فوائد الخرّوب للصحة
استطاع جلجامش ملك الأورك أن يحمي شجرة الخرّوب، ويعيدَ إليها الحياة بعد أن اقتلعتها الريح، بحث جلجامش الذي تعود ملحمته إلى آلاف السنين عن الخلود ولم يجده.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكن شجرة الخرّوب التي وصلت جذورها إلى أقدم ملحمة أدبية؛ بثمارها البنية التي تشبه شكل القرون.. بمذاقها الحلو وفوائدها المتنوعة، عاشت وأصبحت شجرة الخرّوب حقيقةً وليس مجرد ملحمة، سنكتشف فوائدها وتفاصيلها في هذا المقال.
فوائد الخروب للقلب
يعمل العفص الموجود في الخروب كمضادّ للأكسدةٍ ومضادّ للالتهابات، كما أنه يعزّز امتصاص الجلوكوز (يسمّى سكّر العنب ويستخدم كبديل للسكّر العادي) في الجسم.
حيث أظهرت دراسةٌ أجرتها الكلية الرئيسية لعلوم التغذية في أودابور راجستان بالهند عام 2012، أن العفص يعمل كمضاد للالتهابات، ويعزز امتصاص الجلوكوز ما يمنع تشكّل الشّحوم في الجسم ويحميه من أمراض القلب. [1]
فوائد الخروب في تخفيض الكوليسترول
يخفض الخرّوب نسبة الكولسترول بالدم؛ لاحتواء لبّه على ألياف غير قابلة للذوبان، تساعد في تخفيض نسبة الكوليسترول، بحسب دراسة معهد علوم التغذية في بوتسدام آرثر بألمانيا نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية في عددها الخامس لعام 2003.
حيث أجريت على ثمانيةٍ وخمسين شخصاً يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم تجربة قسموا من خلالها بالتساوي إلى مجموعتين؛ تناولت المجموعة الأولى لب الخروب الذي يحتوي على الألياف، وتناولت المجموعة الثانية الأدوية الصناعية.
وبعد ستة أسابيع أظهرت النتائج انخفاض نسبة الكوليسترول بالدم لدى المجموعة الأولى بنسبة 7.9%، بينما انخفضت نسبة الكوليسترول لدى المجموعة الثانية بنسبة 0.058%.
كما انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية في الدم بنسبة 4.3% لدى من تناول ألياف الخرّوب، فكانت النتيجة النهائية للدراسة أن الاستهلاك اليومي من المنتجات الغذائية التي تحتوي على ألياف الخرّوب، يُظهر آثاراً مفيدة بخفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم، كما يكون فعالاً في الوقاية والعلاج من ارتفاع الكولسترول. [2]
طحين الخرّوب يعالج الإسهال الحاد لدى الأطفال
يستخدم طحين الخروب في علاج الإسهال لدى الأطفال، حسب دراسة أجريت على ستمائة طفلٍ من المصابين بالإسهال الحاد.
أجراها مشفى فرينسو العام في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية معتمداً على عدة دراسات أظهرت كما يوضح ملخصها أن الثلاثمائة طفل الذين تمت معالجتهم باستخدام طحين الخرّوب تم شفاؤهم بشكل أسرع من الأطفال الباقين، الذين عولجوا بدون استخدام طحين الخروب.
كما يُصنع من الخرّوب شراباً يسمى عصير الخروب أو دبس الخروب، ذو مذاقٍ حلوٍ، يساعد أيضاً في علاج الإسهال لدى الأطفال.
وفي ليبيا يضيف الناس دبس الخرّوب إلى نوع من مأكولاتهم يُدعى العصيدة (عبارة عن طحين الذرة مسلوق في الماء حيث تستمر بتحريكه بواسطة ملعقة خشبية حتى يستوي عجين العصيدة). [1]
تقليل لزوجة الدم
يحتوي الخرّوب على الديكسترين (يتفرع عن الغلوكان الذي يتكون بالأساس من جزيئات الغلوكوز، أو سكر العنب كما يسمى) والفركتوز (أحادي السّكاريد، أو سكر الفواكه) ما يجعل له فائدة غذائية جيدة.
