فيروس نيباه: هل هو الوباء العالمي المحتمل؟
فيروس نيباه: وسط قلق عالمي بين رواد موقع التواصل الاجتماعي يتسألون عن حقيقة وجود فيروس جديد ينبئ بوباء عالمي محتمل، كتب مغردون أن نسبة وفياته إلى 75%، خاصة بعد انتشار وباء فيروس كورونا العام الماضي، في التقرير التالي ننشر حقيقة الفيروس وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ما هو فيروس نيباه؟
في البداية، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية قبل أيام مقالاً قالت فيه: عن غياب العلاج لفيروس خطير موجود منذ أعوام ويمكن أن يشكل خطر وبائي على العالم.
وعلقت الدكتورة أصالة لمع، الباحثة في البيولوجيا الجزيئية والعلوم السرطانية والباحثة في المركز الوطني للأبحاث العلمية في تولوز بفرنسا: هدف المقال هو إلقاء الضوء على غياب الأبحاث وتكرار الأخطاء التي ارتكبناها مسبقاً، في إشارة لجائحة فيروس كورونا.
وأضافت: الهدف أن نستبق أي جائحة مقبلة، ولم يتحدث المقال أبداً عن جائحة حالية كما حرفت معظم الأخبار الأمر.
تضارب حول تفشي نيباه
وفقًا لصحيفة الجارديان أيضاً، أوضحت جاياسري آير، المدير التنفيذي لمؤسسة الوصول إلى الطب الأوروبية، أن الفيروس يمكنه أن يتحول إلى وباء في أي لحظة، وأنه يصيب بعدوى مقاومة للأدوية، بينما تحدث ترايك جاساريفيتش المتحدث الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، عن فيروس نيباه قائلا: لم يتم إخبار المنظمة عن أن فيروس نيباه انتشر مرة أخرى في الصين، ولا يوجد تفشي لفيروس نيباه منذ 1999.
متى بدأ ظهور فيروس نيباه؟
بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن فيروس نيباه ليس جديداً، كما أُشيع عنه خلال الأيام القليلة الماضية. حيث ظهر لأول مرة عام 1999 بين مربي الخنازير في ماليزيا، لكن لم يتم الإبلاغ عن تفشي حالات مصابة به في نفس الدولة منذ ذلك الوقت.
وفي عام 2001 ظهر الفيروس مرة أخرى في بنجلاديش ومنذ ذلك الحين يتم العثور على حالات مصابه به بشكل دوري في بنجلادش، وكما بدأ في الظهور وكذلك الأمر في شرق الهند.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هناك مناطق أخرى كانت معرضة لخطر ظهور المرض، حيث تم العثور على مصدر الفيروس في أنواع من الخفافيش التي تتواجد بعدد من البلدان مثل كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند.
كيف ينتقل عدوى فيروس نيباه للإنسان؟
أكدت منظمة الصحة العالمية أن معظم الإصابات البشرية التي تم اكتشافها لأول مرة في ماليزيا، من فيروس نيباه عن الاتصال المباشر مع الخنازير المريضة، من خلال التعرض المباشر لإفرازات الخنازير التي تحمل الفيروس، فيما كان انتقاله للبشر في بنجلادش والهند ناتج عن استهلاك الفواكه الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة، إذ يُعتقد أن هذا هو المصدر الأكثر احتمالاً للعدوى.
أما عن كيفية انتقال الفيروس من إنسان لإنسان، فتشير المنظمة إلى أنه ينتقل من خلال التعرض للإفرازات، ويُذكر أن 75% من الحالات المبلغ عنها بين عامي 2001 و2008 داخل بيئة الرعاية الصحية في بنجلادش، بسبب انتقال العدوى من إنسان لآخر.
شاهدي أيضاً: 7 خرافات حول (فايزر-بيونتيك) لقاح كورونا
ما هي أعراض فيروس نيباه؟
- تتمثل أعراض الإصابة بفيروس نيباه في إصابات بالجهاز التنفسي، والتي قد تكون بسيطة وقد تكون حادة تص إلى التهاب الدماغ، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل حمى وصداع وآلام في العضلات والقيء والتهاب الحلق والشعور بالخمول.
- كما أن بعض الأشخاص قد يصابون بالتهاب رئوي غير نمطي ومشاكل تنفسية حادة، وضيق حاد في التنفس، وقد يؤدي التهاب الدماغ في الحالات الشديدة إلى غيبوبة في غضون من 24 إلى 48 ساعة.
- وتظهر الأعراض بعد حدوث الإصابة بفترة تتراوح بين 4 إلى 14 يوم، كما تصل فترة حضانة الفيروس إلى 45 يوماً.
