كيف تحافظين على بشرتك مع التقدم بالسن؟
المظهر الجميل والشعور بالثقة والراحة أمر قد يكون معتاداً للكثيرين في حياتهم اليومية، أو خاصاً ببعض المناسبات للبعض الآخر. وكما هو الحال مع كل شيء في عالمنا، فإن الجلد معرض لتقدم السن، ومتأثراّ بالعديد من العوامل كالتعرض للشمس واستخدام المنتجات غير الملائمة والتلوث، مما يسرع في شيخوخة البشرة ويتركها باهتة تعاني من سوء التغذية. وبهذا ينتهي الأمر بمظهر غير صحي، أكبر سناً وأكثر هزالاً.
وتتم الشيخوخة بطريقتين: داخلية وخارجية. فالشيخوخة الداخلية هي عملية تقدم السن الطبيعية التي يميل فيها الجلد إلى الجفاف بشكل طبيعي مع تقدم العمر، مما يسبب ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد. أما الشيخوخة الخارجية فتعود أسبابها إلى عوامل خارجية كالتعرض للشمس والتلوث والتدخين والغذاء غير الصحي وعدم النوم لفترات كافية وغيرها من الأمور المرتبطة بنمط الحياة.
ما هو الجلد؟
تسمى الطبقة الخارجية العلوية من الجلد بالبشرة، وتوجد أسفل منها خمس طبقات أخرى، أعلاها الطبقة التي تتخلص باستمرار من الخلايا الميتة وتستبدلها بالخلايا الجديدة. تحمي طبقة البشرة الجلد من الكائنات الدقيقة وتحافظ على مستوى الرطوبة في الجلد، بينما تتألف الطبقة التالية المتوسطة من أنسجة رابطة مثل الكولاجين والإيلاستين، وتضم عدداً من المكونات الهامة الأخرى، ومنها الأوعية الدموية والنهايات العصبية وغدد العرق والغدد الدهنية وبصيلات الشعر. أما الطبقة الأعمق في البشرة فهي الطبقة تحت الجلدية، والتي تحتوي الأنسجة الدهنية وترتبط بالعضلات أسفل منها.
بشرتك مؤشر على صحتك وعلى سلامة جسمك وذهنك. ومفتاح الحفاظ على صحة البشرة في يديك – فكل ما يتطلبه الأمر هو فهم بسيط لما تحتاج إليه بشرتك وما يجب القيام به في كل مرحلة من مراحل تقدم السن للتمتع ببشرة جيدة. فالبشرة الشابة تتمتع بتوازن ملموس بين إنتاج وفقدان الكولاجين، وهو في الواقع بمثابة حجر البنيان الطبيعي في البشرة. ومع تقدم السن، يختل التوازن في هذا المزيج المثالي، وتبدأ البشرة بفقدان الكولاجين وبالتالي تفقد حيويتها ونضارتها. ومع تقدم العمر، تقل قدرة البشرة على استبدال الكولاجين مما يجعلها جافة تظهر فيها التجاعيد والخطوط الدقيقة.
ما تأثير التقدم بالسن على بشرتك؟
تبلغ البشرة ذروة جمالها في العشرينيات، حيث تظهر نضرة مشرقة وشبابية متألقة وموحدة اللون. وغالباً تكون هناك القليل من آثار الحبوب أو الندوب، وأحياناً نرى البشرة مسمرة. والطريقة الصحيحة لمواصلة الاعتناء بالبشرة هي استخدام مستحضرات الوقاية من الشمس ومستحضرات الترطيب باستمرار، وتجنب التعرض لأشعة الشمس بين الساعة 11:00 صباحاً و4:00 عصراً، وتناول الغذاء الصحي المتوازن وتجنب التدخين.
وفي الثلاثينات تصبح البشرة أكثر جفافاً وقد تظهر عليها علامات التلف الناشئ عن التعرض للشمس، ويصبح تجدد الخلايا أبطأ بينما يزداد معدل تكسر ألياف الكولاجين، مما يساعد في ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد مع جفاف البشرة. يبدأ تأثير العوامل البيئية والشمس بالوضوح، ويؤثر التلوث على البشرة أكثر من ذي قبل.
