فن التواصل الإجتماعي: من الذوق ألا تسأل في خصوصيات الأخرين
أخبرتني صديقتي بأنها وعلى مدى قرابة العشر سنوات كانت تلتقي من حين لآخر بزميل سابق، كانت قد عملت معه في إحدى المؤسسات قبل انتقالها لعمل آخر، فكلما تلتقيه تسلم عليه وتسأله عن أحواله واحوال زوجته وأبنائه. وفي كل مرة يرد عليها بدماثة مطمئناً اياها عن اوضاعهم الجيدة. منذ فترة، وعن طريق الصدفة علمت صديقتي بأن لا أبناء لزميلها السابق وبأنه قضى وزوجته سنوات طويلة ومريرة في رحلة علاج لم تؤت ثمارها.
إن الحرج الكبير الذي شعرت به صديقتي ما هو إلا شعور متنقل بيننا وعنوانه الوحيد التسرع بالكلام والحكم المسبق على ظواهر الامور، فكم من سيدة ممتلئة الجسد قد سمعت السؤال اللازمة: هل أنت حامل؟؟ لتنفي الأمر خجلة من وزنها الزائد ومحرجة من الملاحظة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بعض الناس لديهم حبّ الاستطلاع ورغبة في التطفّل على حياة الآخرين لمعرفة أسرارهم، وقد تقودهم هذه الرغبة الجامحة أحياناً الى طرح أسئلة محرجة أو مربكة للآخر، وذلك من أجل معرفة المزيد عن خصوصياتهم أو بقصد إحراجهم لغرض في نفس يعقوب... أو قد يأتي السؤال المحرج ببساطة للتسرع في إطلاقه دون تفكر. في مطلق الاحوال إن الاجابة عن الاسئلة المحرجة بحدّ ذاتها أمر محرج ومثير للازعاج، لكونه قد يدخل في خصوصية الفرد أو بما نسميه الأسرار.
لا يحق لأي شخص التدخل في أمور الآخرين الخاصة، إن الاتيكيت يحث على احترام حرية الآخرين والابتعاد عن التطفل وإحراج الآخر. هذا وتختلف الاسئلة المحرجة باختلاف المواقف والاشخاص. هنا أكثر الاسئلة المحرجة والتي من الذوق ألا تسألها بل ان تدع الآخرين يسرونها لك على راحتهم.
من الذوق ألا تسأل: "كم راتبك ؟"
من الذوق ألا تسأل الرجل العاطل عن العمل بخاصة أمام الغير:"انت لسه ما لقيت شغل؟"
من الذوق ألا تسأل الفقير إن كان يمت لك بصلة قرابة أو جيرة: "هل تريد نقودا ؟" بل أعطه من دون سؤال.
من الذوق ألا تسأل الفتاة الكبيرة بعض الشيء بالسنّ: "انت ليش للآن ما تزوجتي؟"
من الذوق ألا تسأل المرأة التي لا تنجب: "انت للآن ماعندك أطفال؟ العيب منك أو منه؟"
من الذوق ألا تسأل المرأة عن أسباب طلاقها.
من الذوق ألا تسأل اليتيم : "كيف مات ابوك او امك؟"
من الذوق ألا تسأل الوالدين : "كيف مات ابنكما؟"
في بعض المجتمعات العربية من الذوق ألا تسأل الرجل عن أخواته أو زوجته (الا في حالات مرض أو ما شابه).
من الذوق ألا تسأل الضيف: "هل تريد شيئاً من شراب أو طعام ؟" بل قدم ضيافتك دون سؤال فإن سألته فإنك بذلك قد تحرمه، مع العلم ان طريقة طرح السؤال لها أهميتها القصوى، فمثلاً السؤال التالي: " بتشرب شيء؟" يختلف عن: "هل قهوتك بسكر أم بلا سكر؟" فالسؤال الاول يبدو وكأنه سؤال "رفع عتب" بينما السؤال الاخير يظهر اهتمامك بالضيف وضيافته ولكنك تترك له حرية الخيار.
من الذوق ألا تسأل التاجر أو صاحب محل : "كم تكسب في المعدة المعينة؟" فهذا يظهرك بمظهر الحاسد.