ما هي نسبة التعافي والوفيات من فيروس نيباه؟
يتعافى المصابين الذين لا يصابون بالتهاب الدماغ الحاد تماماً، ولكنه تم الإبلاغ عن الإصابة بمضاعفات لدى المتعافين تتمثل في حالات عصبية طويلة المدى، وقد يتعرض بعض المتعافين لانتكاسة في وقت لاحق ويصابون بالتهاب الدماغ المتأخر.
وعن نسبة الوفيات التي يسببها الفيروس فتشير المنظمة إلى أنها تتراوح بين 40% و75%، لافتة إلى أن هذا المعدل قد يختلف تبعًا لقدرات كل دولة على إدارة الموقف الوبائي.
ما هي طرق علاج فيروس نيباه؟
على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية وضعت فيروس نيباه ضمن أولوياتها في خطة البحث والتطوير، إلا أنه لم يتم التوصل حتى الآن لعلاج محدد للعدوى بفيروس نيباه، وكذلك لم يتم اكتشاف لقاح للوقاية منه.
أما في حالة الاشتباه في تفشي المرض بين الحيوانات يجب وضعهم تحت الحجر الصحي بشكل فوري، كما يُنصح بعد تنقل الحيوانات من المزارع المصابة إلى مناطق أخرى لسيطرة على المرض، بل ويمكن التخلص من الحيوانات المصابة تحت إشراف طبي دقيق على خطوات دفن الجثث وحرقها.
وتشير المنظمة إلى أنه نظرًا لأن تفشي فيروس نيباه نابع من الخناز أو خفافيش الفاكهة، فإن إنشاء نظام مراقبة صحة الحيوانات في الحياة البرية، باستخدام نهج One Health، للكشف عن حالات فيروس نيباه أمر ضروري للإنذار المبكر لسلطات الصحة العامة البيطرية والبشرية بانتشار الفيروس.
ما هي طرق الوقاية من فيروس نيباه؟
وللوقاية من انتقال الفيروس من إنسان لآخر، يجب تجنب الاتصال الجسدي المباشر مع الأشخاص المصابين بالفيروس، كما يجب غسل اليدين بانتظام بعد رعاية المرضى أو زيارتهم.
واستنادًا إلى الخبرة المكتسبة أثناء تفشي مرض نيباه في مزارع الخنازير في عام 1999، قد يكون التنظيف الروتيني والشامل والتطهير لمزارع الخنازير باستخدام المنظفات المناسبة فعالًا في منع انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان.
تحذيرات علماء من فيروس نيباه
ورغم أن فيروس نيباه لايزال انتشاره محدودا في العالم، إلا أن الأمر لم يخل من بعض التحذير من علماء، حيث تقول سوبابورن واشارابلوسادي، مديرة مركز العلوم الصحية للأمراض المعدية الناشئة التابع لجمعية الصليب الأحمر التايلاندي: إن هذا الفيروس مصدر قلق كبير لأنه ليس له علاج، ومعدل الوفيات الناجم عن الإصابة به مرتفع، إذ يتراوح معدل وفيات فيروس نيباه بين 40 في المئة و75 في المئة، بحسب المكان الذي يتفشى فيه.
الصين تنفي رسميا: لسنا بؤرة نيباه
لم يشر مقال صحيفة الجارديان بتاتا أن مصدر الفيروس الأساسي هو الصين، بل أن بعض التقارير تشير إلى أن فيروس نيباه قد تفشى في الماضي في الهند وبنغلادش وأن الأخيرة سجلت 11 حالة تفشي لفيروس نيباه من عام 2001 إلى 2011، أسفرت عن إصابة 196 شخصا، مات منهم 150 مصابا.
وتعد آسيا بؤرة للكثير من الأمراض المعدية الناشئة المكتشفة مؤخرا لأسباب عديدة، منها أن المناطق الاستوائية التي تتميز بثرائها بالتنوع الحيوي، تغص بمسببات الأمراض التي تهيء الفرص لظهور فيروسات جديدة. وأسهمت الزيادة السكانية وتزايد فرص الاحتكاك بين البشر والحيوانات البرية في هذه المناطق في زيادة مخاطر انتقال العدوى.
وكانت قد نفت سفارة الصين في العاصمة المصرية القاهرة أن يكون فيروس نيباه المميت وسريع الانتشار فيروسا صينيا مثلما تروج له عن قصد أو بدونه بعض وسائل الإعلام.
وقالت في بيان حول هذا الأمر: ربط هذا الفيروس بالصين أمر غير صحيح لأن الفيروس موجود في جنوب آسيا وليس الصين تحديدا، مؤكدة عدم وجود أي دليل علمي يسند هذه الادعاءات.
في النهاية دعا مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التخلص من الخفافيش وإبادتها منعا لأي خطر مستقبلي من انتشار أمراض وفيروسات جديدة.