لغة الإشارة.. تاريخها وأنواعها وكيفية تعلمها
كان البشر يستخدمون الإشارات منذ القدم للتواصل فيما بينهم قبل تأليف اللغات المختلفة واختراعها في شتى أرجاء العالم، وكما هو الحال بالنسبة للغات المنطوقة وتخصيص لغة معينة منها لكل دولة، تختلف لغات الإشارة من بلدٍ إلى آخر، ولكن ما تاريخ لغة الإشارة؟ وما مدى أهمية لغة الإشارة؟ وكيف يمكن تعلمها للأطفال والكبار؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
كل ذلك وأكثر نُجيب عليه في هذا المقال، كما نتطرق للحديث عن لغة الإشارة العالمية، والإنجليزية، والعربية، بالإضافة إلى لغة الإشارة السعودية على وجه التحديد...
تاريخ لغة الإشارة:
عندما نتحدث عن تاريخ لغة الإشارة، لا بد من التنويه إلى أنها كانت موجودةً في اليونان القديمة، ولكن ظهور لغة الإشارة لأول مرة أمرٌ غير معلوم، ومع ذلك، تتّفق الكثير من المصادر التاريخية على أن استعمال اليدين للتواصل كان معمولاً به في السابق تماماً كما كان عليه استخدام اللغة المنطوقة، وكانت حركات اليدين هذه ناتجةً عن حاجة البشر إلى التفاعل فيما بينهم، كما يُعتقد أن الصيّادين استخدموا الإشارات للتواصل مع بعضهم البعض من مسافاتٍ بعيدة وسط السهول الممتدة.
وعند الحديث عن لغة الإشارة الأمريكية (ASL) على وجه التحديد، نجد أن الأمريكيين الأصليين في السهول العظمى القديمة قد طوّروا نظاماً معقداً للتعامل بالإشارات فيما بينهم، ما جعل التجارة بين القبائل ممكنة، كما أنه من أجل التغلب على حواجز اللغة، طوّر السكان الأصليّون في أمريكا نظاماً موحداً لإيماءات اليد؛ بغرض التفاوض مع القبائل التي لا تتحدث بلغتهم؛ بما في ذلك الرحّالة الأوروبيّون.
وصدر أول سجل مكتوب للغة الإشارة في اليونان القديمة، خلال القرن الخامس قبل الميلاد، حتى أن الإغريق القدماء الذين لم يستطيعوا التحدث بلغة منطوقة كانت لديهم لغة إشارة "بدائية" ليمارسوا نشاطاتهم ويواصلوا حياتهم اليومية.
وكان الفيلسوف أرسطو، تلميذ أفلاطون، يعتقد أن القدرة على سماع الكلام هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن تعليم الناس بها، وبالتالي فإنه يستحيل تعليم الصم من منظوره، وعلى الرغم من عدم وجود أي أدلة واقعية تدعم فرضية أرسطو، إلا أنها اعتُمدت على نطاقٍ واسع لمدة 2000 سنة في مختلف أنحاء العالم.
وخلال هذه الحقبة الزمنية، كان يُنظر للصم كبشر أدنى درجةً من الآخرين، ولا يمكنهم حيازة الممتلكات بشكلٍ قانوني، حتى أنهم حُرموا من الجنسية والحقوق الدينية، ولم يتمكنوا من الزواج؛ لأن الناس كانوا يخشون أن يكون الصمم وراثياً ينتقل عبر الأجيال.
وفي العام 685 م، عمل رئيس أساقفة يورك، جون بيفرلي، على تعليم صبي أصم الكلام، واشتُهر بذلك الإنجاز على نطاقٍ واسع، ولكن بدلاً من أن يُنظر إلى هذا العمل على أنه دليلٌ يُثبت خطأ رؤية أرسطو، اعتبر المفكرون في تلك الحقبة أن هذا العمل إلهي! حتى أنه تم تقديس بيفرلي لاحقا لقيامه بالـ "معجزة" من منظور الناس آنذاك.
