قصة السيدة هاجر
مرت السيدة هاجر بأحداث وقصص عديدة من قبل زواجها بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وقبل أن تذهب مع السيدة سارة، وبعد زواجها، وقد كانت السيدة هاجر في كل موقف تثبت إيمانها بالله ويقينها بأن الله لن يضيع تعب أحد من عباده، وينصر عباده المسلمين، وتحملت الكثير من المصاعب من أجل ابنها وزوجها، وصبرت على ذلك دون تذمر، ولم تقنط من رحمة الله تعالى.
التعريف بالسيدة هاجر
السيدة هاجر هي جارية قبطية، كانت عند سارة زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكان قد وهبها إياها فرعون عندما كانت في زيارة لمصر، ومن ثم قامت سارة بوهبها لزوجها عليه السلام، ورزقه الله منها بولد وهو إسماعيل عليه السلام، وعندما رأت سارة بأن هاجر أنجبت ولد أصابتها الغيرة، وجاء بعد ذلك الأمر من الله تعالى لسيدنا إبراهيم عليه السلام بأن يسكنها هي وابنها في مكة المكرمة، واستجاب عليه السلام لأمر الله تعالى.[1]
قصة السيدة هاجر وابنها في مكة
عندما أمر الله تعالى سيدنا إبراهيم بأخذ زوجته وابنه إلى مكة، تركهم هناك في أرض خالية لا ماء فيها ولا زرع، ولا طير، لا وجود فيها لأي أحد من البشر، أرض صحراء، وجبال مرتفعة، والشمس متوهجة، وعندما أراد الذهاب استغربت هاجر من فعل زوجها عليه السلام، وعندما توجهت له بالسؤال لم يجب بأي شيء على كلامها، فعلمت حينها بأن هذا أمر من الله تعالى ورضيت بما قدره الله لها، وكان وكانت هاجرمتيقنة بأن الله تعالى لن يتركها هي وابنها الرضيع، فجلست مع ابنها وغادر إبراهيم عليه السلام داعياً الله تعالى بأن يحفظهم، ويبارك في هذه الأرض، وعندما نفذت الماء من عندها ذهبت تبحث عن ماء لها ولابنها وصعت جبل الصفا والمروة مراراً وتكراراً، واستمرت في سعيها سبع مرات متتالية دون جدوى تحت أشعة الشمس القوية، وابنها يبكي، ومن ثم أرسل الله مَلك وفجّر عيناً من الماء تحت قدمي ابنها إسماعيل عليه السلام، وفرحت هاجر عندما رأت الماء، وأسرعت في جمع التراب حول الماء خوفاً من ذهاب الماء دون استفادة منها، وبعد هذا الحدث سميت الماء بماء زمزم، وبشرها المَلك بأن بيت الله الحرام سيتم بناؤه في هذه الأرض.[2] وبعد ذلك قدمت قبيلة كانت تدعى جرهم وطلبوا من السيدة هاجر أن تسمح لهم بالسكن عندها، فأذنت لهم، وعندما كبر اسماعيل عليه السلام تزوج من قبيلتهم، وتعلم اللغة العربية منهم، وكان سيدنا إبراهيم يحرص على زيارة ابنها بين كل حين وآخر.[3]
بشارة الله لسيدنا إبراهيم وزوجته سارة
جاءت البشرة من الله تعالى عن طريق الملائكة إلى سيدنا إبراهيم وزوجته سارة بأن الله سيرزقهم بولد وهو إسحاق عليه السلام، وكان ذلك عندما ذهبوا إلى مدائن قوم لوط، وضحكت السيدة سارة مستبشرة بما قيل لها، بعدما ظنت أنها لن تلد؛ لأنها عقم، وكانت كبيرة في العمر، وزوجها إبراهيم عليه السلام شيخاً كبيراً، ومن باب تأكيد هذا الخبر بشرهم بأنه سيرزقهم بعد إسحاق بيعقوب، وهذا أمر الله وهو قادر على كل ما هو صعب أو مستحيل.[4]
العِبر المستفادة من قصة إبراهيم عليه السلام
اشتملت قصة سيدنا إبراهيم الدروس والعبر العديدة، منها:[5]
- أن الأبناء الصالحين نعمة من نعم الله على عباده.
- العمل والاجتهاد لفعل الطاعات والأخذ بالأسباب يؤجر فاعله عليها.
- الالتزام بآداب المناظرة والحوار مع الآخرين، ووضع الحجج والبراهين المؤيدة لقوله أمام خصمه.
- البيت الحرام، ومناسك مكة فيها تذكير لمقام خليل الله إبراهيم عليه السلام، والتذكير بمكانته عند الله تعالى.
- تطهير المسجد الحرام من كل ما هو نجس، والمعاصي على اختلاف أشكالها سواء كانت فعلية أو قولية.
- أفضل وصية يوصي بها الأب ابنه تقوى الله تعالى، والقيام بتعاليم الدين الإسلامي.
- الخوف والرجاء من الله، والتضرع إليه بعد بذل الجهد في أي عمل من الأعمال التي يفعلها العبد.
- كان نهج الأنبياء الدعاء لله بما فيه مصلحة في الحياة الدنيا، وما فيه من أمور لصالح الدين.
- بينت القصة آداب الضيافة، وأهمية إكرام الضيف والإحسان إليه.
- مشروعية السلام على الآخرين، ووجوب الرد على السلام.