قصص أطفال
طالما كانت القصص والحكايا واحدة من أهم وأقدم وسائل التعبير والتواصل لدى الإنسان، إلا أن دورها لا يتوقف هنا وحسب، فالقصص والروايات وسيلة ممتازة للتعلم والمعرفة والتثقيف، وبالرغم من أن مصطلح قصص أطفال يندرج لدى الكثير من الناس ضمن فكرة التسلية والمتعة، إلا أنها من أفضل ما يمكنكِ أن تقدميه لطفلكٍ، تساعده القصص على تحسين الوعي والإدراك وتوَّسع الأفق لديه، وتساعده على فهم الحياة بصورة أفضل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصص أطفال قصيرة:
إليكِ عزيزتي الأم مجموعة من قصص الأطفال المناسبة لأعمار صغيرة والتي تحمل في جعبتها دروس حياتية قيّمة:
- العجوز البخيل: كان هناك رجل عجوز يجمع المال على شكل قطع من الذهب، وكان كل يوم يحصيها ثم يخبئها في حفرة في الحديقة ويضع الحجار فوقها، وكل يوم قبل أن يدخل بيته لينام كان يخرج الذهب ويقوم بعدّه مجدداً ثم يتركها في الحفرة وينام، راقبه لص عدة مرات واكتشف أمره، وفي إحدى الليالي بعد أن غادر العجوز الحديقة وترك الذهب مخبأ في الحفرة، قفز وأخرج الذهب وسرقه، في اليوم التالي وجد العجوز أن الحفرة خالية، بدأ بالبكاء والصراخ فسمعه الجار وأتى إليه، عندما أخبره القصة قال له الجار ولماذا لم تضع الذهب في المنزل؟ كان سيكون أسهل عليك عندما تحتاجه للشراء، فقال العجوز شراء؟!
أنا لم أشترِ شيئاً في هذا الذهب أبداً ولا أريد ذلك، فقال له الجار إذن ضع الحجار واحفظها في الحفرة، وستكون بلا قيمة أو فائدة كما كان الذهب بالنسبة لك! - السلحفاة والعصفور: كانت تجلس يلحفاة أسفل شجرة عليها عٌش عصفور، فأخذت تتحدث معه وقالت له أن بيته مصنوع من القش وأغصان الشجر الجافة المتكسرة، وأنه غير جميل ويبدو ضعيفاً ورثاً، فقال لها نعم ولكنني أحبه وأصنعه بنفسي، فقالت له ولكن بيتي وهو قوقعتي أفضل وأكثر قوة ومتانة، فقال لها صحيح بأن بيتك أقوى من بيتي ولكن بيتي يتسع لأسرتي ولأصدقائي، وإن كان لديكِ منزل فأنا لدي مسكن.
- الوحدة قوة: كات تعيش 4 بقرات في غابة وترعى بالقرب من الحقول، كانوا أصدقاء لا يتفرقوا ويرعون مع بعضهم البعض، لذلك لم تتمكن النمور من مهاجمتهم، ولكن في يوم من الأيام عندما تشاجرت البقرات مع بعضهم وتفرقوا وذهبت كل بقرة لترعى في اتجاه مختلف، وعندما لاحظ النمر والأسد تفرق الأبقار هاجموها وتمكنوا من قلتها جميعاً. [1]
قصص أطفال قبل النوم:
قصص الأطفال ما قبل النوم ممتعة ومسلية وتساعد طفلكِ على الاستغراق بالنوم بشكل أسهل:
- الفيل وأصدقاء الغابة: كان الفيل يتجول في الغابة بحثاً عن أصدقاء له، وخلال البحث وجد قرداً فسأله أن يكون صديقاً له، ولكن القرد قال له أنه كبير ولا يمكنه القفز على الشجر مثله، لذا لا يمكنهم أن يكونوا أصدقاء، ثم مشى في طريق آخر ووجد الأرنب، وسأله ذات السؤال ولكن الأرنب أجابه بأن حجمه الكبير لا يسمح له بالدخول في الحُجر مثله واعتذر له عن صداقته، بعد قليل رأى الفيل الضفدع وسأله أن يكون صديقاً له، ولكن الضفدع قال له بأن وزنه الثقيل لن يسمح له بالقفز مثله وبالتالي لن يصلح كصديق له، مشى الفيل في الغابة وهو حزين وفجأة رأى الحيوانات تهرب مسرعة فسألهم ماذا هناك؟ فقالوا له أن النمر يهاجم الحيوانات، وسرعان ما هرع الفيل باتجاه النمر وقال له بأن يبتعد عن الحيوانات فهم أصدقاء له، ولكن النمر رفض فقام الفيل بركله فخاف النمر منه وذهب بعيداً، وعندها فرحت الحيوانات لشجاعة الفيل وقالت له بأنه صديق مناسب لها.