وبدأت مرحلة اندثار ادعاء أرسطو في القرن السادس عشر، حين بدأ الفلاسفة والمعلمون بالتشكيك بأن الأشخاص الصم لا يمكنهم أن يتعلموا، وأول مَن تحدّى افتراض أرسطو هو الطبيب وعالم الرياضيات الإيطالي، جيرولامو كاردانو، والذي رأى أن السمع ليس ضرورياً لفهم الأفكار؛ لذا بدأ بتطوير رموز حركات اليد الخاصة به.
وعلى الرغم من أن رموز كاردانو لم يتم اعتمادها بشكلٍ كبير، إلا أنه استخدم أساليبه الخاصة لتعليم ولده الأصم، وفيما بعد أثّرت نظريات كاردانو على القادة والمفكرين في ذلك الحين، وفي الوقت نفسه تقريباً، في العام 1570 م تحديداً، بدأ الراهب الإسباني، بيدرو بونس دي ليون، بتعليم طلابه الصم من أبناء النبلاء الإسبان؛ لأنهم لم يكونوا مؤهلين لوراثة الممتلكات، فقد علّمهم القراءة والكتابة والتحدث؛ ليصبحوا قادرين على المطالبة بالثروات العائلية التي تخصّهم.
وكان لكلٍّ من كاردانو وليون دوراً كبيراً في إلهام راهب إسباني آخر، يُدعى خوان بابلو دي بونيت، والذي اتخذ أكبر خطوة في تاريخ لغة الإشارة المبكر، فبعدما طوّر أساليبه الخاصة لتعليم الطلبة الصم، تمكّن من نشر أول كتاب عن لغة الإشارة في العام 1620 م، والذي تضمّن أول نظام منشور لهجاء الأصابع في التاريخ، وقد حاز هذا الكتاب على اهتمامٍ واسع في جميع أنحاء أوروبا لتعليم التلاميذ الصم.
وإلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث عمل الكاثوليكي، آبي شارل ميشيل دي ليبي، كمعلم للسكان الصم في فرنسا، وأصبح مجتمع الصم الفرنسيين يعتمد لغة إشارة مشتركة في باريس، أخذت تتطور على مدى قرون.
واكتشف ليبي أن الصم يتعلمون بصرياً الأشياء نفسها التي يتعلمها الآخرون عن طريق السمع؛ ولأن الصم والبكم كانوا يمتلكون لغةً قوية ومعبّرة كما هي عليه اللغة الفرنسية المنطوقة، كان المفتاح لتعليمهم هو التواصل بواسطة الأيدي بدلاً من الأصوات، وتمت إضافة نظام ليبي لنظام لغة الإشارة الفرنسية القديم وإنشاء سلسلة من حركات اليد كبديل للأصوات.
وفي العام 1760 م، أسّس ليبي أول مدرسة مجانية متخصصة بلغة الإشارة العامة في العالم، وذلك بتمويل من ميراثه، وكانت تُعرف هذه المدرسة باسم المعهد الوطني للصم والبكم، ومع استمرار تطوير نظام الإشارة الفرنسي وأساليب ليبي في التعليم، توافد الصم من جميع أنحاء فرنسا إلى مدرسته، حتى أن مسؤولين من دول أخرى أرسلوا مندوبين ليتعلموا أسلوب ليبي في التدريس، وأدى تأثيره إلى إنشاء 21 مدرسة في فرنسا وعدة بلدان أخرى.
وفي الفترة الزمنية ذاتها، كان توماس برايدوود، يؤسس أكاديمية "برايدوود" للصم والبكم في إنجلترا، وذلك بالتزامن مع الوقت الذي افتُتحت فيه مدرسة ليبي في فرنسا، وقام هذا المعلم بتدريس طلابه باستخدام أساليب فريدة من نوعها للغة الإشارة، وبالطبع كان له دورٌ أساسي في تطوير لغة الإشارة البريطانية التي يمارسها الأفراد اليوم في المملكة المتحدة.
