قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الوليد بن المغيرة
- تاريخ النشر: السبت، 19 نوفمبر 2022 | آخر تحديث: الخميس، 05 يناير 2023
- مقالات ذات صلة
- قصَّة النبي عليه الصلاة والسلام مع أم معبد
- قصة زواج النبي عليه الصلاة والسلام من عائشة
- قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الراهب بحيرة
الوليد بن المغيرة من كبراء قريش وقد أدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم يدخل الإسلام، وسنتعرف فيما يلي على قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الوليد بن المغيرة:
قصة النبي عليه الصلاة والسلام مع الوليد بن المغيرة
بدأت تنتشر دعوة النبيِّ صلى الله عليه وسلم في مكة، وبدأ القلق في قلوب قريش، لأن موسم الحج على الأبواب، فهم يخشون أن دعوته ستنتشر بين قبائل العرب القادمين لمكة في هذا الموسم، فاستدعَوْ الوليد بن المغيرة ليستشيروه في أمر النبي عليه الصلاة والسلام، ومع أن قريشاً كانوا يُتقنون اللغة العربية أَيَّما إتقان، إلا أن الوليد بن المغيرة كان من نخبة النُّخبة في قريش من ناحية علمه باللغة العربية. فلما جاء إلى سادة قريشٍ وهم مجتمعون، قالوا له: لقد رأيت ما فعل محمد بنا، فَرَّق بين الابن وأبيه، والأخ وأخيه، نريد منك أن تقول فيه قولاً تسمعه كل العرب وتتناقله بينها، فردَّ عليهم بسؤال: وما تقولون أنتم فيه، قالوا: نقول بأنه كاهن، وفعله هذا هو الكهانة، فردَّ عليهم الوليد: نحن نعرف الكهنة وكهانتهم، ونعرف زمزمتهم وسَجْعَهم، أما والله إنه ليس بكاهن، فقالوا: إذاً نقول بأنه مجنون، فردَّ عليهم: إن الذي بمحمد ليس بجنون، لأني أعرف الجنون وخَنْقَهُ ووسوسته، وإن ما يفعله ليس بِفِعل مجنون، قالوا: إذاً هو شاعر، فقال لهم: إننا أهل الشعر، ونعرف هَزْجَهُ ورَجزَهُ، ومقبوضه ومبسوطه، أما والله إنَّ ما يقوله ليس بالشِّعر، قالوا: إذا نقول عنه بأنه ساحر، فردَّ عليهم: إني لأعلم السَّحَرَة وسِحرهم، ونفثهم، ونفخهم، وعَقْدَهم، ووالله إن ما يفعله ليس سحراً، فقالوا: احترنا ما نقول، فما تقول أنت يا وليد، وما تقول بقوله، قال: والله لقد سمعت كلامه الذي يقول، أما والله إن فيه لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمُغدِق، وإن أعلاه لمُثمِر، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، وإنه لَيَحْطِمُ ما تحته.
مع أن الوليد كان كافراً، إلا أنه قال هذا الكلام الجميل في القرآن، وذلك لأنه عربيٌّ يعرف بلاغة وقوة اللغة التي في القرآن الكريم، فقالوا له: يا وليد إذا قل أيَّ شيءٍ حتى وإن كان كذباً، فأخذ يُفكر وتتغيَّرُ ملامح وجهه مع تفكيره، ثم قال: قولوا هو ساحر، يُفرِّق بين الأهل والعشيرة، والأب وابنه، فأنزل الله فيه آياتٍ تتوعده بالعذاب الشديد.