في يوم الأسرة العربية: كيف تعززين قيم الأسرة في أطفالك
في السابع من ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم العربي بيوم الأسرة العربية؛ إيمانًا منه بأهمية الأسرة كوحدة بناء المجتمع. ولبناء أسرة سليمة نحن بحاجة إلى غرس مجموعة من القيم في كل أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال. لذا، جئنا اليوم عزيزتي لنخبرك كيف تعززين قيم الأسرة في أطفالك بسلاسة وتلقائية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
طرق تعزيز قيم الأسرة لدى الطفل
يتطلب تعزيز قيم الأسرة في أطفالك اتباع بعض الطرق والأساليب التي تجعل عملية زرع القيم عملية تلقائية وممتعة بالنسبة لكِ ولهم على حدٍّ سواء. وهو ما يُمكن تحقيقه من خلال الآتي:
- كوني قدوة لأطفالك: إنها الاستراتيجية الأولى والأهم لتعليم الأطفال أي قيمة. فالطفل يتعلم بالتقليد والمحاكاة أكثر من التلقين وفرض الأوامر. وأنتِ خير من يعزز قيم الأسرة في أطفالك من خلال فعل كل ما يؤكد إيمانك بهذه القيم وتفعيلك لها في حياتك.
- اكتبي هذه القيم وضعيها في مكان واضح: فبكتابة القيم ووضعها في مكان واضح أمام كل أفراد الأسرة، تقع أعين الأطفال عليها كثيرًا مما يزيد من ترسيخها في العقل الباطن لكلٍّ منهم.
- ناقشي الأحداث الجارية مع أطفالك: إذ يُمكنك الحديث مع الأطفال عن الأحداث المحيطة بالأسرة أو الأحداث العامة، ومناقشتهم حول آرائهم فيما يحدث، ومطالبتهم بالتفكير في كيفية تفاعلهم مع مثل هذه الموافق بما يتناسب مع القيم الأسرية التي تُحاولين تعزيزها لديهم.
- امدحي طفلك: فعندما تمدحين طفلك وتُثني عليه عندما تلاحظين إظهاره لإحدى القيم الأسرية، أنتِ تُعززين هذا السلوك لديه وتشجعينه على التمسك بهذه القيم.
- وضحي القيم الأسرية وأهميتها: على الرغم من فعالية كل الاستراتيجيات السابقة في تعزيز قيم الأسرة لدى أطفالك بشكل غير مباشر، يظل النقاش الواضح الذي تذكرين فيه القيم الأسرية ومدى أهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع أمام أطفالك أمرًا هامًّا ليُصبح الأطفال على دراية بالدافع الحقيقي وراء التمسك بهذه القيم. [1]
القيم الأسرية اللازم تعزيزها لدى الطفل
بعد أن تحدثنا عن كيفية تعزيز قيم الأسرة في الأطفال، سنتعرف سويًّا على أهم القيم الواجب ترسيخها في عقول الأطفال منذ نعومة أظافرهم، وهي كالتالي:
- الالتزام بالتعاليم الدينية: فمن أهم القيم الأسرية التي يجب توضيحها للصغار وحثهم على التمسك بها هي الإيمان بربهم والالتزام بقواعد دينهم وممارسة الفروض والشعائر الدينية.
- احترام الأكبر سنًّا: فهي إحدى القيم الأسرية الأصيلة التي تتمسك بها الأسر من مختلف الثقافات، حتى مع اختلاف المعنى الدقيق للاحترام من ثقافة لأخرى. فقد يتمثل هذا الاحترام في ود الأجداد وتلبية احتياجاتهم، وقد يعني الاستماع إلى قصص الأجداد، وقد يعني التحدث بأدب جم وعدم التمادي في النقاش مع الأكبر سنًّا، كما قد يعني في بعض الثقافات السماح للأكبر سنًّا باتخاذ القرارات المهمة نيابةً عمن يصغرونهم سنًّا.