وكان ليبي أول معلم "يدوي"، وأول مدرّس أدرك أن لغة الإشارة هي الوسيلة الوحيدة التي يجب أن يستعملها الأشخاص الصم للتواصل فيما بينهم ومع الآخرين، وليست مجرد طريقة لمساعدتهم على التحدث باللغة الشفهية، كما عُرف بلقب "أبو الصم"، وهو من أوائل الأشخاص في التاريخ الذين أكدوا أن الصم يستحقون المعاملة كبشر يعملون بكامل طاقتهم ولديهم ما يمكن أن يُفيد مجتمعاتهم، حتى لو تحدثوا بلغةٍ مختلفة. [1]
أما لغة الإشارة الأمريكية الحديثة، فهي مشتقة من النظام الذي تم إنشاؤه خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولكن الولايات المتحدة لها تاريخها الخاص في مجال لغة الإشارة أيضاً، فقد تمكّن الأمريكي، توماس هوبكنز جالوديت- وهو شخصية بارزة في تعليم الصم- من السفر إلى فرنسا في العام 1815 م لدراسة طرق الاتصال مع الأفراد الصم.
وفي العام 1817 م، عندما عاد إلى الولايات المتحدة، أسّس أول مدرسة للصم في البلاد، وتحديداً في مقاطعة هارتفورد، كونيتيكت. وبحلول العام 1863 م، أصبح هناك 22 مدرسة لتعليم الصم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفي العام 1864 م، تم إنشاء كلية متخصصة بتعليم الصم.
وقبل ذلك، وتحديداً في العام 1854 م، كانت نسبة الصم في جزيرة "مارثا فينيارد" بولاية "ماساتشوستس" الأمريكية أعلى بنحو 35 مرة من المعدل الوطني؛ ونظراً لأن هذه الجزيرة كانت موطناً لعددٍ كبير من الأشخاص الصم، تم وضع لغة إشارة خاصة بهم في المنطقة قبل أن تنتشر هذه اللغة لأنحاءٍ أخرى من البلاد.
وفي يومنا هذا، يوجد العديد من المنظمات والمؤسسات المتخصصة بتعليم الصم وتأهيلهم للانخراط بالمجتمع، من خلال تعلّم لغة الإشارة الأمريكية التي انتشرت خارج البلاد، لا سيما في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية. [2]
أهمية لغة الإشارة:
إنه لشعورٌ رائع عندما يتمكن الفرد من التحدث بعدة لغات، بما فيها لغة الإشارة التي تعود على متعلّميها بالنفع والفائدة، خصوصاً مجتمع الأشخاص الصم ومَن يتعامل معهم باستمرار، وفيما يلي نوضح لكم أهمية لغة الإشارة:
- تنشيط العقل وتعزيز وظائفه وتقوية الذاكرة، وتعزيز الإدراك والتفكير الإبداعي، تماماً كما يحدث عند تعلم أي لغة جديدة.
- سهولة تعلم لغات أخرى وخلق المزيد من الفرص.
- تعزيز مهارات الاتصال.
- تحسين القدرات البصرية.
- اكتساب القدرة على فهم الأطفال الرضع والتواصل معهم.
- تطوير مهارات لغة الجسد.
- تحسين التواصل مع العملاء، وتعلم آداب السلوك الأساسية؛ مثل التواصل الجيد بالعينين.
- التركيز التام مع الشخص الآخر، على عكس التواصل الشفهي الذي يشوبه التشتت ويسمح باستخدام الهاتف أو عمل أشياء أخرى أثناء الاستماع لشخصٍ آخر.
- إتاحة الفرصة للتواصل مع الأشخاص المحطين في جميع الظروف التي لا يمكن سماع الآخرين بها؛ مثل التواجد بحفلة وسط أجواءٍ صاخبة، أو السباحة مع أشخاص آخرين تحت الماء.
- القدرة على مساعدة الناس وتسهيل التواصل بين الصم والأفراد الذين ليس لديهم معرفة بلغة الإشارة.
- بناء علاقات وتكوين صداقات مع أشخاص جدد.
- التعرف على ثقافة ومجتمع جديد.
- الوعي بمجتمع الصم، وزيادة الاهتمام بتوعية الآخرين بشأنهم.
- استخدام لغات الإشارة في تعليم الحيوانات كيفية التواصل مع البشر.