- مولي والحليب: كانت مولي وهي فتاة تعمل في بيع حليب البقر تحمل الدلو وبه الحليب وتذهب إلى السوق لبيعه، وكانت مولي دائمة التفكير فيما ستفعل بالمال الذي ستحصل عليه، وهي تمشي في السوق شاهدت دجاجة، فأخذتها الأفكار في حال اشترت الدجاجة فإنها ستضع البيض، وأخذت تفكر فيما ستشتري بالنقود التي ستحصل عليها من بيع البيض والحليب، وذهب تفكيرها نحو شراء فستان جميل يمكنها أن ترتديه أمام الجيران، أخذتها الفكرة والحلم بالفستان فبدأت بالقفز والحركة بسرعة وكأنها ترتدي ذلك الفستان، ولم تنتبه إلى الحليب وهو ينسكب من الدلو وكان الحليب يقع على ملابسها، وعندما رأت نفسها مبللة بالحليب والدلو فارغاً عادت للبيت، سألتها والدتها ماذا حصل معكِ يا مولي؟ فقالت لها كنت مشغولة بالتفكير بما سأشتري بالمال التي سأحصل عليها من بيع الحليب ولم أنتبه للدلو وهو ينسكب، فقالت لها أمها، أوه مولي لا تحسب دجاجاتك حتى تفقس؟!
- الثعلب والعنب: كان الثعلب في أحد الأيام يبحث عن طعام يأكله، ووجد أشجار العنب في الحقل وكان يرغب بتناول العنب، فقرر أن يقفز نحوها للأعلى ليلتهمها بفمه، ولكن بعد أن قفز وجدها بعيدة ولم يفلح بالتقاطها، كرر المحاولة مرات عدة ولم يفلح بالحصول على العنب، ترك الحقل وسار بعيداً، وأثناء ذهابه كان يقول مع نفسه بأن العنب كان حامضاً. [2]
قصص أطفال تعليمية:
تعد قصص الأطفال الغنية بدروس الحياة جزءاً هاماً ضمن البرامج التعليمية لهم، إذ تساعدهم على الفهم والوعي بها أكثر، وهنا سنرفق أمثلة لقصص تعليمية مفيدة لهم:
- عندما تأتي الشدائد: كانت آشا محبطة وحزينة وتشعر بأن الحياة متعبة، فسألت والدها ماذا تفعل؟ فقال لها أن تأتي له ببيضة والقليل من أوراق الشاي وبطاطا، وقام بوضع الماء في 3 أوان ووضعها على الموقد، وبمجرد أن يغلي الماء طلب من آشا أن تضع كل واحد من الأشياء في إناء وتركها لمدة 10 دقائق، بعد مرور الوقت قام بإخراجها من الماء الساخن وسأل آشا ما حل بها، فقالت البيض أصبح صلباً بعد أن كان طرياً، والبطاطا كانت صلبة وأصبحت طرية، بينما قام الشاي بتغيير لون الماء وجعله بلونه، فقال لها أن كل قطعة منها وضعت في نفس الظروف ولكن استجابتها كانت مختلفة، وقال عندما تأتينا الشدائد نرد عليها بما نستطيع ونريد، والآن أي منها أنتِ؟ بيضة أم بطاطا أم أوراق شاي؟
- كوب الحليب: كان هناك صبي فقير جداً يعمل في توزيع الصحف ويسير من بيت إلى بيت ليحصل على بعض النقود ليدفع مصاريف المدرسة، وهو يمشي باتجاه أحد البيوت شعر بالضعف والتعب، وعندما طرق الباب خرجت فتاة وقد طلب منها كوب من الماء، ولكنها عندما رأت حالته جلبت له كوب من الحليب كي يقوى وتتحسن حالته، قال لها كم ثمن الكوب ولكنها رفضت أن تأخذ المال مقابله، بعد عدة سنوات كبرت الفتاة وأصبحت سيدة وجاء يوم بأن مرضت واحتاجت إلى طبيب، ذهبت لأفضل طبيب في المدينة، واحتاجت لشهور حتى تم علاجها، كانت سعيدة بالعلاج ولكنها كانت تخشى عدم قدرتها على دفع الفاتورة، ولكن عندما سلمتها المستشفى الفاتورة كُتب عليها دُفعت بالكامل مع كوب من الحليب.
