قصص قبل النوم
ارتبطت القصص منذ القدم بالسرد في المساء وخاصة قبل النوم، إذ إن هناك قصصاً قبل النوم كانت وما زالت تهدف للمساعدة على الدخول في نوم عميق، وهناك قصص كثيرة مناسبة للكبار وللأطفال لما قبل النوم، وفي هذا المقال سنتعرف معاً على مجموعة مميزة منها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصص قبل النوم للأطفال
قصص الأطفال ممتعة في معظم الأوقات، وسنحكي لكِ هنا مختارات مميزة من قصص قبل النوم للأطفال: [1]
قصة الثعلب الماكر
في أحد الأيام كانت هناك غابةٌ كبيرة، وكان فيها أسدٌ يخيف الحيوانات ويؤذيها، فاجتمعت حيوانات الغابة وقررت التعاون معاً والتصدي لبطش الأسد وأذاه، وخرجوا بخطةٍ ذكية تقضي بحبسه في قفص، وبالفعل نجحت خطتهم الذكية، فحبسوا الأسد، وأصبحوا يعيشون في سعادةٍ وأمان.
وفي يومٍ ما مرّ أرنبٌ صغير بجانب القفص، الذي حُبس فيه الأسد، فقال الأسد للأرنب: "أرجوك أيها الأرنب الصغير ساعدني على الخروج من هذا القفص"، فردّ عليه الأرنب: "كلا، لن أخرجك أبداً، فأنت تعذب الحيوانات وتأكلهم"، قال الأسد: "أعدك أنّني لن أعود إلى هذه الأفعال، وسأصبح صديقاً لجميع الحيوانات، ولن أؤذي أيّاً منهم".
صدّق الأرنب الصغير الطيّب كلمات الأسد، ففتح له باب القفص وساعده على الخروج، وبمجرد خروج الأسد وثب على الأرنب وأمسك به، ثمّ قال: "أنت فريستي الأولى لهذا اليوم!"، بدأ الأرنب بالصراخ والاستغاثة مذعوراً، وكان هناك ثعلبٌ ذكيٌّ قريبٌ منهم، فسمع استغاثات الأرنب وهرع مسرعاً كي يساعده.
وحين وصل الثعلب ذهب إلى الأسد وتوجه إليه بالكلام قائلاً: "لقد سمعتُ أنّك كنت محبوساً في هذا القفص، فهل ذلك حقيقيٌّ حقاً؟"، فقال الأسد: "أجل، لقد حبَسَتني الحيوانات فيه"، فردّ الثعلب: "ولكنّني لا أصدق ذلك، فكيف لأسد كبيرٍ وعظيمٍ مثلك أن يُحبس داخل هذا القفص الصغير؟ يبدو أنّك تكذب عليّ".
قال الأسد: "أنا لا أكذب، وسأثبت لك أنّني كنت داخل هذا القفص"، فدخل الأسد القفص مرةً أخرى، كي يُري الثعلب أنّه يمكنه الدخول فيه، فاقترب الثعلب من باب القفص سريعاً وأغلقه بإحكام، وحبس الأسد فيه مرةً أخرى، ثمّ قال للأرنب: "إياك أن تصدق هذا الأسد مرةً أخرى".
قصة حارس المرمى
سعد فتى كسول، خامل، أصدقاؤه يعملون ويجتهدون وهو نائم، وجميع أصدقائه يتمنون الوصول لكأس العالم، ولكنه غير مهتم بما يقولونه، وغافل عما يفعلونه، وعندما جاءت مباراتهم مع نادٍ آخر، تدرب الجميع عدا سعد فقد كان نائماً، يحلم أن يفوز، ولكن من دون أن يبذل ولا حتى ذرة مجهود، اقتربت المباراة، واقتربت، لكن سعد لم يواظب على التدريب كحارس مرمى.
وجاءت المباراة ولم يتدرب سعد على عمله، لأنه في المباراة كان يستند على الحائط وينام ويحلم بفوز فريقه، ثم يأتي صديقه بدر ويقول له: "هيا يا سعد استيقظ ألا ترى أننا في مباراة؟!"، فيستيقظ قليلاً ثم يعود للنوم مرة أخرى، ويأتي صديقه راشد ويقول له: "أوووف! أما زلت نائماً؟ يا ربي متى ستستيقظ؟".
