لغة العيون
العيون هي مرآة الروح والنفس، وهي تعبر عم بداخل الشخص من مشاعر وأحاسيس، كما أنها من أجزاء الجسم التي قد تفضح ما يبطنه الشخص، من هنا جاء مصطلح لغة العيون، لأنها قد تفسر الكثير من خبايا النفس.
ما هي لغة العيون؟
لغة العيون هي الدلالات والتفسيرات التي يمكن أن يتم استنباطها من نظرات عيون الشخص وعليه فهي بمثابة مرآة لمشاعره الداخلية، وذلك من خلال النظر إلى عيني الشخص بشكلٍ مباشر، وملاحظة كيفية تحريك عيونه، إذ إن لكل حركة دلالة معينة يمكن من خلالها معرفة ما يفكر به الشخص الذي أمامكِ. [1]
كيف تفهم لغة العيون؟
لفهم لغة العيون عليكِ فهم معاني ودلالات حركتها وطريقة نظرة العيون: [2]
- نظرة العيون: يشير النظر إلى العيون مباشرةً أثناء الحديث إلى الاهتمام، ومن ناحية أخرى يمكن أن يُعبر التواصل البصري لفترات طويلة عن التهديد، كما قد يشير عدم النظر إلى العيون أثناء الحديث إلى أن الشخص يحاول إخفاء مشاعره الحقيقية، أو أنه مشتت الذهن، أو يشعر بعدم الراحة.
- اتساع حدقة العين: يتحكم الضوء عادةً في اتساع حدقة العين، ويمكن أيضاً للمشاعر أن تتسبب بتغير حجم حدقة العين، فقد يدل اتساع حدقة العين على الاندهاش والاهتمام.
- إغلاق العينين: يرمش الأشخاص بشكل طبيعي، وقد يقوم الأشخاص نتيجة لشعورهم بالضيق وعدم الراحة بالرمش بشكل أسرع.
- النظر إلى الأنف: إذا قام الشخص بالنظر إلى أنفه وهو مرفوع الرأس فإن ذلك يعني أنه يشعر بالتكبر والغرور والتفوق.
- النظر إلى الأعلى للجهة اليسرى: عندما يقوم الشخص بالنظر إلى الأعلى لجهة اليسار فإنه غالباً يقوم بمعالجة المعلومات وربطها بمواقف سابقة أو شعور عاطفي، أما إذا نظر إلى جهة اليسار دون النظر للأعلى فهو يحاول تذكر صوت.
- النظر إلى الأعلى للجهة اليمنى: يدل قيام الشخص بالنظر إلى الأعلى للجهة اليمنى عند سماع معلومة على أنه يحاول التحقق من منطقية المعلومة التي سمعها، أو يحاول تذكر تجربة حدثت في الماضي القريب.
- النظر للأعلى: عند قيام الشخص بالنظر إلى الأعلى أثناء التحدث معه فهذا يعني بأنه يفكر جيداً فيما يسمع.
- النظر للأسفل: قد يدل النظر للأسفل على عدم الراحة، أو الشعور بالذنب، أو عدم الاهتمام.
لغة العيون في علم النفس:
طالما أن لغة العيون هي من اللغات التي تعبر عن مكنونات النفس البشرية وما تبطنه وتخفيه عن العالم الخارجي، فإن كل ما تشير إليه من مشاعر ودلالات سيرتبط بعلم النفس، وهذه المشاعر التي تمتلئ العيون بها يفسرها علم النفس بعدة احتمالات منها الآتية:
- التعبير عن الإعجاب والحب: يُعبر التواصل البصري عن مجموعة من العواطف الصادقة التي تسكن أعماق النفس ويكنها اتجاه الطرف الآخر، والتي تعكس العين مضمونها برقة وعفوية، وذلك من خلال التركيز على الشريك عند حديثه، أو مواصلة النظر إليه والتحديق به مدةً من الزمن دون انقطاع، الأمر الذي يُشير إلى الإعجاب به أو الانجذاب الشديد له، في حين أن الشخص العادي الذي لا يشعر بشيء مميز يجذبه للطرف الآخر قد يميل للتجول في نظراته حول أرجاء المكان، ويتنقل بين الأشخاص المُحيطين به دون التركيز على أحدهم بشكلٍ واضح أو مُباشر، إضافةً لأن نظرات العيون قد ترتبط بالرومانسيّة الشديدة والمُغازلة غير اللفظية عندما تتخللها مشاعر الافتتان والحب الكبير الذي قد لا تنطق به الشفاه لكن تُصرّح به العيون برقةٍ ووضوح وشفافية كعلامةٍ يُشير بها الجسد بلُطفٍ لمشاعره، ويُترجمها من خلاله للطرف الآخر دون تصريحٍ مُباشر.
