قصة عيد الأضحى المبارك

  • تاريخ النشر: الخميس، 25 مايو 2023 | آخر تحديث: الأحد، 16 يونيو 2024
مقالات ذات صلة
ديكورات عيد الأضحى المبارك
توزيعات عيد الأضحى المبارك
معايدة عيد الأضحى المبارك

مع حلول عيد الأضحى المبارك، يستذكر جميع المسلمين في كافة بقاع الأرض قصة إبراهيم عليه السلام والأضحية، وتعد من الأحداث التاريخية المهمة في الإسلام، يحمل هذا العيد في طياته العديد من القيم الإيمانية والأخلاقية التي تدعو إلى التضحية والعطاء، وتحمل معها الفرح والاحتفالية التي ينتظرها الجميع. لنتعرف معاً خلال هذا المقال على قصة عيد الأضحى المبارك.

قصة عيد الأضحى والذبح

ارتبط عيد الأضحى بقصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل -عليهما السلام- وهذه القصة وردت في سورة الصافات، وهي قصة ذبح إسماعيل عليه السلام، وكما جاء في السنة النبوية الشريفة فإن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- رأى في منامه بأنه يذبح ابنه إسماعيل، وهو الابن الوحيد لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- وليس لديه ولد غيره ورزق به بعد أن صار كبيراً في السن، وتعد رؤية الأنبياء وحياً من الله وحق، وكانت هذه الرؤيا لاختبار سيدنا إبراهيم -عليه السلام- الذي استجاب لأمر الله عز وجل وتوكل عليه.

ذهب نبي الله إبراهيم -عليه السلام- إلى ابنه إسماعيل وقص عليه ما رآه في المنام، وقال الله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)، وعندما سمع إسماعيل رؤيا والده استجاب له وقال له: افعل ما أمرك الله به، وقال تعالى: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ).

سلم إبراهيم -عليه السلام- وابنه إسماعيل أمرهما لله تبارك وتعالى، وانطلقا حتى يُنفذا ما أمرهما به الله تعالى، وعندما حان وقت الذبح قام سيدنا إبراهيم -عليه السلام- بإلقاء ابنه إسماعيل على وجهه حتى لا يُشفق عليه إن رآه وهو يذبحه، ثم وضع عند حلقه صفيحة من نحاس حتى يذبحه فيها، ثم قال بسم الله وكبَّر وتشهَّد وهيأ إسماعيل للذبح، لكن الله تبارك وتعالى نادى إبراهيم في هذا الوقت، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) أي أن المطلوب من أمر الذبح وهو اختبار سيدنا إبراهيم -عليه السلام- قد تحقق في طاعته لربه وإيمانه به.

عزم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- على تنفيذ أمر الله تعالى في الذبح، وأنزل الله تبارك وتعالى عليه كبشاً ليفدي به إسماعيل، قال الله تعالى: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)، ثم ذبح سيدنا إبراهيم الكبش.

تنوعت الآراء عن مكان ذبح إسماعيل -عليه السلام- وكانت هناك أربعة أقوال، منها أن مكان الذبح كان في المقام في مكة وهو أرجح الأقوال، أما الثاني فقد قيل إنه كان في المنحر عند الجمار، والقول الثالث قيل إنه عند جبل ثبير في منطقة منى، وقيل في القول الرابع أن المكان كان في الشام. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يُذكر أبداً كم كان يبلغ سيدنا إسماعيل -عليه السلام- من العمر عند الذبح.

احتفل سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في عيد الأضحى لأول مرة في العام الثاني للهجرة، وقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم الأضحى".

تقترن هذه المناسبة (عيد الأضحى) بذبح الأضحية وذلك ليتم التفريق بينه وبين عيد الفطر، كما أنهما مقرونان بركنين من أركان الإسلام وهما صيام رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، ويسمى عيد الأضحى بعدة تسميات التي تختلف باختلاف التقاليد الاجتماعية والعادات المختلفة في البلدان الإسلامية والعربية، حيث يدعى في دول الخليج العربي باسم "عيد الحجاج" أما في بعض دول الشام وفي المغرب العربي يطلق عليه اسم "العيد الكبير"، كما يسمى بـ"عيد القربان" في إيران والشعوب المسلمة في آسيا.

شعائر عيد الأضحى المبارك

حدد الإسلام شعائر الاحتفال بعيد الأضحى وأهمها التكبير، حيث يجب على المسلمين التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق أي اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

ويحتفل المسلمون بعيد الأضحى ببهجة وفرح، ويقيم المسلمون صلاة العيد في المساجد والساحات العامة والمصليات، وتطلق الخطب في المساجد وتسمع التكبيرات والتهليل من أفواه المصلين. 

وتصلى صلاة العيد بأن يُصلي الإمام بالناس ركعتين ثم يخطب خطبتين، ويعتبر التكبير بالصلاة سُنّة مؤكدة يداوم عليها المسلمون قبل ارتفاع الشمس، حيث يصلي الإمام بالناس جهراً ويكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات وفي الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات، وتجدر الإشارة أن صلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة وحضور خطبة صلاة العيد مستحبة وليست واجبة.