ويستيقظ سعد ثم يعود للنوم، واستمر الحال هكذا فترة من المباراة، إلى أن أصبحت نتيجة الفريق المنافس ثمانية وهم صفر، حتى إنّ المدرب غضب من تصرفات سعد الطائشة فأخرجه من الفريق، وأدخل بدلاً منه اللاعب حسن، لأنه نشيط ومفعم بالحيوية كالمعتاد.
فتعدلت النتيجة، وأصبحت ثمانية مقابل ستة، إلى أن أصبحت نتيجة فريق سعد تسعة، والفريق الآخر ثمانية، واستمر الحال إلى أن انتهت المباراة، وعندها كافأ المدرب اللاعب حسن على أدائه الرائع كحارس للمرمى، وطبعاً كافأ بقية اللاعبين على مجهودهم؛ ومنهم: راشد، وبدر، ومحمد وغيرهم.
واستمرت عدة مباريات على هذه الحالة، ويتبدل سعد بلاعب آخر، ولكن المدرب ضجر من تصرفات سعد التي لا يُحسد عليها، فطرده من الفريق نهائياً، وحزن سعد على تلك الأمور التي كان يفعلها أمام الجمهور، فمن المؤكد أن نصف الجمهور كان يضحك على تصرفاته، لا ولماذا نصف الجمهور فقط؟ بل الجمهور كله يضحك عليه.
فهو يسمع دائماً في الأخبار فوز فريق النمور فهو فريقه، ولكنه أراد أن يشعر بذلك الفخر والاعتزاز أمام الجميع، الذي يشعر به أصدقاؤه الآن، ولكنه الآن تغيّر بعدما طرده المدرب، فقد أصبح نشيطاً على غير العادة، رشيق الحركة عكس طبعه، لأنه كان قد بدأ التدريب بعزيمة ونشاط، وظل ساهراً طوال الليل يتدرب على مباراة فريقه المقبلة.
ثم قرر سعد الذهاب إلى المدرب وطلب منه إرجاعه لمكانه في الفريق، فقبل المدرب ولكنه اشترط عليه أن لا يعود مرة ثانية للنوم على حواف المرمى، وفعلاً تغيّر سعد كثيراً وأصبح نجماً في فريقه.
قصص قبل النوم قصيرة
يمكنكِ قراءة قصص قصيرة لأطفالك قبل النوم، ومن أمثلتها ما يأتي: [2]
قصة الجمل الأعرج
كان هناك جمل مصاب بالعرج في قدميه، وعندما سمع بسباق الجمال، قرر أن يشارك بالسباق، وتقدم لكي يسجل اسمه، ولكن لجنة السباق شعرت بالاستغراب كثيراً، فكيف يمكن للجمل الأعرج أن يركض ليصل إلى القمة، فقال لهم الجمل إنه قوي البينة وسريع العدو.
وعلى الرغم من ذلك خشيت اللجنة من أن يتعرض الجمل لأي إصابة خلال السباق، ورفضت مشاركته إلا أنه أصر على المشاركة، وقال إنه سيدخل السباق على مسؤوليته، وعندما بدأ السباق انطلقت جميع الجمال بقوة ونشاط، بينما الجمل الأعرج كان بطيئاً للغاية، لأنه كلما أسرع كلما اشتد عليه الألم.
ولكن صبر الجمل على عرجته واستمر في تحركه ببطء وقوة، رغم أن الطريق طويل والجبال عالية ووعرة، بينما الجمال الأخرى حاولت الصّعود بسرعة، فأصابها الإنهاك، بعضها سقط من التّعب وبعضها قرّر العودة، والجمال الذي اقتربت من الوصول استلقت لترتاح قليلًا.
أما الجمل الأعرج فقد وصل إلى القمة مهرولاً بعرجته ولم تنتبه إليه الجمال الأخرى إلى أن وصل إلى أسفل المنحدر، وحاولت الجمال الأخرى اللحاق به فلم تستطع، فكان أوّل الواصلين إلى نهاية السباق، ونال كأس البطولة، وكان الجمل الأعرج فخوراً جداً بعرجته.
قصة الراعي الكذاب
في يوم من الأيام، كان يوجد راعٍ صغير السن يرعى غنمه كل يوم، وكان نشيطاً جداً، ولكنه في يوم ما شعر بالملل من هذا العمل، وقرر أن يترك عمله ويقوم بأي شيء آخر بهدف التسلية وتضييع الوقت، فخطرت على باله فكرة، وقرر أن ينفذها على الفور.
