قصة المخلَّفون الثلاثة
- تاريخ النشر: الأحد، 23 أكتوبر 2022 | آخر تحديث: الثلاثاء، 24 يناير 2023
ثلاثة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم تخلفوا عن الحضور غزوة تبوك، تابع المقال الآتي لتتعرف على قصة المخلفون الثلاثة.
قصة المخلَّفون الثلاثة
كان النبي قد خرج لغزوة تبوك، وما تَخَلَّف عنه إلا من أمَرَهُ النبيُّ بالبقاء في المدينة كعليّ بن أبي طالبٍ لأن النبي أَمَّره على المدينة، أو فقيراً لا يملك راحلةً ليخرج عليها، أو مريضاً مرضاً شديداً، وكلُّ هذه الأصناف كانوا معذورين أمام النبي وأمام ربِّهم سبحانه، وأما الصِّنفين الأخيرين كانوا إمَّا منافقاً كاذباً تَعَذَّرَ بأعذارٍ كاذبة، أو مؤمناً اعترف أنه تَخلَّف وليس له عُذْر، ومن هذا الصنف الأخير كان ثلاثةٌ من الصحابة، وهُم كعب بن مالكٍ، وهلال بن أُميَّة الواقفي، ومُرارةُ بن ربيعٍ العامري.
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ودخل المسجد، صلى ركعتين وجلس للناس، فجاء المُتَخلِّفون من المنافقين، يتَعذَّرون بأعذارٍ كاذبة، وأما كعب بن مالكٍ قال: رآني رسول الله وتبسَّم لي تبَسُّم المُغضَب، ثم قال: تعال يا كعب، فأتيته وسلَّمت عليه، فقال لي: ما خَلَّفك يا كعب؟ فقلتُ: يا رسول الله، إني لأعلم أنه لو حدَّثتك اليوم حديث كذب لأُرضيك، فإن الله سيفضحني ويكشف أمري ويُسخطك عليّ، وإن حدَّثتك بالصِّدق الذي سيُغضبك مني، فإني لأرجو عفو الله، ثم قُلت: لا والله يا رسول الله ما كان لي من عُذْر، ووالله ما كُنتُ أقوى ولا أيسر حالاً من ذلك اليوم الذي تَخَلَّفْتُ فيه عنك، فقال النبي: ألا إن هذا الرجل فقد صَدَق، قُم يا كعب حتى يقضي الله في أمرك، وقد قيل لهلالٍ ومُرارة مثل ما قيل لكعب.
كما قد نهى النبي الصحابة من أن يكلِّموني وصاحباي، فضاقت بنا الأرض من شدة الهم والغم لما فعلنا، وبقيت هذه المُقاطعة لنا 50 ليلة، حتى أنه منعنا النبيُّ من أزواجنا بعد 40 ليلة، وفي الليلة الخمسين، أتاني منادٍ وأنا أصلي يقول لي، يا كعب بن مالكٍ أبشر، فخررتُ ساجداً لأني علمتُ أن الله قد تاب علينا وغفر لنا.
كان النبيُّ قد بشَّر بمغفرة الله لهؤلاء الثلاثة، وقد أنزل الله بهم آياتٍ تُقرأُ إلى يوم القيامة، ويشهد الله لهم بالإيمان والصِّدق والمغفرة لما صنعوا.