- لغة الإشارة موجودة في جميع أنحاء العالم، ويمارسها الكثير من الأشخاص من حولنا حتى وإن لم نلاحظ ذلك، فعلى سبيل المثال، تُعتبر لغة الإشارة الأمريكية ثالث أكثر اللغات الحديثة التي تمت دراستها في الجامعات والكليات الأمريكية، ما يجعلها منافسةً للغات المنطوقة.
- لغة معبّرة وجميلة. [3]
كيفية تعلم لغة الإشارة:
يمكن تعلم لغة الإشارة بعدة طرق ووسائل، سواءً بشكلٍ وجاهي أو من خلف شاشات الأجهزة اللوحية، وفيما يلي نذكر لكم كيفية تعلم لغة الإشارة من خلال الوسائل التعليمية المتاحة حول العالم:
- التسجيل بدورة تدريبية لتعلم لغة الإشارة وجاهياً أو عبر الإنترنت.
- مشاهدة الدروس المسجلة بمقاطع فيديو على موقع "YouTube".
- استعمال تطبيقات الهواتف الذكية لتعليم لغة الإشارة.
- قراءة الكتب الورقية أو الرقمية على الإنترنت.
- حضور لقاءات مجتمعات الصم، علماً أنه يمكن البحث عن هذه الاجتماعات في المدينة عن طريق الإنترنت أو الجمعيات والمؤسسات المختصة.
- ممارسة لغة الإشارة مع أشخاص آخرين والتفاعل معهم باستمرار.
- ملاحظة حركات المترجمين الفوريين على برامج التلفاز وربطها مع الكلام المسموع، ثم محاولة تقليدها. [4]
شاهدي أيضاً: تعلم لغة الإشارة
لغة الإشارة العالمية:
بما أن لغات الإشارة متعددةٌ حول العالم، وتختلف من مجتمعٍ لآخر، كان لا بد من إيجاد لغة إشارة دولية تُمكن الصم من التواصل فيما بينهم عند السفر للخارج أو التعامل مع أشخاص صم من مجتمعاتٍ آخرى، وفيما يلي نوضح لكم المزيد من المعلومات حول لغة الإشارة العالمية:
هي لغة مستخدمة في التواصل مع الصم من مختلف لغات الإشارة الوطنية حول العالم، فقد جرت عدة محاولات لتوحيد رموز لغة الإشارة دولياً في النصف الثاني من القرن الماضي، وتم إنشاء لغة إشارة مصطنعة لاستعمالها في الاجتماعات الدولية للصم، سُميت "Gestuno"، وهي تُشبه لغة الإسبرانتو التي تم تأليفها كلغة اتصال سهلة في العام 1887 م.
ويحتوي قاموس لغة الإشارة العالمية على مجموعة صغيرة من العلامات التي قد تكون أكثر انتشاراً بين الصم على المستوى الدولي، علماً أنه تمت إضافة أبجدية تهجئة الأصابع المستخدمة دولياً إلى القاموس، وذلك لكتابة الكلمات بأشكال يدوية مختلفة.
ومن الجدير بالذكر، أن معرفة لغات الإشارة المختلفة حول العالم حتماً يساعد على تعلم لغة الإشارة الدولية واستخدامها بسهولة. [5]
لغة الإشارة الإنجليزية:
تختلف لغة الإشارة من منطقةٍ إلى أخرى. حتى أصبح هناك حوالي 300 نوع من لغات الإشارة التي يستعملها الناس في شتى أنحاء العالم، واللافت أن البلدان التي تشترك باللغة السائدة فيها قد لا تشترك بلغة الإشارة؛ فعلى سبيل المثال، تنقسم لغة الإشارة الإنجليزية إلى 4 أنواع؛ هي لغة الإشارة الأمريكية (ASL)، ولغة الإشارة الأسترالية (Auslan)، ولغة الإشارة البريطانية (BSL)، ولغة الإشارة النيوزيلندية (NZSL).
