لارا عليّان، أنا متطرفة في موضوع الفن ولا أحب المجاملة.

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 ديسمبر 2014 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
لارا اسكندر
بالفيديو: الفنان ماهر زين زوجتي طنجاوية وأنا أحب المغرب
سلوى محمد علي: الفن ليس رسالة ولا أحب أن أكون قدوة لأحد
في زمن انتشرت فيه الأغنية التجارية، التي تشد المستمع ليشاهد الفيديو كليب أكثر من أن يستمع للّحن أو يرقب الكلمة. تحارب لارا عليّان عن الفن، لتصنع من نفسها مثالاً نادراً لا تهمه الشهرة بقدر الجودة، لا يهمها الرقص بقدر الطرب، لا يهمها الابتذال بقدر الرقي. تحدثت مع ”ليالينا“ عن إطلاق ألبومها الأول، البداية والصعوبات، وماذا يعني لها التراث العربي؟ وكيف تدافع عن القضية الأصلية (فلسطين). 
 
عرفينا عن نفسك؟
لارا عليان، مواليد 1983، متزوجة منذ عام، زوجي "داني"  درس القانون ويعمل في المجالات القانونية والمالية، ولكنه مستمع جيد لفني (ضاحكة). هو من الوسط الاجتماعي والثقافي والسياسي ذاته، وذلك  من الأمور التي تجمعنا. لدي شقيق واحد وشقيقتين، ودرست علم الاجتماع في الجامعة الأردنية.
 
بعيداً عن الفن، ما هي هواياتك؟
أحب القراءة، والسباحة كنوع من أنواع الرياضة، أحب الاستماع إلى الموسيقى، وأعتبر هذه الأمور هي التي تحسن مزاجي.
 
كيف اكتشفتِ موهبتك الفنية؟
منذ أن كنت في الصف الأول وأنا أغني مع صديقتي منال أغان لجوليا بطرس أيام الانتفاضة، وذلك أمام معلمتنا التي ساعدتنا وشجعتنا في صقل هذه الموهبة عبر المشاركة في المسابقات والمسرحيات على مستوى المدارس، بالإضافة إلى الإذاعة المدرسية. وأثناء دراستي الجامعية، انتسبت لفرقة كورال الجامعة، حيث شاركت في حفلات داخل وخارج الأردن. 
وفي عام 2002 بدأت دراسة العود في الأكاديمية الأردنية للموسيقى، وهنا كانت بداية تعرفي على الأستاذ عمر عباد - أكثر من يساعدني موسيقياً ،وجد تناغماً  كبيراً  بيننا من حيث طبيعة الغناء والمضمون الذي نقدمه. وكانت هذه هي بداية الحفلات الصغيرة و”الضيقة “ التي قمنا بعقدها أمام جمهور نوعي يفضل المضمون الإنساني والوطني. 
 
هل وجدت تشجيعاً وتقبلاُ من الأهل؟ ولماذا اتجهت لدراسة  تخصص لا يتعلق بالفن أو الموسيقى؟
حصلت على مقعد في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعة الأردنية، تخصص علم اجتماع ، واكتشفت أيضاً أحب علم الاجتماع وهو كتخصص قريب جداً مني.وأذكر أن الأستاذ محمد واصف مسؤول كورال الجامعة، قال لي ذات مرة أنه سيوفر لي منحة لدراسة الموسيقى شريطة تحويل التخصص، ولكنني رفضت حينها، وذلك كوني قد قطعت سنوات دراسية في علم الاجتماع وأحببته.
 
والآن هل تعملين في ذات المجال؟
نعم.عملت في الأربعة سنوات الأخيرة، أخصائية اجتماعية في اتحاد المرأة الأردنية، ومن ثم انتقلت إلى قسم المشاريع، أحب أن أساعد الناس وأساعد المرأة، وجدت في عملي ما يشبهني. بالإضافة إلى أن بيئة العمل  تروق لي في تركيزها والتزامها بالبوصلة والقضية الرئيسية المحورية ألا وهي فلسطين. فضلاً عن قضايا المرأة والقضايا النسوية ودعم وتمكين المرأة. تطورت كثيراً في هذا المجال من خلال الدورات التي عقدت في المجالات النسوية والفكرية. وأنا الآن في إجازة لمدة عام كامل، وذلك للتفرغ لتسجيل الألبوم والتركيز على المجال الموسيقي. خصوصاً لعدم وجود شركة إنتاج تدعمني، فهو جهد شخصي ودعم  من الأصدقاء. 
 