نادى الراعي الصغير على أهل قريته بأعلى صوته، وظل يصرخ كثيراً قائلاً: "الذئب الذئب... أغيثوني! أنجدوني! الذئب سيأكلني ويلتهم غنمكم"، وفور أن سمع أهل القرية استغاثة الراعي الصغير اجتمعوا لكي ينقذوه ولكنهم لم يروا الذئب، فضحك الراعي الصغير في سره، لأنه استطاع أن يخدع أهل قريته.
شعر أهل القرية بالغضب الشديد تجاهه، لأنه كذب عليهم، وأعجب الراعي الكذاب بهذه الفكرة، وظل يكررها دائماً ويأتي أهل القرية في كل مرة لإنقاذه، ولكنهم في النهاية لم يروا أي ذئب.
حتى جاء يوم آخر، وبالفعل ظهر الذئب إلى الراعي، وبدأ يهاجمه هو وغنمه، وظل الراعي الصغير يستغيث ويستنجد بأهل القرية، ولكنهم تجاهلوه تماماً، ولم يذهبوا إليه لأنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كالعادة.
وأكل الذئب بعضاً من غنم الراعي حتى شبع دون أن ينقذه أحد، فتعلم الراعي الصغير بعد ذلك أن لا يكذب إطلاقاً، لأن الكذّاب لا يصدقه أحد، حتى ولو صدق ذات مرة.
قصص قبل النوم طويلة
قصة أذن الملك الطويلة
في قديم الزمان كان هناك ملك قاسي القلب، وكان هذا الملك يعامل شعبه بمنتهى القسوة والعنف والأنانية، فكان لا يسمع لشكاوى شعبه ولا يلبي مطالبهم، وأغلق أذنيه تماماً عن النصح والتوجيه من المحيطين به من مستشارين ووزراء، فكرهه الجميع تماماً، وكان هذا الملك يضع على رأسه قبعة لا يخلعها أبداً مهما حدث، فقد كان يرتديها تحت تاجه.
وكان يرتديها عندما يستحم أو يأكل أو حتى ينام، وكان شعبه يظن أنه يعاني من تورم ما في الرأس أو أنه يعاني من الصلع، وقال أحدهم يوماً إن للملك قرنين طويلين، لكن الناس أسرعوا وأسكتوه حتى لا يتأذى ذلك الرجل، ولم يعرف سر القبعة هذه سوى الحلاق الذي يحلق كل فترة شعر رأس هذا الملك، وكان كل حلاق للملك يختفي في ظروف غامضة ولا يسمع عنهم أي خبر.
فانخفض عدد الحلاقين في المدينة بشكل ملحوظ، ولم يتبق في المدينة سوى اثنين من الحلاقين، أحدهم كبير ومسن واعتزل مهنة الحلاقة تماماً، والثاني شاب لم يتقن مهنة الحلاقة بشكل جيد، وكان ما زال يتدرب.
وفي يوم من الأيام، أتى جنود الملك لاستدعاء الحلاق الشاب، ولما علم الحلاق الشاب بأمر الملك شحب وجهه من كثرة الخوف والرعب من مصير مجهول قدر له، ووصل الحلاق الشاب للملك الذي كان يجلس أمام مرآة كبيرة ينتظر حضور الحلاق والانتهاء من عملية الحلاقة هذه.
وأمر الملك الحلاق بالبدء بالحلاقة، ولم يخلع القبعة من فوق رأس الملك، ذعر الحلاق وبانت عليه علامات الذعر، لأنه رأى أذني الملك التي كانت طويلتان وسأله الملك ماذا بك؟ قال الحلاق كنت أمتع نظري بشعرك الجميل يا أيها الملك، وكان الحق في غاية الدهشة من شكل أذني الملك لكنه استكمل الحلاقة بتروي وهدوء وتماسك، خوفاً من ردة فعل الملك، إذا رأى دهشة الحلاق من شكل أذنيه.
فسأل الملك الحلاق وقال له: هل أذنيا طويلتان، فقال الحلاق بسرعة أن شكلهما طبيعي جدا أيها الملك، فأعجب الملك بالحلاق وقرر أن يقوم هذا الحلاق بقص شعر الملك بشكل متواصل، وقال له الملك وهو يحذره لا تقل شيئاً لأحد عن شكل أذني.
