قلها أرجوك
- تاريخ النشر: الخميس، 20 أغسطس 2015 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
- مقالات ذات صلة
- أفضل زيت للقلي
- نصائح لعلاج قلة التركيز
- علاج التفكير الزائد وقلة النوم
أحبّته في صمت طوال الوقت.
ولم تصارح أحدًا بمشاعرها تلك.
حتى هو نفسه!
كانت ترجو له الهداية أكثر من أيِّ شيء آخر، كانت تتمنى له السعادة أكثر ما تتمناها لذاتها!
وعندما جاءتها تلك المهاتفة تخبرها فيها والدته أنه ليس على ما يرام، وأن صحته تسوء بشكل ملحوظ، خشيت أن يكون هذا بسبب مرضه الأخير .... ترى هل ؟!
كادت نبضات قلبها أن تعلن انتهاء الخدمة عندما خطر لها هذا الخاطر، جاهدت كي تبقى حية حتى تصل إليه، كانت مرهقة هي الأخرى، ولكنها لا تدري كيف قفزت من مكانها، هبطت درجات السلم، اندفعت بالسيارة، و ...
ولا تدري كيف في لمح البصر وصلت.
ركعت بجواره تسبقها دموعها، نظر إليها بدهشة تحولّت بسرعة إلى ابتسامة رقيقة على شفتين مُتعَبَتيْن.
أخذ يهدئ من روعها ويطَمئِنها على نفسه مخبِرًا إياها أنَّه على ما يرام، رفع رأسها إليه، نظرت إلى وجهه الشاحب النحيل طويلا، إنَّها تعلم مصير هذا الوجه في الدقائق التالية، يا إلهي لشدّ ما تريد سماعها منه الآن، إنها طبيبة وتعلم ما سيحدث خلال الدقائق التالية.
نفضت رأسها بقوة عن هذا الخاطر، ناثرة دمعاتها الساخنة. أمسكت بيديه وقالت:
أرجوك لا وقت لديك، قلها الآن!
هتف بصوت ضعيف:
أعلم أنها النهاية؛ لكنني مطمَئنّ جدًا.
ازدادت عبراتها كتيار الماء الأهوج، قائلة:
أرجوك قلها من أجلي، قلها كي أسعد عمري!
هز رأسه نفيًا، لاحظت انخفاض نبضه بشدة فأدركت أنه يُسلم الروح، أمسكت بذراعه ورجَّتها في عنف وهي تصرخ مبحوحة الصوت:
(جو).. أرجوك، قل لا إله إلا الله !.