فوائد الجزر
في القرن السابع عشر، بدأت حكاية الجزر البرتقالي كرمزٍ لن يُمحَ من ذاكرة الهولنديين، حيث كانوا أول من ينتج الجزر البرتقالي للعالم معتبرين أنه رمزٌ للنضال والاستقلال فجعلوا من لونه لوناً لعلم هولندا آنذاك، وكما يشكل الجزر رمزاً مترسخاً في ذاكرة الهولنديين فإنه لن يمحَ من ذاكرة المصابين بضغط الدم أو نقص اليود بالجسم، لأنه يُشكل كبسولةً دوائيةً بطعمٍ حلوٍ تعتبر مخزناً طبيعياً للعديد من الفيتامينات ومضاداً جيداً للأكسدة، في هذا المقال، سنتحدث عن أهم فوائد الجزر واستخداماته الغذائية وأشهر أنواعه وتاريخ زراعته.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
فوائد الجزر الصحية
الجزر للوقاية من بعض الأمراض المزمنة
يشكل البوليفينول (مضاد أكسدة) عنصراً أساسياً من العناصر الصحية في النظام الغذائي للإنسان، لأنه يعمل كمضاد أكسدة في الجسم ويحميه من عدة أمراض.
يحتوي الجزر في تركيبته على البوليفينول، وذلك بحسب ما أظهرته دراسةٌ أجراها قسم الكيمياء الحيوية والكيمياء في جامعة ساوباولو بالبرازيل بالتعاون مع قسم الطب الحيوي المقارن وعلوم التغذية في جامعة بادوفا بإيطاليا.
وبينت الدراسة التي أجريت على مجموعة خضار مثل القرنبيط، الخس، الشاي الأخضر بالإضافة للجزر احتواؤها جميعاً على البوليفينول، الذي يسهم في الوقاية من أمراضٍ مزمنةٍ مثل: مرض السرطان وداء السكري بالإضافة إلى مرض القلب بحسب ما أكدت الدراسة. [1]
الجزر يعمل كمضاد أكسدة لاحتوائه الكاروتين
يحتوي الجزر على مادة الكاروتين (المادة التي تمنح الجزر لونه البرتقالي وتعمل كمضاد للأكسدة) ما يجعل الجزر يعمل كمضاد أكسدةٍ، حيث أجرى قسم البحوث والبستنة في جامعة ويسكونسن في ماديسون دراسةً بيّن فيها احتواء الجزر على الكاروتينات التي تعمل كمضاد تأكسد.
وبعد تجربة عدة أنواع من الجزر (البرتقالي والأرجواني والأحمر والأبيض) توصلت الدراسة إلى أن جميع أنواع الجزر باستثناء الجزر الأبيض يساعد تناولها على منع الأكسدة في الجسم.
وفي دراسةٍ أخرى أجراها قسم الأغذية الدولية في جامعة ناتشنانغ في الصين ونشر ملخصها في مجلة الأبحاث البيولوجية عام 2016 أظهرت أن السيلينيوم (عنصر كيميائي يعمل كمضاد أكسدة) مع فيتامين (هـ) الموجود في الجزر يعملان كمضاد أكسدة في الكبد والكلى والدم. [1]
عصير الجزر يعالج ضغط الدم
كثيرٌ من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بضغط الدم، منها الخلل في وظائف الكلى وتراكم كميات كبيرة من السوائل، هنا يبرز دور الجزر في التخلص من هذه السوائل كونه مدرٌاً جيداً للبول ما يساعد في الحماية من خطر الإصابة بضغط الدم
لأنه يخلّص الكلى من السوائل الزائدة كما يقلل من امتصاص الصوديوم من ملح الطعام الذي قد يؤدي فرطه إلى حدوث ضغط الدم، كما أن ارتفاع ضغط الدم مرتبط بحدوث خللٍ في وظائف الكلى.
