فضل ليلة القدر
ليلة القدر هي واحدة من أفضل الليالي والتي تقع في العشر الأواخر من رمضان، وهي غير محددة بليلة معينة، يلجأ المسلمون إلى تحري ليلة القدر للفوز بفضل هذه الليلة العظيمة ونيل رضا الله تعالى ورحمته، تابع المقال التالي لتعرف على فضل ليلة القدر.
فضل ليلة القدر في رمضان
تختص ليلة القدر بمجموعة من الفضائل العظيمة فيما يلي أبرزها:
فضل ليلة القدر ابن باز
تختص ليلة القدر بالعديد من الفضائل العظيمة، وفيما يلي أبرز ما ورد عن فضل ليلة القدر، [1]
- ليلة مباركة، تتميز هذه الليلة بكونها مباركة لما فيها من خير وفضل عظيم، إذ تنزّلَ فيها أعظم الكُتب وأشرفها؛ ففيها أنزل الله تعالى- القرآن الكريم؛ هداية للناس، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 3 - 4].
- ليلة العفو، يكثر فيها العفو، وتغفر فيها الذنوب، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه)؛ (رواه البخاري 4/ 255 ومسلم 759).
- ليلة السلام، إذ تتنزل الملائكة بالسلامة والرحمة والسكينة، قال تعالى: (تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ*سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر: 4 - 5].
-
ليلة الغفران، يُعَدّ العمل الصالح فيها أفضل من عمل ألف شهر؛ أي أن العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر دونها، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [القدر: 3].
فضل ليلة القدر والاعتكاف
ليلة القدر هي أفضل الليالي، وقد أنزل الله فيها القرآن، وأخبر سبحانه أنها خير من ألف شهر، وأنها مباركة، كان الرسول عليه الصلاة والسلام يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها، فعن عائشة رضي الله عنها، "كان إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشدَّ المئزر"، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام والسلف من بعدهم يعظمون العشر الأواخر ويجتهدون بأنواع الخير، فكانوا يحيون هذه الليلة المباركة بالصلاة، وقراءة القرآن، وشتى أنواع الذكر والعبادة، إيمانا واحتسابا حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب والعتق من النار.[2]
علامات ليلة القدر
وصف عليه الصلاة والسلام هذه الليلة حتى يتمكن المسلم من التعرف عليها، وفيما يلي أبرز علامات هذه الليلة، [1]
- خروج الشمس في صباحها من غير شُعاع تُشبه القمر في ليلة البدر، ثبت في "صحيح مسلم" أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبر أنَّ مِن علاماتها: أن الشمس تطلع صبيحتَها لا شُعاع لها.
- تكون السماء فيها صافية ساكنة، ويكون الجوّ فيها معتدلاً؛ غير بارد ولا حارّ، ثبت من حديث ابن عباس عند ابن خزيمة 3/ 331، ورواه الطيالسيُّ في "مسنده" 1/ 201، وسنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلةٌ طَلْقة، لا حارَّة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراءَ ضعيفة). صحيح الجامع
- ليلة مضيئة تمتاز بشدة الإضاءة والنور، ثبت عند الطَّبراني 22/ 59 بسند حسن من حديث واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: (ليلة القدر ليلة بَلْجة - مضيئة - لا حارَّة ولا باردة، لا يُرمَى فيها بِنَجم).
الأوقات المستحبة للدعاء في ليلة القدر
أخفى الله سبحانه وتعالى علم ليلة القدر عن الناس رحمة بهم، ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة، أما عن وقتها فهي في العشر الأواخر من رمضان؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (تحرَّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)؛ (متفق عليه)، أما عن الأوقات المستحبة للدعاء في ليلة القدر فهي في الثلث الأخير من الليل، ويستحب الدعاء فيها لفضلها العظيم، ومن الأدعية المستحبة في هذه الليلة المباركة اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو، فاعف عنِّي. [1]
عمل المسلم في ليلة القدر
يستحب للمسلم طلب الطاعات والعبادات والاجتهاد بها في العشر الأواخر من الشهر الكريم، وفيما يلي أبرزها، [4]
- الاستعداد لإحيائها: إذ يستعدّ المسلم لإحيائها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر احرص على ترديد أذكار الصباح كاملة ومن بينها، (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك) (صحيح ابن ماجه).
- القيام: بَشّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مَن قامها؛ إيماناً بالله، واحتساباً للأجر، بالمغفرة، والأفضل أن يقتدي المسلم في القيام بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فيُصلّي إحدى عشرة ركعة؛ يُصلّيها ركعتَين ثم ركعتَين، ثمّ يُوتِر بركعة، ولا حرج في الزيادة عن ذلك؛ لفِعل الصحابة -رضي الله عنهم-.
- الدعاء والذكر: علّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عائشةَ -رضي الله عنها- دعاءً تدعونه في ليلة القدر إذا عَرَفتها، وهو: (اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني).
- قراءة القرآن: يستحَبّ في هذه الليلة المباركة الإكثار من قراءة القرآن، ومن كان قادراً على ختم القرآن كاملاً أن يختمه في ليلة القدر، وله بذلك أجر عظيم.
- الإكثار من الأعمال الصالحة، ومنها الصدقة، وإفطار الصائم، والإكثار من الدعاء، والحرص على السنن الرواتب والسنن الأخرى.
شاهدي أيضاً: أدعية شهر رمضان: دعاء ليلة القدر
آداب الدعاء في رمضان
قد ثبَت من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم)؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح، وبذلك يجب على المؤمن أن يتقرب إلى الله تعالى بالدعاء مع الحرص على الالتزام بآداب الدعاء، فيما يلي أبرزها، [3]
- الإخلاص لله وحده لا شريك له في الدعاء وعدم الاستغاثة بأحد غيره.
- الامتناع عن المحرمات.
- حضور القلب والإخلاص بالدعاء وعدم الغفلة، واليقين التام من استجابة الله تعالى للدعاء.
- البدء بالثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى والصلاة على رسوله الكريم.
- مشروعية التوسل إلى الله تعالى بصفاته الحسنى؛ مثل: بجودك أستجير، برحمتك أستغيث، بكرمك ألوذ، أو بالأعمال الصالحة التي عَملها الإنسان مخلصًا لله وحده لا شريك له فيها؛ مثل: أسألك ببِري بوالديَّ لما رحمتني، أو بصلاتي لما وفَّقتني.
- الحرص في الدعاء على الطهارة، ورفع اليدين واستقبال القبلة.
- الاستمرار والإلحاح في الدعاء وعدم تركه أو الانقطاع عنه.
- تجنب الدعاء بما هو محرم، كالدعاء بقطيعة الرحم أو الدعاء على الوالدين.
شاهدي أيضاً: أدعية ليلة القدر للرزق والزواج وتحقيق الأمنيات