قصائد خلف بن دعيجا
يعد خلف بن دعيجا - شاعر وفارس وشيخ ورجل قبيلة - واحدًا من أكثر الأسماء العربية التي اشتهرت في الشعر العربي القديم واشتهر باسم ذباح الشيخان، هذا ويرجع نسبه وأصله إلى قبيلة الشرارات التي كانت من أغنى القبائل العربية، حيث كان واحدًا من أبرز الرجال والقادة بها - وقد شارك بالعديد من الحروب والمعارك - وكان يُعرف باسم الشيخ خلف في قبيلته، والتي كانت ترجع إليه دائمًا في الكثير من الأمور التي تتعلق بالقبيلة وذلك بسبب قوته وشجاعته وفصاحة لسانه، والجدير بالذكر أنه كان يمتلك خصائص في كتابة الشعر العربي تميزه عن غيره من الشعراء. [1]
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
قصة وقصيدة استغفري يا بنت يام العشاشيق
سمعت إحدى فتيات البدو - اسمها سعدى - عن الفارس الكريم المشهور خلف بن دعيجا فأحبته من صيته، وتمكنت من مشاهدته وأعجبتها هيئته وفروسيته رغم أنه كان أسمر من كثرة حروبه وتعرضه لشمس الصحراء، لكنه لم يكن يعرفها، وقام خلف بن دعيجا بالغزو على قبيلة البنت، ووقع اسر بدون منع - يحق للآسر القتل، أو العفو، أو طلب فدية، كلن وشيمته - وكان خلف دائم الغزي عليهم وأرادوا الخلاص منه لكنهم لم يكونوا يعرفونه، فشكوا أنه خلف لأنهم رأوا منه فعلاً عظيماً قبل الأسر، وهو بدوره أنكر أنه خلف بعد ما تمكنوا منه، فاحتاروا بأمره وطلبوا المساعدة من سعدى التي تعرف شكله، فقالت: هذا ليس خلف بل هو عبد من عبيده! لأنها تحبه وأرادت حمايته، فقالو أطلقوا سراحه، لكنه قال على الفور لا، وأجاب بهذه الأبيات :
سن ٍ بدالي ذوق سكر ولا ذيق
وعين قزت من عقب ماهي قبالي
أبدت علي بمبسم به زواويج
وفي مفرق القذله سواة الهلالي
استغفري يا بنت يا أم العشاشيق
عن قولك إني من عبيد الموالي
أنا خلف عز الابكار الصعافيج
حمايهن لو طب ابهن اجفالي
انا خلف يابنت ون يبست الريق
اثني قفى ربعي ولاني مبالي
أنا خلف زبن العيال المشافيق
ومن دورن يلقان عتد التوالي
حنا عبيد الرب سيد المخاليق
ومما جرى يا بنت هذي فعالي
ابوك حماي النضا ساعة الضيق
شيخ تخضع له سباع الرجالي
وشيخكم يسن حربته لتشاريق
يدور النفل من طيبات المفالي
أنتم خزايزكم طوال السماحيق
وخزايزي شمط اللحى والعيالي
أمر جرى يا بنت حسب التوافيق
ولا يجهل العراف دور المحالي
اهل السعى يا بنت ما نقبل الضيق
ونثني قفا مع نبسات الشمالي [2][3]
قصيدة قيفان من صدر الفهيم انهذبني
قيفان من صدر الفهيم انهذبني
لؤلؤ ومرجان ملاوي كلامي
يا راكب اللي للبلد ما جلبني
قطم الفخوذ معربات الاسامي
ما لا فتن عند أول الذود لابني
ولا لافتن للحضو يوم الفطامي
من نسل هرشن با الهد دله يجبني
يطلق عليهن يوم كل ينامي
ما قيض يرعن الرمامن وتبني
ولا صفرن قاع الجوي و الوخامي
