كيف تجعل فترة الخطوبة ناجحة
فترة الخطوبة؛ هي فترة التعارف بين الشريكين، التي تسبق الزواج، لذلك تعتبر من أهم المراحل التي ستؤثر على قرار الشريكين، كما ستسمح لهما بالتعرّف أكثر على مزايا بعضهما، لكن هناك بعض الصعوبات التي تواجه المقبلين على الزواج في هذه الفترة، كما أنَّ هناك ما يجب معرفته، لنجعل من فترة الخطوبة ناجحة، هذا ما سنحاول إخباركم به.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هي فترة الخطوبة
الخطوبة مرحلة أساسية في العلاقة بين الرجل والمرأة المقبلين على الزواج، كما أنَّها لا تقتصر على مجتمع من المجتمعات، بل تعتبر تقليداً لدى معظم المجتمعات والثقافات، وإن اختلفت مسمياتها أو ترتيباتها بين ثقافة وأخرى، لكن الأصل فيها واحد.
كما ستجدون بعض القواعد والقوانين التي يسنها المجتمع الضيق (العائلة أو القرية..)، التي تتعلق بمدة الخطوبة، ومدى تطور العلاقة بين الشريكين أثناء هذه المرحلة.
لكن بصفة عامة، فالخطوبة هي المرحلة التي تسمح للشاب والفتاة أن يتقربوا من بعضهم أكثر من خلال التعرف على مميزات كلٍّ منهم وصفاته، عن طريق الأحاديث التي تدور بينهم، والمواقف التي يتعرضون لها.
وتعد الخطوبة تجربة فردية محضة، كبصمة الإبهام، حيث لا يمكن أن تتكرر بحذافيرها مع اختلاف الأشخاص، على الرغم من وجود تجارب متقاربة، لكن التجربة الشخصية تبقى هي المعيار الرئيسي لهذه المرحلة، لذلك يصعب إيجاد قواعد ناظمة، أو قوانين دائمة لتسير هذه الفترة بنجاح، ومع ذلك من الممكن استخلاص بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من نسبة المشاكل أثناء الخطوبة، وتزيد من التفاهم بين الشريكين.
الصراحة في فترة الخطوبة
يجب أن تتذكروا أنَّ مرحلة الخطبة، مرحلة انتقالية، يفترض أن تنتهي بالزواج، لذلك فإن إخفاء أيّ حقائق في هذه الفترة، لن يجدي نفعاً، لأنَّ هذه الحقائق ستتكشف لاحقاً في مرحلة يصعب معها إيجاد الحلول المناسبة لأي مشكلة، لذلك لا بد أن تتميز فترة الخطوبة بصراحة مطلقة، حيث إن الهدف الأساسي فيها هو التعارف والتفاهم فيما يتعلق بمرحلة الزواج بأدق تفاصيلها. [1]
فلا تحاول أن تخفي بعض الأمور عن زوج المستقبل، وكن صريحاً، لأن الخطوبة فرصة للصراحة، وستجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع ما أخفيته لاحقاً.
سنذكر بعض الأشياء التي يحاول الشريكان إخفاءها عن بعضهم، حاولوا أنْ تخبروا زوج/زوجة المستقبل بها:
-
إذا كان هناك أيَّة مشاكل صحية، لا بد من إخبار الشريك بها، لأنَّه سيشعر بالخداع إذا اكتشفها لاحقاً، وإذا كان الظرف الصحي سيهدد علاقتكما أثناء الخطوبة، فإنَّه سينهيها بعد الزواج، لذلك أخبروا بعضكم بهذه الحقائق.
- قد لا يستطيع الشريك البوح بتفاصيل العلاقات السابقة، لكن على الأقل يجب أن يتأكد من انفصاله تماماً عن أيّة علاقات سابقة، وإذا تعرض لمشكلة تتعلق بعلاقة قديمة، يجب أن يكون صريحاً مع شريكه، لأن ظهور هذه المشكلة بعد الزواج سيجعل الأمر معقداً.
- لا تقل أنكَ تحب شيئاً لا تحبه، فليست هذه المرة الوحيدة التي ستأكل تلك الأكلة مثلاً، تذكر دائماً أنكَ ستعيش بقية حياتكَ مع هذه السيدة، وأنتِ سيدتي ينطبق عليكِ نفس الكلام.
- الكذب هو مقبرة الحبِّ والتفاهم، لذلك يجب أن تتعودا على الصدق ابتداء من هذه المرحلة، لا تكذبا حتى بأدق التفاصيل، الصدق دائماً هو الحل المثالي، كما أنَّ الصدق سيكشف ردَّة الفعل الحقيقية للشريك، بذلك يستطيع الشريك الآخر إيجاد الآلية المناسبة للتعامل مع ردَّة الفعل هذه، وهذا هو الهدف الأساسي من فترة الخطوبة.
- لا تقل أشياء لا تفعلها، فأنتَ ستعيش عمركَ كلَّه مع خطيبتك بعد الزواج، لذلك لا تطلق خيالك بقصص لم تحصل، ولا تقل لها أنكَ قادر أن تفعل كذا وكذا، إلا إذا كنت تستطيع فعلها حقاً، هي تحبك دون أنَّ تختلق البطولات.