وبعد ذلك، ازدهر عمل الحلاق كثيراً وأصبح لديه زبائن كثر، وكان أكثرية الزبائن يسألونه عن رأس الملك وسر القبعة، فكان الحلاق الشاب يتذكر تهديد الملك بشأن إفشاء السر، ويسكت أو يتهرب من الإجابة، أو يدخل في موجة كبيرة من الضحك المتواصل.
وكان هذا صعباً عليه جداً، حتى مرض وأصيبت معدته بالانتفاخ، ونصحه الطبيب بالتخلص مما يؤرقه من أمور وإلا سيموت، لكن الحلاق الشاب قال للطبيب إن هذا الأمر صعب جداً، فنصحه الطبيب بالذهاب للوادي وحفر حفرة كبيرة، وقول كل أسراره فيها، كي يتخلص مما يثقل كاهله من أسرار، ونفذ الحلاق الشاب نصيحة الطبيب وشفي من مرضه.
وكلما تألم، تخلص من الأسرار في أي حفرة أو تحت أي جذع شجرة، أو حتى في ماء أي بحيرة، وفي يوم من الأيام، نبتت في الحفرة التي حفرها الحلاق الشاب نبتة القصب، ومر بالنبتة راعي غنم أخذ من الشجرة عود ليصنع منها الناي لكي يعزف عليه، وبمجرد أن عزف الراعي على الناس خرج صوت من الناس يقول أذني الملك مثل أذني الحمار، فدهش الراعي من ذلك.
وذهب الراعي للملك، لكي يعزف للملك ويأخذ منه جائزة، لكن الملك غضب وطلب بسرعة إحضار الحلاق الشاب، الذي جلب أمامه بسرعة لكي يعاقب، وقال الحلاق الشاب للملك إنه لم يتحدث مع أحد عن سره وأنه تكلم فقط في حفرة أو تحت الماء، لكن الملك لم يكن مهتماً بهذا، لأنه غاضب جداً من إفشاء سره للناس.
وحُكم على الحلاق بالموت، وقبل تنفيذ الحكم سمع الملك صوتاً حملته الرياح، كان صوت القصبة وصوت الشجرة وصوت ماء البحيرة، والذي كان يقول أذن الملك مثل أذني الحمار، فعرف كل الشعب بشأن شكل أذني الملك، فحزن الملك لذلك، فقال الحلاق الشاب يا أيها الملك أن أذنيك طويلتان، لكي تستطيع سماع شكاوى الشعب ومطالبهم.
فسرّ الملك من قول الحلاق الشاب، وجمع شعبه وقال إن أذني مثل الحمار لكي أسمع مطالبكم وشكاويكم، وكيف أكون ملكاً عادلاً محباً لكم جميعا، ومن ذلك الحين أصبح ملكاً محبوباً بين شعبه ولا يُظلم عنده أحد.
قصص قبل النوم للحبيب
قصة روميو وجوليت
تروي الحكاية أنّ روميو الذي كان أحد الشباب المميّزين بالجمال، وكان ينتمي إلى إحدى العائلات المتصارعة مع عائلة أخرى، في التّاريخ الإسباني، وكانت تلك العوائل، تُكن العداء الكبير لبعضهما بعضاً، وحدثت بينهما الكثير من المعارك التي أدت إلى سقوط قتلى من الطرفين، إلّا أنّ روميو وجوليت التي كانت على الطرف الآخر من الحرب وقصّة الحب، رفضا ذلك الخلاف.
وعجز العاشقان عن إيقاف سيلان الحب الذي كان يحملهما معاً، حتّى ارتبطا على الرّغم من الجميع، فأقبلت العائلتان على قتلهما في مشهد دموي حزين، أدّى إلى تخليد قصّة الحب تلك في كتب التاريخ العالميّة، حيث صوّرها شكسبير في كتاباته وأوصلها إلى جميع أنحاء العالم، بعد أن توحّدت العائلتان على وقع دمائهما المسكوبة التي سالت في الشّارع.
قصة حب كلارا بيتاشي والجنرال موسوليني
تروي الحكاية أنّه كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى كلارا بيتاشي، وهي من إحدى الضواحي الإيطالية الجميلة، وقد هامت حباً في موسوليني، قائد الدولة في تلك الحقبة، على الرّغم من حضوره القاسي على جميع الأصعدة.
