قصص مأساوية لأطفال غزة: بعضها انتهى بالنجاة
-
1 / 28
كتبت: ولاء مطاوع
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بحصيلة تفوق الـ3500 طفل، يسقط أحد أطفال فلسطين صريعاً كل خمس دقائق، ومن قلب غزة النابضة بالألم، شاهد العالم على مدار الأسابيع القليلة الماضية، قصصاً إنسانية مؤثرة كان أبطالها أطفالاً لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم سوى أنهم خُلقوا في غزة الجريحة وسط النار والدمار الذي يحيط بهم من كل جانب، ولعل العالم نظر باكياً خلال هذه الفترة لعدد من قصص الأطفال التي برزت بعدسات المصورين ليشاهدها الجميع ويعيد نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشكل حزين.
قصة "خيالية"
في لقائه مع بيرس مورغان، تحدث الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف، عن قصة ادعى أنها خيالية، ولكنها تعكس الواقع وتدور أحداثها عن طفل فلسطيني يُدعى رامي، ويقيم في غزة فيما يقيم ابن عمه في الضفة الغربية، يستيقظ رامي على خبر حرق ابن عمه حياً وإجباره على شرب الكيروسين، يحاول رامي العيش بسلام، ولكنه يشرب ماءً ملوثاً ويحيا حياة صعبة لا تناسب أي طفولة.
يقف رامي في طابور العيش وسط عشرات الأطفال الذين يحاولون الحصول على الخبز لإطعام عائلاتهم، وبينما هو في طريقه للعودة يتلقى رسالة تحذيرية "سوف نقصف بيتك" ويعود رامي للمنزل الذي لم يعد منزلاً ليجد الركام والخراب وبقايا العائلة أشلاء تحت الأنقاض، فماذا يفعل رامي؟ هكذا سأل باسم يوسف عندما انتهى من حكايته "الخيالية" ليرد بيرس مورغان "لا أعرف".
قصة رامي "الخيالية" الجميع يعرف أنها ليست خيالية، قصة رامي هي قصة كل طفل فلسطيني مهدد في أي لحظة بخسارة طفولته، عائلته، منزله أو حياته، هذه القصة هي تجسيد "خيالي" مصغر عن الوضع في غزة، وهو ما سنستعرضه لكم في السطور التالية، بـعدد من القصص الإنسانية، أبطالها من الأطفال في غزة.. تابعونا.
تالين: "هي أمي بعرفها من شعرها"
"مش هي يمكن واحدة ثانية".. "هي والله هي أنا بعرفها من شعرها" بجملة واحدة أحرقت الطفلة تالين التي لا يتجاوز عمرها 9 سنوات، قلوب كل من شاهدوها في الفيديو الشهير الذي تعرفت فيه على جثة والدتها من شعرها، بينما حاول الجميع من حولها أن يهدئ من روعها، الطفلة الصغيرة انهارت تماماً وهي تؤكد للعالم الواقف مكتوف الأيدي، أنها أصبحت يتيمة الأم قبل أن يتم إعلان خبر استشهاد والدتها رسمياً، فقط بنظرة ابنة لأمها عرفت مأساتها قبل أن يؤكدها الجميع.
"ليه يا الله أخدتها مني ياما ياما ليه، يا ريتك أخدتني معها يا ربي، مقدرش أعيش من غيرها" كلما كانت تالين تصرخ ولا تجد صوت أمها الحنون يطمئنها، كانت تزيد في الانهيار، وكأنها توثق مأساتها ومأساة كل طفل فقد أمه في غزة، ولكن للأسف تالين مثلما فقدت والدتها فقد فقدت والدها أيضاً وأصبحت وحيدة في هذه الدنيا.