مرباعهن فيحـان ثم اقتلبني
يرعن زهر نوار عشب البوسامي
يلفن على اللي من ربوعي ندبني
يا جايبين العلم دمتم ودامي
أن كان ذودي للحبيب يجبني
دونك انياقي قد لهن بالتمامي
دونك قعود البيت والبيت وبني
في قولة العقلا علينا حرامي
مع بندقن لفظات فمها يصبني
والها على الضد المقابل مرامي [4]
قصيدة نيران قلبي بالحشـا يلـتهـبـنـي
نيران قلبي بالحشـا يلـتهـبـنـي
مفـطـر وكني بليال الصيامـــي
كلمات من قلب ا لفهيم انسكبني
كن حل باللولو خرز بإنـتـظـامــــي
معـجـنـات بالعسل بـه يـذبـنـي
قولات قرما ً بارعاً بالكلامـــي
يـا راكب اللي للجلب ما جلبني
ولا حافهن راعي السحاحير شامي
شيب الغـــــوارب بينـــهن يرتهبني
يدعن حيطان القرايا حطامــــــي
سحابتين من أزرق الماء شربني
يسقن قراح الضبا بالمضامـــــــي
شـيهانـتـيـن بالهوى يلـتـعبـنـــي
عـذَّبـن قراط العلف بالحيامــــــــي
بنات هرشـاً بالهدد له يجبنــــي
يطلق عليهن يـــوم كلاً يـنـامــــي
بنات مصـفـيــاً عليــه اعتـقـبـنــي
ثامن ثـمـان مصفيات هـمـامــــي
وقت الشتاء ببلاد حومل شربنــي
بأدماث مبركهن عن البرد حامـــي
ومرباعهن نيال يـــــوم اقتلبنــــي
يرعن ثمر أدحال صم العظامـــي
يشدن جول الربد يوم احتضبنـــي
شــافن رمـَّايـاً رماهن وقامــــــي
سبحان من هداهن لنا ينركبنــــي
ذورات مثل الصيد وأحسن مقامــي
حمراً لغيَّـاب البراري يجبنــــي
من عقب ما ترمس عليه العلامـــي
إن ارتخن ذرعـانهـن واكترنـــي
خطراً عليهن من رفيف الحمامـــي
وإن قيل من عقب التروِّس تعبني
ما ضبطوهن بالرسن والخزامـــي
ما أعطاهن الفلاح بالحوش تبني
بالليـــل يجـفـلهـن وضيح العظامــي
الصبح مع درب المنقا شــــذبنــي
يشدن صرَّيد السحاب الهزامــــــــي
كت الغدف لما الجذايب عقبنـي
ولازم على الأزرق تشوف الجهامي
ربشــان تاصل خيلهم ما يهـبـنــي
يا كم طريحاً يسهجونه اشمامـــــــي
قل شفت محيسن من ربوعي جذبني
ياجايبين العلم دمتم ودامـــــــي
علماً يشد الروح وأنــا كربنــــي
كرب الرشاء من فوق هدف المقامي
إن كان ذودي للحـبـيـِِّّب يجبنـــي
دونك عصاهن قدلهن بالتمامـــــــي
ودونك قعود البيت والبيت وابني
ويا طلبة العقلاء علينا حرامــــــــي
مع بندقاً لفظات فـمها يصبنــــي
وإلها على الضد المجنِّح مرامــــــي
مع لابة كان السنين أقتلبنـــــــــــي
يذري ذراها للرجال الكرامـــــــــــي
والبيض قبلك بحياتي لعبنــــــــي
لعب الهوى برهيفات الخيامـــــــــي
والبيض عسى البيض ما يرتجبني
طرَّادهن ترمى عليه الـتـهـامــــــــي
كم واحدن وردن بــــه وأعزبــــني
وعقب الرها تضحي إدليّه مضامي
يا ما عطن علماً ويا ما كذبنــــي
نجل العيــون مـرخيــات اللثامــــــي [5]