- في الاتحاد قوة: كان رجلاً عجوز لديه 3 أبناء، يعملون معه بجد ولكنهم يتشاجرون باستمرار مع بعضهم البعض، كان يحاول العجوز الإصلاح فيما بينهم ولكن كان يفشل ويستمر الأبناء بالشجار، مرض الأب العجوز في يوم من الأيام ولكن الأبناء لم يتوقفوا عن الشجار، قرر أن يعطيهم درساً مهماً كي يتصالحوا ولا يبقى الشجار دائماً بينهم، طلب الأب منهم أن يكسروا بعض العصي وأعطى كل واحد منهم مجموعة من العصي، فكسروها في غضون دقائق، ولكنه قال لهم الدرس لم ينتهِ فليقم كل واحد منكم بكسر العصي وهي في حزمة، حاول الأبناء بشتى الطرق كسر الحزمة ولكنهم فشلوا تماماً، فقال لهم الأب في الاتحاد قوة، عندما تكون وحيداً فمن السهل أن يؤذيك الآخرين، ولكن عندما تكونون مع بعضكم البعض ومتحدين فمن الصعب أن يتمكن أي أحد منكم، لذا أطلب منكم أن تبقوا سوياً أخوة متحدين مع بعضكم لتبقوا أقوياء. [1]
قصص أطفال جديدة:
- الدب والصديقان: كان صديقان يسيران في الغابة وقد تعهدا ألا يفترقا عن بعضهم ليساعدوا بعضهم في حال وجود أي خطر، ولكن عندما كان الدب يقترب منهم هرب الأول وتسلق الشجرة وترك صديقه خلفه، وكان الصديق الثاني لا يعرف كيف يتسلق الشجرة، وما وجد وسيلة للهرب فقام بالاستلقاء على الأرض ليوهم الدب بأنه ميت، وبالفعل تحرك الدب حوله لأنه لا يأكل الميت، فظن أنه ميت وذهب، وعندها نزل الصديق الأول عن الشجرة وسأل الثاني ماذا كان يقول لك الدب وهو يقترب منك؟ قال له أن الدب نصحه بأن يبتعد عن الصديق المزيف.
- الكلب في البئر: كان هناك كلب له صغار يعيش في مزرعة بها بئر، أخبرت الكلب الأم صغارها بعدم الاقتراب من البئر وتجنب الحوم حوله، ولكن كان هناك أحد الجراء يشعر بالفضول اتجاه البئر ويرغب أن يرى ما بداخله، في يوم من الأيام اقترب الجرو ورأى خياله في الماء وظن أنه جرو آخر، شعر بالغضب عندما اعتقد أن الجرو في البئر يقلد حركاته فقرر أن يهاجمه، وعندها وقع في البئر ولم يتمكن من الخروج منه حتى جاء المزارع وأنقذه، وعندها عرف أنه لا يجب أن يخالف نصائح وأوامر أمه.
