على الديانة اليهودية وفاة إنشراح موسى أشهر جاسوسة في الدراما المصرية
توفيت الجاسوسة الإسرائيلية انشراح موسى، عن عمر يناهز 87 عامًا في مدينة تل أبيب في إسرائيل، بعد صراع طويل مع مرض الاكتئاب، وتم دفنها وفقًا للعقيدة اليهودية.
إنشراح موسى أشهر جاسوسة في الدراما المصرية
على ديانتها التي اعتنقتها بعد سفرها إلى دولة الاحتلال، توفيت الجاسوسية الإسرائيلية انشراح موسى التي عرفت في دولة الاحتلال باسم دينا بن ديفيد، قبل أيام.
إنشراح موسى هي من أشهر الجواسيس التي تمت تجسيد قصتهم في الدراما المصرية، إذ في عام 1994، قدمت الدراما المصرية مسلسل باسم "السقوط في بئر سبع" جسد حياة العائلة الجاسوسية، ولعب الفنان سعيد صالح دور الزوج إبراهيم، وجسدت الفنانة إسعاد يونس شخصية انشراح.
من هي انشراح موسى؟
ولدت انشراح عام 1937 في محافظة المنيا وتنتمي لأسرة ميسورة الحال، وحصلت على الشهادة الإعدادية عام 1951، بعد المرحلة الإعدادية تعرفت على إبراهيم شاهين، في حفل زفاف أحد أقاربها، وخلال فترة قصيرة توزجا وانتقلت للعيش مع في العريش.
عمل زوجها إبراهيم محاسبًا في مديرية العمل بالعريش، واتهم بالرشوة وحبس لعدة أشهر، ليخرج من السجن عاطلاً، وفي نفس الفترة وقعت النكسة عام 1967، وعملت إسرائيل جاهدة على استقطاب عملاء جدد لها.
نجح الاحتلال في استقطاب إبراهيم الذي سعى لكسب المال بالطرق الشرعية وغير الشرعية، ذهب إبراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي يطلب طعامًا، ليعطيه ضابط إسرائيلي جوالاً من الدقيق، ثم يعرض عليه العمل مع إسرائيل مقابل 70 دولارًا شهريًا، وقدم له ضابط من الموساد الذي استقطبه وجنده إغراءات وتعهد بإغراقه في النقود وتأمين الحياة لذويه في العريش.
خضع زوج انشراح للتدريب، ثم بدأ العمل رسميًا كجاسوس إسرائيل، وبدأ في تجنيد زوجته، التي وافقت على الفور كما استقطب ابنائه الثلاث للعمل معه لخدمة الكيان الإسرائيلي.
خضعوا لفترة تدريب على إرسال الرسائل المشفرة إلى الموساد من قلب القاهرة إلى تل أبيب، وأتقنا التمييز بين مختلف الأسلحة والمعدات العسكرية، وعمل أبناءهما على مصادقة أبناء الضباط لمعرفة مواعيد ومواقع عمل آبائهم.
سافر إبراهيم مع أسرته إلى القاهرة وبدأ العمل على جمع المعلومات وإرسالها إلى تل أبيب، ونجحا مؤقتًا في إرسال معلومات استخدمها الكيان الإسرائيلي، لاستهداف الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري، خلال فترة حرب الاستنزاف.
المخابرات المصرية توقع بإنشراح موسى وزوجها
تمكنت المخابرات المصرية، من التقاط ذبذبات من جهاز إرسائل الرسائل المشفرة الذي مدتهم به إسرائيل، وبعد تتبع المنازل التي صدرت منها الموجات نجحت المخابرات في معرفة سكانه، وألقت القبض على إبراهيم، في 5 أغسطس 1974.
في تلك الفترة كانت انشراح في رحلة إلى روما لمقابلة أحد ضباط الموساد، وعادت إلى مصر في 24 أغسطس عام 1974، وعند وصولها إلى منزلها فوجئت بضباط المخابرات المصرية يلقون القبض عليها، واعترفت أمام جهات التحقيق بعملها كجاسوسة لصالح الكيان الإسرائيلي.
محاكمة إنشراح موسى
تحت عنوان "الكشف عن أخطر قضية جاسوسية لحساب إسرائيل" كشفت صحيفة الأهرام في عددها الصادر في الذكرى الأولى لحرب أكتوبر تفاصيل الشبكة الجاسوسية.
وبعد أقل من شهر من مانشيت الأهرام، قضت محكمة بإعدام موسى وزوجها بتهمة الخيانة العظمى، وأصدرت أحكامًا أخرى على ابنهما الأكبر، وأودعا الآخران في دار لرعاية الأحداث.
نفذ حكم الإعدام بحق زوجها إبراهيم، وتدخلت إسرائيل لتأجيل تنفيذ الحكم في إعدام انشراح، وقضت 3 سنوات في السجن حتى أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات عفوًا عنها لإعالة أولادها في يناير من عام 1977، وتم تسليمها رسميًا لإسرائيل.
إنشراح موسى وحياة جديدة في إسرائيل
فور وصول انشراح وأبنائها إلى تل أبيب، اعتنقوا الديانة اليهودية، وغيرت اسمها إلى دينا بن ديفيد.
وفي عام 1989، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا عن حياة العائلة اليهودية الجديدة، وكشفت عن انشراح تعمل في دورة مياه للسيدات بمدينة حيفا، وترغب بشدة في العودة مجددًا للعمل كجاسوسة، ولم يتحمل ابنها الأكبر الحياة في إسرائيل وهاجر هو وزوجته اليهودية لكندا.