فيلم "قصّة ثواني"... حكاية مفبركة لا هويّة لها
- تاريخ النشر: الخميس، 13 ديسمبر 2012 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
- مقالات ذات صلة
- فيلم عندما يأتي الظلام... حين تعبر حكاية واحدة عن الصورة الكاملة
- فيلم حكاية لعبة Toy Story 3 : قصة كل طفل يكبر
- رمضان أحلى مع CINEBISTRO ... فيلم وبوفيه مفتوح على الفطور والسحور
تحاول المخرجة اللبنانيّة لارا سابا من خلال فيلم "قصّة ثواني" أن تقدّم فيلماً من العيار الثقيل، تتمكن من خلاله أن ترصد المجتمع اللبناني، وفي مدينة بيروت تحديداً، من مختلف جوانبه وبكافة شرائحه. الفيلم تتشابه بنيته الدراميّة وأفلام عدّة حازت شهرةً واسعة، آخرها فيلم "بابل" الشهير، والتي تعتمد شخصيّات متنوّعة، لا روابط بينها، لكلٍّ منها حكايته وعالمه، لتتداخل الأحداث ويُخلق الرابط بين هذه العوالم، بناءً على حدثٍ واحد، يغيّر حياة هذه الشخصيّات إلى الأبد.
ثلاث شخصيّات اختارتها "سابا" لتصنع حكايتها، الطالبة الجامعيّة نور، ابنة الطبقة المتوسطة والتي تفقد والديها في حادث سيّارة. المدرّسة "إنديا" والتي تعيش متزوّجة من رجل أعمالٍ ثريّ في حياة سعيدة كالحلم لا ينغصّها سوى عدم إنجابها لطفل، ومروان اليافع، والذي يعيش مع والدته المومس مدمنة الكحول في حيٍّ فقير، يرزح تحت وطأة الخوف كلّ يوم..
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المشكلة في الفيلم أنّ الغاية منه لم تتحقق، فبدايةً بدا بلا هويّة، فالحكايا التي اختارتها "سابا" قد تحدث في أيّ مجتمعٍ في العالم، فلا خصوصيّةً لبنانيّة فيها، بالإضافة إلي الطرح "الكليشيه" لهذه الحالات، فلم يكن هناك أيّة معالجة جديدة تتناول المرأة العاقر، أو الفتاة التي تضطر إلى الانحراف لكسب المال، أو الطفل الذي يضلّ الطريق نتيجة العنف المنزليّ وغياب الأمان في البيت، كما أن طريقة المزج بين هذه الخطوط الثلاث كانت مبنيّة على صدفٍ ذات وقعٍ اعتياديّ جعلت السرد يبدو مفبركاً ونمطيّاً إلى حدٍّ بعيد.. فلا يتمكن الفيلم من تحقيق عامل جذبٍ للمتلقي كما يفترض بهذا النوع من الأعمال..
على صعيدٍ آخر تُحسب لسابا تقنيّتها الإخراجيّة العالية لناحية الصورة، وكذلك اهتمامها بالتفاصيل.. إلا أن هذا لم يكن لينقذ الفيلم الذي خلا من أيّ تصعيدٍ دراميٍّ مشوّق، فبشكلٍ أو بآخر يمكنك أن تتكهن بمصائر هذه الشخصيّات بسهولة وكأنّك تعرف الحكاية منذ بدايتها..
عناصر عديدة وأحداث ظهرت في الفيلم لم يكن هناك من مبرّرٍ دراميّ لوجودها، كاستعمال الأم ابنها مروان وسيلةً لكسب الرزق، فتسمح للرجال بالاتصال الجنسيّ معه لأجل المال!!!
كان للفيلم أن يكون ذا وقعٍ أكبر لو عملت المخرجة على التأكيد بأنّ كلّ الكمّ الكبير الذي استعرضته من انحراف، كالانخراط في إدمان الكحول والمخدرات، احتراف البغاء لكسب العيش وغيرها، كلّ ذلك سببه وضعٌ عام في بلدٍ وقع على مرّ الزمن ضحيّة كلّ الصراعات الموجودة في الإقليم..
فيلم "قصّة ثواني" من إنتاجٍ لبنانيٍّ/إماراتيٍّ مشترك.. مدّته ٩٢ دقيقة