- قفزة رودس: ذهب رجل إلى مدينة تسمى رودس وعندما عاد كان دائماً الحديث عن مغامراته الكبيرة فيها، وكان يقول للناس عن قفزة عظيمة قام بها هناك، وقال إنه لا يمكن لأحد أن يقوم بقفزة رودس، فقال له أحد المستعمين افترض أن هذه هي أرض رودس وقم بعمل القفزة هنا! [1]
قصص أطفال إسلامية:
- قصة بر الوالدين: كان علي بن الحسين عليه السلام من أكثر الأبناء براً وعطفاً على والدته، ولكن انتشر خبر عنه في المدينة أنه لا يأكل من نفس الطبق مع والدته، وبدأ يتعجب الناس من الأمر ولكن في مرة حصل هذا الحوار عندما كان في السوق:
قال له أحد الموجودين بالسوق: يا علي، السلام عليكم.
علي بن الحسين: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كيف حالك يا أخي؟
الشخص بالسوق: بخير والحمد لله.
أصحيح ما يقوله الناس في السوق؟
علي بن الحسين: وماذا يقولون؟
الشخص بالسوق: بأنك وعلى الرغم من اعتنائك بأمك، إلا أنك لا تأكل من نفس الطبق معها.
سكت علي بن الحسين لبرهة ثم قال: يا أخي! أخاف أن تسبق يدي يدها إلى ما تسبق عيناها إليه، فأكون قد عققتها. - قصة الزواج مكافأة للصدق: عندما قرر في يوم من الأيام أخ الصحابي بلال بن رباح رضي الله عنه الزواج من فتاة، طلب من أخيه بلال ابن رباح أن يذهب معه، وحدث الحوار التالي معهم في بيت العروس:
الصحابي بلال بن رباح: السلام عليكم، كيف الحال؟
أهل العروس: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بخير ونعمة. أهلاً بالصحابي الجليل. تفضل.
بلال بن رباح: يا أهلي الكرام، أنتم تعرفونني وتعرفون أخي جيداً
أهل العروس: نعم يا بلال، فأنت وأخوك نِعم الشابان.
بلال بن رباح: تعرفون أني وأخي كنا عبدين مملوكين فأعتقنا الله، وكنا ضالين لا دين لنا فهدانا الله إلى الإسلام، وكنا فقيرين فأغنانا الله.
أهل العروس: أجل يا بلال، نعلم ذلك جيداً. لكن أخبرنا بماذا نساعدك؟
بلال بن رباح: لقد جئتكم لأطلب ابنتكم الغالية المصون لأخي. فإن وافقتم فلله الحمد، وإن لم توافقوا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
استأذن أهل العروس لبعض الوقت، ودخلوا وتشاوروا فيما بينهم ويخبروا الفتاة بما حدث. ودار هذا الحوار بين الأهل: قال أحدهم: يا أهلي الكرام، أنتم تعرفون جيداً مكانة الصحابي الجليل بلال بن رباح عند رسول الله ﷺ. فأرى أن نزوج أخاه لابنتنا الغالية، فإن في ذلك خيراً. قال آخر: ما رأيكِ يا ابنتي، هل توافقين؟ ابتسمت الفتاة في خجل، وقالت: أجل. خرج الأهل ليزفوا لبلال وأخيه البشرى.
بعد أن خرج الإخوان من منزل أهل العروس. قال الأخ يعاتب بلال: يا أخي سامحك الله وغفر لك، ألم يكن من الأفضل أن تذكر مواقفنا الحسنة في الإسلام، قال بلال مبتسماً: يا أخي الحبيب، لقد صدقت في كلامي فكان زواجك مكافأة صدقي.
كانت هذه مجموعة متنوعة وغنية بالفوائد والعبر والدروس من قصص أطفال مميزة، وهي قصص حديثة ويمكن أن تناسب الأطفال في أعمار مختلفة.