لا تصنعي معاقاً في بيتك: نصائح تربوية هامة من الملكة رانيا
-
1 / 29
لا تصنعي معاقاً في بيتك. بهذه الجملة، أجابت الملكة رانيا، ملكة الأردن وزوجة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، على سؤال الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري Oprah Winfrey، عندما سألها "كيف تربي أطفالك وهم أمراء؟
كان الرد صادماً إلى حد لم يتوقعه الكثيرون، فقالت الملكة رانيا في استكمال إجابتها على سؤال الإعلامية الشهيرة "الخدم ممنوع يدخلوا غرف أولادي أو يرتبوها أو يغسلوا أطباقهم. وممنوع أن يطلبوا من الخدم كوب ماء أو عصير. فيجب أن يجلبوه بأنفسهم. هم يرتبون غرفهم وألعابهم ويغسلون أطباقهم ويحضروا لأنفسهم الماء والعصائر. وكذلك يمنع شراء الألعاب أو الهدايا إلا في العيدين فقط وأعياد ميلادهم".
وأضافت الملكة رانيا "حتى نجاحهم بالمدرسة غرست فيهم أنه لأنفسهم فقط وأن دراستهم شأن يخصهم. وكذلك الولد مصيبة أن يتربى معتمداً على الأم أو الأخوات".
ووجهت الملكة رانيا نصيحة لكل أم عربية "لا تعملي لطفلك شئ هو قادر على إنجازه بنفسه.. لأنك بذلك تعلميه الاتكالية بدلاً من الاعتماد على النفس
وتصنعي بذلك طفلا معاقا نفسياً وفكرياً. كفانا تصدير أشخاص تعتمد على أم أو زوجة أو أخت أو خادمة للمجتمع. فالعمل وخدمة الذات ليس عيباً. العيب هو الإتكالية وعدم الإعتماد على النفس.. أرجوكي.. لا تصنعي معاقاً في بيتك".
اهتمام الملكة رانيا بالتربية والتعليم والتنمية:
اهمام الملكة رانيا المتواصل بالتربية والتعليم والتنمية المجتمعية على كافة الأصعدة، أهلها لأن يتم اختيارها من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم العربي في قمّة رواد التواصل الإجتماعي العرب التي عقدت في دبي، وتسلّمت جائزتها من نائب حاكم دبي الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم بحضور نائب رئيس دولة الإمارات العربية رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تعبيرًا عن عمق اهتمامها بالمرأة الأم في العائلة والمجتمع، وتتويجًا لدورها في تربية أولادها وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين ومثقّفين ومنتجين.
وتعد الملكة رانيا من أكثر الشخصيات نشاطاً في مجال العمل الإنساني، وداعية مخلصة لحق الأطفال في التعليم. وتضطلع الملكة رانيا بمهام عديدة في حياتها اليومية، كما أنها نجحت في أن تُوازن بينها جميعاً بسهولة ويسر. وقد تحدثت الملكة رانيا، في مناسبات عديدة عن أسلوبها في تحقيق التوازن بين منصبها وحياتها العائلية، وقدمت الكثير من الأفكار الملهمة والآراء الثاقبة لمن هن في وضع أو ظروف مماثلة.
نصائح ذهبية من الملكة رانيا في التربية والتنشئة:
في نفس الحوار الشهير الذي أجرته الملكة رانيا مع الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري عام 2006: قدمت نصائح ذهبية في تربية الأطفال، قالت الملكة: "عندما يسألني ابني ولي العهد الأمير الحسين، عن شيء ما، فإنه لا يحصل عليه تلقائياً، إذ يجب عليه العمل ليحصل عليه وقد لا يحصل عليه على الإطلاق.. ويجب أن يُرتب غرفته وينال درجات دراسية جيدة كما يجب أن يُثبت أنه يُحسن التصرف وأنه يستحق هذا الشيء”.
وأضافت: “أهم شيء هو غرس القيم الصحيحة في وجدانه. أشعر بأن القيم هي الدرع الذي تحملينه معكِ طوال حياتكِ وأنها تحميكِ من أي شيء تلقيه الحياة في طريقكِ”.
وفي الحوار ذاته، أكدت على كيف تعلم أولادها ألا يدعوا الألقاب تحدد شخصياتهم وتؤثر على نظرتهم إلى أنفسهم، مع التأكيد على أهمية إبعاد الشخصية عن الصورة العامة لها.
في البرنامج الأمريكي "ذا ڤيو" عام 2010، قدمت الملكة رانيا نصيحة أخرى لكل أم “في نهاية اليوم، لا أفكر سوى في أنني أم، وزوجة، وتعلمين المخاوف التي قد تنتابكِ تجاه أطفالكِ، وقلقكِ فيما إن كانوا قد أبلوا بلاء حسناً في المدرسة. أعني أن الناس تُفتن من الظاهر بكل ما يتعلق بوضع الملكة، أما بالنسبة لي فقد باتت مجرد حياة يومية”.
وفي تصريح لها لصالح مجلة "كوندي ناست تراڤيلر" عام 2008، قالت الملكة رانيا، نصيحة لكل الأمهات، وهي: “أحث المرأة على تحقيق التوازن بين حياتها العائلية ومهنتها. وكإنسانة تتعامل مع هذا الوضع الصعب، يمكنني قول إنها ليست بالمهمة اليسيرة، ولكن يمكن تحقيقها وسترضيك كثيراً”.