أجرى قسم المرأة بكلية الصيدلة في كراتشي في باكستان عام 2016 دراسةً حول فوائد الجزر للتخفيف من ضغط الدم، حيث أجريت التجارب على فئران قُدم لها عصير الجزر يومياً، وأظهرت النتائج أن عصير الجزر أدى إلى إدرار البول لدى الفئران أي أن الجزر يعمل كمدر للبول، بالتالي يساعد في الحماية من ضغط الدم بعد فحص الفئران. [1]
الجزر يمنع نقص اليود في الجسم
يعتبر اليود من العناصر المهمة لإنتاج الهرمونات في الغدة الدرقية، حيث يحتاج الأطفال نسبةً من اليود يومياً تصل إلى 90 ميكروغرام ويحتاج المراهقون إلى 150 ميكروغرام، كما أن نقص اليود يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية.
أجرت دائرة للتغذية والإنسان في جامعة التكنولوجيا في بولندا دراسةً نشرت عام 2016 لمعرفة ما إذا كان الجزر يشكل بديلاً جيداً لليود في الغذاء اليومي للإنسان.
حيث اعتمدت الدراسة على تجربة أجريت على الفئران بإطعامهم الجزر غير المقشر، وبعد فحص فضلات الفئران تبين ارتفاع نسبة اليود فيها، فخلصت الدراسة إلى أن الجزر يمكن أن يشكل مصدراً جيداً لليود في غذاء الإنسان. [1]
عناصر الجزر الغذائية
يمتلك الجزر الكثير والكثير من العناصر الغذائية المهمة والضرورية لقيام الجسم بوظائفه الحيوية، ومن دون هذه العناصر لن يقدم لنا أي من تلك الفوائد التي تعرفنا عليها للتو، في الجدول الآتي أهم العناصر الغذائية الموجودة في الجزر. [2]
المادة الغذائية |
كميتها في 100 غرام من الجزر |
السعرات الحرارية |
41 سعرة حرارية |
9.6 غرام |
|
الدسم |
0.2 غرام |
البروتين |
0.9 غرام |
فيتامين أ |
16705 وحدات دولية |
فيتامين ج |
5.9 ميلليغرام |
فيتامين هـ |
0.7 ميلليغرام |
فيتامين ك |
13.2 ميكروغرام |
فيتامين ب6 |
0.1 ميلليغرام |
الكالسيوم |
33 ميلليغرام |
الحديد |
0.3 ميلليغرام |
المغنيسيوم |
12 ميلليغرام |
الفوسفور |
35 ميلليغرام |
البوتاسيوم |
320 ميلليغرام |
الصوديوم |
69 ميلليغرام |
الزنك |
0.2 ميلليغرام |
المنغنيز |
0.1 ميلليغرام |
السيلينيوم |
0.1 ميكروغرام |
الفلوريد |
3.2 ميكروغرام |
الماء |
88.3 غرام |
أسماء الجزر الغريبة
ليس من الغريب أن تملك واحدة من أنواع الخضار أو الفاكهة أسماء مختلفة حسب لهجة كل منطقة فاللهجات العربية كثيرة ومتنوعة.
لكن الغريب هو الأسماء التي لن تتوقعها للجزر فعلى الرغم من أن اسم "الجزر" متعارف عليه في معظم بلدان الوطن العربي إلا أنه يملك أسماءً غريبة حقاً، فهو يدعى في ليبيا بـ"السنفاري"، وفي بلاد المغرب العربي "الخزو"، فهل سمعت من قبل بهذه الأسماء اللطيفة للجزر؟ [1]
تاريخ زراعة الجزر وتسميته
زرع الجزر بداية في آسيا الوسطى، ثم أُدخلت زراعته إلى جميع أنحاء أوروبا من إسبانيا، حيث كان المغاربة هم من نقل زراعة الجزر إلى إسبانيا في القرن الثامن الميلادي.
وزُرع الجزر في الصين بدءاً من القرن الرابع عشر وفي اليابان بدءاً من القرن الثامن عشر، أما في هولندا فقد زُرع الجزر البرتقالي في القرن السابع عشر فكان الهولنديون أول من أنتج الجزر البرتقالي للعالم واعتبروه كرمزٍ للنضال فجعلوا لون علمهم آنذاك كلون الجزر.
