قصائد علي بن أبي طالب

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022
مقالات ذات صلة
قصائد أبي العتاهية
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قصائد عمر بن أبي ربيعة

أبُو الحَسَنْ عَلِيُّ بْنُ أَبِيْ طَالِبٍ الهَاشِمِي القُرَشِيُّ ابن عم الرسول محمد وصهره، من آل بيته، وأحد أصحابه، هو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان متمكنا من علوم اللغة كالنحو والبلاغة، فكان معلم أبي الأسود الدؤلي وابن عباس، ويقال أنه أول من صنف كتابا بالفقه. [1]  

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

قصيدة أحسين إني واعظ ومؤدب

أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
و احفظ وصية والد متحنن
يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول به
فعليكَ بالاجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا
و تقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الاله برزق كل بريّة ٍ
و المال عارية ٌ تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ
سبباً إلى الانسان حين يسبب
و من السيول إلى مقر قرارها
والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ
فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
إِقْرَأْ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ
فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ
إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا
وانْصُتْ إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بِآيَة ٍ وَعْظِيَّة ٍ
تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه
لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي
هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآيَة ٍ في ذِكْرِها
وَصْفُ الوَسِيْلَة ِ والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً
دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا
وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ
وَتَنَالَ مُلْكَ كَرَامَة ٍ لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ
خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بِسَيِّىء ٍ فاغْمُضْ لهُ
و تجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له
كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ
حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ
حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ
و دع الكذوب فليس ممن يصحب
و احفظ صديقك في المواطن كلها
وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وَاقْلِ الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ
إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانه
وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ
في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ
و إذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
و لقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ [2]  

قصيدة صن النفس

صن النفس واحملها على ما يزينها
تعش سالما والقول فيك جميل
ولا ترين الناس إلا تجملا
نبا بك دهر أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد
عسى نكبات الدهر عنك تزول
يعز غني النفس إن قل ماله
ويغنى غني المال وهو ذليل
ولا خير في ود امرئ متلون
إذا الريح مالت مال حيث تميل
جواد إذا استغنيت عن أخذ ماله
وعند احتمال الفقر عنك بخيل
فما أكثر الإخوان حين تعدهم
ولكنهم في النائبات قليل [3]  

قصيدة رأيت الدهرَ

رأيت الدهرَ مختلفاً يدورُ …
فلا حُزْنٌ يدومُ ولا سرورُ
وقد بَنَتِ الملوكُ به قصوراً …
فم تبقَ الملوكُ ولا القصورُ
كل إناء يضيق بما جعل فيه
إلا وعاء العلم فإنه يتسع
لا تظلمنَّ إِذا ما كنتَ مقتدراً …
فالظلمُ مرتعُه يفضي إِلى الندمِ
تنامُ عينكَ والمظلومُ منتبهٌ …
يدعو عليكَ وعينُ اللّهِ لم تنمِ
الموتُ خيرٌ من رُكوبِ العارِ …
والعارُ خيرٌ من دُخولِ النارِ
وكُلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ . . .
وسوءُ الخلقِ ليسَ له دواءُ
وليس بدائمٍ أبداً نعيمٌ . . .
كذاكَ البؤسُ ليس له بقاءُ
أخٌ طَاهِرُ الأَخْلاقِ عَذْبٌ
كَأَنَّهُ جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجا بماءِ غَمَامِ
يزيد على الأيام فضل موده
وَشِدَّة َ إِخْلاَصٍ وَرَعْيَ ذِمَامِ
أدِّ الأمانةَ والخيانةَ فاجتنبْ . . .
واعدلْ ولا تظلمْ يطيبُ المكسبُ
ذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْبها . . .
 على الناسِ طراً إِنها تَتَقَلَّبُ
فلا الجودُ بفنيها إِذا هي أقبلتْ . . .
ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ [4]  