- مشاعر الانزعاج أو الإضطراب العاطفيّ والتفكير العميق: يُمكن أن ترتبط نظرات العيون بمشاعر داخلية مُختلفة تتمثل بالإضطراب العاطفي أو التردد في الكلام أو الشعور بالإحباط والانزعاج أحياناً، وذلك عندما يُحاول صاحبها إخفاء مشاعره والتستر عليها، أو عندما يميل إلى الكذب، فعلى سبيل المثال قد تزداد ومضات العين عندما يكون المرء متوتراً، وعندما يُكافح مشاعره العاطفية، وقد يُغمض عينيه بقوةٍ بشكلٍ عفويّ، أو يفتحها ويُغلقها بسرعةٍ كدليل على توتره الناجم عن محاولته إخفاء ما بداخله والسيطرة على إحساسه، وتُشير الأبحاث لأن وميض العين السريع والمُضطرب ظاهرةً يتميز بها الشخص الكاذب الذي يُخفي الحقيقة أثناء استجوابه مثلاً، أو عندما يشعر بالضغط الشديد، فتفضحه نظراته، وفي بعض الحالات يُحرك بعض الأشخاص أعينهم للأسفل أو يتنقلون بها من جانبٍ لآخر بسرعة عندما يُجرون عمليات ذهنية يُعالجون من خلالها بعض المعلومات داخل عقولهم، كإيجاد نتيجةٍ حسابية أو غيرها، وهو أمر ليس له علاقة بقول الحقيقة وإخفائها تبعاً للموقف الذي يمر الشخص فيه.
- التحذير والتهديد أو التعبير عن البغض والكراهية: لا تقتصر نظرات العيون على الحب والعطف والمودّة اتجاه الآخرين، حيث إن هنالك ما يُعرف في علم النفس بالعُنف البصري، حيث تخرج نظرات العينين عن الطابع المذكور سابقاً لتبدو أكثر شراسةً وخبثاً، فتستخدم لإرسال إشارات مُختلفة قد يستنكرها البعض، لتبدو كالتحذير، أو التهديد والوعيد، والتي تتميز بحدتها وقسوتها، فيكون التحديق مُخيفاً وكأنه يحمل معه رسالةً عنيفة لمُستقبل هذه النظرات تُفيد ببغض الشخص الواقف أمامه له، أو رغبته بإيذائه وإزعاجه وإثبات هيمنة وقوة موقفه وغضبه منه.
لغة العيون في الحب:
من الأمور التي تتعزز وتزداد عند التواصل مع من تحبين هي التواصل بينكِ وبينهم من خلال العيون، أو حتى من تعجبين بهم، أو هؤلاء الذين يمتلكون سلطة عليكِ، أو عندما يتسم الحوار بالقرب، حيث يميل الشخص إلى النظر إلى الطرف الآخر بشكل متكرر، كما يمتد الاتصال بالعينين لفترات أطول من الزمن، حيث يُحكم على العلاقات بناءً على كمية النظرات المتبادلة بين الشخصين، فكلما زادت النظرات كانت العلاقة أقوى، بالإضافة إلى ذلك أظهرت الأبحاث المتعلقة بالحب والانجذاب أن النظرات المتبادلة مؤشر يدلّ على وجود الحب بين الطرفين.
لغة العيون والمشاعر:
العين لا تكذب ولا تنافق، لذا فهي خير معبر عن الشعور الإنساني، حيث إن هناك نظرات خاصة بالحب والإعجاب وهناك نظرات تدل على الشعور بالملل وعدم الحب للطرف الآخر، ويمكن التمييز بينهم بكل سهولة، وفي الغالب يشعر الإنسان بمن يكن له مشاعر حب أو يشعر تجاهه بالملل، إلا أن العينين تشارك في هذه العملية:
- حين يشعر الشخص بالحب تجاه شخص، فإن العين تبدأ بإرسال نظرات الحب والود للطرف الآخر، كما يمكن أن يطيل الشخص النظر لمن يحب، خاصة في الوقت الذي لا ينظر له الشخص الآخر، حيث يشعر إنه يأخذ قسط من الحب خلسة دون أن يراه الطرف الآخر، خاصة في بداية العلاقة، لأنه في معظم الحالات يكون الخجل هو سيد الموقف في التعبير عن الحب، كما أن هناك مجموعة من النظرات المتبادلة بتحسس وحب وخجل، وهي تلك النظرات التي تبعث إشارات للعقل والقلب بالرضا والقبول والاستحسان، ولا سيما أن العين هي التي تحب أولاً قبل القلب.
- التعبير عن المشاعر السلبية، دوماً يريد الأشخاص إخفاء المشاعر السلبية التي يمرون بها إلا أن العين تأبى ذلك، فالعيون تعبر عن الشعور السلبي من خلال عدم النظر لمن لا ترتاح إليه، كما يتجنب الأشخاص النظر لمن هم يسببوا لهم إزعاج في الحياة.
لغة العيون من أصدق اللغات التي تعبر عن مكنونات النفس البشرية، كما أنها تفضح الإنسان دون أن يشعر حتى وإن حاول إخفاء ما بداخله.