ويعد ذبح الأضحية سنة مؤكدة يشترط أن تكون من الأنعام مثل الغنم من الماعز أو الضأن، والبقر، والإبل، يجوز في الأضحية ذبح شاة أتمت ستة أشهر، وما أكمل السنتين من البقر، وما أكمل الخمس سنوات من الإبل، ويشترط أن تخلو الأضحية من العيوب كأن تكون مريضة ومرضها بيّن، والكسيرة التي لا تنقي، والعرجاء البيّن ضلعها، والعوراء البيّن عورها.

يتم ذبح الأضاحي بعد صلاة العيد مباشرة أما الحجاج في منى فإنهم يذبحون مباشرة بعد ارتفاع الشمس لأنه ليس عليهم أن يصلوا صلاة العيد. وتجدر الإشارة إلى أن وقت النحر أو ذبح الأضحية يبدأ في اليوم العاشر في ذي الحجة وينتهي عند غروب شمس ثالث أيام التشريق في الثالث عشر من ذي الحجة.

ومن السُنّة أن يُظهر المسلمون الفرح والسرور طوال أيام العيد وزيارة صلة الأرحام والأقارب وتبادل التهاني كأن يقول المسلم لأخيه المسلم: "تقبل الله منا ومنك".

يعتبر عيد الأضحى فرصة عظيمة يتقرب فيها المسلمون إلى الله تبارك وتعالى ويشكرونه على نعمه التي لا تحصى من خلال تعظيم شعائر الله بذبح الأضاحي وتبادل التبريكات والتهاني وارتداء ثياب جديدة.

الحكمة من عيد الأضحى المبارك

هناك العديد من الحكم والمعاني الجليلة لعيد الأضحى نذكر منها الآتي:

  • شكر الله تعالى وحمده: يعد عيد الأضحى أياماً يحتفل بها المسلمون ويسعدون به، ويشكرون الله ويتقربون إليه بأداء الطاعات على مدى الأيام العشر الأولى من ذي الحجة مثل الذِكر والدعاء والتكبير والصيام، كما يحمدونه على أعظم عبادة شرعها الله وهي فريضة الحج، كما يذبحون الأنعام في هذا العيد شكراً لله على نعمه عليهم التي لا تحصى مثل نعمة الأولاد والمال والإيمان.
  • تقوية الروابط الاجتماعية: يجتمع المسلمون في هذا العيد لأداء صلاة العيد وتبادل التهاني والتبريكات، كما يزور المسلم أقرباءه وصلة أرحامه وذلك يعمل على تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وتعزيز روح التراحم والتعاون في المجتمع.
  • تعزيز الإيمان والتقوى: يذكر عيد الأضحى المسلمين بالتضحية العظيمة للنبي إبراهيم -عليه السلام- واختبار إيمانه، حيث يتعلم المسلمون من هذه القصة قيم التضحية والطاعة والثقة في الله، مما يعزز إيمانهم وتقواهم.
  • نشر الفرحة والبهجة في قلوب المسلمين: يعد عيد الأضحى فرصة للمسلمين للاحتفال والفرح والبهجة، حيث يرتدي الناس أفضل ملابسهم ويشاركون في الاحتفالات والتجمعات العائلية.
  • نشر التسامح وإنهاء الخلافات بين الناس: يعتبر العيد فرصة لتصفية نفوس المسلمين وإقبالهم على بعضهم بقلوب لا تحمل أضغان أو أحقاد ويتناسون الخلافات التي بينهم ويتسامحون وهذا الأمر يزيد من وحدتهم وترابطهم.

وفي ختام قصة عيد الأضحى المبارك، نجد أنها تحمل العديد من العبر والقيم النبيلة التي تتجلى في مشهد التضحية والتكافل الاجتماعي، فإنها قصة تروي لنا قصة الإيمان والتضحية العظيمة للنبي إبراهيم -عليه السلام- وابتلاؤه بأمر الله لذبح ابنه إسماعيل.
موضوعات ذات صلة:

شاهدي أيضاً: معايدة عيد الأضحى

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما سبب الأضحية في عيد الاضحى؟
    القصد الأعظم من الأضحية هو إحياء سنة أبينا إبراهيم عليه السلام في امتثاله لأمر الله وعزمه على تنفيذ الرؤيا بذبح ولده قال تعالى: ﴿وفديناه ‌بذبح ‌عظيم ﴾
  2. ما هو سبب تسمية عيد الاضحى بهذا الاسم؟
    جاءت تسمية عيد الأضحى نسبة إلى الأضحية التي تُذبح لإطعام الفقراء والمساكين، وكذلك الأقارب والأحبة.
  3. ما حكم ترك الأُضحية مع القدرة عليها؟
    ذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة يُؤجر فاعلها ولا يأْثم تاركها وإن ْ كان قادرا عليها، وذهب آخرون إلى أنها واجبة فى حق القادر عليها.