وكمثال على الاختلافات بين لغات الإشارة الإنجليزية، تعتمد لغة الإشارة الأمريكية على استخدام يد واحدة للإيماءات والحركات، بينما لغات الإشارة البريطانية والأسترالية والنيوزيلندية تستخدم اليدين كلتيهما.
وفيما يتعلق بأبرز أساسيات لغات الإشارة الإنجليزية؛ فهي تتمثل بتعلم الحروف الهجائية، وإتقان القواعد، والتواصل باليد، وزيادة المفردات، بالإضافة إلى هجاء الأصابع لتهجئة الكلمات عبر حركات اليد. [6]
شاهدي أيضاً: لغة الإشارة العربية
لغة الإشارة العربية:
يتواصل الأشخاص الصم من العرب بواسطة حركات الأيدي والجسد وإيماءات الوجه، وهو ما يندرج ضمن قواعد لغة الإشارة التي تُسهل على الصم الاندماج في مجتمعاتهم وتساعدهم على تحقيق التواصل الفعال معهم.
وتختلف لغة الإشارة العربية بين دول الوطن العربي، كما هو الحال بالنسبة لاختلاف اللهجات في اللغات المنطوقة بين البلدان العربية؛ فمثلاً هناك لغة إشارة سعودية، وأخرى كويتية، ولغة إشارة مصرية، وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن البلدان العربية تهتم بتعليم الصم والبكم، فقد أنشأت المدارس الخاصة بهذه الفئة من المجتمع لتعليمها الحروف الأبجدية العربية، واستعمال هذه الأحرف في تعليم لغات الإشارة، وتدريس جميع المواد التعليمية بواسطة لغة الإشارة، وإلى جانب ذلك، توفر العديد من القنوات التلفزيونية العربية خدمة الترجمة الفورية بلغات الإشارة.
لغة الإشارة السعودية:
تطورت لغة الإشارة السعودية من خلال مجتمع الصم السعودي، وهي تشتهر بمحتواها الغني من المفردات المؤشرة، كما تتميز بقدرتها على مواكبة التطور العلمي في المجالات العلمية والتقنية، ومن المعروف أن إشراك الأفراد الصم بالأنشطة الاجتماعية والثقافية والعلمية والرياضية والترفيهية وغيرها، سيؤدي إلى إثراء المفردات الإشارية التي يتداولها مجتمع الصم في المملكة العربية السعودية.
وتتشابه لغة الإشارة في السعودية مع غيرها من اللغات المؤشرة من حيث إنتاج الكلمات باستخدام الوجه والرأس واليدين والذراعين والجذع العلوي من الجسم، ليتم إنتاج إشارات يمكن إدراكها بصرياً.
وتسعى جمعية لغة الإشارة السعودية إلى تسهيل عملية التواصل بين الأفراد الصم والمجتمع، عبر تقديم خدمات تعليم لغة الإشارة الخاصة بمجتمع الصم السعودي؛ بما في ذلك خدمات الترجمة الفورية، ومنح رخص ترجمة الإشارة، وإصدار القواميس الخاصة لتمكين الصم من المشاركة بالأنشطة المختلفة في شتى المجالات.
وإلى جانب ذلك، تُقدم الجمعية عدداً من المنتجات والخدمات للمجتمع المدني والقطاعين الحكومي والخاص، كما تعمل على توحيد لغة الإشارة في المملكة العربية السعودية بما ينسجم مع اللهجة المحلية في البلاد، علماً أن لغة الإشارة في المملكة العربية السعودية تستند إلى معايير مهنية خاصة باللهجة المحلية وتكون صادرة عن الجمعية.
شاهدي أيضاً: لغة الإشارة للأطفال
وبعدما ألقينا الضوء على تاريخ لغة الإشارة، وأهميتها، وطرق تعلمها، وأبرز أنواعها، ننصحكم بالتعامل المباشر مع مجتمع الصم في بلدكم؛ لكسب الخبرات الحقيقية، وتسهيل عملية تعلم لغة الإشارة، وتعزيز ممارستها، وبالتالي زيادة القدرة على احتراف هذه اللغة الجميلة، وتطوير مهاراتكم في التواصل مع الآخرين.