لماذا اتخذت هذا القرار؟
كان من الصعب عليّ، أن أعمل في الاتحاد والألبوم معاً.  لذلك قررت التركيز على ألبومي الأول والمقرر إصداره قريباً. حيث كان عليً العمل بشكل مكثف  عبر التواصل مع الشعراء والملحنين والتسجيل في الاستوديو بالإضافة إلى التمرينات الدائمة التي أجريها لصوتي لتزيد من مساحته والتي تساعدني فيها صديقتي عازفة القانون رولا البرغوثي.
 
 
 
 
حدثينا أكثر عن ألبومك الأول. 
يحتوي ألبوم ”حلوة“ على 10 أغاني، 8 منها هي لي تماماً، وأغنيتين قمت بإعادة غنائهما، وهما دار الفلك للشيخ أحمد إمام وكلمات الراحل أحمد فؤاد نجم، واغنية غزال تركي وهي عبارة عن موشح قديم. تعاملت في هذا العمل مع الشعراء: طلال حيدر، محمود درويش، مايكل عادل، صلاح أبو لاوي، دريد مصلح، محمد خير، إبراهيم نصر الله ورامي ياسين. كما قام الملحنيين: باسل زايد، وعمر عباد، ومعن السيد، يعرب سميرات، طارق الجندي وزياد الأحمدية بتلحين هذه الأغاني. وتم تسجيل الألبوم في استوديوهات صولو ميديا، مكساج وماسترنغ وتنفيذ الفنان أحمد رامي. كما أن الألبوم و الحفل المقرر اقامته  يأتي بدعم الراعي الذهبي مؤسسة عبد الحميد شومان، والراعي البلاتيني مؤسسة عبد المحسن قطان، وشركة مقام للإنتاج، بالإضافة لكل من طمي للتنمية الشبابية ومركز العامة لتطوير البرمجيات والشركة العامة للحسابات. وأخيراً قامت المصورة داليا، بتصويري للألبوم الجديد. 
 
ماذا تعني لك فلسطين،كونك من الأشخاص الذين دافعوا عن القضية وغنوا لها و للتراث الفلسطيني والذي يعتبر ملتزماً نوعاً ما؟
أنا لست مختصة بالتراث الفلسطيني أو الفلكلور،  لكنه جزء لا يتجزأ من الفن الذي أقدمه، وليست الفكرة فقط في تقديم غناء التراث الفلسطيني، فأنا مثلاً أحبّ التركيز على التراث العربي والشرقي وتراث بلاد الشام و والذي اعتبره كلاسيكي قديم فأنا بشكل عام أعتز كثيراً بتراثنا العربي، وفخورة به وأحب تقديمه. وأشعر أن  على الجيل الجديد الا ينسى الموشحات ولا الفلكلور والكلمة واللحن. أما بالنسبة للترات الفلسطيني على الأخص فهو بالنسبة لي واجب وطني لتظل فلسطين حاضرة في الوجدان، فهي بالنهاية قضيّة الوطن العربي كله وليست قضية الفلسطينيين وحدهم. 
 
ذكرت أن الصعوبات التي واجهتك في الألبوم هو عدم وجود شركة إنتاج، عدا عن ذلك ما هي الصعوبات الأخرى؟ 
إيجاد الكلمات المناسبة، فهناك صورة عني أن "لارا"تغني شيء محدد وهو التراث. وهذا غير صحيح فأنا أحب وأبحث عن شيء عميق ونبيل، شيء إنساني يشمل الوطن والحب، فهي كلها مشاعر جميلة، سواء كان حب الوطن أو حب أو حب الأهل والأصدقاء، مشاعر إنسانية كالتحدث عن الأمل والحلم الذي يفقده معظم الشباب نتيجة الظروف المحيطة من الاقتصادية والسياسية.  وهذا بالفعل ما سيجده المستمعون في هذا الألبوم... كل شيء يعكسني كلارا. 
 