كيف نتعاملين مع بشرتك مع تقدم السن؟
للحفاظ على صحة البشرة في تلك المرحلة، لا بد من استعمال منتجات تنظيف البشرة ومستحضرات الوقاية من الشمس والترطيب وكريمات التقشير التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي AHA وتناول غذاء غنيّ بالفيتامينات أ و ج و هـ ومضادات الأكسدة، بالإضافة إلى شرب 8 إلى 10 أكواب من الماء يومياً، والحصول على قسط كاف من النوم وممارسة التمارين الرياضية والسيطرة على التوتر ومعالجته. كما يساعد استخدام كريمات التقشير والتقشير الدقيق للوجه في تلك المرحلة، وهناك عدد من العلاجات الفعالة التي يمكنها إخفاء تشقق الجلد وجفافه وتحافظ على مرونته ونضارته باستعمال القدر الكافي من الترطيب للحماية. ويمكن لجلسات التقشير تحسين المظهر الباهت للبشرة وتوحيد لونها وإخفاء الآثار والخطوط الدقيقة، بينما يمكن للتقشير الدقيق للوجه المساعدة في نعومة البشرة وتحسين قوامها وتصغير المسام.
أما في الأربعينات فتبدأ البشرة بفقدان كمية كبيرة من نضارتها، لتظهر باهتة دون حيوية وتتسع مسامها. يبدأ ظهور النمش والتصبغ والبقع الناشئة عن التعرض للشمس، فيما يقل وجود ألياف الكولاجين والإيلاستين بشكل كبير، ونلاحظ تصلب الألياف مما يؤدي إلى عمق الخطوط والتجاعيد. وللتعامل مع مشاكل البشرة في تلك المرحلة، من الضروري تقشيرها باستمرار بمنتجات تحتوي احماض الفا هيدروكسي أو زيت الجوجوبا، بالإضافة إلى الجلسات العلاجية للتقشير لإزالة الخلايا الميتة. يجب ان يتضمن الغذاء المتوازن في تلك المرحلة الكثير من الفاكهة والخضار وكمية قليلة من الدهون، ويمكن أن تساعد جلسات من أقنعة التقشير أو التقشير الضوئي للوجه أو علاجات التجديد بالضوء في منحك نتائج ملموسة – فهي تساعد في بناء وإعادة توزيع الكولاجين، مما يقلل ظهور الخطوط والتجاعيد ويصغر حجم المسام ويمنح الجلد مرونة واضحة.
وفي عمر الخمسينات تصل تغيرات البشرة إلى درجة أكبر من التلف والشيخوخة. فانقطاع الدورة الشهرية مثلاً يؤدي إلى فقدان الإستروجين من الجسم، ولهذا نرى تشكل التجاعيد حول العينين وارتخاء الجفون وظهور الخطوط حول الفم وعلى الجبهة. يمكن حماية البشرة في هذه المرحلة بتقشيرها باستمرار بمنتجات تحتوي احماض الفا هيدروكسي أو زيت الجوجوبا، وتناول المزيد من الخضار والفاكهة وتقليل تناول الدهون. و يفيد الخضوع لجلسات العلاج بالتيارات الدقيقة او البوتوكس وحقن الفيلر، والتي تساعد في شد العضلات وتقليل الخطوط الظاهرة حول الفم والعينين. يعتبر البوتوكس حلاً ممتازاً للخطوط الظاهرة على الجبهة وحول العينين، أما الفيلرز بأنواعها المختلفة، فتتضمن حقن حمض الهاليورينيك في الخطوط من الأنف إلى الفم وحول الفم والخطوط العميقة في الخدين. من العلاجات الجديدة ايضاَ هي عمليات الرفع الغير جراحية باستخدان الخيوط الدقيقة. هذا العلاج يقدم حل ممتاز و سريع لرفع و شد البشرة.
مع العلم اننا ننصح دائماّ بالقيام بالاحتياطات الللازمة للتحكم بعلامات الشيخوخة في سن مبكرة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
إليكِ أيضاً: