في اليوم العالمي لحرية الصحافة: حرب غزة بعدسة 3 بطلات عربيات
-
1 / 16
كتبت: ولاء مطاوع
يحتفل العالم في الثالث من أيار/ مايو كل عام، باليوم العالمي لحرية الصحافة، اعتزازاً بالصحافة الحرة والنزيهة التي تشكل حجر الزاوية في المجتمعات، تلك الصحافة التي توفر معلومات قد تكون منقذة لحياة الكثيرين في أوقات الحروب والأزمات، أو معلومات توثق وقائع وأحداثاً تضمن فيما بعد المساءلة حولها وتساهم في الحفاظ على حقوق الإنسان.
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نحتفل معكم باستعراض 3 أوجه من قلب غزة الجريحة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، تلك الحرب التي لا تزال مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر ولا يزال عداد الجرحى والضحايا في ارتفاع مستمر، وبعيون 3 بطلات عربيات استطعن توثيق الأحداث ونقل الصورة في الأزمة بطريقة تضمن وصول الحقيقة للعالم، وربما تشكل أيضاً دافعاً قوياً لعديد من الأصوات الحرة في التحرك والمطالبة بوقف الحرب على غزة.
بلستيا العقاد: عيون تحمل الأمل والألم
بلستيا حسام العقاد، هي صحفية وصانعة محتوى فلسطينية شابة، لا يتجاوز عمرها الـ23 عاماً، وهي حاصلة على بكالوريوس الفنون من جامعة شرق البحر المتوسط بقبرص، عرفها العالم بشكل أكبر مع بدايات الحرب على غزة، والتي كانت طرفاً مهماً في توثيق أحداثها من الميدان قبل اضطرارها للسفر حفاظاً على حياتها هي وأسرتها.
تقول بلستيا العقاد: "عندما تقف إلى جانب الحق في التاريخ، سيلقون القبض عليك ويهاجمونك"، بتلك الكلمات وصفت الفلسطينية البطلة الشابة ما يحدث من مواجهات عنيفة للحركات الطلابية الاحتجاجية حول العالم، والمكافحة المحمومة لكل الأصوات التي تنادي بوقف الحرب فوراً على غزة.
بلستيا كانت طرفاً في نقل وتوثيق الأحداث الدامية التي وقعت على الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر الماضي، وبعدستها الخاصة وميكروفونها وهاتفها، كوّنت جيشاً إعلامياً حقيقياً ساهم إلى جانب إتقانها الكبير للغة الإنجليزية، في نقل الصورة الحقيقية عمّا يجري إبان الحرب، وعلى الرغم من انقطاع الكهرباء والماء وتعطيل دخول المواد الغذائية، وكم المعاناة التي عاشها ولا يزال يعيشها الشعب الفلسطيني، كانت بلستيا تنظر بعين العزة والأمل وتنقل أيضاً جانباً إنسانياً قد يغفله البعض.
رحلة نزوح العصافير
في مقطع فيديو شاركته عبر حسابها على إنستغرام، نقلت بلستيا العقاد مشهداً إنسانياً لمواطنة فلسطينية أُجبرت على النزوح من منزلها وترك كل شيء وراءها، وفي رحلة نزوحها المريرة لم تنسَ السيدة الفلسطينية المُلهمة عصافيرها التي نزحت معها في أقفاصها.
تقول إنها "نسيت العصافير لدقائق ومضت في طريقها، قبل أن تعود مرة أخرى مسرعة لإنقاذهم" وأوضحت "بمنتصف الطريق افتكرت العصافير رجعت جبتهم وإجيت، جبتهم لأني خايفة عليهم".
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
الحياة ما قبل الحرب
في إصرار عجيب على ولادة الأمل وسط المأساة، كما لم تكف بلستيا العقاد يوماً عن نقل معاناة شعبها المطحون تحت وطأة الحرب والرصاص، واصلت نشر البهجة بطريقة درامية وسط هذه الأحداث، ونقلت صانعة المحتوى الفلسطينية صوراً ملونة لشكل الحياة في غزة قبل الحرب مؤكدة أنها نشرت هذا الفيديو " للتذكير إنه الفلسطينية مش شعب متعود عالبهدلة ولا دوره بالحياة إنه ينقتل أو يصير أشلاء.".
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
بيسان عودة: الحكواتية وسط النار
صانعة المحتوى الفلسطينية بيسان عودة، من مواليد فبراير 1997، حصلت على شهادة بكالوريوس إدارة الأعمال باللغة الإنجليزية، تلقب بـ"الحكواتية"، ولا تزال تنقل الصورة الكاملة للأحداث في غزة، من بين خيام النازحين ووسط نيران القصف، لتخبر العالم بما يعانيه شعبها.