وعلى الرّغم من قيادة موسوليني القاسية للبلاد وانضمامه إلى هتلر في قتال الحلفاء، فقد هامت كلارا حبّاً به، وقد أرسلت له منذ بلوغها رسالة إلى قصره، فاستقبلها أحد الحراس وأدخل الرسالة إلى موسوليني الذي استقبلها بابتسامة ثم رماها.
ودارت الأيّام حتّى صارت كلارا تبحث عن طيف موسوليني في الشّوارع، وتنتظره أن يدلي بأي خطاب، فتراها تركض خلف تلك السيارات الحكوميّة الكثيرة، ولا أمل في لقاء فتاة شابة مع ذلك الجنرال، حتّى إنّه في إحدى المرّات قد رآها ولوّح لها من سيّارته، وأظهر إعجابه بها.
وتطوّرت العلاقة بينهما، حتّى انفصلت كلارا عن خطيبها، الذي أجبرتها عائلتها عليه، فذهبت إلى موسوليني وربطت بينهما قصّة الحب التي أرخّها الكتّاب على أنّها قصّة الحب الوحيدة التي تأثّر بها الفاشي الجنرال.
وبعد انهزامه في حرب الحلفاء، تراجع موسوليني إلى مدينة كلارا، وهرب برفقتها متخفياً بزي مقاتل ألماني، ولكنّ خيانة ما أدت إلى الكشف عن هويتهما، فتم إعدامهما معاً وتعليقهما مقلوبي الرأس ومشوّهي الجثث بمدينة ميلانو في إيطاليا.
قصص قبل النوم مكتوبة
قصة جني المصباح
في غابة من الغابات الكثيفة، عاش حطاب فقير وبسيط مع أسرته المكونة من زوجته وابنه الصغير، وبعد فترة توفيت الزوجة، وتركت زوجها وابنهما باسم، لكن الحطاب أخبر ابنه بأنه لا يملك المال أبداً لكي يتمكن من إكمال دراسته في المستقبل، فاقترح باسم أن يساعده في قطع الخشب وإعداد الحطب، لكن والد باسم رفض لوجود فأس واحد.
فحاول نادر مساعدة صديقه باسم، وقال له: "سأحضر لك فأس أبي يا باسم، وسأنقل لك كل الدروس حتى لا تفوتك وقت انقطاعك عن الدراسة، بسبب ظروفك الحالية"، فأخذه باسم وذهب لوالده قائلاً: "سأصبح طبيباً ماهراً في المستقبل يا أبي الغالي".
وفي يوم من الأيام، كان باسم يساعد والده، ورأى عصفوراً فلحق به، وتاه باسم في الغابة، ولكنه سمع أحداً ما يستغيث ويقول: "أنا هنا! النجدة أيها الولد الصغير"، ورأى مصباحاً به جنياً، فقام باسم بإخراجه من المصباح، وقال الجني سأكافئك على معروفك، وسأقتلك يا أيها الولد الصغير.
فقال باسم للجني: "هل هذا جزائي لمساعدتي لك أيها الجني؟"، وأكمل كلامه قائلاً: "وكيف أعرف أنك الجني الذي كنت في المصباح"، فعاد الجني للمصباح لكي يثبت له ذلك، فقام باسم بإغلاق المصباح بسرعة.
لكن باسم أخرج الجني من المصباح مرة أخرى بعد أن وعده بأنه لن يؤذيه مطلقاً، وكافأ الجني باسم بأن أعطاه قطعة قماش تعطيه قطعة فضة إذا قام بحكها بأي معدن، وإذا حك قطعة القماش بجرح ما سيُشفى الجرح تماماً.
فلما عاد باسم إلى المنزل أخبر والده وصديقه نادر بأمر قطعة القماش العجيبة، وجرّب الأمر أمامهما فعلاً وحك القماش بالمعدن فحصل على قطعة فضة، وحوّل كل شيء حوله للفضة، ثم باع باسم هذه الفضة، واشترى طعاماً لذيذاً وغالياً.
وبمرور الأيام، تغيرت شخصية باسم كثيراً، وقد أساء لصديقه نادر، وتحدث معه بكلام فظ ووقح، ورفض العودة للدراسة، قائلاً: "لماذا أعود للدراسة فقد أصبحت غنياً لا حاجة لي بالتعليم"، وأكمل كلامه قائلاً: "يمكنني مساعدة الناس بالمال وليس بالعلم".