قصيدة لَكَ الحَمدُ

لَكَ الحَمدُ يا ذا الجودِ والمَجدِ وَالعُلا

تَبارَكتَ تُعطي مَن تَشاءَ وَتَمنَعُ

إِلَهي وَخَلّاقي وَحِرزي وَمَوئِلي

إِلَيكَ لَدى الإِعسارِ وَاليُسرِ أَفزَعُ

إِلَهي لَئِن جُلتُ وَجَمَّت خَطيئَتي

فَعَفوُكَ عَن ذَنبي أَجَلُّ وَأَوسَعُ

إِلَهي لَئِن أَعطَيتَ نَفسي سُؤلُها

فَها أَنا في أَرضِ النَدامَةِ أَرتَعُ

إِلَهي تَرى حالي وَفَقري وَفاقَتي

وَأَنتَ مُناجاتي الخَفيَّةِ تَسمَعُ

إِلَهي فَلا تَقطَع رَجائي وَلا تُزِغ

فُؤادي فَلي في سَيبِ جُودِكَ مَطمَعُ

إِلَهي لِئَن خَيَّبتَني أَو طَرَدتَني

فَمَن ذا الَّذي أَرجو وَمَن لي يَشفَعُ

إِلَهي أَجِرني مِن عَذابِكَ إِنَّني

أَسيرٌ ذَليلٌ خائِفٌ لَكَ أَخضَعُ

إِلَهي فَآنِسني بِتَلقينِ حُجَّتي

إِذا كانَ لي في القَبرِ مَثوىً وَمضجَعُ

إِلَهي لَئِن عَذَّبتَني أَلفَ حَجَّةٍ

فَحَبلُ رَجائي مِنكَ لا يَتَقَطَّعُ

إِلَهي أَذِقني طَعمَ عَفوكَ يَومَ لا

بَنونٌ وَلا مالٌ هُناكَ يَنفَعُ

إِلَهي إِذا لَم تَرعَني كُنتُ ضائِعاً

وَإِن كُنتَ تَرعاني فَلَستُ أَضيعُ

إِلَهي إِذا لَم تَعفُ عَن غَيرِ مُحسِنٍ

فَمنَ لَمسيءٍ بِالهَوى يَتَمَتَّعُ

إِلَهي لَئِن فَرَّطتُ في طَلبِ التُقى

فَها أَنا أَثْرَ العَفو أَقفو وَاَتبَعُ

إِلَهي لَئِن أَخطَأتُ جَهلاً فَطالَما

رَجَوتُكَ حَتّى قيلَ ها هُوَ يَجزَعُ

إِلَهي ذُنوبي جازَت الطَودَ وَاَعتَلَت

وَصَفحُكَ عَن ذَنبي أَجَلُّ وَأَرفَعُ

إِلَهي يُنجِّي ذِكرُ طَوْلِكَ لَوعَتي

وَذِكرُ الخَطايا العَينُ مِنّيَ تَدمَعُ

إِلَهي أَنِلني مِنكَ روحاً وَرَحمَةً

فَلَستُ سِوى أَبوابِ فَضلِكَ أَقرَعُ

إِلَهي لِئَن أَقصَيتَني أَو طَرَدتَني

فما حِيلَتي يا رَبُّ أَم كَيفَ أَصنَعُ

إِلَهي حَليفُ الحُبِّ بِاللَيلِ ساهِرٌ

يُنادي وَيَدعو وَالمغَفَّلُ يَهجَعُ

وُكُلَهُمُ يَرجو نَوالَكَ راجياً

لِرَحمَتِكَ العُظمى وَفي الخُلدِ يَطمَعُ

إِلَهي يُمنّيني رَجائي سَلامَةً

وَقُبحُ خَطيئاتي عَليَّ يَشيَّعُ

إِلَهي فَإِن تَعفو فَعَفوُكَ مُنقِذي

وَإِلا فَبالذَنبِ المُدَمِّرِ أُصرَعُ

إِلَهي بِحَقِّ الهاشِميِّ وَآلِهِ

وَحُرمَةُ إِبراهيمَ خِلَّكَ أَضرَعُ

إِلَهي فَاِنشُرني عَلى دينِ أَحمَدٍ

تَقيّاً نَقيّاً قانِتاً لَكَ أَخشَعُ

وَلا تَحرِمَنّي يا إِلَهي وَسَيِّدي

شَفاعَتَهُ الكُبرى فَذاكَ المُشفَّعُ

وَصَلِّ عَلَيهِ ما دَعاكَ مُوَحِّدٌ

وَناجاكَ أَخيارٌ بَبابِكَ رُكَّعُ [5]