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
بطريقة واعية مستعينة بموهبتها في الحكي، تواصل بيسان سرد قصص الشعب الفلسطيني وضرب الأمثال بغزة الجريحة التي تعتبرها رمزاً للمقاومة، وتطرح تساؤلاً عميقاً من قلب الأحداث "ماذا لو انتهت غزة هل ينتهي العالم فعلاً"؟
This browser does not support the video element.
بيسان عودة لا تقم فقط بنقل رؤيتها وحكاويها المؤلمة والممتعة من بين خيام النازحين، ولكنها تبدو كغرفة عمليات أخبار متنقلة بمفردها عندما تقف وتوثق لقاءاتها مع أطفال، نساء، مراهقين، شباب وشيوخ من غزة، تنقل آلامهم وتعكس للعالم صورة ذكية من خلال أسئلتها التي تطرحها وتترك الشخص ليعبر عن نفسه، وكان لقاؤها مع أحد الأطفال الذين فقدوا أطرافهم جرّاء الحرب، برهاناً على الذكاء الإنساني الذي تتمتع به.
التقت الحكاءة الفلسطينية بالطفل إلياس الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات، بمخيم كبير نزح فيه قطاع عريض من المواطنين، وعلى الرغم من فقر الإمكانيات لنقل الصورة، يبدو أن بيسان استطاعت صناعة ستوديو للضيف الصغير الذي فقد قدمه، وأجرت معه حواراً موجعاً تحدث فيه عن بتر قدمه إثر القصف، وقال الصغير البريء "رجلي خلاص ما بتوجعنيش، انكسرت".
شاهدوا الفيديو
This browser does not support the video element.
رحمة زين
رحمة زين واحدة من بطلات التي ظهرن خلال الحرب على غزة، على الرغم من عدم دخولها القطاع بشكل فعلي، إلا أنها أثّرت في نشر القضية الفلسطينية وتحويل مسار الأحداث منذ أكتوبر الماضي بطريقة واضحة للغاية، وبدأت القصة المعروفة بتواجد الصحفية والناشطة المصرية برفقة الوفد المنتظر على حدود معبر رفح للمشاركة في إدخال الإمدادات للقطاع.
باستكشاف المكان، وقعت عينا رحمة زين على مراسلة محطة CNN كلاريسا وارد، التي كانت تنقل عبر محطتها الإخبارية صورة مغلوطة عمّا يجري من أحداث، وعلى الرغم من كونها خارج القطاع أصلاً، ادعت كذباً بالاستعانة بفريق عملها المزود بأعلى الإمكانيات، أنها تتعرض للقصف على يد المقاومة الفلسطينية.
لم تقف رحمة زين صامتة أمام عدوان كلاريسا وارد، بل وقفت وواجهتها أمام العالم بفعلتها الشنيعة، مؤكدة تدعي كذباً أن المقاومة تضرب بعشوائية وتصيب أهدافاً مدنية وقالت بحدة في فيديو انتشر عبر مئات الآلاف من صفحات السوشيال ميديا: "أوقفوا التغطية الكاذبة، يدك ملطخة بالدماء، رأيناك بينما تقومين بالتمثيل".
This browser does not support the video element.
رحمة زين تواصل نقل صورة الحرب والدمار وسقوط الأشلاء والضحايا في غزة الجريحة، كما سخرت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر كل ما يمكن أن يفيد في التوعية بما يحدث في حقيقة الأمر للشعب الفلسطيني، ولا تكتفي بالتواجد عبر هذه المنصات فحسب، ولكنها تنزل إلى الميادين والمحافل المختلفة، لإعلاء كلمة "لا" ضد ما يجري منذ سنوات للشعب الفلسطيني مع سكون عالمي تام، وها هي الموازين تنقلب اليوم ليقف العالم كله إلى جانب القضية الفلسطينية، مع ظهور حراك طلابي عالمي في الجامعات المختلفة ومظاهرات في كافة الأنحاء تؤيد تلك الاحتجاجات.
تحية للغائبة الحاضرة
لا يمكننا ذكر الدور القوي الذي تلعبه الصحفيات والناشطات العربيات في نقل المشهد الفلسطيني، دون المرور على ذكر الشقيقة الكبرى.
الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة التي سقطت ضحية رصاصة إسرائيلية في 11 مايو/ أيار 2022، أثناء تغطيتها لاقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين، تحية لمن دفعت روحها ثمناً لتأدية واجبها فعاشت في قلوب محبيها للأبد.