من الذوق ألا تسأل من هو مصاب بمرض عضال : "ألم تتحسن حالتك بعد؟"
من الذوق ألا تسأل أحدا، بخاصة السيدات: "كم عمرك؟"
من الذوق ألا تسأل : "كم ثمن هذه؟"
ولكن هل علينا الاجابة عن هكذا نوع من الأسئلة ؟ إن الاتيكيت ينصحنا إما بإجابة مقتضبة أو بالتهرب بلباقة عن الاجابة عن سؤال لا ترغب في الإجابة عليه. ولكن الاهم ألا ننجر للغضب الذي قد يولده الحرج وأن نحسّن إخراج تعابيرنا بطريقة لبقة، واليك المثال :
قد يسألك أحدهم عن سنك، هنا بالامكان التهرب من الاجابة بالقول:
أ- كبير بما يكفي لكي أحكم على الأمور.
ب- فوق 21 عاماً على سبيل المثال بدون تحديد.
ج- ذكر سن كبيرة جداً: مع الضحك والسكوت.
أو قد تسأل عن ثمن شيء معين، وتكون الإجابة:
أ- لا أتذكر الثمن.
ب- تظاهر بأنك تحاول تذكر ثمنه لكنك لا تستطيع.
ج- الرد بأن "كل شئٍ غال الآن وأصبحت المعيشة مكلفة ... دعنا لا نتحدث في النقود حتى لا نصاب بالإحباط" ثم قم بتغيير الموضوع.
يُذكر أن الحوار والمحادثة البناءة مفتاح أساسي لتواصلنا الاجتماعي والعملي، وهذا ما فرد له الاتيكيت فصولا في أصول وآداب المحادثة.
لكل موقف سؤال وجواب
عزيزي مدام سلام،
ذهبت لتناول الغداء مع بعض زملاء العمل، ولكنني لم أكن جائعاً، فتناولت جزءاً من الطبق، لذا طلبت من النادل توضيب ما تبقى لأخذه معي، وهكذا حصل. غير أن زملائي لم يتوقفوا عن إغاظتي وأصبحنا كلما نزور مطعماً ما يتهكمون على فعلتي!! فهل طلب أخذ بقايا الطعام أمر خاطئ أم صحيح؟؟
عزيزتي رنا،
يبدو وكأن زملاءك في العمل قد وجدوا سلوى جديدة بإغاظتك تحبباً على ما يبدو... تحياتي لكم. لا نستطيع الحكم بالمطلق على صحة أخذ ما تبقى من الطعام، حيث إن أمورا عدّة يجب أن تؤخذ في الاعتبار، منها:
لا يحق للمدعو طلب أخذ فضلات الطعام، فقط يحق ذلك لصاحب الدعوة، بمعنى آخر يحق الامر لمن دفع فاتورة تناول الطعام. أما في ما يتعلق بالولائم التي يدفع كل مدعو ثمن وجبته، فهنا يحق لك فقط أخذ ما تبقى من طعامك ولا يحق لك طلب الحصول على بقايا طعام الحاضرين، الا اذا هم عرضوا عليك ذلك.
بالاجمال ينصح بالابتعاد عن هذا الامر إن كنت قد تناولت أغلب الطبق، فترك القليل أفضل من أخذه. وكذلك ينصح بالاحجام عن ذلك في المآدب الرسمية ومآدب غداء أو عشاء العمل.
• رجاءً ابتسموا عند إلقائكم للتحية، فالتحية الصادقة دائماً مقرونة بالابتسامة.
• لا تطل السهر عند من تعرف أنه عليه النهوض في الصباح الباكر، أو عند شخص يبدو عليه النعاس والتعب.
• عند أي باب (مكتب، مصعد، طائرة...) الافضلية للخروج أولاً، ودائماً الافضلية في الخروج للأقرب من الباب.
• لا تقول لا في بداية الإعراب عن معارضتك لرأي ما ، بل ابدأ بالإيجاب ثم اذكر رأيك المخالف.
• هناك فرق بين اتيكيت العمل والاتيكيت الاجتماعي. ففي اتيكيت العمل يتساوى الرجل والمرأة على عكس الاتيكيت الاجتماعي، حيث تحسب الاسبقية للنساء.
• الضحك له فائدة نفسية وصحية كبيرة لكن إذا كنت خارج المنزل أو في مكان عام فلا تضحك بصوت عال.
• لا يترك الرجل مقعده للمرأة إلا في الحالات التالية: إن كانت المرأة كبيرة في السن، أو حاملا أو تحمل طفلاً أو ضعيفة البنية أو إذا كانت تحمل شيئاً ثقيلاً.
تعرفوا أيضاً على اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
اشتركي في نشرة ليالينا الإلكترونية لتصلك آخر المقالات في أصول الإتيكيت الرمضانية على البريد الإلكتروني.