لا علاقة لكورونا: ما قصة المنزل المغلف بالقصدير في السعودية؟
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو، يظهر منزلاً مغلفاً بالقصدير في المملكة العربية السعودية، زاعمين أن صاحبه اختار هذه الطريقة لحمايته من فيروس كورونا المستجد.
بدورها كشفت هيشة مكافحة الإشاعات في المملكة، حقيقة الفيديو، موضحة أنه لا صحة لتلك المزاعم، وأن الفيديو الحقيقي لذلك المنزل قديم ويعود زمن نشره على موقع يوتيوب إلى عام 2017.
المنزل المشار إليه هو مبنى رباط الخنجي التاريخي الشهير في مدينة جدة، وقد تم لفه كاملاً بالقصدير، منذ عام 2017، على يد الفنان السعودي عبدالله العثمان، كوسيلة فنية فريدة لاسترجاع الذاكرة الجماعية للمكان والتاريخ، في محاولة رمزية لتوصيف حالة البيت التاريخي التي تجمدت عبر الوقت، بعد أن كان مسرحاً لحركة إنسانية واجتماعية عظيمة، لفترة قاربت الـ200 عام لكنها تلاشت مع مرور الزمن.
شاهدي أيضاً: في العزل المنزلي: تجول في متاحف العالم وأنت بمكانك
وقال العثمان، إنه تم اختيار مادة القصدير لتغليف هذا المنزل، لأنها مادة مقاومة للتغيير وحافظة، مبيناً أن هذا العمل هدفه إثارة الانتباه لهذا الموروث، ولهذا التاريخ الذي بدأ يتلاشى، مبيناً أن عملية التغليف بمثابة عملية قسطرة القلب التي تنعش المكان من خلال إثارة شغف الناس وفضولهم. بحسب موقع العربية نت.
وعن سبب اختيار رباط الخنجي، لتغليفه بالقصدير، قال العثمان إن هذا المكان شهد منذ مئات السنين حركة إنسانية واجتماعية عظيمة، حيث تعتبر الأربطة أحد أهم الأعمال الإنسانية بالمنطقة، وكان لها دور تاريخي بارز في المجتمع، إذ كانت مأوى للحجاج والمعتمرين وعابري السبيل وسكن للفقيرات، وبالتالي اختيار هذا المكان، نابع من أهمية العودة لهذا الإرث العظيم والطراز المعماري، والحاجة للبحث عن التاريخ.
ورباط الخنجي الواقع بحارة الشام بمنطقة جدة التاريخية، بناه الشيخ محمود محمد قاسم الخنجي عام 1813 ميلادية، وتبلغ مساحته 435 متراً مربعاً، وهو مكون من طابقين ويحوي 19 غرفة، ويعتبر الرباط نموذجاً للعمارة الإسلامية، وقد أدخلته أمانة مدينة جدة ضمن المباني الأثرية التي يجب الحفاظ عليها، ويجري العمل لتحويلة إلى مركز فني يجذب الجمهور للمنطقة التراثية، وليستكمل دوره في خدمة المجتمع بشكل آخر.
عملية تغليف مبنى رباط الخنجي، كانت ضمن فعاليات النسخة الرابعة من فعاليات: فن جدة 21،39، التي ينظمها المجلس النفي السعودي وتضم أكثر من 50 نشاطاً فنياً وثقافياً، بمشاركة فنانين يمثلون مؤسسات ثقافية من دول من مختلفة.
وتقام هذه الفعاليات سنوياً في جدة بهدف رفع مستوى الوعي والاهتمام بالممارسة الفنية الإبداعية المعاصرة، ضمن جهود المجلس الذي تأسس عام 2014، كمظمة غير ربحية تسعى لتعزيز الفن والثقافة ودعم الإبداع.
شاهدي أيضاً: السياحة في السعودية.. بحر وجبال ومواقع دينية
تم نشر هذا المقال مسبقاً على سائح. لمشاهدة المقال الأصلي، انقري هنا