وأظهرت دراسة أنه يمكن الحصول من الخروب على الديكسترين الذي يعمل على تقليل لزوجة الدم، كما أنه يمكن الحصول على الفركتوز ما يجعل استخدم الخروب في صناعة الأغذية مثل الشوكولاتة أفضل؛ لأنه أقل تأثيراً من السكروز (السكر المعقد)، كما بينت الدراسة أنه يمكن استخدام الخروب كمادة خام جيدة للتخمير مع الحليب لصنع الجبن والروب أيضاً.
أهم استخدامات الخروب
تتعدد استخدامات ثمار الخرّوب سواء في الصناعات الغذائية أو الدوائّية أو في صناعة أعلاف الحيوانات، إضافة إلى استخدامات أخرى، أهمها:
- يستخدم مسحوق الخروب في صناعة الشوكولاتة؛ لتمتعه بمذاقٍ حلو، إذ يمكن استخدامه كبديل للكاكاو الذي يشكل عنصراً أساسياً في صناعة الشوكولا، لعل الفائدة الأساسية من الخروب كبديل للشوكولاتة هي أنه على عكس الكاكاو لا يحتوي على الكافيين أو الثيوبرومين كل من هذه المواد الكيميائية ينتمي إلى عائلة من المواد المنشطة تسمى الميثيل. فبينما يعمل الكافيين في المقام الأول على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، يُحفز الثيوبرومين أنظمة القلب والأوعية الدموية والرئة.
- تُستخدم رقاقات الخرّوب، وعصيره في صناعة الكعك.
- تُصنع منه علكة تسمى علكة الجراد (أي قرن الخروب) (LBG)، تستخدم في صناعة المواد الغذائية، وهو استخدام اقتصادي مهم جداً، يتم إنتاجه من قلب بذرة الخروب (تسمى سويداء الخرّوب)، والتي تمثل 42-46٪ من حجم البذرة.
- يستخدم LBG كعامل سماكة واستقرار، أو كبديل عن الغلوتين (مركب بروتيني) في المنتجات منخفضة السعرات الحرارية.
- يستخرج من قرون الخروب شرابٌ يستخدم في معالجة السعال، والتهاب الحلق، كما يستخدم شراب الخروب كمادة للتحلية الطبيعية، حيث يمكن وضعها على الشوكولا وعصير البرتقال.
- تطحن قرون الخرّوب، وتستخدم كعلف للحيوانات.
- يستخدم صمغ الخروب كعنصر أساسي في مستحضرات التجميل، فقد يستخدم كعامل استقرار للسوائل كما العطور، أو يستخدم كمحسن ملمس في مستحضرات أخرى كالكريمات.
- يعتبر شراب عصير الخروب من أشهى المشروبات في شهر رمضان، تعرفوا على طريقة إعداد شراب الخروب.
الخرّوب، أصل التسمية وأهم السِّمات
- كلمة خرّوب أو (carob) بالإنجليزية، (Caroube) بالفرنسية، أُخذت من كلمة خروب باللغة العربية وتعني (قرن من بازلاء الجراد)، والتي أخذت من كلمة (Kharubu) بالأكادية.
- وكلمة (Kharubha) بالآرامية، الاسم العلمي للشجرة مستمد من الكلمة اليونانية (κεράτιον أوKerátiοn)، وتعني ثمرة الخرّوب.
- يُطلق عليه في بعض الدول العربية "الخرنوب"
- تمتاز شجرة الخرّوب بخضرتها الدائمة، تنتمي إلى عائلة البازلاء فهي من فصيلة البقوليات، يصل طولها إلى خمسة عشر متراً، تتميز بجذعها السميك وفروعها القوية.
- تأخذ أوراق شجرة الخرّوب شكلاً ريشيّاً، وقد تكون أو لا تكون منشورة الأطراف. تزهر أشجار الخرّوب في فصل الخريف، بعد ذلك تحدث عملية إلقاح بين الأشجار الذكريّة والأشجار الأنثويّة.
- تتم عن طريقة الحشرات، أو الريح التي تحمل غبار الطلع من الأشجار الذكرية إلى الأنثوية فتتم عملية الإلقاح، بعض أشجار الخروب ثنائية الجنس فتتم عملية الإلقاح ذاتياً.
