قصَّة النبي عليه الصلاة والسلام مع أم معبد
- تاريخ النشر: الجمعة، 21 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 17 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- قصة زواج النبي عليه الصلاة والسلام من عائشة
- قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الوليد بن المغيرة
- قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الراهب بحيرة
أم معبد هي السيدة عاتكة بنت خالد وقد مرّ الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر على خيمتها حين أخرج من مكة مهاجراً إلى المدينة، وهي امرأة كبيرة في السن كانت تسقي وتطعم، وسنتعرف فيما يلي على قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع أم معبد.
قصَّة النبي عليه الصلاة والسلام مع أم معبد
حدثت مع النبيِّ عليه الصلاة والسلام وصاحبه أبو بكرٍ ومن كان معهما بعض الأحداث مع بعض الأُناس الذين لقوهم أثناء طريق الهجرة إلى المدينة، فمن هذه الأحداث، أنهم مَرُّوا على خيمة كانت فيها امرأةٌ عجوزٌ اسمها أمَّ مَعْبَد، وقد طلبوا أن يشتروا منها طعاماً من لحمٍ وتمر، فلم يكُن عندها شيءٌ مما يبغون، فقد كانت هي وزوجها فقراء وقد أصاب أرضهم قحطٌ وجفاف، وقد كان زوجها خارجاً لرعي بعض الأغنام لهم، فاستضافتهم في خيمتها وكانت امرأة عجوزاً قوية، وقد حلب لها النبي شاةً هزيلةً لا يوجد فيها لبن، بعد أن دعا النبي لأم معبد في شاتها، فامتلأ ضَرعها لبنا.
عاد زوج أم معبدٍ فرأى اللبن، فتَعَجَّب جداً، لأنه يعلم أن في بيتهم لا يوجد شيءٌ يُحلب، وباقي الغنم كان معه، فأخبرته أم معبدٍ بما حصل، ووصفت النبيَّ أَدَقَّ وصف لزوجها، فقالت: كان ظاهر الحُسْن، وجهه منير، وليس به بطنٌ كبير، وليس بذاك النحيف الهزيل، وإنما متوسط متناسق الجسم، وسيمٌ قَسيمٌ، مُقلتا عينيه شديدتا السواد، وفي رموشه طول، وفي صوته بحَّةٌ خفيفةٌ جميلة، وعنقه طويل ومنير، وفي لحيته كثرةٌ والتفاف، وحاجباه مقوسان دقيقان متصلان، إن صمت علاه الوقار، وإن تكلم سما وارتفع وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأجَلُّه وأحسنه من قريب، حلو المنطق فصلاً، ليس قليل الكلام فتعتقد أنه لا يُحسن الكلام، ولا كثير الكلام الذي لا فائدة منه، كأن كلامه خزرات نظمٍ يَتحدَّرْن، وكان رَبعةً فلا تُبغِضه لفَرْطِ طوله، ولا تحتقره لقِصَرِ طوله، غُصنٌ بين غُصنين، أنضرُ الثلاثة منظراً وأحسنهم قدراً، وله رفقاء يحفون به، فإن قال سمعوا لقوله، وإن أمر نفَّذوا أمرهُ، مخدومٌ مُعَظَّم ومحبوب، ليس بالعابِس الكلح الوجه، وليس بالمُفَنِّد الذي يمكن اتهامه بالجَهل، يحبه أصحابه ويوقرونه. فقال زوجها: هو والله صاحب قريشٍ، النبي المُرسل، فإن استطعتُ أن ألحق به لأفعلن إن قدَّرني الله على ذلك.