قصة يوسف عليه السلام مع نساء المدينة
- تاريخ النشر: الإثنين، 17 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 03 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- قصة نبي الله يوسف
- قصة يوسف عليه السلام في السجن
- قصة يوسف مع رؤيا الملك
من قصص الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قصة يوسف عليه السلام مع نساء المدينة اللاتي قطعن أيديهن من شدة جمال سيدنا ونبينا يوسف والتي ذكرت تفاصيلها في القرآن الكريم.
قصة يوسف عليه السلام مع نساء المدينة
بعد أن عصم الله تعالى يوسف عليه السلام من كيد زوجة العزيز ومحاولة إغوائها إياه، شاع الخبر في المدينة وخاصةً بين نساء الأمراء وبنات الكبراء، بدأن بالتشنيع على زوجة العزيز والطَّعن بها لما صدر منها في مراودتها لفتاها ومولاها الذي عندها، وكيف أنها وقعت في حبِّ مولى من الموالي الذين لا يستحقون كل هذا الحب والانجذاب، وأنها بفعلها هذا وقعت في الضلال المبين.
فلما سمعت امرأة العزيز بما يقولونه عنها هؤلاء النساء من التشنيع والذَّمِّ لها لفعلها مع فتاها ما فعلت، أرادت أن تبيِّن لهنَّ أنها معذورةٌ لفعلها ذلك، ولذلك أرادت أن تبين عذرها أمامهنَّ، وكيف أن يوسف عليه السلام ليس كما يَعتقدن بأنه فتىً عادي، ولهذا دعتهُنَّ تستضيفُهُنَّ عندها، وهيَّأت لَهُنَّ مجلساً فخماً، وقدَّمت لهُنَّ أصنافاً من الطعام والفاكهة، وجعلت من بين الفاكهة شيئاً يحتاج للسكين من أجل تناوله، كالأُتْرُجِّ وما شابهه، ثم آتت كل واحدةٍ منهن سكيناً حادَّةً، ثم هيَّأت يوسف عليه السلام بأحسن الثياب، وأفضل العطور، ثم أمرته بأن يدخل إلى مجلسهنَّ.
فلما دخل عليه السلام عليهنَّ وهو أحلى من البدر ليلة تمامه، ورأينه بهذا الجمال، أعظمنه، وهِبنه، وأجْلَلْنَهُ، ومن شدَّة انشغالهن بحُسنه وجماله، لم ينتبهن أنَّهُنَّ يجرحن أيديهِنَّ بالسكاكين وهُنَّ لا يشعرنَ بذلك، وقُلن: يا الله! هذا ليس ببشرٍ عادي، بل إن هذا ملكٌ كريم، من شدةِ جماله وحُسنه عليه السلام.
فقالت امرأة العزيز: هذا هو الذي كنتُنَّ تلومونني فيه، ثمَّ برَّأته ومدحته بالعِفَّة فقالت: وقد حاولت إغوائه ولكنه رفض وامتنع، وإن لم يفعل ما آمُرُهُ به، فإني سأسجنه وأجعله من الصاغرين، فبدأن هؤلاء النساء المحاولة لإقناع يوسف عليه السلام بالطاعة لأمر سيدته، فأبى أشد الإباء، لأنه نبيٌّ مُطَهَّرٌ من كل معصية، ثم قال يوسف عليه السلام يدعو رَبَّهُ: ربِّ إن وكلتني لنفسي فإني ضعيف على مقاوتهن، وإنِّي من غيرك يا ربِّي لا أملك شيئاً، فاتكالي كله عليك سبحانك، وإن السجن أحب إليَّ من هذا، فصرف الله تعالى عنه كيدهن.