- الانتماء الأسري: فهي قيمة عظيمة تهدف إلى وضع ترابط الأسرة وتماسكها في المقام الأول قبل العمل والدراسة، وذلك بالحرص على قضاء وقت مميز يجتمع فيه كل أفراد الأسرة، ومشاركة النجاحات والإخفاقات مع بعضهم البعض، وإلمام كلٍّ فرد في الأسرة بأحوال الآخرين وشؤونهم، مما يقي من التفكك الأسري وما له من عواقب وخيمة.
- الصدق والأمانة: فهما من القيم الأخلاقية الهامة التي يجب وضعها ضمن ميثاق القيم الأسرية دائمًا. فغرس قيمتي الصدق والأمانة في نفوس الأطفال يجعل منهم في المستقبل رجالاً شجعان لا يخافون في الحق لومةَ لائم. فضلاً عن أنهما تضفيان حالة من الوضوح والثقة في العلاقات بين أفراد الأسرة.
- العمل الجاد وتحمل المسؤولية: يجب أن تكون تربية أطفالك على أهمية العمل الجاد وتحمل المسؤولية أحد أهم أهدافك، لما سينعكس عليهم من إيجابيات من وراء هذه الصفات في حاضرهم وفي ستقبلهم.
- قيمة العطاء: فهي قيمة سامية، فيها يعالج المرء شح نفسه ويتعلم الإيثار وحب الخير للآخرين. ولا شكَّ أن غرسها في الأطفال منذ صغرهم يجعلها صفة أصيلة لديهم، مما يجلب لهم الخير الكثير حاضرًا ومستقبلاً. وهو ما يُمكن تدريبهم عليه من خلال مساعدة الآخرين ماديًّا أو معنويًّا، والمشاركة في الأعمال التطوعية، وإخراج الصدقات للمحتاجين.
- الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية: فهي من القيم الأسرية الهامة أيضًا التي يجب تعزيزها لدى الأطفال منذ صغرهم، ليدركوا أهمية صحتهم وأن عليهم عدم التهاون عند الشعور بأي مشكلة جسدية أو نفسية.
- حسن اختيار الأصدقاء: فالصداقة من أهم العلاقات التي تؤثر في حياة الشخص منذ طفولته حتى آخر عمره. لذا من المهم عزيزتي أن تغرسي في عقول أطفالك أهمية هذه العلاقة ومبادئها وتأثيراتها، وكيفية اختيار الشخص الأنسب ليكون بالنسبة لهم الصديق الحقيقي. [2]
أهمية تعزيز قيم الأسرة لدى الطفل
تؤثر القيم الأسرية بإيجابية في الأطفال وأسرهم على النحو التالي:
- تضبط ردود أفعال الطفل: تتحكم القيم الأسرية في ردود أفعال الطفل بشكل كبير، خاصةً تلك التي يتخذها بشكل متسرع أو في حالة عدم اليقين، فغالبًا ما تكون القيم هي بوصلته التي تعينه على التوجه إلى رد الفعل أو التصرف الأقرب إلى الصواب.
- توفر الوضوح وتقي من الارتباك: إذ قد يؤدي تضارب القيم بين أفراد الأسرة إلى ارتباك الأطفال وضعف قدرتهم على الحكم على المواقف التي يمرون بها. إلا أن وضع قيم ثابتة يلتزم بها الجميع يُساعد على وضوح الرؤية لدى الكبير والصغير وتفادي الارتباك.
- تساعد على بناء الشعور بالهوية: أثناء النمو، يُحاول الأطفال معرفة من هم ومن يريدون أن يكونوا في المستقبل. وهو أمر في غاية الصعوبة بالنسبة لهؤلاء الصغار، ما لم تُحدد لهم مجموعة من القيم الأسرية التي تساعدهم بشكل كبير في تحديد هويتهم.
- تُعزز التواصل بين أفراد الأسرة: إذ تُساعد القيم الثابتة والموحدة على التواصل الفعال بين أفراد الأسرة الذين يجتمعون على تعريف واحد للصواب والخطأ. [3]
مواضيع ذات صلة
شاهدي أيضاً: أهمية الحوار بين أفراد الأسرة
شاهدي أيضاً: كل ما تود معرفته عن يوم الأسرة العربية