من هي/هو قدوتك الفنيّة ؟ 
قدوتي الفنيّة، سؤال صعب (تضحك)، ولكنني أحب فيروز وجوليا بطرس كثيراً. فأنا اعتبرهما مخضرمتان وتحمل كل واحدة منهما جزءاً من الجيل القديم والجيل الجديد. كما أن صوت عبير نعمة يسحرني كثيراً.
 
حدثينا أكثر عن تجربتك مع فرقة شرق؟
نحن عبارة عن مجموعة من الموسيقيين والأصدقاء. أقمنا أنا وطارق الجندي، ومعن السيّد ومهند عطالله وشيرين أبو دير(سابقاً) أمسية  موسيقية في محترف رمال قبل أن نأسس ”شرق “، كما قمنا باستضافة عازف سيكسيفون ينماركي، في سهرة تشبه صوفي-جاز. لا أنسى سحر هذه الأمسية، فمن الأغاني التي قدمناها (يا محلى الفسحة) والتي اشتهرت كثيراً بعدها، ومن ثم انطلقت فكرة إنشاء ”شرق“. وهي من أكثر التجارب التي أهتم وأعتز بها، جنباً إلى جنب مع تجربتي الشخصيّة وأحرص دائماً على استمراريّتها. وقمنا بتسجيل ألبوم (بين بين) كما أننا نحيي  حفلاً سنوياً يتضمن الكثير من العزف والغناء.
 
 
 
 
ما هي المشاكل التي تتعرضين لها نتيجة وجودك في وسط فنّي ؟
أكثر ما أواجهه هو عدم تقبّل فئة من النّاس عمل المرأة في هذا المجال فالصورة النّمطيّة المأخوذة عن الفنّانة أو المغنيّة هي الابتذال وتجسيد صورتها بالمنظر العام فقط بغض النظر عن المضمون. ولا يعتبر عملي بالأمر السّهل. بالإضافة إلى أنّ أكثر ما يُزعجني هو التعليقات السّلبيّة والجارحة الّتي أقرأُها على مواقع التّواصل الاجتماعي في حال نشر حفلة لفنانة ما. ولا يعني ذلك عدم وجود فئة من الناس التي تحترم وتقدر وتدعم الفنّ وخصوصاً الفنّ الشرقي. لذلك أعتبر أنّه من واجبي تغيير هذه الصّورة النمطيّة لتصبح  أكثر إيجابيّة وتقبل، كما أعمل على انتقاء أعمال فنيّة تهدف إلى رفع مستوى المحتوى العربيّ الفنيّ والغنائي، وهو الأمر الذي واجهت صعوبة فيه عند اختيار كلمات لألبومي الجديد. فأنا لا يهمّني سهولة العمل بقدر ما تهمّني الجودة.
 
ما هو رأيك بالمشهد الفني الأردن بشكل عام ؟ 
هناك نماذج أفتخر بها وأنتمي لها أيضاً، هناك موسيقيون عملوا بجدّ على أنفسهم مثل يعرب سميرات، وطارق الجندي، وعمر عبّاد وناصر سلامة. ولكنني أعتبر نفسي مقصّرة في متابعة الفن الأردني وذلك لالتفاتي للأعمال الّتي تشبهني وتشبه أسلوبي فقط. 
 
ذكرتي في إحدى مقابلاتك التلفزيونية أنّك لا تفضلين التعبير عن الحب بشكل واضح في الأغاني، ماذا عنيت بذلك؟ 
سأعطيك مثالاً على التعبير غير المباشر والجميل للحب، وهو مقطع من قصيدة طلال حيدر والتي تسمّى حلوة - وهي عنوان الألبوم الخاص بي - ”حلوة متل نعسة حلب ونسيت تنام كتير.. متل البنت اللي عم تركض بنوما تـ تكمّش عصافير.. بتفيق بتلاقي عالمخدة بعد بكير.. متل نومات الصيف لو نسّم هوا بتطير.. حلوة متل تدمر عم بتجهّز صبي وما حدا بيعرف شو بدّو يصير.. الله يهدّي البال “، فمثلاً هنا يوجد أكثر من تشبيه بحلب وتدمر والتشبيه بالفتاة التي تتجهّز لعرسها، فهذه التّعبيرات هي الأسمى عندما نتحدّث عن الحب، وهذا بالطبع من وجهة نظري، فأنا لا أحب الابتذال بالمشاعر.