أطلق على الجزر اسم (Carrots) بالإنجليزية من عام 1530، حيث أخذت التسمية من اللغة الفرنسية في العصور الوسطى إذ كان يطلق عليه اسم (Carotte) والكلمة مأخوذة بالأصل من اللغة اللاتينية إذ كان يطلق على الجزر اسم (carōta).
كما أطلق على الجزر بالإنجليزية القديمة اسم (Muro) أو (More) وهي مأخوذة من كلمة (Mork) وتعني "الجذور الصالحة للأكل". [3]
أشهر أنواع الجزر
- جزر "نانت" (Nantes): يتكيف مع مختلف ظروف الطبيعة، حيث يمكن أن يعطي ناتجاً جيداً. ينمو جزر "نانت" في التربة الرملية، يتميز بنكهته الحلوة لاحتوائه على نسبةٍ عاليةٍ من السكريات، كما أن نسيجه يكون هشاً ولا يتحمل مدةً طويلة في التخزين.
- جزر "دنفراس" (Danvers): يتميز بجذوره السميكة وشكله الأسطواني، كما يمكن أن يتحمل مدةً طويلةً من التخزين وهو جيد للعصير. من أشهر أصنافه جزر "دنفرانس متوسط الطول".
- جزر "شانتيني" (Chantenay): يتميز بجذوره العريضة وشكله المخروطي، كما أنه يتحمل التخزين لمدةٍ طويلةٍ. أشهر أصنافه "كاروسين الهجين" و"الأحمر المحفور".
- جزر "إيمبيرتور" (Impertor): يتميز بجذورٍ طويلةٍ ونحيلةٍ كما أنها دقيقةٌ ومدببةٌ، يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من السكر. من أشهر أنواعه الجزر الأرجواني وجزر إمبيرتور الهجين. [3]
زراعة الجزر واستخداماته
يزرع الجزر من البذور ويحتاج أربعة أشهرٍ حتى ينضج، في ظل الظروف المناسبة قد ينمو الجزر بمدة أقل من أربعة أشهر تصل إلى 80 يوماً، حيث تتمثل الظروف المناسبة لنمو الجزر جيداً بالتعرض لدرجة حرارةٍ بين 16-21 درجة مئوية، فالجزر يحتاج إلى الشمس كما يحتاج للظل.
إن التربة العميقة هي الأفضل لنمو الجزر، كما يجب تطبيق السماد وفقاً لنوع التربة وذلك بالنظر إلى ما تفتقر إليه التربة فقد تكون نسبة البوتاس مرتفعة ونسبة الفوسفات منخفضة أو العكس، كذلك بالنسبة للآزوت الذي تحتويه التربة، ويمكن ري الجزر للحفاظ على رطوبة التربة. [2]
الاستخدام الغذائي للجزر
يؤكل الجزر بعدة طرق، حيث يمكن تناوله نيئاً أو مطهياً وذلك باستخدامه مع الحساء واليخنات بعد سلقه أو قليه. يصنع من الجزر طبقٌ مشهور اسمه "جوليان الجزر" الذي يضاف إليه الكرفس والبصل.
أما في الهند فيتعدد استخدام الجزر، حيث يضاف إلى السلطات وطبق الأرز الحار، كما يصنع الناس في شمال الهند طبقاً شعبياً من الجزر يسمى "حلوى الغجر" أو "حلوى الجزر".
يتكون هذا الطبق من الجزر المبشور الذي يطهى مع الحليب ثم تضاف له المكسرات والزبدة، يشكل الجزر جزءاً رئيسياً من طبق الخضار المشوي ويستخدم في صناعة صلصةٍ تتكون من التمر الهندي والجزر. [2]
ختاماً، يستخدم الجزر كغذاءٍ رئيسي بعدة طرق، حيث يؤكل نيئاً أو يطهى ويسلق ليضاف إلى الحساء واليخنات، كما أنه يمكن يحمي من بعض الأمراض المزمنة مثل مرض القلب والسرطان والسكري وضغط الدم المرتفع، ويساعد الجسم على التخلص من السموم.