- تحتاج ثمار الخروب عاماً كاملاً حتى تنضج، فتأخذ شكلاً انحنائياً أشبه بالقرن، وتكون خضراء في بداية نموّها، وعندما تنضج تصبح بنيّة اللون، كما تحتوي الثمار على بذور بنية اللون، وللب الخروب مذاقٌ حلوٌ.
تاريخ شجرة الخرّوب ومناطق زراعتها واستخدامها قديماً
شجرة الخرّوب من النباتات المتوسطيّة تنمو جيداً في المناطق المعتدلة وشبه الاستوائية الدافئة، كما تعيش في المناطق الساحلية الحارة والرطبة. إن شجرة الخرّوب تستطيع مقاومة فتراتٍ طويلةٍ من الجفاف، حيث تبقى على قيد الحياة، لكن لتنمو الثمار تحتاج لكمية أمطار تتراوح بين 500 و 550مم سنوياً، وهو ما يتوفر لها في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، سواء من حيث كمية الأمطار، أو من حيث المناخ المتوسطي المعتدل؛ لذلك كانت دول منطقة البحر الأبيض المتوسط أوّل من زرع شجرة الخرّوب قبل ما يقارب أربعة آلاف عامٍ.
ثم أخذها الإغريق آنذاك من مناطق زراعتها الأصلية في الشرق الأوسط، فانتشرت في اليونان، ومنها وصلت إلى إيطاليا، كما نشر العرب زراعة الخرّوب على الساحل الشمالي لأفريقيا، ثم وصلت زراعتها إلى إسبانيا ومنها إلى البرتغال، في الآونة الأخيرة انتشرت زراعة الخروب في المناطق الحارة وشبه القاحلة، كما في أستراليا وكاليفورنيا وأريزونا، كذلك في تشيلي والمكسيك وجنوب أفريقيا.
استخدم القدماء ثمار الخروب في نواحٍ متعددة، فالحضارات العربية القديمة استخدمت بذور الخروب لقياس وزن الأحجار الكريمة لأنها ذات حجم ثابت، وكان الناس في مصر القديمة يأكلون الخرّوب، ويستخدمونه للتحلية وكانت في الهيروغليفية تكتب (Nedjem) أي حلوة. أما في العصر الروماني، كانت عملة الذهب الخالص المعروفة باسم سوليدوس تزن 24 قيراطاً من بذور الخرّوب (أي حوالي 4.5 غرام)؛ نتيجةً لذلك أصبح القيراط مقياساً لنقاء الذهب أيضاً، أما في القرن التاسع عشر كانت قرون الخروب تُباع للمغنّين؛ لأن مضغها يساعد في الحفاظ على الحبال الصوتية وتهدئتها، كذلك تطّهر الحلق.
تجفيف ثمار الخروب
بعد أن تنضج ثمار الخرّوب، تأتي مرحلة القطاف، التي تتم باستخدام عصا طويلة لضرب الفاكهة من الأسفل حتى تسقط على بسطٍ كبيرة تمد تحت الأشجار، فتجمع الثمار بعدها.
إن مرحلة القطاف حسّاسةٌ جدّاً، لأن ضرب الثمار قد يلحق الضرر بالأغصان التي تحمل الزهور ما يؤذي موسم العام التالي، تفادياً لذلك يتم القطاف بطريقتين إما بانتظار الثمار حتى تنضج تماماً فيصبح سقوطها عن الأغصان أكثر سهولة بمجرد ملامستها بالعصا.
والطريقة الثانية إسقاط الثمار آليّاً عن طريق الهز؛ بعد القطاف تجفّف قرون الخرّوب حيث تحتوي على نسبة رطوبة تصل إلى 20%، فكي لا تتعفن تُجفّف حتى تصل نسبة الرطوبة إلى 8% ، بعد ذلك تصبح قرون الخرّوب جاهزة للاستخدام.
يمكن أن يشكل الخروب مصدراً طبيعياً للتحلية ما يجعل عشاق الشوكولاتة يقولون: وداعاً لمخاوف السمنة، والأضرار التي قد يسببها الكافيين والثيوبرومين الموجود في شوكولاتة الكاكاو.