- حاولي سيدتي أن تكوني طبيعية من حيث المظهر، فما هي إلا فترة بسيطة، وستعيشان معاً تحت سقفٍ واحد، لا تبالغي بالاعتناء بنفسك كي لا يشعر زوجكِ مستقبلاً أنَّكِ تهملين نفسكِ، كوني على طبيعتك فقط. [1]
أحاديث فترة الخطوبة ماذا تقول لخطيبتك وماذا تقولين له
كما ذكرنا سابقاً، الهدف الأساسي من الخطوبة هو التعارف، وتعميق العلاقة بين الشريكين، لذلك فإن الأحاديث التي ستدور في هذه الفترة ستكون وسيلة أساسية في هذا التعارف.
يضاف إليها كل المواقف التي ستواجه الشريكين، أو أحدهما خلال هذه الفترة، حيث سيكون الشريك مترقباً، ومستعداً لتلقف كل كلمة، أو تصرف، سيقوم به شريكه، ثم سيقوم بتحليله واستنتاج بعض المعلومات.
لكنَّ السؤال هنا؛ هل يجب أن تخفي ما يدور في رأسك؟ بالتأكيد لا، بل يجب أنْ تستغل فرصة تنبه الشريك للكلمات والأفعال، لتقوم بإيصال ما تفكر به جلياً وكاملاً.
وتنقسم المواضيع التي يتناولها الشريكان في هذه الفترة إلى قسمين أساسيين، الغزل، إضافة إلى المستقبل، فالغزل في هذه المرحلة، يعتبر جزءاً أساسياً منها.
أما المستقبل، فهو كلُّ ما يتعلق بتنظيم الحياة الزوجية التي يقبل عليها الشريكان، ابتداءً بفستان الزفاف، وليس انتهاءً بتربية الأولاد:
- عبِّر عن مشاعرك، فالأنثى تحتاج إلى أن تستمع منك، حتى وإن كانت تشعر بمحبتك وواثقة منها، لكنها ستكون بحاجة إلى أن تسمع منك، عبِّر بطلاقة، إنها فرصة ذهبية لإثبات محبتك، أخبرها عن مدى سعادتك أنَّها ستكون أمّاً لأولادك، أثبت لها إخلاصك بالقول والعمل، لا تخبئ ما في قلبك إلى الغد، هذا هو الوقت المناسب.
- وأنتِ سيدتي، دعي الخجل جانباً، قولي ما تشعرين به لخطيبكِ، قولي له كم تحبينه، هل تشعرين بالأمان معه؟ قولي له ذلك، قولي كل ما يخطر في بالك، ما هي إلا فترة بسيطة وسيكون زوجكِ.
- قد تكون الأحاديث المتعلقة بترتيبات الزفاف مملةً، لكن يجب أن تستمع لها، وتساعدها في اختيار الثياب المناسبة، ونوع الطعام الذي ستقدمونه في الحفلة، والأزهار...إلخ، إنها ليلة واحدة، ساعد حبيبتك أن تكون ليلة جميلة.
- تحدثا في التفاصيل، كل التفاصيل، يجب أن يعرف أحدكما عن الآخر كل شيء، تحدثا عما تحبانه من الطعام والشراب، عن طموحكما، كم ولداً ستنجبون؟، تناقشا في ذلك.
- تجنبا الصدام أثناء الحديث، لكن لا تتجنبا المواضيع المهمة التي من شأنها أن تُحدث هذا الصدام، حاولا أن تتناولا المواضيع بهدوء، وصراحة، وبساطة، ولن يكون للصدام بينكما مكان. [2]
السعادة أثناء الخطوبة لا يمتلك مفاتيحها إلا الخطيبين
- ابحثا عما يجمعكما معاً وتجنبا الأمور التي تُحدث الخلاف بينكما، ريثما تتمكنان من إيجاد الصيغة المناسبة لحل أي مشكلة.
- كلاكما؛ ستتغير حياتكما جذرياً بعد إعلان الخطوبة، لذلك يجب أن تساعدا بعضكما على التأقلم مع المرحلة الجديدة.
- يجب ألا تسمحا لأحد أن يفسد سعادتكما، فالمحيطون من الأهل والأصدقاء ربما يتمنون الخير، لكن يجب أن يكون ذلك ضمن الحدود التي لا تخترق خصوصيتكما.
- للمفاجآت مفعول سحري خلال فترة الخطوبة، حاول أن تفاجئ خطيبتك بهدية بلا مناسبة محددة، ستكون سعيدة بكل تأكيد، أنتِ أيضاً اختاري له على هدية مميزة.
- لا تقضيا كلَّ الوقت بمفردكما، من المفيد أن يحتك الشريكان مع المجتمع بصفتهما الجديدة، يمكن اعتبارها (بروفا) للزواج، تعرفا إلى الأصدقاء، ليصبحوا أصدقاء مشتركين، هذه فرصتكما للسعادة، اغتنماها. [2]
ربما كل ما يحتاجه المقبلون على الزواج خلال فترة الخطوبة، هو الاتفاق الضمني أو الصريح على التنازلات التي سيقدمها كلٌّ من الشريكين للآخر، مقابل الحصول على السعادة.
إنَّها حالة تنطبق على كل علاقات البشر والدول، هو العقد الاجتماعي الذي ينظم المنفعة المتبادلة بين الناس، والمنفعة في الخطوبة والزواج، لا بد أن تكون السعادة.