في ذكرى ميلاده الـ 138 جبران خليل جبران شاعر وروائي لم يرحل
تحل اليوم الذكرى الـ 138 لميلاد الشاعر اللبناني جبران خليل جبران، أحد أهم وأبرز الشعراء العرب والذي وُلد في بلدة عشري، بجبل لبنان، حيث الطبيعة الخلابة والمناظر الرائعة التي أثرت عليه وساهمت في موهبته الفنية في الشعر والتأليف، جبران خليل جبران ولد في لبنان يوم 6 يناير 1883، قبل أن يهاجر مع أسرته إلى أمريكا كتب العشرات من المؤلفات والقصائد باللغة العربية والإنجليزية، وكان الأشهر منها رواية "الأجنحة المتكسرة"، وكتاب "النبي"، فهو الشاعر الذي ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات حول العالم، ورحل في سن الـ 48 عامًا في 10 أبريل عام 1931 ومات بسبب السل والكبد .
فقر وسجن والده والهجرة إلى أمريكا
عاش "جبران" ظروف صعبة في حياته حيث كان الفقر يضيق عليهم الحياة حيث كانت سمعة أبيه غير الطيبة تصعب عليه أيامه هو وأسرته المكونة من أختين وأخ وأم مغلوبة على أمرها تزوجت ثلاث مرات لظروف المعيشة السيئة ، حيث سجن والده فقررت والدته الرحيل به وإخوته إلى بلاد المهجر وأرض الأحلام "أمريكا "حيث هناك يتم تعليمه وإدخاله المدرسة بعدما منعه فقرة في السابق من التعلم.
وأقبل جبران على دراسة علوم الأدب وعلم اللاهوت والفلسفة ويتعلم الرسم أيضًا ويبرع به، ثم عاد مع أسرته للبنان ، ولكن المفاجأة موت معظم أفرادها بداء السل، وهو نفس المرض الذي توفي بسببه، جبران خليل جبران لم يكن شاعرًا فقط، حيث كان رسام وروائيا أيضًا، فمنذ بدء كتابة الأشعار انتمى إلى مدرسة المهجر الشعرية، وهنا تعلم مبادئ القراءة والكتابة على يد الطبيب الشاعر سليم الضاهر، وهو ما فتح أمامه مجالًا للتعرف على التاريخ والآداب والعلوم.
من أهم مقولات جبران التي لا تنسى
وترك "جبران" العشرات من الأبيات الشعرية والقصائد والروايات المختلفة، للعالم حيث كان من اهم الشعراء.
- بين منطوق لم يُقصد ومقصود لم يُنطق به، تضيع الكثير من المحبة.
- أنا مسيحي ولي فخر بذلك، ولكنني أهوى النبي العربي وأُكبر اسمه، وأحب مجد الإسلام وأخشى زواله.
- أنا شرقي، وللشرق مدينة قديمة العهد، ذات هيبة سحرية ونكهة طيبة عطرية.
- أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام، ولي رجاء برجوع مجد الإسلام.
- لا أحب العلة، ولكنني أحب الجسد المعتل، أنا أكره الشلل ولكنني أحب الأعضاء المصابة به.
- أنت أعمى، وأنا أصم أبكم، إذن ضع يدك بيدي فيدرك أحدنا الآخر.
- بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق، فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصم، ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى.
- العقل إسفنجة، والقلب جدول، فليس بالغريب أن أكثر الناس يؤثرون الامتصاص على الإطلاق.
- الحقيقي فينا صامت، ولكن الإكتسابي ثرثار.
- ليست حقيقةُ الإنسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا أردت أن تعرفه، فلا تصغِ إلى ما يقوله بل إلى ما لا يقوله.
- يغمسون اقلامهم في دماء قلوبنا ثم يدعون الوحي والإلهام.
- إذا كنت لاترى إلاما يظهرهُ النور، ولا تسمع إلا ما تعلنهُ الأصوات بالحقيقة، فأنت لا ترى ولا تسمع.
أشهر كتب جبران " النبي "
في عام 1923 أصدر كتاب " النبي" ، حيث كتبه بالإنجليزية وترجم إلى أكثر من خمسين لغة، ما يزال ملايين القراء يتداولون الكتاب حول العالم.
وكتاب "النبي "، هو كتاب اجتماعي، وتأملي فلسفي، يتميز هذا الكتاب بسلاسة الأسلوب وبساطة التناول وثراء الصور المتضمنة للجمل المكثفة، ويحوي الكتاب على آراء جبران في الحب والدين والحرية والرحمة والعقاب والأخلاق والحياة والموت .
كان جبران شديد التعلق ببلاده لبنان، حيث رغب في استكمال دراسته في وطنه بـ اللغة العربية التي وساعدته والدته في العودة إلى لبنان، ليلتحق بمدرسة الحكمة" التي درس بها آداب اللغة العربية.
حيث قال الخوري يوسف الحداد؛ وهو أستاذ البيان لجبران، أن جبران جاءه ذات مرة يشكو إليه وضعه في الصف الابتدائي، بالرغم من إتقانه للغة الإنجليزية وتميزه في الرسم، حتى قال له معلمه "السلم لا بد أن يرقى درجة درجة"، ليفاجئها جبران بقوله "ولكن هل يجهل الأستاذ أن الطائر لا ينتظر السلم في طيرانه".