تالين الصغيرة ظهرت في فيديو آخر بعد أيام قليلة من انهيارها بسبب وفاة والدتها، وطمأنت القلوب الحزينة على حالها "أنا كويسة وكتير كمان الحمد لله" في قوة قد يحسدها عليها الكبار ممن نعموا بوفاة هادئة لأمهاتهم، ولكنهم لم يستطيعوا التماسك رغم مرور سنوات، فهل الولادة في غزة تضمن للأولاد والبنات كل هذا الصمود والصبر؟ أم أن الأطفال هناك مجبرون على تخطي أحزانهم بقدرة تفوق البشر لأنه لا حلول أخرى أمامهم، في طعنة جديدة لطفولتهم؟
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
محمد أبو لولي: ارتجف يا صغيري
الطفل المرتجف محمد أبو لولي كما عرفته السوشيال ميديا، طفل صغير لا يتجاوز عمره 3 سنوات على أقصى تقدير، شوهد محمد وهو يرتجف بكل عظمة في جسده الضئيل عقب قصف المستشفى المعمداني بغزة في أكتوبر الماضي، أبو لولي كان يعيش صدمة رهيبة ظهرت على ملامحه الصغيرة فبدلت طفولته إلى خوف العجائز فأبكى القلوب على مأساة أطفال غزة من جديد.
محمد أبو لولي عاد ليؤكد من جديد على صمود وشجاعة أطفال غزة الذين استبقوا أعمارهم بسنين ضوئية، وظهر وهو يضحك في عدد من الفيديوهات بعد أن عاد بسلام إلى عائلته.
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
طفل يلقن أخيه الشهادة: أقلب الغريب كقلب أخيك؟
في قوة وصمود وحنو، ظهر أحد أطفال غزة وهو يلقن شقيقه الشهادة "قولا ورايا يا عمر لا إله إلا الله محمد رسول الله"، في إصرار دفع البعض للتساؤل حول هذا الإيمان الذي لا تزعزعه النوائب والنكبات، لم يقف طفل الشهادة مكتوف الأيدي كما يفعل الصغار، الطفل بنضج كبير لا متناهي اتخذ موقف المسؤولية كرجل يلقن رجلاً على باب الجنة الشهادة. للمفارقة السعيدة لم يمت "عمر" الطفل الذي كان يُلقَن الشهادة من شقيقه البطل، وظهر الاثنان بعد ذلك وهما يبتسمان ويضحكان، في لفتة وصفها الشاعر أمل دنقل في قصيدته الشهيرة "لا تصالح" عندما قال: "ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك" حتى "تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:أنَّ سيفانِ سيفَكَ.. صوتانِ صوتَكَ أنك إن متَّ: للبيت ربٌّ وللطفل أبْ".
يوسف: أبيضاني شعره كيرلي
من منا لم يعد يعرف الجملة الحزينة: "يوسف أبيضاني وشعره كيرلي وحلو عمره 7 سنين"، لا شك أن فيديو الأم المكلومة وهي تبحث عن "حبيبها" يوسف بعد أن عادت لمنزلها لتجده ركاماً فوق بعضه، والذي تصدر مواقع البحث ومنصات التواصل الاجتماعي لأيام، قد أوجع القلوب وجعاً كبيراً.
يوسف وعمره 7 سنوات، طفل فلسطيني يحمل الجنسية المصرية، كان قد احتفل بتخرجه من صفّه الأول في مفارقة عجيبة إذ ظهر في صورة متداولة مكتوب عليها "خريج دفعة 2023" وكأنها إشارة لتخرجه النهائي إلى الجنة، وخطف يوسف القلوب بملامحه البريئة بعد أن اختاره الموت بدقة.
يحكي والده الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، أنه كان نوباتجياً حين وقع القصف، فيما كانت والدته تحاول جلب بعض حبات من الطماطم من منزل مجاور، حين سمع كل منهما القصف، وصل يوسف إلى ثلاجة المشرحة التي يعمل فيها والده بعد أن استغاثت والدته لإخراجه من تحت الأنقاض، كلاهما احتسبه شهيداً، ولكن الفيديوهات الخاصة به أبكت السوشيال ميديا لأيام.
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
لم ينجُ يوسف من القصف كآلاف الأطفال الذين راحوا ضحية زخات شرسة من النيران والطلقات تم إطلاقها نحو صدورهم وصُبت فوق رؤوسهم، فيما كتب الله النجاة للبعض الآخر كآية على قدرته المُطلقة في تسيير الأمور، الأمر المشترك بين الناجين والقتلى أنهم أدموا القلوب على أوجاع أصابت براءة الطفولة في مقتل.
لمزيد من صور أطفال غزة في الحرب، يمكنكم مطالعة صور الألبوم أعلاه...