وفي تصريح إعلامي آخر، أعلنت الملكة رانيا عن إيمانها بأن: "الفتاة لا تقل أهمية في مجتمعها عن الصبي ولها الحق في كافة مراحل التعليم كي تتمكن أكثر من قدراتها في العمل، كما أن الدرع الواقي هو غرس القيم والأخلاقيات السليمة في وجدان الأبناء سواء صبيان أو بنات".
وفي تصريح شهير لها لصالح مجلة "هالو"، قدمت الملكة رانيا نصيحة ذهبية لكل أم فيما يتعلق بقضائها أكبر وقت ممكن مع العائلة، وقالت: ”أحاول السيطرة عليه. ووقت الخلود إلى النوم مع أطفالي يُعد مقدساً بالنسبة لي وأحاول دائماً أن أكون هناك لأجعلهم يذهبون إلى فراشهم. وأعتز بقدسية حياتي العائلية، لذا فتحقيق التوازن بين عملي واحتياجات أطفالي بمثابة تحد مستمر، ومع مولودنا الجديد أصبح هذا التحدي أكبر”.
وقالت في إحدى حواراتها أنها تحث أبنائها على البحث في الحصول على ما يريدون ولا يجب أن يسألوا أو يطلبوا فيلبوا ولكن بالبحث والعمل يحصلوا على ما يريدون. وأنها غرست فيهم الاعتماد على النفس في ترتيب غرفهم ونظافتها فهذا دورهم وعملهم وليس عمل الخدم، وهذه غرفتهم وهم من أفسدوها وعليهم إصلاحها، كما أنه وجب عليهم المذاكرة والاهتمام بالدراسة والحصول على أعلى الدرجات بجهدهم.
كيف تحقق الملكة رانيا المعادلة الصعبة بين الأمومة والمسؤوليات:
في حوار للملكة رانيا مع قناة "سي بي سي" عام 2010: قالت “أفضل أن يتعامل الناس معي كإنسانة وليس كشخصية مشهورة. مع أولادي، أنا أم فقط. وفي نهاية اليوم، فإن منصبي ليس سوى منصب فقط، ولقبي هو مجرد لقب، وتلك أمور تأتي وتذهب. وأهم شيء حقاً هو جوهر شخصيتكِ وقيمكِ”.
هذه امعادلة الصعبة في الجمع بين كونها أم وشخصية مشهورة، تمكنت الملكة رانيا من تحقيقها من خلال عدة جوانب.
فالملكة رانيا تحرص على ممارسة الرياضة مع أبنائها وكافة النشاطات الترفيهية، فدعمها لأبنائها في كافة نشاطاتهم يشجعهم ويقوى ثقتهم بأنفسهم في كافة مراحلهم المختلفة، كما أنها تحرص على مرافقة أبنائها لها في نشطاتها المختلفة سواء الرسمية أو الخيرية.
وتعتمد الملكة رانيا في تربية أولادها على الحب والعطاء وتحمل المسئولية، فعندما تكون الملكة رانيا الأم، تقوم هي بكافة إدارة بيتها وخدمة وتعليم أولادها بنفسها دون استعانة من خدم القصر.
وتحرص الملكة رانيا على تعليم أولادها حب الجديد كما القديم، حيث قالت في إحدى اللقاءات الإعلامية: "من المهم تعليم أطفالنا ألا يخافوا من التنوع والمجهول، إننا نجد الأمور الرائعة في أكثر الأماكن غير المتوقعة حتى في شطيرة زبدة الفستق والمربى. لقد كان ذلك درساً بسيطاً حقاً وأعتقد أنه على مستوى اللاوعي غيّر نظرتي بالكامل للحياة – وجعلني أكثر قبولاً للاختلاف".
كما تحافظ الملكة رانيا على صحتها ورشاقتها من أجل نفسها وأسرتها ككل، وقد قالت في لقاء إعلامي سابق: "علمتني التجربة أن أرفق بنفسي. أرى كثيراً من النساء الشابات هذه الأيام يحاولن فقدان جميع ما اكتسبنه من وزن زائد، والعودة إلى العمل سريعاً وإلى حياتهن العادية فور أن يلدن أطفالهن وكثيراً ما أفكر، لم هذه العجلة؟ كل شيء سيحدث في الوقت المناسب. والتفكير في الآمال العريضة يمكن أن يؤدي إلى إثقال كاهلكِ بالقلق الذي لا مبرر له كما يفقدكِ الإحساس بالأمور المبهجة الصغيرة التي يجلبها المولود الجديد".
حبّ الملكة الكبير لدورها كأم واضح في اهتمامها بقضايا الطفولة، ومبادراتها لإطلاق متحف أطفال الأردن عام ٢٠٠٧ والذي يقدّم خبرات متنوّعة للتعلّم من خلال الاكتشاف واللعب عبر ١٥٠ معروضة تفاعلية، ستجدونه بين الصور في الألوم التالي، الذي يوثق الكثير من اللحظات العائلية مثل الجلوس في المنزل واللعب في الحديقة وصور أخرى وهم في لباس الرياضة ومنها صورهم على طاولة الغداء أو العشاء، فشاهدوا الصور، وأعيدوا التفكير ثانية في أسلوب الملكة رانيا التربوي، في تنشأة أمرائها وأميراتها.