قصة نجاح "جهينة المهيري" إماراتية اختارت تحدي الظروف لتثبت ذاتها
جهينة المهيري، فتاة إماراتية اختارت الطريق الشاقة المحفوفة بالمخاطر إيماناً منها بقدراتها، قبلت التحدي ولم تصغي لكل ما قيل لها في بداية طريقها حتى أصبحت واحدة من فتيات الإمارات اللواتي يحتذى بهن.
اختارت جهينة، مهنة مسؤول مراقبة الحركة الجوية لتكون بذلك من أوائل الإماراتية تقتحم هذا المجال وواحدة من النساء القليلات اللواتي ينجحن في هذه المهنة على تحدياتها وصعوبتها، ويثبتن جدارتهن.
خصتنا جهينة المهيري بهذا الحوار لتخبرنا عن بعض أسرار مهنتها وعن التحديات التي خاضتها خلال رحلتها التي بدأتها بعمر مبكرة..
أخبرينا أكثر عن نفسك وعن مهنتك؟
اسمي “جهينة” تعني هذه الكلمة بداية أشياء جديدة. أعمل مسؤول مراقبة الحركة الجوية، وأحد مؤسسي منظمة إرشادية غير ربحية، ومديرة وسائل التواصل الاجتماعي، كما أفخر كوني متحدثة عن Women in Aviation - Middle East Chapter. حاصلة على شهادة البكالوريوس في إدارة النقل الجوي وأنا أدرس حاليًا ماجستير الذكاء الاصطناعي. في أوقات فراغي، أقوم بإنشاء أعمال فنية مرسومة باليد، أحب التزلج على الماء وممارسة التمارين الرياضية. أقوم حالياً بشيء يستحوذ على شغفي وهو مشروع إعادة تصميم دراجتي النارية وتعلم كيفية ركوبها بشكل جيد حتى أتمكن من استكشاف بلدي بطريقة مختلفة.
أخبرنا عن حياتك المهنية في مجال الطيران في الإمارات.. تحديات، حقائق لا يعلمها الجمهور عن هذه المهنة
أنا مسؤولة مراقبة الحركة الجوية مما يعني أنني مثل خرائط Google للطيارين في السماء - صوت في سماعة رأس الطيار، إذا صح التعبير. لقد التحقت ببرنامج التدريب على مراقبة الحركة الجوية في سن 19 عامًا وكنت مراقبًا للحركة الجوية معتمدًا بشكل رسمي في سن 21 عامًا.
الحقيقة المدهشة حيال العمل في هذا المجال هي أن هناك أقل من 10 نساء إماراتيات يعملن ضابطات مراقبة الحركة الجوية في جميع أنحاء العالم. التحديات هي نفسها للجميع في هذا المجال. إنها بيئة ليست سهلة فيها الكثير من ضغط العمل. اسمح لي أن أشرح الوضع خلال العمل بتشبيه ظريف قد يجعل الجميع يفهم خطورة هذه الوظيفة. إنه مثل لعب لعبة فيديو بدون خيار تجاوز اللعبة وكل إشارة ضوئية على شاشتك بها ما لا يقل عن 3-100 روح على متنها لك أن تتخيل كمية الضغط النفسي خلال القام بمهام العمل.
كواحد من ضباط مراقبة الحركة الجوية الإماراتيين الوحيدين، ما هي بعض أكبر التحديات والدروس المستفادة حتى الآن؟
الدرس هو: استمر! يمكنك حتماً فعل ذلك.
منذ الأسبوع الأول لانضمامي إلى برنامج مراقبة الحركة الجوية، قيل لي إن هذه ليست وظيفة يمكنني التعامل معها. حسناً خمن ماذا؟ كنت أصغر امرأة في المنشأة تقوم بذلك، والآن أقوم بتدريس الجيل القادم من مراقبي الحركة الجوية كمدربة تدريب أثناء العمل ولدي ما يقرب من عقد من الخبرة. هذا الدرس هو جزء من سبب مشاركتي في تأسيس Jumpstart Aviation وهي منظمة إرشاد غير ربحية للمساعدة في توجيه المهتمين بصناعة الطيران. أردت أن أخبر الجميع عن تجربتي وكيف استطعت تخطي العقبات في بداية مشواري.
ما هي أهم الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد المرأة على تحقيق النجاح الذي تريده في أماكن عملها، وخاصة في الأدوار أو الصناعات التي يهيمن عليها الذكور؟
لا تستمعي إلى أي تشويش حولك. حددي ما تريديه وابدئي في العمل بكامل قوتك.
ما هي أكبر مجازفة قمتِ به؟
الانضمام إلى برنامج التدريب على مراقبة الحركة الجوية!! مع العلم أن معدل الفشل مرتفع للغاية إلا أني جازفت واتخذت القرار. ومع ذلك، فقد كانت النتيجة مشرفة وإيجابية للغاية، وكشف المستقبل لي الكثير من الخير حيث كان علي في ذلك الوقت أن أتقدم وأعيل والدتي وأخواتي الأصغر سناً.
ما هي برأيك أكبر التحديات التي تواجه الجيل الإماراتي القادم من القيادات النسائية؟
أعتقد أن الوقت الحالي مثالي لجيل اليوم لاتخاذ خطوات جريئة لأن هناك كم هائل من الدعم لبنات زايد. لذلك ، أعتقد أنهن محظوظات لحصولهن على هذا الدعم مع فرص واسعة و أبواب دائماً مفتوحة.
من هي أكثر الشخصيات النسائية إلهاماً لكِ؟
بصراحة ، إنها ليست شخصية نسائية واحدة. في كل مرة أسمع فيها قصة أي شخص بغض النظر عن جنسه أشعر بالإلهام.
ومع ذلك ، هناك ثلاث نساء في عائلتي جعلنني المرأة التي أنا عليها اليوم. بدءا من جدتي. فقدت والديها في صغرها ونشأت في دار للأيتام ثم التحقت بكلية الطب وبعد أن رعت عائلتها واختارت البقاء في المنزل مع الأطفال أصبحت رائدة أعمال كمصممة أزياء وعملت من المنزل لرعاية أمي الآن وأختها اللتان التحقتا أيضًا بكلية الطب. أصبحت والدتي طبيبة بيطرية وكانت أول طبيبة بيطرية في الإمارات العربية المتحدة وعمتي الآن شريكة ناجحة في مستشفى تديرها في الولايات المتحدة. كلهن كن ومازلن أيقونات ملهمات في حياتي.