ورفض باسم اللعب مع نادر أو الحديث معه، واتهمه بالغيرة والحقد عليه، وعلى غناه المفاجئ والسريع، فابتعد نادر عن باسم بسبب أسلوبه السيئ معه، وأصبح باسم وحيداً معزولاً عن الناس، لا يكلمه أحد حتى والده خاصمه وتوقف عن الحديث معه.
وهنا أدرك باسم أنه قد وقع في الخطأ، وأن المال غيّره، وندم على كل هذا، خاصة بعد أن ضاعت قطعة القماش منه؛ فقرر العودة إلى الدراسة، بعد أن عرف باسم قيمة العمل والعلم والصداقة، واعتذر باسم من نادر، وعادا صديقين من جديد، واهتم كل منهما بدروسهما، وتفوقا في الدراسة.
قص قبل النوم واقعية
العجوز الطماعة
في قديم الزمان، كانت هناك عجوز بخيلة أشد البخل، فكان عندما يأتيها زائر تغلق الباب في وجهه، وفي أحد الأيام، جاءها رجل عجوز حكيم وقبل أن تغلق الباب في وجهه، بادر بقول السلام فردت عليه وطلب منها أن تعطيه ولو كسرة من الخبز، فذهبت المرأة وأحضرت قطعة من الخبز قديمة لدرجة أنها تتكسر إذا تم لمسها.
فقال إنه لو أحضرت المرأة طعاماً جيداً له لعلمها كيف تصنع طعاماً لذيذاً من الحجارة، فسمعته المرآة فسألته عما يقصده، فأخبرها بأنه لو أحضرت له عدة بيضات وبعض الخبز والسمن سيعلمها كيف تصنع من الحجارة طعاماً لذيذاً وصالح للأكل.
فأسرعت المرأة وأحضرت له ما طلبه فأخذ بعض الحجارة وصنع الطعام وجلس يأكل، وكان ينتقي الحجارة، ويبعدها سألها لما لا تأكل، فجلست العجوز وانتقت الحصى وأكلته لترى ما إذا كان صالحاً للأكل، وعندما فعلت ذلك انكسر سنها الوحيد، فأخبرها الرجل بأن هذه هي جزاء الطمع فندمت ندماً شديداً على طمعها.
قصص قبل النوم مضحكة
العجوز ذو الذقن الطويل
يُحكى أنّ شاباً ثرثاراً رأى شيخاً كبيراً ذا ذقن طويلة غزاها الشيب، يجلس على باب السوق، فأراد هذا الشاب أن يبدأ معه حديثاً يسليه به، فأتى إليه وسلّم عليه وقال له: "هل بسؤال يا عم؟" فقال له الشيخ الكبير: "تفضّل يا بني".
فقال الشاب: "أتضع ذقنك هذه فوق اللحاف عند نومك يا عمّاه أم تحته؟"، فسكت العجوز برهة، ولم يعرف لسؤال هذا الشاب جواباً؛ ذلك لأنّه لم يفطن لما يفعله به عند نومه من قبل، لكّنه وعده أن يلاحظ ما هو فاعل به عندما ينام الليلة.
وفي الصباح انطلق العجوز باحثاً عن الشاب في السوق بكل عزمه، ولمّا لقيه سلّم عليه وانهال عليه ضرباً وقال له: "أربعون عاماً وأنا أحمل ذقني أينما حللت ولا أشعر منه بثِقل لا في نوم، ولا في طعام، ولا في شراب، أمّا الليلة فقد جافاني النوم، ولم أعرف له طريقاً، إن رفعتها فوق اللحاف أحسست بأنني مشنوق، وإن وضعتها تحت اللحاف أحسست بأنني مخنوق، فاذهب لا بارك الله في أعدائك ولا سلطك بثرثرتك هذه على أحد".
حبل بطول الرمح
قَدِم رجل مرّة لقاضٍ ليحكم في أمره، فسأله القاضي: "ما تهمتك يا رجل؟"، فقال له الرجل بهدوء: "لا شيء يا سيدي سوى أنّني سرقت حبلاً بطول الرّمح"، فقال القاضي مستغرباً: "وهل قُدّمت للمحاكمة بتهمة سرقة هذا الحبل القصير؟!" فطأطأ الرجل رأسه قائلاً: "نعم يا سيدي، فقد كان في آخر الحبل بقرة".
هناك العديد من قصص قبل النوم للأطفال وللكبار، بعضها قصير وبعضها الآخر طويل، وجميعها تهدف إلى التأمل في معانيها، والغوص في نومٍ عميق ومريح.