرض لايم مزمن؟
يمكن أن يتحول مرض لايم إلى مرض مزمن عند بعض الحالات التي تعالج بالمضادات الحيوية، وهي الحالة المعروفة بمتلازمة ما بعد مرض لايم، وغالباً ما تصيب 10-20% من المصابين بالمرض، حيث تستمر الأعراض لديهم بعد الانتهاء من العلاج، والسبب وراء حدوث الحالة المزمنة من المرض لدى البعض وعدم حدوثها للبعض الآخر غير معروف حتى الآن. [5]
هل مرض لايم معدي؟
مرض لايم مرض معدٍ ينتقل من القراد المصاب بالبكتيريا إلى الإنسان، ولكن العدوى تحتاج إلى التصاق الحشرة لمدة 36-48 ساعة على الأقل حتى تسبب المرض.
هل مرض لايم خطير؟
في الحالات التي تخضع للعلاج في المراحل المبكرة، ولا تتعرض للمرحلة المزمنة والأعراض المستمرة من المرض، يكون مرض لايم غير خطير لها، أما تلك الحالات التي تعاني من متلازمة ما بعد مرض لايم، فهي تكون عرضة لخطر المضاعفات المرتبطة بها.
أين ينتشر مرض لايم؟
ينتشر مرض لايم في المناطق المليئة بحشرة القراد المصاب، كما تعتبر المناطق الحرجية وذات الأشجار الكثيفة والأعشاب، كما أن مربي الحيوانات الأليفة والتي تنتشر في الطبيعة باستمرار معرضين أيضاً لانتقال العدوى لهم.
الوقاية من مرض لايم
بما أن القراد غير قادر على الطيران أو القفز، فهو يعيش متنقلاً بين الأشجار ومحيطها، فعليكِ القيام بما يلي لحماية نفسكِ من لدغها:
- ارتداء ملابس تغطي كامل الجسم كالجوارب والسراويل والأكماك الطويلة، عند المرور من هذه المناطق.
- ضعي مادة طاردة للقراد أو استخدم زيت الليمون.
- استخدمي مادة البيرمثرين الكيميائية على الملابس ومعدات التخييم.
- الاستحمام مباشرةً في غضون ساعتين بعد العودة من الخارج.
- ضعي كل ملابسكِ التي كنتِ ترتدينها في مثل هذه الأماكن في مجفف ساخن، كي يقتل أي آفات عالقة فيها. [2]
مشاهير مصابون بمرض لايم:
أصيب بعض المشاهير الذين يحظون بشعبية كبيرة بين الناس بمرض لايم.
مرض لايم بيلا حديد:
أصيبت عارضة الأزياء الأمريكية من أصول فلسطينية بمرض لايم، وقد صرحت عن معاناتها مع المرض، وقالت بأنها تعرضت لعدم انتظام في ضربات القلب وآلام المفاصل والتعرق وضيق التنفس وغيرها، حيث تعاني حديد من المرض منذ عام 2012 عندما كان عمرها 14 عاماً.
مرض لايم جاستن بيبر:
أعلن المغني الشهير جاستن بيبر لمعجبيه عن إصابته بمرض لايم، وبأن ما يعانيه مع هذا المرض وظهور البقع والطفح على جلده ناجماً عن إصابته بداء لايم.
تعرفنا في هذا المقال على ما هو مرض لايم؟ وما هي أعراضه، ومدى خطورته ومضاعفاته المحتملة، والأهم من ذلك أننا وضحنا سبل الوقاية منه.