ما هو العنف اللفظي وكيف تحمي نفسك منه بأفضل طريقة؟

  • تاريخ النشر: منذ يومين
مقالات ذات صلة
كيف تحمي نفسك من اكتئاب الخريف
كيف تحمي نفسك من بروز الكرش في رمضان؟
كيف تحمين نفسك من الطاقات السلبية ؟

العنف اللفظي ليس له مكان في العلاقة المحبة والمُلتزمة، على الرغم من أنه واحد من أكثر أشكال الإساءة شيوعاً في العلاقات، إلا أن التعرف عليه قد يكون أمراً صعباً.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

في حين أن وجود بعض الخلافات يعتبر أمراً طبيعياً في أي علاقة، فإن الإساءة اللفظية تتجاوز مجرد الاختلافات البسيطة. فالإساءة اللفظية تشمل الشتائم، السباب، الكلمات المهينة الموجهة إليك، أو إلى الآخرين، والإذلال العلني أو الخاص.

غالباً ما تستهدف هذه الإساءة نقاط الضعف الشخصية للفرد، ولكنها تتنوع في شكلها، فقد تتراوح بين الصراخ والإذلال وصولاً إلى أساليب أكثر خفية وتلاعباً.

أنواع الإساءة اللفظية

لا يوجد نوع واحد فقط من الإساءة اللفظية، بل هي تشمل مجموعة من الأشكال. فيما يلي بعض الأنواع التي يجب أن تكون على دراية بها:

التلاعب العقلي (Gaslighting)

إذا كنت تشعر أن شريكك يحرف الواقع لصالحه، ويجعلك تشكك في أفكارك أو ذكرياتك أو رؤيتك للأحداث، فقد تكون عرضة للتلاعب العقلي. غالباً ما يبدأ هذا النوع من السلوك بشكل تدريجي، حيث يبدأ بشريكك في إلقاء اللوم عليك أو اتهامك بارتكاب أخطاء دون دليل أو مبرر.

التجاهل العاطفي (Stonewalling)

الإساءة اللفظية لا تقتصر على الكلمات فقط، بل قد تتجسد في الصمت. عندما يختار شريكك تجاهلك عمداً، ويمنع التواصل أو الاتصال بك لفترة طويلة دون سبب، فهذا يشير إلى إساءة عاطفية.

هذه الطريقة في التعامل تُعرف بـ "المعاملة الصامتة" وقد يخلط البعض بينها وبين "أخذ المسافة"، ولكن هناك فارقاً كبيراً بين الاثنين، في حالة "أخذ المسافة"، يكون لديك وضوح حول موعد العودة للمحادثة، أما في "التجاهل العاطفي"، يبقى الأمر لغزاً.

العدوانية اللفظية

تتضمن العدوانية اللفظية السباب والاتهامات والصرخات. في حين أن الخلافات أمر طبيعي في العلاقات، يجب أن تتم إدارة هذه المحادثات الصعبة مع الحب والاحترام، بدلاً من الغضب والعدوان.

علامات الإساءة اللفظية في العلاقة

في حال كنت غير متأكد مما إذا كنت تعاني من الإساءة اللفظية، إليك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى ذلك:

الإهانات والشتائم

إذا كان شريكك يصفك بألقاب مهينة، أو يوجه لك إهانات سواء أمام الناس، أو في الخفاء، فهذا يعد من علامات الإساءة اللفظية. قد تبدو بعض الألقاب وكأنها مجرد مزاح، لكن إذا شعرت أنها تؤذيك، فقد تكون هذه إهانة مقصودة.

التقليل من شأنك

عندما يستخدم شريكك كلمات ساخرة أو انتقادات تهدف إلى التقليل من قيمتك، سواء أمام الناس، أو في الخصوصية، فهذا شكل آخر من أشكال الإساءة. قد تكون هذه الانتقادات متعلقة بشكلك، طريقة حديثك، أو حتى ذكائك.

التهديدات

التهديدات التي تتعلق بحياتك أو جسدك يمكن أن تثير الخوف، حتى وإن كانت فارغة. لا يجب تجاهل أي تهديد من شريكك، وإذا كانت تهديداتهم تجعلك تشعر بالخوف، أو تدفعك لتغيير سلوكك، فهذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة يجب التعامل معها.

إلقاء اللوم عليك

إذا كان شريكك دائماً ما يلقي اللوم عليك عن تصرفاته الخاصة أو أخطائه، فقد يكون هذا علامة على الإساءة اللفظية. في هذه الحالة، قد تتعرض لما يُعرف بتوجيه اللوم للضحية، حيث يتم تشويش الحقائق لإرباكك وجعلك تشعر أنك السبب في سوء التصرفات.

ردود الفعل على الإساءة اللفظية

إذا كنت تعاني من الإساءة اللفظية، من المهم أن تذكر لنفسك أن الإساءة ليست مبررة أبداً. حاول أن تبقى هادئاً، وتخرج من الموقف إذا كان ذلك ممكناً. من الضروري الحفاظ على سلامتك الشخصية أولاً، وفي حالة إمكانية ذلك، حاول أن تبتعد عن المكان حتى يهدأ الشخص المعتدي.

طلب المساعدة من مختص

من المهم البحث عن العلاج المتخصص، سواء بشكل فردي أو مع شريكك. يمكن أن يكون المعالج العائلي أو المتخصص في العلاقات أداة قوية لمساعدتك في التعامل مع الإساءة اللفظية.

اللجوء إلى الأصدقاء والعائلة

من المفيد أن تحيط نفسك بشبكة دعم من الأصدقاء والعائلة الذين يمكنهم التحقق من تجربتك وتقديم الدعم العاطفي اللازم. التحدث معهم عن مشاعرك وما تمر به قد يساعدك في الخروج من هذا الموقف.

وضع حدود

تواصل مع شريكك واشرح له أن الكلمات المسيئة غير مقبولة بالنسبة لك. ارسم حدوداً واضحة لما يمكنك قبوله في العلاقة. الإساءة اللفظية يمكن أن تؤثر بشكل بالغ على صحتك النفسية والعاطفية، وإذا لم يتم التعامل معها، قد تتطور إلى إساءة جسدية.

التفكير في إنهاء العلاقة

على الرغم من قسوة هذه الخطوة وعدم صلاحيتها للجميع، إلا أنه وإذا كانت الإساءة اللفظية مستمرة، ولا يمكن معالجتها، قد يكون من الأفضل التفكير في إنهاء العلاقة. إذا قررت اتخاذ هذه الخطوة، تأكد من الحصول على استشارة قانونية لدعم حقوقك.

كوني لطيفة مع نفسك

لا تلومي نفسك على تصرفات شخص آخر. يجب أن تسمحي لنفسك بالوقت للتعامل مع مشاعرك والشفاء من هذه العلاقة، واطلبي المساعدة اللازمة.